موضوع: روعة ........ وجمال .................تشكيليون فلسطينيون الأربعاء مارس 03, 2010 6:23 am
[font=Arial Black] السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الفنان التشكيلي الفلسطيني " مروان أبو الهيجاء"، من مواليد بلدة (الحدثة) في شمال فلسطين عام 1942، تعلم الفن على نفسه في بداية الأمر، ثم تابع دراسته لأصول الرسم والتلوين والتشكيل على يد الفنان الفلسطيني (عبد عابدي)، من خلال مجموعة من الدورات الفنية التشكيلية، هو مقيم في مدينة (طمرة) الفلسطينية بعد الغزوة الصهيونية لفلسطين، مزاولا مهنته كموظف، أقام مجموعة من المعارض الثنائية والجماعية داخل بلدات الأراضي الفلسطينية المغتصبة عام 1948.
فطريته وهوايته المعشبة بدربة وخبرات مهنية وتقنية متاحة، أدخلته في واحة الابتكار الفطري كرسام ونحات ومصور محكوم بنوازع محض شخصية، تُجسدها لوحاته وأعماله النحتية، المحمولة بذاتية الهوى والمضامين المطروقة في عموم تجاربه، تداعب الطبيعة الفلسطينية حيناً، وجماهير شعبها وتراثها، ومفاتنها الحاشدة بالمرئيات حيناً أخر، مشدوهة بجماليات عفوية، متساوقة وروحه الباحثة عن موطئ صورة لذاكرة بصرية، مُمجدة لحيز المكان والأرض والإنسان، موصولة بجماليات الفطرة والتلقائية المطروقة في أعماله.
تشي تجاربه الفنية، بحقيقة مشاعره وأحاسيسه وانحيازه لذاته ومحيطه وموطنه وناسه، من خلال طرائق وصفه، وأساليبه المتفردة والعاكسة لمقدرته على صياغة مواضيعه وتقنياته وخصوصية أسلوبه الفني التشكيلي، المربوط بحبال الوجد والبساطة والتبسيط الشكلي للأماكن والشخوص، وجامعة لمدارات الذاكرة الفلسطينية الحبلى بالعمائر والماء والخضرة والوجوه الحسنة كما يراها، وضجيج الورود والأشجار، وشموخ الجبال وثراء المشاهد الموصوفة داخل حيز لوحة وسطوح.
لوحات ومنحوتات مشدودة لشفاف وطن وجماليات مكان، مليئة بتجليات الموروث الشعبي الفلسطيني المتناقل عبر الأجيال، ورسم ونحت مشاهد من الواقع الفلسطيني المعاش في صور شكلية متعددة، سواء داخل البيوت الريفية أو في المزارع والفلاحة المتغنية بتقاسيم الأرض المشبعة بعرق الفلاحين وجهدهم، تظهرهم في هيئات شكلية طافحة بالبساطة التعبيرية، المختزلة والمقصية لتفاصيل الملامح الكلاسيكية المعهودة في الأنماط المدرسية الأكاديمية.
الخطوط والملونات المنثورة في ثنايا المساحات الممتدة داخل أسوار اللوحات، متناسلة من ملونات الدائرة اللونية الرئيسة، وجامعة لجميع ملونات الطيف البصري، تميل في معظمها إلى شفافية اللون وزهوته بملامس تقنية متحررة من القيود، كتل لونية متراصة ومرصوفة في جميع الاتجاهات، تحتضن شفاف الفكرة ورمزية الحالة التصويرية المتجانسة وقدرات الفنان على التأليف والوصف والتعبير، حاضنة لمناظر خلوية من الطبيعة والسوق، وأخرى تعكس جلسات فلسطينية داخل جدران البيوت، تفوح منها الفطرة والبساطة الشكلية.
يحتل موضوع جدار الفصل العنصري الصهيوني، مكانته في رسومه وتصويراته الخطية واللونية، ويُظهر انحيازه المكشوف لأبناء شعبه وعدالة قضيته، وتوقه ومحاولته الدائمة في اختراق الجدران الصهيونية المصطنعة، وتصميم هذا الشعب العربي الفلسطيني على اخذ حقوقه المستلبة، والتحرر وزوال أشكال القهر والاغتصاب الصهيونية للأرض والإنسان، وما تكرسه لوحته عن مقاومة الجدار، من إرادة وطنية صلبة وراسخة في وعي وضمير أبناء الشعب العربي الفلسطيني الواحد بالرغم من قسوة الاحتلال وجبروته وصنائعه المعبرة عن حقد وكراهية غير مسبوقتين في تاريخ الإنسانية.
الفنانة التشكيلية الفلسطينية " سميّة صبيح"، من مواليد مدينة "يافا" عام 1947، شردتها دروب نكبة فلسطين عام 1948 وعائلتها للإقامة بمدينة غزة. تخرجت من كلية التربية الفنية بجامعة القاهرة عام 1968، انتقلت للعيش في مدينة دمشق السورية، وعملت في سلك التدريس بمدارس وكالة الغوث الأونروا كمدرسة للتربية الفنية، وافتها المنية بدمشق عام 1999، كانت من المؤسسات الفاعلات لاتحاد الفنانين التشكيلين فرع سوريا وتسلمت عضوية أول هيئة إدارية عام 1979.
لوحاتها الفنية التصويرية معنية على الدوام، بتلمس معين الموروث الشعبي الفلسطيني، ومحاكاة دروب النضال الوطني الفلسطيني في حمولاته الاجتماعية والإنسانية، موصولة بالبساطة الشكلية والإحساس العفوي، مفتوحة على تفاصيل عناصرها المنسوجة، والمنثورة كمزق لونية مستعارة من جعبة الزخرفة العربية في ظلالها الهندسية والنباتية، ومن جماليات التطريز الفلسطيني متنوع النقوش، لاسيما المتوالدة في الأثواب الفلسطينية التراثية، والغارقة بجماليات الوصف وتجانس الأشكال والملونات.
تصوغها الفنانة كعناصر شكلية ذات محمول دلالي، مفردات متوالية داخل مضامين نصوصها البصرية. تبني جسور متينة في علاقات الشكل بالمضمون التراثي واللمسة التراثية، وتجوب المكرر والمتناظر وحركية شكلية تملأ المساحات التجريدية الملونة، بإيقاعات متجانسة تبحث عن تناسبها، وتلاؤمها مع مغزول الفكرة التعبيرية الموحية، والموضوعات المجسدة في توليفات الصورة المرئية والمتخيلة في لحظات ابتكار وتجلي.
الأسرة الفلسطينية التي قوامها المرأة عماد البيت التربوي، هي واحدة من ميادينها التعبيرية، ومساحة مناسبة لبوح رؤاها الجمالية والإنسانية، وفيها محددات الانتماء والانحياز لقضية الوطن الفلسطيني والمرأة بأن معاً، لأنهما المعين الوجودي المتقارب، والرمزية الفلسطينية المتجلية في أرفع صورها، كلاهما حاضن للمواطنة وتخوضان غمار القضية بآلامها ودروب النكبات الوعرة في مسيرة الشعب الفلسطيني طيلة قرن من المعاناة والمواجهة والصمود، تدرجها في لوحات تصويرية حافلة ببساطة التعبير وصدق الحالة المنفعلة بالأحداث، ومداعبة للذات الشخصية في صور تعبير متعددة.
للكائنات الحية والطبيعة الفلسطينية في لوحاتها التصويرية ثمة فسحة لمكان، وتوليفة رمزية للمعاني الحميدة التي تخفيها رموزها ودلالاتها المتوارية في المعتقد الشعبي الفلسطيني، وما تمثله في مساحة النضال الوطني ومسيرة الكفاح المسلح، من خير يعم بالفائدة على الجميع، وثورة مستمرة بأبنائها تبحث عن تفاصيل وطن مفقود ورغبة أكيدة في استعادته، وإعادة الحقوق لأهلها وزرع ابتسامة النصر المرتسمة فوق محيا الوجوه والشفاه، نجد للحصان كرمزية منسوبة للثورة في أجمل حلة شكلية، مزين بالزخارف المتكررة في جميع الاتجاهات.
وطيور الحمام المنسوبة لمقولات السلام، تغرد في سربها الموصوف داخل أسوار القصيدة البصرية، تناغم سنابل القمح والبيوت الفلسطينية العتيقة، وترسم معالم القرية وبساطة العيش الكريم، وجداول العيش المرسومة بأشعة الشمس، وجرار الماء بأيدي النسوة الحالمات بلقاء أحبة وخلان، ودروب معشبة بخيرات الأرض الفلسطينية الطيبة، من أعشاب وأزهار ونباتات، تغني قصيدة الحرية، وتعزف ترانيم موسيقى بصرية جميلة لوطن فلسطيني جميل.
للمدائن الفلسطينية حظوة في لوحاتها، ولمدينة القدس نكهة تعبيرية طافحة بالخصوصية، ولها في لوحاتها أكثر من موضع ومقام بصري، تسبح فيها بتداعيات الفكرة، ترسم معالم عمارة شكلية حافلة بالزخارف والملونات المتجانسة، والمحمولة بمدارات امتدادها المساحي، والمتداخل فوق قماش اللوحة، وتوليفات مبسطة للبنية الشكلية التصويرية، تصبو فتنة بصرية متكئة على الاتجاهات التجريبية، والتعبيرية التجريدية خصوصاً، ومكشوفة على اتساع المساحات المتوالدة.
تنسجها الفنانة بتلقائية وبساطة شكل وتوليف، في هندسة عمارتها المزخرفة، وتلاحم خطوطها ونجماتها السابحة بكثرة في سماء اللوحة، والحاضنة لزوجين من الحمام المزخرف أيضاً، في إيقاعات شكلية متوالية ورتيبة، تشكل المداد البصري للمآثر الدينية والتاريخية الحاشدة في مدينة القدس، وتعانق سنابل القمح المرصوفة، والمداعبة ليوميات طفولة عابرة، لوحة تقوم على التبسيط والاختزال، ومقاربة وصفية لرسوم الأطفال، ورمزية الدال والمدلول، وتقصد الاندماج الذاتي والانفعالي مع عالم الطفولة في الشكل والمضمون والفكرة الرمزية الموحية.
موضوع: مجوعة اخرى ..... من الفن التشكيلي الجمعة مارس 19, 2010 8:54 am
الفنان التشكيلي الفلسطيني "علي إبراهيم الأشهب"، من مواليد غزة عام 1956، حاصل على دبلوم معلمين تخصص تربية فنية عام 1979، وبكالوريوس التربية الفنية قسم التصوير من جامعة حلوان المصرية عام 1983، ودبلوم الدراسات العليا من جامعة الأقصى، عمل وما زال في تدريس التربية الفنية في مدارس وكالة الغوث الدولية بقطاع غزة، عضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيلين وأمين سرها ما بين 1985- 1986، شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها.
متعدد الصنائع التقنية، فهو رسام ومصور بارع، وقادر على ترجمة رؤاه الفنية فوق سطوح خاماته، في مواضيع منتمية جملة وتفصيلا إلى موطنه، ومعاناة شعبه العربي الفلسطيني، وذاكرة مكانه الولود بجميل الوصف والتقنيات. متجول في معالم الصورة البسيطة والمؤثرة على عين المتلقي وبصيرته، والحافلة بمجون خياله وخلفياتها التصويرية الموصوفة، والمستعارة من وحي مدارس فنية تشكيلية متعددة، موزعة ما بين الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية، والتعبيرية التجريدية، والسريالية المنفتحة على التراث حيناَ والمقاومة الشعبية الفلسطينية في كثير من الأحوال.
لوحاته الفنية المستظلة بالأحبار السوداء والمعانقة لبياض اللوحة، والتي يخطها كموتيفات صحفية، تروي قصص متنوعة لمرجعياته البصرية، يدون من خلالها مسيرة حكايات فلسطينية الوقع والصدى والسمات، ترسم معالم الريف الفلسطيني، وتجليات الموروث الشعبي المتوالد في ألبسة النسوة الفلسطينيات، وأخرى حافلة بتقاسيم الزخارف الهندسية الموزعة في متن بعضها، تُحاكي المطرزات الفلسطينية المعهودة بكثرة في قطاع غزة. وتبرز جماليات وطن وذاكرة بصرية محفوظة عبر تواصل الأجيال.
كل لوحة تخفي في طياتها حكاية، وتبني جسور تفاعل مع أنفاس الأرض الفلسطينية الطيبة، والمكشوفة على أبجدية الوجود والبقاء، في صراع وجودي من نوع جمالي مختلف، يخاطب العيون والعقول والقلوب في لحظة تأمل وفسحة اكتشاف، وتساعد المتلقي في الدخول الموفق لثنايا رقعة ملوناته، وهندسة عمارته الوصفية، تستعير رموزها المرسومة من وحي الطبيعة الفلسطينية الغناء، ورقص الطيور والعصافير المغردة في الصباحات الفلسطينية الجميلة، حاضنة لمدينة القدس ومسجد قبة الصخرة فيها، كدلالة رمزية ومعنوية ونضالية على مكانة وأهمية القدس في قلوبنا وعقولنا نحنن العرب الفلسطينيين بجميع نحلنا وأطيافنا السياسية والدينية.
نجده في لوحاته التصويرية الملونة أكثر مرونة وحركة إيقاعية، وتفاعلاَ مع رموزه ومفرداته التشكيلية الموصوفة، تستقوي بجماهير الشعب العربي الفلسطيني ومسيرة نضاله المستدامة، وبجميع الأماكن الفلسطينية المباركة، وتدون قصائد الانتفاضات الفلسطينية المتكررة، وتسجل بالخط واللون والحركة التصويرية المنثورة فوق قماش الخامة، مقامات أطفال الحجارة والأقصى، والمقاومة البطولية لجميع مكونات شعبنا العربي الفلسطيني ومن مختلف الأجيال والأجناس.
تراه سريالي النزعة الفنية، في كثير من لوحاته، يُغرد بشخوصه المحورة في سماء اللون وفضاء الحركة المفتوحة على تضاريس الهندسة المسطحة، وتوازن الحسبة الشكلية ما بين الخلفيات الملونة في تدريجات متكافئة، وممتدة المساحات بعموم اللوحات، ومتآلفة مع العناصر الرئيسة المتواضعة في هيكلية الجسد البصري، ومحمولات الفكرة المرصوفة.
النسوة الفلسطينيات حاضرات بقوة في مسارب لوحاته، يأخذن تشكيلات وصفية حاشدة بخصوصية المواطنة الفلسطينية، وما يشوبها من حالات قلق وقنوط وأمل ودروب معاناة، مأخوذة بالمقاومة متنوعة الأسماء والأماكن، سواء أكانت عبر حقول الخير، أو في مفارق التراث ومفاتنه الشكلية، وتحويراته الهندسية والنباتية والحيوانية لمتواليات متناسلة من واحة أوراق الشجر والطبيعة الخلوية، والعمائر المزخرفة في حلة لونية مكررة ومتناظرة وفي جميع الاتجاهات.
أطفال الحجارة وانتفاضة الأقصى لها في لوحات الفنان "الأشهب" مساحة لوصف بصري وطيب الأثر للمشاهدة الحسيّة المثيرة لتجليات الصمود والمقاومة، تقص حقيقة الواقع المعايش في سرد بصري متوافق مع عموم الأراضي الفلسطينية، بثورة شعبية مسلحة بإرادة النصر والأمل الساكن في نفوس الشيبة والشباب، وتسبح في مكانة المسجد الأقصى في ذاكرة الناس الدينية والمعنوية والتاريخية.
وللجدار حصة وافرة من المواقف السردية، تشكل في ذاتها المبتكرة، حالة من حالات المقاومة على جبهة الثقافة، وتفعل فعلتها الموثقة للمشاهد ومسرود الأحداث الفلسطينية، كنوع من التسجيل الصادق، والمنفعل بالحدث بجميع صوره النضالية ودروبه، ليكون للخطوط والملونات الدسمة والمستعارة من معين دائرة الألوان الرئيسة، الأساسية منها والمساعدة، وتفرعاتها اللونية المتدرجة والمتناسقة، والعبقة بخصوصية الفنان وطرقته في مد عجينته اللونية فوق السطوح مفردات وعناصر وجمل تشكيلية واضحة الهدف والغاية.
[quote]
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: تشكيليون فلسطينيون الإثنين أبريل 05, 2010 5:32 am
الفنان التشكيلي الفلسطيني (نصر عبد العزيز) من مواليد مدينة الخليل بفلسطين عام 1941، درس هندسة العمارة في معاهد موسكو الروسية ما بين 1961-1963، ثم تابع دراسته للفنون الجميلة بجامعة القاهرة بمصر ما بين 1863- 1968، وأنجز دورة في الرسوم المتحركة بالعاصمة الإنكليزية لندن عام 1970، وحاصل على دبلوم دراسات عليا في ميادين الإخراج السينمائي من المعهد العالي للسينما بالقاهرة عام 1980، أقام مجموعة من المعارض الشخصية في الأردن والإمارات العربية المتحدة، وحائز على جوائز تقديرية في بينالي الإسكندرية بمصر.
ينتمي فنياً إلى جيل الفنانين التشكيليين الواقعيين العرب، والى الجيل الثالث في الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية، الذين غمرت لوحاتهم الفنية مساحة العروض في ستينيات القرن الماضي، باعتبارها المرحلة الساخنة في عموم الكرة الأرضية، وفي ميادين الثقافة والفكر والسياسة خصوصاً والمعبرة عن روح الثورة، وحركات التحرر الوطنية العربية والعالمية التي عمّت المعمورة، وفي مقدمها الثورة الفلسطينية المرافقة لتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964. شغلته القضية الفلسطينية كفنان، وكواحد من جموع هذا الشعب الفلسطيني المقاوم على جبهة الفن التشكيلي، وشكلت له رافعة بصرية لتدوين سرديات الانتماء عبر اللوحات التصويرية.
وغرقت أفكاره ومساحة مخيلته واسعة الطيف البصري في هموم القضية، عبر تنويعات العزف التقني الملون على تقاسيم التراث، والاشتغال على الموضوع التراثي الشعبي الفلسطيني بكل تفاصيله وجزئياته، مقروناً بإحالات رمزية هنا، وملامح واقعية تعبيرية هناك، تداعب شخوصه وعناصر مكوناته المنثورة فوق سطوح لوحاته، بغنائية اللون وشفافيته ودفئه وألفته، واقترابه من عين المتلقي وعقله، وتداعب معين الذاكرة وتُساعدها في فتح نوافذ مشرعة على هموم شعب وآلام وطن، وأحلام منتظرة على طريق المقاومة والعودة للوطن الفلسطيني المغتصب.
الأنثى هي الأم، والابنة والزوجة والمربية والمقاتلة، هي المفردة الحاضرة بقوة في غالبية لوحاته، ومركز الاهتمام الرئيس في كثير من اللوحات، تُذكرنا بذاتنا وبيوتنا المفتوحة على مساحة الأمل، ومرتبطة بحركة المقاومين الفلسطينيين الواثقين من النصر، وفيها من بشائر هذا النصر الشيء الكثير، وتجعل من متممات الشكلية المتجلية بمفردة الحصان والطفل وزخارف التراث مضامين رمزية طافحة بإرادة الوجود والصمود والحياة، وتفتح مساحة من الحرية الشكلية والمعنوية لتوالد الصور والأفكار والمرئيات.
الطفولة حاضرة أيضاً في كثير من مبتكراته، موصولة بشكل ما أو بآخر بطفولته وذكرياته الشخصية في مسيرته ومسيرة أطفال اللجوء والخيمات، وتستدعي مراحل العبور المؤلمة في الزمن الفلسطيني الصعب، وتذكر دروب المعاناة والتهجير وترانيم التشرد التي أصابت الشعب الفلسطيني مقتلاً في أرضه وأحلامه ومصيره، وأفقدته الوطن والمواطنة وحرية الاختيار، وأمسى مجرد رقم ولاجئ في قيود الأمم المتحدة، وحالة خاصة في سجلات الأونروا، ينتظر القادم بكل ما فيه من ظلم وسواد.
مواضيعه متنوعة المحتوى، ومحافظة على وحدة الأسلوب والمدرسة الفنية والاتجاه الفني، وهي لم تخرج قط عن مسارب الاتجاهات الواقعية المكحلة بمحسة تعبيرية ورمزية، وجودة الاختيار في توزيع العناصر ما فوق قماش اللوحات، محافظة على تجانس اللمسات اللونية وتوازنها ورتابة الإيقاع البصري المتناغمة في عموم مكوناته، ومشمولة بموهبة وخبرة ودربة مستوفية لجميع شروط الرسم والتلوين الجيد، والتي تجعل من لوحاته متسمة بحلة شكلية متوافقة في الشكل والمضمون والتقنية والمدرسة والاتجاه وأسلوب الفنان، ومقدرته في توصيل مساحة بوحه الفني والجمالي.
اللون في عموم لوحاته متوالد من دائرة الألوان الرئيسة، الموزعة ما بين الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) والمحايدة ( الأبيض، الأسود)، وتفتح المجال الواسع لولادة تدريجات لونية مشتقة، يغلب على خلفيات لوحاته اللون الأصفر، ليحضن هذا التناغم اللوني بقية الملونات، ويفسح المجال كثيراً لعناق الأحمر والأزرق، ويرسم دروب واضحة لحركية اللون وحدته برودة وحرارة داخل أسوار التكوين، ويفعل فعله المؤثر في عين المتلقي، لاسيما مقاماته الشكلية الموصولة بمناهل التراث والمتواجدة بكثرة في ملابس نسوته، وأثوابهن الفلسطينية المزينة بملونات العلم الفلسطيني، والمشغولة بإبر التطريز الفلسطينية الشهيرة.
مكوناته ملتزمة بسياقها الأكاديمي والمهني، من حيث النسب القياسية والمدرسة الفنية، محسوبة العناصر والمفردات الشكلية المنثورة داخل البنية التصويرية، حاشدة بكل متطلبات العمل الفني المتقن، والمعبر عن ذات الفنان وارتباطه بفنه وقضيته، هي لوحات فلسطينية كاملة المواصفات الشكلية، وتنبأ عن صانعها بسهولة ويسر، وعن أسلوبه في تعشيق مساحة أفكاره ومخيلته ورؤاه الفنية، وطريقته في استحضار عجينته اللونية ورصف مفرداته ورقص ريشته بيده الخبيرة والتي تعرف حدود مواضيعها الفلسطينية الموصوفة. ــــــــــــــــ * فنان وناقد تشكيلي فلسطيني arts1a@yahoo.com
[quote]
عاشقة الشهادة مشرف
عدد المساهمات : 560 تاريخ التسجيل : 15/12/2009 العمر : 42
موضوع: رد: روعة ........ وجمال .................تشكيليون فلسطينيون السبت أبريل 10, 2010 8:05 am
قمة الروعة والابداع متميزون اهل فلسطين في كل شىء حتى في الشهادة دمت بعز اخي سامر وبارك الله فيكم كلكم
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: روعة ........ وجمال .................تشكيليون فلسطينيون الجمعة مايو 21, 2010 6:06 am
الفنان التشكيلي الفلسطيني ( عبد الرحيم واكد أبو عقلين) من مواليد قطاع غزة عام 1945، تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة ، وحصل على دبلوم الدراسات الفنية عام 1969، أقام مجموعة معارض فنية فردية وجماعية في مجموعة من الدول العربية لاسيما سورية والأردن والسعودية ومصر. عمل في سلك التعليم وتدريس الفنون الجميلة، والإخراج الصحفي، وحاصل على مجموعة الجوائز الفنية وشهادات التكريم، وهو عضو مؤسس لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بالقاهرة، والنادي الأدبي بمدينة الطائف السعودية.
لوحاته في بداية الطريق الفني التشكيلي فيها فيض سردي من الدراسات الفنية التشكيلية المدرسية كمشاريع متصلة بالتخرج، وتُظهر مقدرة الفنان على تصوير مشاهد متنوعة من الريف المصري، سواء في مناظر الطبيعة والكائنات الحية والإنسان، المتواجدة داخل أروقة المساحات المسرودة، بحس تعبيري أكاديمي ولمسة واقعية مكشوفة لعين المتلقي وبصيرته، غايتها إظهار كفايته الشخصية وتتويجاُ لما تلقاه من تعلم ودربة وخصوصية البحث والتجريب.
بينما لوحاته التصويرية بعد التخرج الأكاديمي، معنية جملة تفصيلا بالقضية الفلسطينية، مثقلة بذاكرة المكان الفلسطيني، ومحمولة بهموم الشعب العربي الفلسطيني المفرحة القليلة والحزينة المقيمة، والمنحازة في جميع الأحوال إلى خيارها الوجودي المقاوم، على طريقة وأسلوب الفنان في معالجته مواضيعه التشكيلية، والكيفية التي يصوغ فيها مفرداته وعناصره وجمله الشكلية. ولا تُغادر مخدعها الأكاديمي الأول في أثناء دراسته في جامعة القاهرة.
لوحات مثقلة بالحيوية والحركة السردية، وكثافة العناصر والأماكن والشخوص الدائرة في متن المساحات الشكلية الموصوفة، التي تدخل في صلب القضية الفلسطينية ومعاناة شعبها، كذاكرة بصرية موثقة وشارحة ، ومشاركة في عملية الصراع الثقافي مع العدو الصهيوني البغيض، تأخذ حيز المحاكاة للوقائع اليومية الفلسطينية، وترجمة تعبيرية لمواقف الثورة والانتفاضات، والإقدام الموصولة بدروب الطمأنينة والأمل.
بيوت المخيم الفلسطيني وناسه البسطاء الطيبين هي المادة البصرية الحيوية التي أمدته بمساحة التأليف والخبرة السردية، والمقدرة الفنية على توظيف فعّال لحياة الناس اليومية في مضامين لوحاته، وتشرح حقيقة وجودهم وطبيعة علاقاتهم الاجتماعية وتضامنهم مشاعرهم، وتوحد مسارات مساراتهم ومصابهم، وملامح أقدارهم في خوض يوميات الصراع الدموي ومع الكيان الصهيوني. يدخل في بنيتها السردية مواهب الفنان ومقدرته على التعبير والتوصيل بالخط واللون والفكرة المعبرة.
لوحات عنوانها المقاومة، المرسومة على ملامح الوجوه الفتية ومن جميع الفئات والأجناس والأعمار، وملوناتها موصوفة بدرجات لونية متجانسة ومتكافئة حدة توافقاً وتناقضاُ في أن معاً، تدخل مساحة الواقعية التعبيرية، وتفتح المجال لتوليفات المساحة التجريدية المتناثرة في الخلفيات، والتي تشكل حاضنة مناسبة لتوازن العناصر الأساسية المرصوفة في محتويات كل لوحة من لوحاته.
وحضور الموروث الشعبي الفلسطيني في لوحاته جلياً واضحاً في كثير من سردياته البصرية، يدرجها تقاسيم تراثية موصولة بغنائية الفكرة وتعبيرية الوصف التقني القائم على التجريد في كثير من تفاصيل اللوحات، تظهر وجوه النسوة وملامحهم وثيابهم الموشاة بالرموز والزخارف وتنويعات شكلية مليئة بالحكايات، ومدرجات الأساطير المحكية والمتوارثة عبر مدارات السنين، كدلالة حسيّة واقعية ورمزية عن حقيقة الوجود الفلسطيني والتاريخ والشعب الذي يمتلك الأرض والحقوق.
المدائن الفلسطينية في عمارتها القديمة والحديثة لها فسحة لمكان ومساحة تعبير، يدرجها في حلة شكلية نمطية، محاكية لواقعية المشاهد المرئية والموصوفة، والمحمولة بأحاسيسه ومقدرته الذاتية على سبك معالمها، وتجلياتها الوصفية، وفي لوحاته المصورة تذكرة لأماكن معالم دينية وسواها من معطيات التاريخ والحضارة العربية الإسلامية. القدس المدينة المقدسة في عوالمها التاريخية والدينية هي مجال حيوي، ورئيس في عموم تجلياته التصويرية، يصوغها في أكثر من لوحة ومشهد ولقطة بصرية، تحاكي ذاكرة المكان الموصوف، وتقدم رسالة معنوية وشخصية، وتبين أهميتها في ذاكرة العرب المسيحيين والمسلمين، تجمع في طياتها معاني رمزية شتى، وتكشف بشكل ما أو بآخر عن حقيقة المواجهة والمقاومة الفلسطينية المشروعة المسلحة منها والشعبية، بما أوتي الشعب العربي الفلسطيني من مبتكرات صموده ومقاومته.
رسمت التهجير والمخيم.. واحتفظت بكوشان البيت ومفتاحه
[center][center]التشكيلية تمام الأكحل
زيتونة الفن التشكيلي الفلسطيني [/center][/center]
فنانة تشكيلية فلسطينية صوَّرت بإبداع ريشتها وعلى مدى أكثر من خمسين عاما تراث الشعب الفلسطيني وواقع معاناته، وهي تعد بحق زيتونة الفن التشكيلي الفلسطيني، وعلامة فارقة في مساحة التشكيل العربي، في شخصها أو عِبر لوحاتها التصويرية المنتمية إلى ذاكرة المكان الفلسطينية بجميع فصولها اليومية.
ولدت في مدينة يافا - فلسطين 1935 شردتها النكبة مع أهلها من يافا إلى بيروت 1948 منحتها كليــة المقاصــد في بيــروت بعثـة لدراســة الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة بالقاهرة عام 1953 حصلت على شهادة الفنون الجميلة وشهادة إجازة تدريس الفن من المعهد العالي لمعلمات الفنون بالقاهرة 1957 في القاهرة عام 1954 افتتحه ورعاه الرئيس جمال عبد الناصر.
يصعب الحديث عن تمام دون الحديث عن زوجها إسماعيل شمّوط والعكس صحيح أيضاً.
في عام 1983 - 1992 اضطرتهما الظروف لمغادرة لبنان والعيش في الكويت متفرغين للفن. أما في عام 1992 - 1994 فاضطرتهما الظروف مرة أخرى لمغادرة الكويت والعيش في مدينة كولون بألمانيا.
وإذا كان إسماعيل شموط يمثل البداية التسجيلية للفن الفلسطيني مطلع الخمسينيات، فإن تجربة تمام الأكحل تعتبر التجربة الرائدة بالمعنى الدقيق للريادة، فهي أول تجربة فنية تتجاوز في إبداعاتها الصيغ التسجيلية في تعبيرها عن القضية الفلسطينية، وهكذا فتحت الباب على مصراعيه للدخول في مرحلة جديدة متطورة.
شـاركت في المعرض الذي أقامــه زميلـهـا وزوجها الفنّان إسماعيل شموط و شـاركته في كافة المعارض التي أقيمت لأعمالهما في معظم البلاد العربية، وفي عدد كبير من بلاد العالم،شاركت في عشرات المعارض المشتركة العربية والدولية في الدول العربية والأجنبية لها أعمال مقتناه في عدد من متاحف الدول العـربية والأجنبية ومن قـبل مقتني ومحبي أعمالها حاصلة على جوائز متنوعة عديدة
وتعتبر لوحاتها مدونة مميزة لسجل فلسطيني حافل بدروب المعاناة والألم، في مقابلة موضوعية مع دروب المقاومة والتفاؤل والأمل.
أترككم الآن مع أجمل لوحات تمام الأكحل
الاقتلاع من يافا
لوحاتها تنتمي إلى فنون المدرسة الواقعية التعبيرية، والتعبيرية التأثيرية ذات الأنفاس الانطباعية الملتزمة بقواعد الرسم وأصول التلوين الحداثي، وفق رتابة منطقية متوازنة ما بين فضاء المشهد وتوليفات السطوح المشغولة بحراك اللون، ومتجانسة وبنية الهندسة المعمارية للتكوين الفني وطريقة رصف العناصر والمفردات التشكيلية وفق المساقات المدرسية الأكاديمية المراعية لقواعد المنظور والنسب الذهبية القياسية لتوزيع الخطوط والملونات.
وعد لمن لا يملك لمن لا يستحق
تجد في متن نصوصها جميع ملونات الدائرة اللونية الرئيسية من عناق مكشوف لصراحة الأحمر والأزرق والأصفر، ومتممات بصرية لتداعيات الأسود والأبيض المتسللة ما بين تدريجات الملونات الاشتقاقية للأخضر والبرتقالي والبنفسجي والبني وسواها، في تمايز بصري ملحوظ ما بين الضوء والعتمة، والمقابلة الموضوعية ما بين درجة لونية وأخرى. هي مأخوذة بالملونات الزيتية في مراحل بيانها البصري المُبكرة، ومتأثرة بشكل ما أو بآخر بخبرات زوجها، ومطابقة وصفية لمحتويات النص البصري وتشكيل نمط من توحد الفكرة والروح والهموم والمواضيع ولكن تمايز تقني وخصوصية وتفرد في أسلوبها التعبيري.
مقطع من لوحة ميناء الخير
تدور لوحاتها في مساحة الحلم الفلسطيني، وفيض الذاكرة المُختزنة في وجدان الفنانة وذكرياتها المُستعارة من طفولة مبكرة حول موطن الولادة، تداعبها في صور وتجليات الخط واللون المنثورة في أناقة وصفية فوق توليفات الخامة المستعملة. تبوح بخلجات النفس والنجوى والشوق المشروع في استعادة وطن مسروق بفعل غزوة صهيونية وعالمية، تستحضر يافا المدينة بما فيها من جماليات البحر والتلال والحقول وخيرات الطبيعة الفلسطينية الغناء. وتوق إلى منزل أهلها في البلدة القديمة.
يافا عروس البحر
ويجد المتبحر في أشرعة زوارقها الفنية التشكيلية رزمة بصرية مؤتلفة من ذكريات المنافي واللجوء متعددة الأسماء والأماكن، تُجسد معاناة الشعب العربي الفلسطيني لاسيما أولئك القاطنين في أسوار المخيم الفلسطيني البائس في لبنان، والموزعة ما بين شماله وجنوبه في مخيمات الزينكو، والقهر بتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والنبطية وعين الحلوة والرشيدية ونهر البارد والبداوي وسواها،تُسقط من خلالها حجم المأساة ويوميات الحزن الفلسطيني المًقيم.
التحدي
كما يجد للمقاومة الفلسطينية في أطوارها المتعددة فسحة واسعة من المآثر الفنية المًُحملة بجماليات السرد البصري حول الفلسطيني المقاوم، الذي كشف مفاتيح سعادته المنشودة في ظلال الوطن الفلسطيني السليب، والإصرار على حق العودة ولو قاده ذلك الطريق شهيداً مرفوعاً على الأكف في حضرة نعش مُهيب. تصوغها في رمزية تعبيرية فائقة، تربط ما بين مفهوم الثورة بالحصان، والوطن الفلسطيني المُعشب بجماليات التراث وعبق التاريخ والبعد الحضاري في شقيه الديني والسياسي.
الشرخ
لوحة تبوح بيوميات العرس ولكن على الطريقة الفلسطينية، العروس ترتدي ثوب زفافها الأبيض وبيدها حزمة من ورود تورية بصرية عن طهارة الوطن الفلسطيني مرسومة في يمين اللوحة، يفصلها عن فرسانها المنتشرين في ضفة الغربة والمعاناة الفلسطينية في يسار اللوحة شرخ أرضي عميق. هي تعبير عن مساحة الأمل المولود عِبر الطفولة الفلسطينية المسلحة بالعلم والمعرفة ورصيدها التاريخي والنضالي المُجسدة بقوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، عرس فلسطيني يصل الوليد بالشهيد.
لا تتركوا الحصان وحيدا
(في اللوحة نري حصان ابيض يتوسط تقريبا مركز اللوحة ، تحيط به من كل جانب التلال الصخرية .و تنتظم التلال الصخرية فيا للوحه بطريقة تشي بأنها اتحدت مع بعضها لحصار الحصان و منعه من إيجاد طريق للنجاة من حصارها له!!
نظام التلال علي شكل أقواس متقاطعة ،حيث يأتي قوس من اعلي إلي أسفل من جهة اليمين يأتي من خلفه و يتقاطع معه قوس أخر من جهة اليسار و هكذا إلي نهاية اللوحة في طريق منحني إلي اليسار قليلا لكنه مسدود كذلك بالصخور المتامره لحصار الحصان ..و لا يجد الحصان أمامه منفذا إلا إلي السماء في إشارة إلي ضرورة أن يتوجه الحصان إلي الله و لا يركن في طلب المساعدة إلي أصحابه العرب الذين لا يسمن دعمهم و لا يغني من جوع.
للصخور ألوان مختلفة متباينة و كذلك لها ملامس و أشكال مختلفة توحي بالتنوع اللا متناهي لأشكالها و كذلك قدرة الفنان علي الإبداع و التشكيل المختلف في نفس الموضوع ،فتباين الألوان لم يخل بالتناسق اللوني لمجمل اللوحة ،بل زادها جمالا من الناحية التشكيلية أو اللونية ،حيث تشعرنا موجات الصخر المتتابعة بأنها موجات بحر لا طبقات صخر
الحصان الأبيض في المنتصف نجده شديد البياض ووقفته توحي بحالة الحيرة التي انتابته من مشهد الطريق المتعرج المغلق أمامه حتى الأفق فوقف لا يبدي حراكا كأنه يسال الدعم و المساندة.
اللوحة فيها معاني باطنه فألوان الصخر و كثرة تشكيلاته و تنويعاته توحي بالإعاقات المتعددة المصادر و المختلفة الأشكال التي تقف إما طموحات الحصان الأبيض النقي في ظاهره و باطنه و الذي يرمز في اللوحة للإنسان العربي بصفة عامه علي اعتبار أن الحصان كان و لا يزال مع الجمل رمزا للصحراء التي يسكنها العرب و يرمز للفلسطينيين بصفة خاصة علي اعتبار أن الفلسطينينن هم أكثر العرب تعرضا للمتاعب و الحصار في هذه المرحلة التاريخية.
اللوحة في مجملها من الناحية الجمالية مميزه بألوانها المتعددة و تنويعاتها التشكيلية الكثيرة ،مما يجعلها ثرية تشكيليا و لونيا و كذلك تعتبر معبره من الناحية الرمزية و هذا يجعلها تضم كافة المميزات التي يمكن من خلالها الحكم علي العمل بأنه مميز)
الفنان التشكيلي الفلسطيني" علي سعيد الأضم" من مواليد غزة عام 1956، بدأ حياته الفنية في أروقة دور المعلمين حاصلاً على دبلوم التربية الفنية عام 1976، ثم تابع تحصيله الأكاديمي بجامعة حلوان المصرية والحصول على بكالوريوس التربية الفنية رسم وتصوير عام 1981، مستكملاً دراساته العليا في دبلوم الدراسات العليا في جامعة الأقصى، عمل في سلك التعليم وتدريس التربية الفنية بمدارس وكالة الغوث الدولية، وعضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بقطاع غزة، ومُشارك فعّال في العديد الدورات التدريبية للمواهب الفنية، والمعارض داخل فلسطين وخارجها، وحاصل على مجموعة من شهادات التكريم.
لوحاته منحازة تماماً لخيار المقاومة على جبهة الفن والثقافة، وعاكسة لتربيته الفطرية النضالية المرتبطة بشجون المخيمات الفلسطينية وهموم الثورة ومعاناتها، معنية في إظهار الصورة الفلسطينية النضالية في أجمل حلة شكلية، تواكب دروب اللجوء وانطلاقة الثورة الشعبية والمسلحة في قطاع غزة وبقية مخيمات اللجوء الفلسطينية، أخذة بعين الاعتبار تاريخ ذلك الشعب ومورثه وحضارته بعين الاهتمام، وسهت مواهبه ودربته الأكاديمية والمهنية كتربوي ومناضل أن تحمل لوحاته دورة الأماني الفلسطينية والطموحات الكبار في التحرير والعودة.
ثمة مراحل فنية متتابعة في مسيرته التشكيلية، نلحظ من خلالها ملامح تطوره التقني وتخيره الموضوعي لمضامين لوحاته، العاكسة في جميع الأحوال لقضيته الفلسطينية وكفاح شعبها المشروع، واكبت مسيرة الثورة الفلسطينية في ستينيات اقرن الماضي، وما زالت تحمل أسفارها البصرية الموصوفة ذلك الوهج الشكلي والمعاني الرمزية الحافلة بالانتماء لذاكرة ارض ووطن وأمة عربية مكافحة من أجل حقوقها وكرامتها ووجودها، والتقنيات في أعمالة متراوحة ما بين الأنماط التقليدية بالفن، والمتناسلة من تقنيات قلم الرصاص والفحم وتناقضات الأبيض والسود وتدريجات المساحات اللونية الرمادية.
والمعانقة لسمو الفكرة الموصوفة، ونجد لفلسطين الخريطة والجغرافية وسارية العلم الفلسطيني بما فيها من رموز معنوية وإحالة بصرية، تأخذ موقع القلب ومفتاح جميع القضايا العالمية والمواضيع، وأيادي الثوار من جماهير الشعب العربي الفلسطيني الممتدة في جذورها عميقاً في الأرض، كأشجار راسخة الوجود والاستمرار والحضانة والرعاية التي تحيطها بالحنو والألفة، وترسم ملامح الأمل المتجدد بالتحرير والعودة، في واقعية اللقطة وحرفية المؤثرات الحسيّة اللونية، تأخذ مثل تلك المواضيع من ذاكرته البصرية تقاسيم شكلية متعددة العناصر الشكلية والمتآلفات.
وفي مرحلة لاحقة من اشتغاله التقني والموضوعي، نجده مشدوداً بقوة نحو التراث الشعبي الفلسطيني، وتصوير ملامح يومية معايشة، يستعير رموزه وخطوطه وملوناته وعناصر أفكاره من جعبة الحرف والصنائع اليدوية الشعبية الفلسطينية، لاسيما الأزياء الشعبية للرجال والنسوة على قدم المماثلة الوصفية والحضور الدائم في تجليات فكرته الموصوفة. يدرجها في مجاميع شكلية لمتواليات كتل وشخوص، أو في سياق ثنائيات، وأفراد مقصود تصويرهم لاعتبارات فنية بحتة
لمرأة الفلسطينية لها سجلها البصري الدائم في لوحاته، فهي تعبير عن الأرض والوطن والمواطنة والأم الولود، المحتفية بأولادها البررة الميامين الذين يخوضون معركة الوجود مع كيان عنصري صهيوني غاصب للأرض والإنسان، يلونها بملونات العلم الفلسطيني تارة، وبملونات الأرض الفلسطينية المعطاء تارة، لا تُغادر عراك التقنية والعجينة اللونية المتناسلة من ملونات الدائرة اللونية الرئيسة، المفتوحة على تناغمات الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) ومتعانقة اندماجاً تكاملياً مع الملونات المتممة والمساعدة من "أبيض واسود)ن لتخرج من بين يد الفنان لحمة لونية متماسكة ومتجانسة الإيقاع الشكلي المنثور فوق توليفات والفكرة التعبيرية المقصودة.
تعبيراته الشكلية المعنية بنبش ركام التراث والصنائع اليومية المتداولة في كثير من الأسر الفلسطينية، هي ميدانه الفريد، لعزف تقاسيم لونية مغادرة واقعية اللقطة التصويرية الأكاديمية، لمصلحة خيارها التطوري والدخول في مساحة الحداثة التشكيلية، والتي تُعطي للرمز حيناً مكانته في تداعيات اللوحات، وللتجريد المساحي صولته وجولته في رصف مداميك العمارة الوصفية لمكوناته الشكلية، ولتدخل عالمها المتخيل في مقطوعات هندسية ملونة وموصولة بفضاء السريالية المحببة لذات الفنان وطريقته في سبك مقامات ولائمه البصرية.
حجري الرحى"الطاحونة" التراثية الشعبية، مغزل الصوف اليدوي، جرار الماء الفخارية، مظاهر الأفراح والأعراس، الصيد البحري، حوريات البحر، عمائر الزخرفة التراثية والمتوالدة من غرز التطريز الفلسطيني، هي عناوين عريضة لفسحة التعبير الفني المتاحة، التي وجدت في متنها روحه المنفعلة بالحدث وطريقة مثلى للوصول إلى وطن فلسطيني معافى من سطوة العدوان الصهيوني واغتصابه، وهي حالات وسرد بصري طبيعي في مسيرة فنان عاش الواقع مناضلاً وتربوياً وإنساناً تواقا لنيل حريته وحرية أبناء شعبه.