موضوع: الشهادة بوابة المسجد الأقصى الثلاثاء مارس 02, 2010 5:30 pm
الشهادة بوابة المسجد الأقصى ============== بقلم الدكتور إسماعيل سعيد رضوان ==============عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية
*تعريف الشهيد في اللغة: قال ابن فارس: (الشين والهاء والدال، أصل يدل على حضور وعلم وفي اللسان: شهيد على وزن فعيل، وهي أبنية المبالغة، والشهيد المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء، واستشهد، قتل شهيداً، وتشهد، طلب الشهادة، والشهيد الحي، أي هو حي عند ربه.
وقال ابن الأَنباري: سُمي الشهيد شهيداً لأَنَّ اللَّهَ وملائكته شُهودٌ له بالـجنة؛ وقـيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم مـمن يُسْتَشْهَدُ يوم القـيامة مع النبـي علـى الأُمـم الـخالـية. قال الله عزّ وجل: (لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143).
*تعريف الشهيد في الاصطلاح: وهو من مات من المسلمين في جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالهم، قبل انقضاء القتال، كأن قتله كافر أو أصابه سلاح مسلم، أو عاد إليه سلاحه، أو تردى في بئر أو وهدة أو رفسته دابته فمات أو قتله مسلم باغ استعان به أهل الحرب. هذا تعريف الشافعية وعليه الحنابلة والمالكية، والخلاف بينهم وبين الحنفية في قضية الطهارة والبلوغ والعقل.
فضل الشهيد ومكانته: وردت في فضل الشهيد عدة آيات ومجموعة كبيرة من الأحاديث بينت فضل الشهيد ومكانته وفيما يلي بيان لذلك:-
*الشهيد يتمنى أن يعود إلى الدنيا ثم يقتل عدة مرات لما يرى من النعم العظيمة عند الله. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَلَا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ) ( حديث صحيح).
قال ابن بطال: (هذا الحديث أجل ما جاء في فضل الشهادة، وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد فلذلك عظم فيه الثواب)
* الشهيد تغفر ذنوبه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه.
* الشهيد لا يجد من مس القتل إلا كما يجد الإنسان مس القرصة. عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
* تكفل الله لمن جاهد في سبيله بالأجر أو الغنيمة أو الجنة. عن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ)
قال ابن تيمية: واعلموا أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة وفى تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى فى كتابه قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) (التوبة:52). يعنى إما النصر والظفر وأما الشهادة والجنة، فمن عاش من المجاهدين كان كريماً، له ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة.
فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها؛ فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد، وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت؛ فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهى أفضل الميتات
وقال ابن تيمية: وكذلك اتفق العلماء فيما أعلم على أنه ليس في التطوعات أفضل من الجهاد، فهو أفضل من الحج وأفضل من صوم التطوع وأفضل من صلاة التطوع، والمرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر ثم الحجر الأسود، فقد اختار الرباط ليلة على العبادة في أفضل الليالي ثم أفضل البقاع ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقيمون بالمدينة دون مكة لمعان منها أنهم كانوا مرابطين بالمدينة؛ فإن الرباط هو المقام بمكان يخيفه العدو ويخيف العدو، فمن أقام فيه بنية دفع العدو فهو مرابط، والأعمال بالنيات ..فهذا فى الرباط فكيف الجهاد.
إن الحديث عن الشهادة والشهداء يكتسب طابعاً مميزاً خاصةً إذا ما تعلق الحديث بشهداء الأرض المباركة فلسطين، شهداء الحرية والعزة والكرامة، شهداء العقيدة والمقدسات، الذين بنوا بجماجمهم ودمائهم صرح الإسلام العظيم، وأضاءوا لنا مشاعل الحرية، ورسموا لنا الطريق نحو التحرر من رجس الاحتلال حتى تعود لنا فلسطين حرة عربية إسلامية، وحتى يعود المهجرون إلى ديارهم إلى حيفا ويافا والمجدل وإلى ربوع هذا الوطن المغتصب.
لقد قدم أبناء شعبنا الفلسطيني آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين من أجل تحرير المقدسات، ورد العدوان، فلم يرهبهم الوعيد ولا التهديد ولا الاغتيالات ولا الاعتقالات ولا سياسة الإبعاد في التخلي عن أرض الآباء والأجداد، مسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
وكان على رأس أولئك الشهداء، شهداء حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعلى رأسهم إمام الشهداء وشيخ الانتفاضتين وشيخ فلسطين وشيخ الأمة، الإمام أحمد ياسين، والذي كان واثقاً من نصر الله وتأييده يقول الشيخ المؤمنون يستمدون زادهم من ربهم أولاً، ومن دينهم ثانياً ومن دعم أهلهم وإخوانهم ثالثاً وينتظرون النصر) ويقول: (أؤكد لكم أن الله غالب على أمره، وأن ثقتنا في الله أولاً، ثم في شعوب أمتنا المسلمة، الشعوب المؤمنة كبيرة وعالية، وأننا بفضل الله ثم بدعائكم ودعمكم سننتصر، وسيجعل الله لنا ولكم بعد عسر يسراً.)
والذي انتفض العالم يوم استشهاده، فكان رمزاً للجهاد والمقاومة في فلسطين، ومعلماً بارزاً من معالم الأمة، حيث أثبت للعالم بأسره أن فلسطين هي أغلى من دمائنا وأرواحنا، وكل شيء يهون في سبيل الدفاع عن ثرى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأثبت للمتخاذلين الذين يملكون الصحة البدنية والمقدرات المادية والإمكانات العسكرية ولكنهم لم يملكوا الإيمان والإرادة ليفعلوا شيئاً لأجل فلسطين وشعب فلسطين، هم المشلولون حقاً { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }
وبعد مرور عام على استشهاد شيخ المجاهدين، هل راجع المتساقطون حساباتهم الذين سجنوه، وعذبوه، وحاصروه وضيّقوا عليه؟ وهل تأكد الغافلون من أبناء الأمة أن الطريق الأقصر للوصول إلى بيت المقدس هو الجهاد الذي رسمه الشيخ الشهيد بدمائه الزكية؟
وإذا تحدثنا عن شيخنا الشهيد أحمد ياسين لا يفوتنا أن نذكر خلفه رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد القائد الرباني أسد المقاومة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي مثل رمز التحدي والمقاومة وكسر شوكة الظلم، ورفض أن يساوم على الثوابت فأرهب أعداءه والذي ما زالت بصماته وكلماته بادية في مسيرة جهاد أبناء شعبنا.
هذا القائد الرباني المجاهد الذي كان يواصل النهار بالليل وهو يتفقد المجاهدين في المواقع الأمامية ويعمل لصالح قضية أبناء شعبه، فرسم معالم الطريق لشباب الإسلام العظيم حتى لقي ربه مع رفاقه الشهيد القائد أكرم نصار والشهيد أحمد الغرة.
ونذكر القائد المفكر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد الدكتور/ إبراهيم المقادمة الذي عرفته مساجد قطاع غزة، بحيث لم يخلد للراحة وهو يجوب مساجد القطاع الحبيب، حتى في الوقت الذي طلب منه أن يختفي عن الأنظار لأن اليهود لعنهم الله يهددون حياته، فرفض ذلك، وهو يتلو قول الله تعالى : } فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ{ حتى لقي ربه شهيداً مع إخوانه المرافقين له ومنهم الشهيد القائد/ خالد جمعة.
وفي أسبوع الشهداء نذكر الشهيد القائد عضو المكتب السياسي المهندس إسماعيل أبو شنب هذا القائد المحبب لإخوانه، الحنون على أبناء شعبه، الذي كان مهندساً بارعاً في الهندسة والسياسة حتى لقي ربه شهيداً ولا يفوتنا أن نذكر الجمالين الشهيد/ جمال منصور، والشهيد القائد/ جمال سليم، الذين جادا بأرواحها في سبيل الدفاع عن فلسطين.
