منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حوارات المآذن العداء للأسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حوارات المآذن       العداء للأسلام Empty
مُساهمةموضوع: حوارات المآذن العداء للأسلام   حوارات المآذن       العداء للأسلام Emptyالأحد ديسمبر 13, 2009 5:14 am

أثار الاستفتاء الذي جرى في سويسرا حول السماح ببناء المآذن ضجة كبرى في العالم حول الحريات والديمقراطية الغربية، والمدى الذي وصلت له الدول الغربية في العنصرية والعداء للاسلام والمسلمين، وأعاد هذا الاستفتاء الاسئلة القديمة الجديدة عن قيم التسامح والحريات والقبول بالآخر في الأديان والحضارات، وقدرة هذه الأديان والدول صاحبة الحضارة على استيعاب والقبول بالآخرين الذين يختلفون معها في الدين والعرق والثقافة.

من المعروف أن تاريخ العلاقة بين الغرب والشرق، وبين الاسلام والمسيحية بشكل عام، شابته العديد من الحروب والخلافات والاختلافات، واختلطت العنصرية بالأهداف الاستعمارية وغلفت بغلاف الدين، وامتزج الزائف بالحقيقي، ولكن من المهم القول أن العديد من المؤرخين والمفكرين المنصفين قاموا بوضع المعايير الحقيقية التي بموجبها يتم وزن كافة الأحداث التي جرت في الماضي الجميل منه والقبيح، ونظرت بنظرة موضوعية للأحداث التاريخية، وأعطت كل ذي حق حقه.

من الطبيعي أن تكون الاختلافات موجودة بين الشعوب، وبين الأديان كذلك، ومن المعروف أن الاسلام على سبيل المثال وضع أسس للعلاقة مع الآخرين من الشعوب والأديان، ومن المعروف أيضاً أن العلاقة بين الاسلام والمسيحية - ومنذ فجر الاسلام - لم تكن علاقة صراع بل علاقة فيها الكثير من التسامح والقبول بالآخر، وحتى عندما ساد الاسلام في مساحة واسعة من الجغرافيا على الكرة الأرضية، وشكل حضارة جامعة للشعوب التي حكمتها دولته، عاش المسيحيون كما غيرهم في دولة اعتبرتهم مواطنيها، و قاتلوا في جيشها براً وبحراً، حتى أنهم قاتلوا أبناء دينهم الغزاة الأوروبيين الذين هاجموا هذه الدولة، ومن الطبيعي القول، أن أي مواطن لا يقاتل دفاعاً عن دولة يعتبرها ظالمة له، مع أن بني دينه الغزاة هم الأكثر قوة في تلك الفترة، وكان بإمكانه الانضمام إليهم في حربهم على دولته ( تحديداً فترة حروب الفرنجة وتصدي صلاح الدين الأيوبي لهم).

الحقائق المعروفة عن علاقة الغرب مع الشرق الاسلامي - صاحب الحضارة الجامعة - كانت علاقة صراع ولا زالت كذلك، وهذا عائد إلى نظرة الغربيين أنفسهم للآخر في الدين والعرق، ورفضهم اعتباره من بني البشر، وهم بهذه النظرة العنصرية المغلفة بالدين يسعون لنفي الآخر واستعمار أرضه وسرقة ثرواته، وسلب إرادته والتدخل في كل تفاصيل حياته، هذا في بلاده، أما في بلادهم، فالعربي أو المسلم، وحتى المسيحي الشرقي، يبقى هو المختلف الذي يرفضونه، ولا يتم قبوله إلا في حال ذوبانه في ثقافتهم، ولكن محظور عليه أن يعيش دينه وثقافته، فهم يعتبرون من يسعى للتمسك بدينه وثقافته وتميّزه خطراً عليهم وعلى حضارتهم، حتى ولو كانوا قلة قليلة في تلك الدول، وبينما يحارب الحجاب والعلاقات الأسرية السليمة، وما تلاه من حرب على المآذن والمساجد والمدارس والكثير من الساوكيات الاسلامية والعربية الثقافة، يعتبر المسلم والعربي الذي يذوب ويقبل بالحضارة الغربية على ما هي عليه هو المقبول وهو الذي تفتح له الأبواب، فهو المسلم الجيّد، وهو العربي المقبول، ولذلك من الطبيعي أن تصبح وزيرة عربية مسلمة وزيرة في حكومة العنصري ساركوزي، لأنها حملت سفاحاً، ومن الطبيعي أن يكون عدد من العرب والمسلمين أصدقاء ليميني عنصري متطرف سويسري يقود حملة لمنع المآذن والمساجد في سويسرا، لأنهم لا يصلون ولا يصومون ويشربون الخمور ويزنون ولا يرتادون المساجد، بل يتفهّمون حملته لحظر بناء المساجد!.

يتذرع العنصريون الغربيون بدعواهم هذه بأنهم يريدون منع أسلمة بلدانهم، وأنهم محقّون بمنع المساجد والمآذن لأن السعودية على سبيل المثال تمنع بناء الكنائس فيها، كما يرون أن المسلم الذي يأتي إلى بلدانهم ملزم بالقبول بقوانين تلك البلاد ( هنا يقصدون قانون حظر المآذن)، كما هم ملزمون بقبول قوانين البلاد الاسلامية، ويعتبرون أن الساعين لبناء المساجد في الغرب هم من ( الأصوليين) الذين لهم مشاكل مع دولهم، وبالتالي فهم في معركة واحدة مع الساسة والدكتاتوريات في العالم العربي والاسلامي.

