بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في رحــاب الله، واللهُ شاهـدُ يُوحّدُنـا بالحق، والحقُّ واحـــدُ
أخي لو قضى الرحمنُ نهجـاً محدّداً لكان الذي يقضـي، ولا من يضاددُ
ولكنّـه شــاء التعــارفَ بيننـا لكي يُكرَمَ الأتقى ويرقى المكابــدُ
وما شاء تفريقاً ولا شـاء فُرقـــةً بل الجمعُ والسُكنى وليس التباعـدُ
فكلّ بني الإنسان في الأصل أخــوةٌ وكـلّ ديانـات السمـاء روافــدُ.
شهادةُ حـقٍّ واعترافٍ تضُمُّنــــا يقينــاً بأنّ الكــلَّ لله عائــدُ
صـلاةٌ لبارينـا نعيـشُ رجاءهــا فنجثـو على أبوابــه ونشاهــدُ
وصومٌ، سوى عـن ذكـره، وتحقّق وتوقٌ إلى فطـرٍ يُلاقيــه ساهـدُ
وفعلُ زكـاةٍ، والزكــاةُ محبّـــةٌ ومن يُعطِ يُعطَ الخيرَ، والخيرُ واجدُ
وحجُّ الحقيقـةِ، والصخـورُ وسائـلٌ يُعرِّج منها نحـو باريـه قاصــدُ
تناوُلُ خبـزِ الحـقِّ يُحيـي نفوسَنـا ويُروى بماءِ العشقِ صَبٌّ وزاهـدُ
هلا تلتقـي الأديانُ في كلّ غايـــةٍ؟ وما الدينُ إلاّ حيث تسمو المقاصدُ
إذا ما اختلفنا في المبانــي فإنّمـا الـ معاني تلاقي بينَنا والعقائــــدُ
فإيمانُنــا بالله حيّــاً منزّهــــاً يُقرّبُنـا، والكـلُّ لله عابــــدُ
وإيماننــا بالأنبيــاء يزيدُنـــا ولاءً، وآثــارُ الهدى تــتواردُ
وإيمانُنــا بالبعث يـــوم حسابِنـا وأنّ لدينــا جوهرَ الروح خالـدُ
وبالقدَر المحتــومِ خيـراً وشــرَّه وبالعدل بالتخيير، والعدلُ سائــدُ
وإيمانُنــا بالعقـلِ ماز ابـــنَ آدمٍ عن الخلقِ، فالإنسانُ بالعقل قائـدُ
هو الصــورةُ الفضلى ومرآةُ ربّـه ومستخلَفٌ في الأرض، حرٌّ ورائدُ
عقائدُ تَهدينا إلى الخيـــر كلُّهـــا، فهـل بعد هـديِ الله إلاّ التعاضدُ؟
صلاتي اتّصــالٌ بالحبيب وإننــي أتــوق إلى لاهوتـه وأُناشــدُ
أراه بناسـوتٍ، أنزّهـه عـن الــ ـورى، وهو موجودٌ وربٌّ وواجدُ
إليــه ابتهالـي بالسـلام ، وعنـده ومنه السـلامُ المُرتجى والمحامـدُ
وحبّـي لأخوانـي الأنــامِ وسيلتـي وصدري لديهـم والضلوعُ وسائـدُ
أُشاطرُهـم حلـوَ الحيـــاة ومرَّهـا ولي عندهم، إن جعتُ يوماً، موائدُ
فمن شــاء عزَّ الدين فليأتِ فرضَـه ومن لم يُؤدِ الفرضَ فهـو المعاندُ.
ألا فليتـــقِ اللهَ من كـان مؤمنــاً فبالحبّ لا بالحقـد تُبنى المعابـدُ
ولا يبلــغُ الغايــاتِ وجـهُ تعصّبٍ مُراءٍ، ولا يُعطـي السماحةَ فاقـدُ
ومن يحمــلِ التوحيــدَ دون حقيقةٍ كمن عاش وهمـاً راح فيـه يُزايدُ
طبيبٌ يُداوي الغيــرَ وهـو بدائـِـه عليلٌ، كمن رام العُلى وهو قاعـدُ
ومـن يـدّعِ الإيمــانَ دون محبـةٍ كمـن يدّعي عيشَ التقى وهو حاقدُ
ومن يقتــلِ النفسَ البريئـةَ مجـرم ومن يغتصب حقَّ الشعوب مُطارَدُ
وكلُّ ضجيج الحرب وهــمٌ وباطـلٌ وكلّ غلـوٍّ فاقـدُ الوزن خامــدُ
موازيـنُ أقطـابٍ، محـاورُ لعبــةٍ وأمواجُ كرهٍ، مدُّهـــا يتصاعدُ
مصالـحُ تجّـارٍ، مفاتيـحُ فتنـــةٍ معاهدُ إرهابٍ بنتهــا المكائـدُ
فليست مــن التقــوى بأيّ ديانــةٍ وليست من الإيمانِ تلك المعاهـدُ.
أخي في حمى الأوطان هـل نرتجي لنـا سوانا، وهل نبغي غريـباً يُساعدُ؟
إذا لم نعـش فيـها الحيــاةَ أحبّــةً فهـل نرتجيهـا عندما نتقاعـدُ؟
وهـل قــام منّـا بالتديّـنِ عاقــلٌ وهلاّ ارتـقى فوق التمذهب راشدُ؟
وكــلُّ كتـابٍ منــزَلٍ أو مقـدّسٍ سبيـلُ ارتقــاءٍ، مسلكُ وقواعدُ
لنـا لغـةُ القرآن تهـدي دروبنـــا فتعلــو بها فوق اللغات المقاعدُ
هي السرُّ والسحرُ البديــع، جمالُــه مبانـي المعاني، نثرُها والقصائدُ
هي الشرعُ والأحكام والعلم والهــدى لسانُ التحدّي بالفصاحـــة ماردُ
هي الأصـلُ آياتٌ سمــت ومعارفٌ عروبتُهــا للعالميــن قلائــدُ
كأنّـي بها، والكونُ يركضُ هاويـاً، طريقٌ إلى نــور الحقيقـة واردُ
ومجلسُنـا يروي اختباراتِ حبِّنــا مشاعـرَ صدقٍ جسـّدتها المشاهدُ
توحّدُنـا الأديـانُ مهمـا تنوّعـت لغـاتُ الترقّـي، إنّما الحقُّ واحدُ
ألا باركَ الرحمنُ بالضاد إن حكـت لها عندنا قلـبٌ يفيـضُ وساعـدُ
موضوع: أخــوة الإيمـان...شعر رائع آخّاذ 
الخميس ديسمبر 24, 2009 6:19 am