ولم تقتصر التضحيات على الجناح السياسي بل قدم الجهاد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس (كتائب الشهيد عز الدين القسام) كوكبة كبيرة من رموز العمل المقاوم وعلى رأسهم القائد العام لكتائب عز الدين القسام الشهيد القائد الرباني الشيخ صلاح شحادة، والذي نظم وجهز جيش فلسطين جيش العزة والكرامة، والذي أقض مضاجع اليهود، وأوقع الرعب والخوف في شوارع وحافلات وبيوت المغتصبين لديارنا فلسطين، ومن قبله الشهيد القائد مؤسس العمل العسكري في فلسطين الشهيد المهندس يحيى عياش الذي أرعب باسمه المحتلين وسار على أثرهم قادة العمل العسكري أمثال القائد عماد عقل، والشهيد القائد المهندس عدنان الغول الذي مثل هاجساً لليهود المغتصبين.
إن أمة تقدم خيرة أبنائها تستحق الحرية والحياة، وإن حركة تقدم قادتها لهي جديرة بالنصر وتستحق أن تطاع، فلم ترفع الحركة الإسلامية شعار الجهاد والمقاومة ويسكن قادتها في القصور العاجية، ويمرون بالممرات الأمنية، ولكنهم دعوا للجهاد ومارسوه ممارسة عملية، فانطلقت صواريخ الحقد والإرهاب الصهيونية من طائرات الأباتشي والاستطلاع، لتقتل شيخاً قعيداً يخرج من مسجده، وتغتال قائداً وأستاذاً ومفكراً ومعلماً ومهندساً.
فإذا نجح العدو في اغتيال كوكبة من قيادة الحركة الإسلامية حماس فإنهم لم ينجحوا ولن ينجحوا في اغتيال الإيمان والعزم من قلوبنا، وستكون دماء قادتنا نبراساً لنا ومشاعل نور وهداية لنا في طريق الجهاد والمقاومة، فبعد هذه التضحيات الجسام التي قدمتها الحركة الإسلامية وأبناء شعبنا، اليوم يعترف شارون اللعين بفشله في سياسة الإرهاب بعد الضربات المؤلمة له ولقطعان مستوطنيه، فمن أيام الغضب إلى زلزلة الحصون إلى السهم الثاقب، إلى حرب الأنفاق... الخ، فأصبح الجيش المغتصب يعيش حالة من الخوف والرعب والذهول فكلما سمع جندي قعقعة ظن أنه نفق من تحت أقدامه، وبعد أن كان شارون يقول غزة كـتل أبيب ، ورام الله كيافا، اليوم يفكر بسرعة الانسحاب من غزة، وشمال الضفة، يتخلى عن أحلامه التوراتية بدولة إسرائيل الكبرى، ويعلن استعداده لقبول أي تهدئة من فصائل المقاومة.
إن دماء قادتنا وشهدائنا لن تذهب هدراً، والحركة الإسلامية اليوم تتقدم على جميع الأصعدة في كل المواقع فمن المؤسسات إلى النقابات إلى البلديات لخدمة أبناء شعبنا. وعهداً لن ننساكم أيها الشهداء، فأنتم مشاعل النور والحرية والكرامة، وندعو الله أن يسكنكم الفردوس الأعلى.
اللهم امتنا على الشهادة في سبيلك اللهم اجعل في كل من جسدنا نصيبا ليقول الله فيما هذا فنقول في سبيلك يا رب ================================================= ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) آل عمران : 169
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: الشهادة بوابة المسجد الأقصى الثلاثاء مارس 02, 2010 5:51 pm
اللهم أرزقنى الشهادة على أعتاب الاقصى التى يُمزق فيها قلبي ليُجمع به فى رحابك وخذ من دمى حتى ترضى .. أسالكم الدعاء
يا أمة الإسلام بشرى لن يطول بكِ الهوان
قد لاح فجركِ باسماً فلترقبي ذاك الزمان
أبطالنا بجهادهم ومضائهم قصفواالجبان
وبنو لمجدكِ سلماًبدمائهم بلغوا العنان
سلام اذا حان وقت مماتي .. وغطى التراب الطهور رفاتي..
وصرت بظلمة قبري وحيدة .. ولا من شفيع سوى حسناتي ..
فلا تذكروني بسوء فيكفي .. الذي قد جنيت طوال حياتي ..
دعوني أنم في قبري سعيدة .. وعذرا عن كل ماضٍ وآتي ..