منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الغرور والعُجُب

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

الغرور والعُجُب Empty
مُساهمةموضوع: الغرور والعُجُب   الغرور والعُجُب Emptyالإثنين يناير 11, 2010 6:05 am



الغرور والعُجُب
إن أحد الرذائل الأخلاقية المشهورة ليس عند علماء الأخلاق فحسب بل عند سائر أفراد الناس هي (الغرور)، وهذه الصفة الرذيلة تتسبّب في انفصام الشخصية والجهل بالنسبة إلى الذات والآخرين والغفلة عن مكانته الفردية والإجتماعية والتخبّط في دوّامة الجهل والعجب وعدم الإطلاع على حقائق الاُمور.

إنّ الغرور يفضي بالإنسان أن يبتعد عن الله تعالى ويسير في خطّ الشيطان، ويقلب الواقعيات في نظره، وهذا الأمر يتسبب في اضرار كثيرة على المستوى المادي والمعنوي للإنسان.

الشخص المغرور يعيش في المجتمع مكروهاً من الآخرين حيث يتعامل معهم من موقع التوقعات الكثيرة الّتي تُفضي به إلى الإنزواء والعزلة الإجتماعية.

والغرور يُعتبر من الدوافع والمصادر لصفات رذيلة اُخرى من قبيل التكبّر والانانية والعُجب والحقد والحسد بالنسبة إلى الآخرين والتعامل معهم من موقع التحقير والإزدراء.

ونعلم أنّ أحد العوامل الأصلية لطرد الشيطان الرجيم من مرتبة القرب الإلهي هو (الغرور) الّذي كان يعيشه الشيطان، وأحد الأسباب في عدم انقياد الكثير من الأقوام السالفة لدعوات الأنبياء السماوية وجود هذه الصفة الذميمة في واقعهم وأنفسهم.

[ 136 ]

إن الفراعنة والنماردة ابتعدوا عن الله تعالى بسبب غرورهم وبالتالي أصبح مصيرهم الأسود عِبرة للبشرية.

(الغرور) أحياناً يتجلّى في فرد معين، واُخرى في قوم ومجتمع أو عِرق بشري، ولا شكّ أنّ القِسم الثاني اخطر على واقع الإنسان والمجتمع لأنّه قد يدمّر بلد كامل أو يُحرق العالم بناره، كما حصل في الحرب العالمية الاُولى والثانية حيث كان الغرور والتعصّب العِرقي للألمان على الأقل أحد العوامل المهمّة لنشوب هذين الحربين وبهذه الإشارة نستعرض أوّلاً تفسير مفردة (الغرور) ومفهومها في منابع اللغة وكتب علماء الأخلاق، ثمّ نعود إلى الآيات والروايات الشريفة لإستجلاء أسباب الغرور وآثاره وافرازاته وطرق علاجه والوقاية منه.

1 ـ مفهوم الغرور

إن هذه المفردة وردت بشكل واسع في كلمات العرب ولاسيّما في الآيات القرآنية الكريمة والروايات الإسلامية.

يقول الراغب في مفرداته عن هذه الكلمة : فالغرور (بفتح الغين ليتضمن معنىً وصفياً) كلّ ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الغارّين.

وفي (صحاح اللغة) عن كلمة (غُرور) انها بمعنى الاُمور الّتي تجعل الإنسان غافلاً (سواءاً المال والثروة أو الجاه والمقام أو العلم والمعرفة).

ويقول بعض أرباب اللغة كما يذكر الطريحي في (مجمع البحرين) : إن الغُرور هو ما كان جذاباً وجميلاً في ظاهره ولكنه مظلم ومجهول في باطنه.

وجاء في كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) بعد نقل كلمات أرباب اللغة : أنّ الجذر الأصلي لهذه المفردة هي بمعنى اُصول الغفلة بسبب التأثر بشيء آخر لدى الإنسان ومن لوازمها وآثارها الجهل والغفلة والنقصان والإنخداع و...

[ 137 ]

وجاء في (المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء) الّذي يُعتبر من أفضل كتب الأخلاق وعبارة عن تهذيب لكتاب (إحياء العلوم) للغزالي : «فالغرور هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع عن شبهة فاسدة فهو مغرور، وأكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم مخطئون فيه، فأكثر الناس إذاً مغرورون وإن اختلفت أصناف غرورهم واختلفت درجاتهم»(1).