حقيقة تاريخية لا زلنا نعيشها حتى اليوم، أن المساجد والكنائس متجاورة متعانقة في العالم الاسلامي، وحقيقة التنوّع الثقافي والديني والحضارة الجامعة لكل تلك الاديان والأعراق والثقافات، لا تخطئها العين، فالحضارة الاسلامية استطاعت أن تكون الحاضنة الطبيعية لكل الأعراق والأديان والثقافات التي عاشت في كنفها، فبينما بقيت كل تلك الأعراق والأديان والمقدّسات التابعة لهم موجودة في الأماكن التي يعيش فيها المسلمون كما هي وبلا أي ضرر، قام العنصريون الغربيون بإبادة كاملة للآخر في العرق والدين والثقافة والحضارة، وأقاموا محاكم التفتيش لمنعه من أن يعبر عن ذاته بأي شكل من الأشكال، وبالرغم من الضغط الشديد والجرائم العنصرية المغلّفة بالخطاب الديني إلا أن المسلمين غالباً ما رفضوا الانجرار للمعاملة بالمثل من باب المناكفة والثأر، ولا زالت أماكن العبادة الرئيسة للمسيحيين في بلاد المسلمين تحف برعايتهم، وهذا عائد بشكل رئيسي إلى العقيدة الاسلامية السمحة.

أما قضية أسلمة الغرب، فهذه قضية مردودة عليهم لسبب بسيط، وهو أن المسلمين في الغرب من الأقليات، والمسلمون في الغرب ليسوا كلهم من المهاجرين، فمنهم الكثيرون من أصحاب البلاد الأصليين، وهم مواطنون ولهم حقوق يضمنها قانون حرية العبادة والمعتقد، وما يطلبه المسلمون في الغرب هو أن يأخذوا حقهم كما يأخذ الآخرون من الأديان الأخرى هذا الحق، ولا شيء غير ذلك، كما أن المسلمين المهاجرين في أغلبهم من أحفاد من قاتلوا دفاعاً عن أوروبا في وجه النازية، وقتلوا من أجلها، وهم من أحفاد من جيء بهم لبناء هذه الدول والعمل في مصانعها في فترة ما بعد الحرب العالمية الاولى والثانية، وهم من تلك الدول التي استعمرها الغرب الأوروبي ونهب ولا زال ينهب خيراتها ومقدّارتها ويدعم أنظمة القمع والفساد فيها، ويتسبب بهذه الهجرة إلى الدول المتسببة في شقاء الشعوب وفقدانها للأمل، فواجبات تلك الدول تجاه هؤلاء المهاجرين كبيرة، وما يقدّم لهؤلاء المهاجرين، وما يجب أن يقدّم ليس منّة منهم، بل واجب عليهم، كما أن الهجرة الشابة من العرب والمسلمين لتلك الدول، ضرورة لإنعاش اقتصاد تلك الدول التي غزتها الشيخوخة وتحتاج لدماء وطاقات الشباب لإنعاشها.

أما حجة السعودية، فالسعودية ليست كل العالم الاسلامي، فالمسيحيون موجودون في أغلب العالم الاسلامي منذ فجر الاسلام وحتى اليوم، ولا يتعرضون للظلم من إخوانهم المسلمين، بل أي ظلم ممكن أن يتعرضوا له فهو عائد للتدخلات والاحتلال الغربي العنصري لتلك الدول، وغالباً ما تكون خلف ذلك أصابع مخابراتية غربية عنصرية تدّعي الحرص على مسيحي الشرق، كما أن السعودية هي قلب المقدسات الاسلامية في العالم الاسلامي، وهي منطقة التعبّد الرئيسية للمسلمين، وفيها قبلتهم، والركن الأساسي لحج المسلمين سنوياً، وهي مهد الاسلام، فكما هو الفاتيكان قلب المسيحية الغربية، وممنوع أن تبني مسجداً في هذا المكان المقدّس صاحب الرمزية الدينية للمسيحيين، كذلك بالنسبة للمسلمين هي السعودية، و من المحظور خرق هذه الحقيقة الدينية المنصوص عليها في السنّة النّبوية الشريفة، كما أن دولة إسلامية كقطر على سبيل المثال بنت كنائس للمسيحيين الوافدين للعمل فيها، فمن هي الدولة الغربية التي بنت مساجد للمسلمين مواطنيها، فضلاً عن الوافدين للعمل أو السياحة فيها؟.

أما قضية إثارة الصراعات السياسية مع من يريد بناء المسجد للتعبّد، والحرب على من ترغب بالحشمة، و إسقاطها على الصراعات السياسية في العالم العربي والاسلامي، بين الحركات الاسلامية والأنظمة السياسية الفاسدة المدعومة من الغرب العنصري، فهذا هروب للأمام وتعزيز للنظرية القائلة، أنّ هذا الغرب هو حامي حمى الدكتاتورية والفساد والقهر والظلم في العالم العربي والاسلامي، وأن الديمقراطية حتى في موطنها محصورة بفئات معينة وأعراق وأديان محددة، وبالتالي هذا سقوط مريع للشعارات الزائفة التي يحملها هؤلاء في كل المحافل الدولية.

هذه الحالة المتصاعدة في العداء للاسلام في الغرب، والتي وحّدت لأول مرة اليمين العنصري مع الصهيونية الغربية في العداء للمسلمين والعرب، والعمل على تحجيمهم بأي ثمن، لهي أكبر دليل على أن الاسلام بخير و في تقدم وقوة، وأن هؤلاء يدركون أن الاسلام قادم، ويزداد قوة كل يوم، ولذلك تستعر الحرب ضد كافة مظاهر الاسلام الحضاري الذي يسير بخطى ثابتة ليسود العالم، وينشر الحق والعدل بين الناس، وينصف المظلوم ويضرب على يد الظالم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
حوارات المآذن العداء للأسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات العامة ##### :: منتدى اخر الآخبار العربية والعالمية واخبار من بلدي-
انتقل الى: