شاهد عيان يروي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"
هكذا تم اغتيال الشهيدين الكرمي والنتشة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام
كانت عقارب الساعة تقترب من السابعة والنصف من مساء يوم الخميس (7-10)، كانت هناك حركة كثيفة للطيران في الأجواء، وحلقت بعض الطائرات على مستوى منخفض في بعض المناطق المحيطة بمنطقة سكننا في جبل جوهر، كما روى شاهد على الجريمة الصهيونية لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".
وأضاف قمت بإطفاء جميع اضواء المنزل لأتمكن من رؤية اي شيء في المكان، لأنني أحسست بوجود حركة غريبة، وحينها قال لي ابني أن هناك سيارة من نوع 608 متواجدة في المكان، وكانت تقف تحديدا بالقرب من بيوت ابو اسنسنة في المنطقة المقابله لمنطقتنا، فالغريب في الأمر أن هذه السيارة هي عبارة عن سيارة تجارية، حيث السيارات من نوعها تقوم ببيع الخضراوات في الحارات البعيدة عن الشارع الرئيسي، فأدركت ان في الأمر شيء.
وتابع في حوالي الساعة الثامنة والنصف انقطعت الكهرباء عن الحي كاملا، وأصبحنا نعيش في ظلام حالك، فتفاجئت حينها ان ابني يقول: منزل جيراننا مضيء من الخارج باضواء مسلطة علية، فأخرجت رأسي من النافذة، فإذا سيارة الخضراوات متوقفة أمام المنزل المضيء، وكان عدد من الشبان المسلحين ولكنهم بلباس مدني ملتفين حولها، وأمعنت النظر، فإذا هم من جيش الاحتلال، وهم عبارة عن قوة خاصة وكانت محاصرة المنزل الجاور وهو لعائلة برقان والتي كان متحصن بداخلها الشهيدين البطلين مأمون النتشة ونشأت الكرمي.
مشاعر الذهول والصدمة سيطرت علي عندما سمعت أصوات صواريخ تطلق باتجاه المنزل، وأعتقد انها من نوع اينيرجا لأنهم كانو يطلقونها من اسلحتهم، واستمر اطلاق النار مايقارب 4 ساعات وكان متقطع، وفي ذلك الوقت حضرت تعزيزات من الجيش وكانت ترافقهم جرافة كبيرة من نوع d9 وجرافة صغيرة الحجم، وكانت الساعة حينها قاربت الواحدة والنصف صباحا.
في هذا الوقت بدأت الجرافة بهدم اجزاء من المنزل المحاصر ،حيث اخذت تنهش به من الناحية الشرقية، وقد هدمو جميع الغرف الملاصقة للمنزل، وهي عبارة عن غرف تربى بها الماشية والدجاج، وقد قتلو جميع الاغنام في هذه الغرف.
استمرت الجرافة بهدم وتجريف محيط المنزل، وفي ذلك الوقت شاهدنا عددا من الشبان يخرجون من المنزل، عرفنا فيما بعد انهم اصحاب المنزل وهم من عائلة برقان، حيث تم اعتقال الاب وابنائه الثلاثة.
ويضيف: لم يغمض لي جفن وأنا اراقب ما يحصل من طرف النافذة، وقد قاربت الساعة السادسة صباحا، حين سمعنا اطلاق نار كثيف وقوي بالتجاه المنزل، وتوقف فجأه، وعندما أمعنت النظر، كان هذا الاطلاق باتجاه الشهيد مأمون النتشة، حيث خرج وهو يطلق النار باتجاههم، وقد قدرت عدد الرصاصات التي كانت بجسده أكثر من 17 طلقة متوزعة في أنحاء جسده.
في هذة الاثناء، بدأت الناس بالتجمهر بجوار المنزل، وقد رأينا بأم أعيننا حين قام جنود الاحتلال بربط جثة الشهيد مأمون وجرها بالجب العسكري، وحينها خرجت من منزلي وايقنت ان هناك شهداء، وغافلنا الجنود وحملنا الجثمان واتجهنا بها نحو البيوت المجاورة، وأعتقد انهم تركونا لأنهم كانو خائفين من وجود احد في المنزل قد يطلق النار عليهم.
أما الشهيد الثاني وهو نشأت الكرمي، فقد قامت وحدة من جنود الاحتلال باقتحام المنزل، وقامت بجرة من المنزل المتهاوي، ووضعته بالقرب من المنزل، حيث انتهزنا فرصة انشغالهم باقتحام وتمشيط المنزل، واخذنا جثمان الشهيد وتم نقلهما الى مستشفى محمد على المحتسب في البلدة القديمة في الخليل.