وجاء في (التفسير الأمثل) في معنى هذه المفردة أنّ (غَرور) على وزن (جسور)، صيغة مبالغة بمعنى الموجود الشديد الخُداع والحيلة والمكر ولذلك سُمّي الشيطان بـ (غَرور) حيث يوسوس للإنسان ويخدعه ويستغفله، وفي الحقيقة هو من قبيل بيان المصداق الواضح، وإلاّ فإنّ كلّ إنسان أو كتاب يمكن أن يقع في مقام الوسوسة وكلّ موجود إذا عمل على إضلال الإنسان فإنه يدخل في مصاديق كلمة (غَرور).

الغَرور في القرآن الكريم :

لقد وردت هذه المفردة في القرآن الكريم مرّات عديدة، وكذلك ورد مضمونها في آيات اُخرى أيضاً :

1 ـ (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين)(2).

2 ـ (فَقَالَ ا لْمَلاَُ ا لَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَانَريـكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَيـكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ
الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِىَ الرَّأْىِ وَمَانَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْل بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ.... قَالُواْ يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَا لَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(3).

3 ـ (قَالُواْ يَاشُعَيْبُ مَانَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَلـكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ


--------------------------------------------------------------------------------



1. سورة الزخرف، الآية 51 و 52.
[ 142 ]

والغرور والعُجب بتصورهم مميزات مختصة بهم تجعلهم يتفوقون ويمتازون على غيرهم من أفراد البشر، وهذا التفكير الخاطيء هو السبب في ضلالهم وطغيانهم حيث تقول الآية (ذَلِكَ بِأَنـَّهُمْ قَالُواْ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيـَّامًا مَّعْدُودَا ت وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّاكَانُواْ يَفْتَرُونَ)(1).

أي أنّ الله إذا أراد أن يعذبنا فإنّ عذابه سيكون خفيفاً ولأيّام معدودة وذلك بسبب اننا قوم ممتازون.

إن تاريخ بني إسرائيل يشير إلى انّ هؤلاء القوم كانوا أكثر الأقوام والشعوب طغياناً وذنوباً، وأحد العوامل والأسباب المهمة في سلوكهم الخاطيء هذا هو الغرور والعُجب لديهم.

ومع الأسف إننا نجد أنّ طائفة منهم باسم (الصهاينة) يرتكبون كلّ يوم جرائم بشعة ضدّ الشعوب البشرية بسبب ما دخلهم من الغرور الكبير بعرقهم وامتيازاتهم الزائفة، وفي ذلك شوّهوا تاريخهم السيّء أكثر من السابق.

هؤلاء يريدون كلّ شيء لهم ولا يرون للآخرين الحقّ في أيّ شيء، فهم يرون أنّهم قوم متميزون على سائر البشر وينظرون إلى الآخرين نظر الاحتقار والدونية.

«الآية السادسة» ناظرة إلى قوم صالح، الّذين قد أسكرهم الغرور إلى درجة أنّهم طلبوا من نبيّهم نزول العذاب الإلهي عليهم، بالرغم من رؤيتهم المعجزات الإلهية على يد نبيّهم صالح فتقول الآية (فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِنْ كُنتَ مِنَ ا لْمُرْسَلِينَ)(2).

ويتابع القرآن الكريم ما حدث لهؤلاء القوم الظالمين ويتحدّث عن مصيرهم المأساوي ويقول : (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) وهكذا كانت عاقبة القوم المغرورين.


--------------------------------------------------------------------------------


1. غرر الحكم، ح 5750.
[ 147 ]

عَلَى الْعَمَلِ»(1).

فالإنسان المغرور هو الّذي يأتي بعمل بسيط ويتصور بذلك انه من أهل النجاة يوم القيامة ويتحرّك في حياته الدنيا بكامل الحرية بسبب هذا الغرور، أو انه يكون قد ارتكب بعض الذنوب والمعاصي ولكنه يجد في امهال الله تعالى له امتيازاً لنفسه وبذلك يغتر بهذا الإمهال.

3 ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام أنّ الغرور يتقاطع مع العقل حيث يقول «لاَ يُلْقَى الْعَاقِلُ مَغْرُوراً»(2).

4 ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام أيضاً أنّ الغرور يوقع الإنسان في دوّامة من الخيالات والتصورات الزائفة ويقطع عنه أسباب النجاة حيث يقول : «مَنْ غَرَّهُ السَّرَابُ تَقْطَعَتْ بِهِ الاَْسْبَابُ»(3).

5 ـ ويقول الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) أيضاً في تعبير جميل حول طائفة من المنحرفين : «زَرَعُوا الْفُجُورَ وَسَقَوْهُ الْغُرُورَ وَحَصَدُوا الثُّبُورَ»(4).

6 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام أنّه يعدّ الغرور والعُجب أحد الموانع لقبول الإنسان للموعظة والنصيحة ويقول : «بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حَجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ»(5).

7 ـ وورد في الحديث الشريف عن هذا الإمام أيضاً في جملة قصيرة وعميقة المحتوى «طُوبَى لِمَنْ لمْ تَقْتُلُهُ قَاتِلاَتِ الْغَرُورِ»(6).

إن ما ورد أعلاه من الروايات الشريفة لا يُعدّ إلاّ نماذج قليلة ممّا ورد من النصوص الكثيرة حول بيان أخطار الغرور والعُجب، ولكن مطالعة هذه النماذج القليلة من الروايات في هذا الباب يكفي لبيان الأضرار الوخيمة والآفاق السلبية للغرور.


--------------------------------------------------------------------------------

2 ـ أسباب الغرور

ذكر بعض علماء الأخلاق أنّ الغرور من الصفات القبيحة الّتي يبتلي بها كلّ طائفة من الناس بشكل من الأشكال رغم تعدّد أسبابه ومراتبه ودرجاته.

فقد ذكروا أنّ أسباب الغرور والعجب كثيرة جدّاً، وقسّموا المغرورين إلى طوائف مختلفة :

طائفة المغرورين بالعلم والمعرفة وهم الأشخاص الّذين يتملكهم الغرور عندما يصلوا إلى مرتبة معيّنة من العلم، فيتصورون أنّهم ملكوا الحقيقة فلا يرون سوى أفكارهم وعلومهم ولا يهتمون بأفكار الآخرين ولايعتبرون لها قيمة، وأحياناً يرون أنفسهم من المقربين عند الله تعالى ومن أهل النجاة قطعاً، ولو انّ البعض واجههم بقليل من النقد فإنّهم سوف يجدون الألم يعتصر قلوبهم لأنهم يتوقعون من الجميع احترامهم وقبول كلامهم. وأحياناً يصيب الغرور بعض الأشخاص الضيقي الاُفق الّذين تعلّموا عدّة كلمات وقرأوا عدّة كتب وتصوّروا أنّهم فتحوا بلاد الصين وحلّوا المشكلات العويصة في العلم لمجرّد أنّهم قرأوا الكتاب الفلاني، وهذا من أسوأ أنواع الغرور الّذي يجر العالم إلى منزلقات السقوط والإنحطاط العلمي والإجتماعي.

ونقرأ في حديث شريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لابن مسعود : «يَابْنَ مَسْعُود ! لاَتَغْتَرَّنَّ بِاللهِ وَلاَ تَغْتَرَّنَّ بِصَلاَحِكَ وَعِلْمِكَ وَعَمَلِكَ وَبِرِّكَ وَعِبَادَتِكَ»(1).

فنرى في هذا الحديث الشريف إشارة لعوامل وأسباب اُخرى للغرور منها : الأعمال الصالحة، الإنفاق في سبيل الله، العبادات، والّتي يمثل كلّ واحد منها عاملاً من عوامل الغرور.

وقد نرى بعض الأشخاص الصالحين الّذين عندما يُوفّقون لأداء بعض العبادات أو الأعمال الصالحة يتملكهم الشعور بالغرور بسبب ضيق اُفقهم وصغر نفوسهم فيتصوّرون أنّهم من أهل النجاة والسعاده ويرون سائر الناس بمنظار الإستهانة والتصغير، وهذا قد يؤدي بهم إلى الهلاك والسقوط في وادي الضلالة والإنحراف.


--------------------------------------------------------------------------------




المصدر

الأخلاق في القرآن






[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
وردة البراري

وردة البراري


عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 16/12/2009

الغرور والعُجُب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغرور والعُجُب   الغرور والعُجُب Emptyالإثنين يناير 11, 2010 7:06 am

هناك مثلا يقول
اذا ازداد الغرور نقص السرور
ونحن لسنا بحاجة لكآبة فلما الغرور ؟؟؟؟
مشكور اخي على هذه المعلومات القيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغرور والعُجُب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات العامة ##### :: منتدى القصص والروايات والخواطر ولاشعار-
انتقل الى: