: آيات الأحكام : الحج والعمرة : من سورة آل عمران : الآيات " 196 ـ 197 " .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس الثامن عشر من دروس آيات الأحكام ، ولأننا على مشارف فريضة الحج ، فاخترت لكم الآيات المتعلِّقة بالحج ، والتي يستنبط منها الأحكام الشرعيَّة قال تعالى :
( سورة البقرة )
أيها الإخوة الكرام ... الاستنباطات الفقهيَّة من هذه الآية كثيرةٌ جداً ، فمن هذه الاستنباطات :
الهدي في هذه الآية يطلق على الحيوان الذي يسوقه الحاج أو المُعتمر ، هديةً منه لأهل الحرم ، أصل الهدي من الهديَّة ، هؤلاء الذين يعكفون على تيسير مناسك الحج للحجاج هديتك لهم هذا الهدي الذي هو قوام حياتهم ، هذا أصل الهدي .
من غير سببٍ موجب ، نحن في عندنا هدي جبر ، وعندنا هدي شكر ، وعندنا هدي جزاء ، وعندنا هدي إحصار ..
أي من أحرم بعمرةٍ ثم تحلل إلى وقت الحج فأحرم ، هذا عليه هدي تمتعٍ ، أي هدي جبر نقصٍ ، أما من حج مفرداً ، حجَّ فقط وبقي محرماً إلى يوم عرفة هذا لا شيء عليه ، أما إذا حج قارناً ، أي أنه أحرم بعمرةٍ ، وبقي محرماً إلى أن أحرم بحجٍ ، هذا عليه هديٌ ، لكنه هدي شكرٍ لا هدي جبرٍ ، أن الله آتاه قوة ، وآتاه جَلَد ، أعطاه قوة على تحمُّل هذه العبادة ، فعليه شكرٌ لله عزَّ وجل هدي شكرٍ ، أما الذي تمتع من العمرة إلى الحج عليه هدي جبرٍ ، أما الذي أُحصر أي منعه مرضٌ ، أو منعه عدوٌ ، أو منعه أمرٌ قاهر عن أن يتابع الحج عليه هدي إحصار ، أما الذي يقع في بعض محظورات الإحرام ، لو دخل الحرم بثيابه خطأً ، عليه هديٌ ، لو ترك واجباً من واجبات الحج ، عليه هديٌ ..
صار في عندنا أربع أنواع للهدي ؛ هدي جبر للمتمتع ، وهدي شكر للقارن ، وهدي إحصار ، وهدي جزاء .
والهدي اسمٌ على مسمى ، هديةٌ يقدمها الحاج إلى أهل الحرم .
إخواننا الكرام... لا أنسى هذه الكلمة التي قالها بعض العلماء :
" الشريعة رحمةٌ كلها ، الشريعة عدلٌ كلها ، الشريعة مصلحةٌ كلها ، الشريعة حكمةٌ كلها ـ لأنها من عند الخالق ـ أية قضيةٍ خرجت من الحكمة إلى خلافها ، ومن المصلحة إلى المفسدة ، ومن العدل إلى الجور، ومن الرحمة إلى خلافها فليست من الشريعة " .
فإلى عدة سنوات كان يأتي إلى بيت الله الحرام عدد كبير يقترب من مليون ، مليونين هؤلاء يذبحون الخراف التي لها ثمن باهظ ، يلقونها في العراء ، يذبح ويلقي ، أدَّى النُسُك ، فهذه الغنمة لحم ، والجو حار جداً تتفسَّخ خلال ساعات ، أقسم لي أحد الإخوة الكرام وهو يسكن في منطقة قريبة من منى ، أن رائحة اللحوم المتفسِّخة لا تغادر هذه المنطقة ولا في ثلاثة أشهر تصور مليون غنمة ذُبِحَت وأُلقيت في العراء ، أهذا هو النُسك؟ أهذا هو أمر الله عزَّ وجل ؟ أهذه هي الشريعة ؟ لا والله ، الهدي هديةٌ تقدمها إلى أهل الحرام ، هدية يجب أن تصل إلى البطون يجب أن تؤكل ، يجب أن يأخذها الفقراء ، إذاً كل منسكٌ ينبغي أن يكون حكيماً لصالح الأمة مبنياً على العدل .
قرأت مرَّة خبر في جريدة أنه تمَّ إعدام عشرين مليون رأس غنم في أستراليا ودُفِنَت في باطن الأرض ، للحفاظ على أسعار الغنم في العالم ، ألا تشعر أن هؤلاء متوحشون ؟ متوحشون ، كم أمة تموت من الجوع ؟ الصومال ، السودان ، بنجلادش ، هذه الدول الفقيرة التي تموت من الجوع، عشرين مليون غنمة يطلق عليها النار ، وتُدفن للحفاظ على أسعار اللحم العالية .
لكن مليون غنمة تُذبح وتُلقى في العراء ، يجب أن يصل هذا الهدي إلى محله ، يجب أن يصل إلى بطون الفقراء ، فالحالج الذي يذبح ويلقي هذا ليس حاجاً ، ولا فقيهاً ، ولم يعرف مناسك الحج ، الآن أُلغي هذا ، لن تستطيع أن تذبح إلا في المسلخ ، والمسلخ يذبح ، ويبرِّد ويرسلها إلى فقراء المسلمين في العالم ، فهذا معقول ، الآن شيء مقبول أن هذا اللحم انتهى إلى بطون الجياع .
أما معنى قوله تعالى :
أتموا ..أي إذا بدأت ينبغي أن تتابع ، ليست قضية مزاجيَّة ، والله أنا الحج لم يعجبني سأرجع ، هذه بالحج ليست واردة إطلاقاً ..
فريضة مقدَّسة جداً ، إن بدأت عليك أن تتم .
وقال بعض العلماء : " إتمام الحج والعمرة أن تأتي بهما تامين كاملين بمناسكهما وشرائطهما ظاهراً بأداء المناسك ، وباطناً بالإخلاص لله تعالى من غير رياءٍ ولا سمعة " . كان عليه الصلاة والسلام يدعو ويقول :
" اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لا رِيَاءَ فِيهَا وَلا سُمْعَةَ "*
( من سنن ابن ماجة : عن " أنس بن مالك " )
أحياناً الإنسان يحج فتجد الزينات ، والسجاد ، عراضات ، إطلاق رصاص ، احتفالات ، ولائم ، صار اسمه الحاج ..
" اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لا رِيَاءَ فِيهَا وَلا سُمْعَةَ "*
( من سنن ابن ماجة : عن " أنس بن مالك " )
والحج كما قال عليه الصلاة والسلام :
" الْعَجُّ وَالثَّجُّ "*
( من سنن الترمذي : عن " أبي بكر " )
كذلك تقصي الرفاه غير المعقول بالحج يتناقض مع مناسك الحج ، واحد حجز فندق من ذوات النجوم الخمسة ، في أيام الحج ليتمتَّع ، ليترفَّه ، فكافأه الله على هذا ـ طبعاً ليس حراماً أن تحجز هذا الفندق ، أنا لا أقول هذا حرام ـ لكن تقصي الرفاه بأنه تاه عن هذا الفندق ثلاثة أيام في منى ، ولم يهتدي إليه ، الحج أساسه العج والثج ، الحج رحلةٌ قبل الأخيرة ، الحج أن تخلع كل مظاهر الدنيا ، كل مظاهر الزينة ، أن تؤدي المناسك متقنةً ظاهراً ، ومخلصةً باطناً . قال بعض العلماء :
إذا حججت بمالٍ أصله سُحُتٌ فما حججت ولكن حجَّت العيرُ
لا يقبل الله إلا كل خالصةٍ ما ..كل من حج بيت الله مبرورُ
* * *
فما معنى قوله تعالى :
تلك عشرةٌ المعنى واضح ، أما كاملة ، قال : هذا يقاس على قوله تعالى :
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46)
( سورة الحج )
ولكن أين محلها في الأساس ؟ هي في الصدور ، تحصيل حاصل ، قال : هذا من أساليب التوكيد في القرآن الكريم ..
وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ
( سورة الأنعام : من آية " 38 " )
هذا من أساليب التوكيد ..
ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ
( سورة الأحزاب : من آية " 4 " )
القول أين يتم ؟ لو قلنا : تلك عشرةٌ . أحياناً يستخدم العدد للتكثير ، فإن أردنا العدد بمعاناه الحسابي ..
يقول لك : دفعت المبلغ بالتمام والكمال ، إذا نقدته عشر ليرات ذهبية بالتمام والكمال بالتمام عشرة ، بالضبط ، وبالكمال أي كلها جديدة، حروفها حادة ، بالتمام والكمال ، هذا معنى قوله تعالى :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
( سورة المائدة : من آية " 3 " )
أما الاستنباط الخامس :
( سورة البقرة : من آية " 199 " )
أي ممكن يكون تمايز في أي مكان في العالم ، في فندق خمس نجوم، وفي فندق أربع نجوم ، وفي ثلاث نجوم ، ونجمتين ، ونجمة ، وفي فندق نجومه مطموسة ـ من الدرجة العاشرة ـ وفي مكان لا يحتمل أن ينام فيه حيوان أحياناً ، مبيت ، في مراتب ، والمركبات مراتب ؛ في مركبة خشنة متعبة ، في مركبة فخمة جداً ، والبيوت مراتب ، وكل شيء بالحياة مراتب، إلا مناسك الحج فهي لا تؤدَّى إلا في مكانٍ واحد .
مهما كنت غنياً لابدَّ من أن تطوف حول الكعبة ضمن الزحام ، مهما كنت غنياً لابدَّ من أن تسعى بيت الصفا والمروة مع عامة الناس ، ملك ، غير ملك ، غني ، قوي ، أي إنسان مناسك الحج توحِّد المسلمين ، وفي مكان آخر يتوحَّد المسلمون فيه ، هو بيت الله ، أنت خارج المسجد في مدير عام ، في معاون مدير ، في موظَّف كبير ، في رئيس دائرة ، في حاجب ، أما يوم الجمعة يقدر الحاجب أن يجلس في الصف الأول إذا جاء مبكراً ، والمدير العام قد لا يتاح لا أن يجلس إلا في آخر صف إذا جاء متأخراً .
بيت الله ، هذه من عظمة هذا الشرع ، يجوز أن تشعر أنك أقل من فلان خارج المسجد ؛ بالدائرة ، بالمستشفى ، بالمدرسة ، بالمعمل ، بالحي ، بيت فخم ، وواحد ساكن في ملحق ، بيت أربعمئة متر ، وشخص بالقبو ، في تفاوت ، أما بالمسجد ما في تفاوت ، يوم الجمعة في خطبة الجمعة ، أو في الصلوات الخمس ، أو في دروس علم تشعر أنك تساوي أي إنسان مهما علا ، هنا مراتب دنيا لا توجد .
لذلك كان عليه الصلاة والسلام جالس مع أصحابه ، وعن يمينه غلامٌ صغير وعن يساره كبار الصحابة ، فجئ بضيافة ، فحسب السنة بدأوا بالنبي ثم من على يمين النبي ، الذي على يمينه طفل صغير والذي على يساره كبار الصحابة ، قال له :
" يَا غُلامُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ الأَشْيَاخَ فَقَالَ مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ "*
( من صحيح البخاري : عن " سهل بن سعد " )
طفل صغير ، هذا الإسلام عدل مُطلق ، مراتب ما في ، أجمل ما في الإسلام أنه بالمسجد وبالحج لا توجد مراتب ، الإنسان أحياناً يرتدي ثياب يقول لك : البدلة ثمنها ثمانين ألف . ممكن يرتدي ثياب غالية جداً ، أما في الحج منشفتين لا يوجد غيرهما ، في منشفة كونبونا في السوق اسألوا لنا هل يوجد ؟ كله مناشف ، منشفة بيضاء ، هذا من عظمة الإسلام ..
أنت مع الناس ، لذلك إخواننا إذا أتيح لكم أن تحجوا أو أن تعتمروا ، إيَّاك ثم إياك ثم إياك أن تذهب إلى هناك وأنت ناظر إلى مكانتك ، إلى رتبتك ، إلى ما على كتفك ، إلى ما على صدرك ، إلى ما في جيبك ، إياك هناك أنت عبدٌ لله .
أنا حجزت مرَّات عديدة ، هنا في دمشق أو الإنسان في بلده لو كان في المطار مثلاً ينتظر إنسان ، مهما كان مُتعب ، هل رأيتم في مطار دمشق إنسان يجلس على الأرض من تعبه ؟ من أجل مكانته . هناك في الحج شيء طبيعي جداً مهما كنت عليَّ المقام تجلس على الأرض .
إذا في سيارة عامة قلنا لواحد : تأخذ عشرة آلاف وتركب على السطح ، على ظهر السيارة ، أو باص نقل داخلي هكذا في المدينة ، خمسة آلاف واطلع اركب فوق ، لا يقبل ، شيء طبيعي جداً ، كبار الشخصيات بعرفات نصف تحت ونصف على سطح المركبة .
الحج تواضع ، الحج خضوع لله ، الحج عبوديَّة ، هذه كلها أقنعة ، نحن تقنَّعنا فيها ؛ أنا اسمي كذا ، وهذا فبل اسمه يضع : د . وهذا قبله عميد ، هذه كلها أقنعة مزيَّفة ، أنا حجمي المالي كذا ، أنا ثيابي من المحل الفلاني ، أنا ثيابي كلها مستوردة ، أنا سيارتي مئتي وثمانين ، أو ستمئة مثلاً ، هذا كله هناك ملغي ، خلِّي الدنيا في بلدك وتعال عبداً لله عزَّ وجل، هذا كله من معاني :
أنت والفقير سواء .
من عظمة هذا القرآن الكريم ..
جاء الحج ثلاثة مرات ، الأول : أن الحج ، أي زمان الحج أشهرٌ معلومات ، واحد حج من بلد عربي ، والله وكما سمعت يحتل منصب رفيع في وزارة ، قريب من معاون الوزير ، وهو في العودة يحدث زميله قال له: والله شيء مرتَّب الحج ، أي أنه في عناية فائقة ، في خدمات عالية وشيء جميل ، ولكن والله أنا ألومهم هؤلاء السعوديين . قال له : لماذا ؟ قال له : لو عملوه على مدار السنة والله أريح ، في ازدحام . هذا لا يفقه من الحج شيئاً ، لو جعلوه على مدار السنة ، الله ماذا يقول ؟
في مكان مخصَّص ، وفي زمان مخصَّص ، وفي نُسُك مخصَّص ، الحج عبادةٌ بدنيةٌ ماليةٌ شعائريَّة ، تؤدَّى في مكان مخصوص وفي زمان مخصوص ، وعلى هيئةٍ خاصَّة .
فأول كلمة حج أي زمان الحج ..
أي من دخل في مناسك الحج .
كلمة حج الثانية لها معنى ثاني ..
آخر كلمة تعني في زمان الحج وفي مكان الحج ، يقولون بالبلاغة : في عندنا شيء اسمه الاستخدام . أنا أقول لإنسان عنده بستان فيها نبع ماء، وله ابن ، أقول له : أقرَّ الله عين الأمير وأجرى له ماءها ، وكفاه الله شرَّها . أقرَّ الله عين الأمير أي عين قلبه ، كفاه الله شرها أي عين الحسود ، أجرى له ماءها أي عين الماء ، فالاستخدام أن نستخدم كلمة ثم نستخدمها ثانيةً بمعنى آخر من معانيها ، ونستخدمها ثالثةً بمعنى ثالث ، هذا من أروع ما في البيان العربي ..
زمان الحج ..
نُسك الحج ..
أي في أيام الحج وفي أمكنة الحج ، هذا أيضاً استنباط لطيف بالآية الكريمة .
بعض الأحكام الشرعيَّة : العمرة بين أن تكون واجباً لقول الله عزَّ وجل :
وبين أن تكون سُنَّةً ، على كلٍ الحج دعوى والعمرة زيارة ، كلام دقيق ، ما دام الحج في وقت مخصوص فهو دعوى ، أنت تقيم وليمة يوم الخميس الساعة الثانية ، هذه دعوى تدعو إليها من تشاء ، أما كل إنسان بإمكانه أن يزورك في بيتك متى يشاء ، الزيارة على مدار السنة أما الحج في أوقات محددة ، فالحج دعوى ، والعمرة زيارة ، ومن معاني الدعوى أن تقول : لبيك اللهم لبيك .
إلا أن الإنسان إذا حج عدة مرات فالأولى أن يكتفي بالعمرة ، ليتيح المجال لمن لم يحج أن يحج البيت ، لأن هناك درجة من الازدحام تؤذي الحجاج جميعاً ، وكأنها تصرفهم عن مناسك الحج لشدة الازدحام .
الشيء الثاني : الإحصار ، فالإحصار الإنسان أحياناً تنشأ معه مشكلة، أو مرض خطير ، ماذا يفعل ؟ الله قال :
قال : الإحصار ـ عند السادة الأحناف ـ يكون من كل حابسٍ يحبس الحاج عن البيت ؛ من عدوٍ ، أو مرضٍ ، أو خوفٍ ، أو ذهاب نفقةٍ ، أو ضلال راحلةٍ ، أو موت محرمٍ في الطريق .
إنسان مثلاً حبسه عن البيت عدو ، صار في مشكلة أمنية بديار الحج، أو مرض خطير ، أو خوف ، أو ضاعت كل أمواله فلم يستطع أن يكمل ، أو ضلَّت راحلته ، أو زوجةٌ مات زوجها في الطريق لا تستطيع أن تُكمل ، هذا اسمه إحصار .
من بعض المذاهب لا إحصار إلا من حصر العدو ، أما عند الأحناف الاحصار موسَّع ، كما قلت قبل قليل : من عدوٍ ، أو مرضٍ ، أو خوفٍ ، أو ذهاب نفقةٍ ، أو ضلال راحلةٍ أو موت محرم الزوجة .
المحصر يذبح الهدي ويحلِق ، وبهذا قد تحلَّل ، لذلك بعضهم يحتاطون في نيَّة الحج وفي التلبية يقول : لبيك بحجٍ إلى بيتك الحرام ، أو حيثما حبسني حابس . تنشأ أحياناً مشكلة كبيرة في الصحة ، فربنا عزَّ وجل شرعه حكيم ، وفيه رحمةٌ للعالمين .
ذكرت قبل قليل في أول الدرس : أن هناك حج مفرد وهو ما يفعله أكثر الحجاج السوريين ، يحرم بالحج فقط ، أما كل إنسان حينما تمضي أيام الحج ـ أي حينما يمضي اليوم الرابع من العيد ـ بإمكانه أن يأتي بعمرة ويبقى مفرداً ولا شيء عليه ، المُفرد ليس عليه هديٌ الهدي على المتمتع، وعلى القارن ، وعلى من ارتكب إحدى محظورات الإحرام ، والهدي على من أُحصر ، أما المفرد لا شيء عليه ، إلا أن المفرد بإمكانه أن يأتي بعمرةٍ بعد انقضاء أيام الحج ولا شيء عليه .
نحن في عندنا إنسان آفاقي ، وإنسان أهله حاضروا المسجد الحرام، في عندنا المواقيت ؛ ميقات أهل الشام ، ميقات أهل العراق ، ميقات أهل اليمن ، هذه الميقات تشكل شكل اسمه الحرم ، من كان داخل الحرم يحرم من بيته ، هذا من أهل الحرم ، من كان آفاقي ، أي مكان إقامته خارج منطقة الحرم هذا الذي يحرم من الحرم ، من مداخل الحرم ، لبيت الله الحرام .
إذا إنسان ميسور وأراد أن يتمتع فهناك شروط ، أول شرط . طبعاً المتمتع يحرم بعمرة ، ويأتي إلى بيت الله الحرام ، فيطوف البيت سبعة أشواط ، ويسعى بين الصفا والمروة ويصلي ركعتين ، ويحلق ، ويتحلَّل، الآن ليس محرماً ، قد يقبع في مكة يومين ، ثلاثة ، خمسة عشرة بحسب مجيئه للحج ، فهذه الأيام يمضيها بثيابه العاديَّة ، ويغتسل ، يتعطَّر ، يقلِّم أظافره يحلق لأنه متمتع .
اليوم الثامن من ذي الحجَّة يحرم من بيته ، من فندقه ، من مكان إقامته وينطلق ، هذا جاء بعمرة ، وتمتَّع ، وجاء بحجة ، هذا اسمه متمتِّع ، من أجل أن يُقبل تمتعه هنا شروط ، من هذه الشروط تقديم العمرة على الحج ، فلو حجَّ ثم اعتمر لا يكون متمتِّعاً .
ومن هذه الشروط أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ، أشهر الحج شوال ، ذو القعدة ذو الحجَّة .
من شروط التمتع أن يحج في تلك السنة ..
أي في سفر واحد عمرة وحج .
الشرط الرابع : ألا يكون من أهل مكة لقوله تعالى :
ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
( سورة البقرة : من آية " 196 " )
الخامس : أن يحرم بالحج من مكة ، فإذا عاد إلى الميقات فأحرم لا يلزمه دم ما عاد متمتع ، لو أحرم أن يحرم من مكة ، أحرم من مكة صار متمع ، لو عاد إلى منطقة الحرم إلى بدايتها وأحرم ، صار حاج ما عاد متمع .
طبعاً هناك سؤال هو : هل يجوز أن نحرم للحج قبل أشهر الحج ؟ هذا سؤال أحياناً يكون غير منطقي ، قال لي أخ : من يومين أذاعوا بمحطة فضائية أنه لا يقبل الهدي إلا إذا سقته معك من بلدك . فنظرت أنا فيه مستغرباً . فقال لي : ما قولك ؟ قلت له : والله جرب خذ معك جمل في الطائرة ، تحتاج لعشرة مقاعد ، فهل يعطون الجمل بطاقة طائرة ؟ الطريق إلى الحج حصراً بالطائرة ، لازم تسوق معك غنمة أو شاة أو جمل من الشام ، وأنت تصرف ، إذا قدرت على ذلك فهي نعمة ، تكون طبقت السنة تماماً ، في شيء غير منطقي ، هناك تبدلات ، الأحكام تتبدل مع تبدل الظروف ، هذا شيء غير طبيعي .
وقف خطيب على منبر ـ الله يصلحه ـ قال : كل إنسان يصرف مئة ليرة أربع خمسة وعشرينات أكل الربا ، لأن الله قال : يداً بيد وسوءً بسواء ، فاستنبط أن المئة صاروا أربعة ، صار في فضل ، وقع بالربا .
هكذا عقليات متحجرة ، هكذا تفكير متزمت ينفر الناس من الدين ، بالبديهة بعض الدول الأجنبية في عندهم بالقضاء شيء اسمه محلفين ، يأتون بخمسين شخص من الطريق ، مثلاً شخص عادي قد يكون جاهل ، أمي ، سمَّان ، بيَّاع ، متجوِّل ، شخص ، يأتون بهم وتسمعهم وقائع الجريمة ، تجد في فطرة بالإنسان سليمة ، هؤلاء الجهلاء الأميون ، غير المتعمِّقين ، ما درسوا حقوق ، ولا يوجد عندهم أي خبرة بالقضاء ، والله الأصابع تشير إلى فلان ، أن فلان مجرم ، هؤلاء اسمهم محلفون ، هؤلاء على الفطرة ، هؤلاء يمثلون الضمير البشري .
قل لواحد : أنا ذبحت غنمة ، وألقيتها بالطريق ، والحرارة ستة وخمسين ، وأنا أديت الحمد لله منسك الحج . هل هذا الدين دين الله هذا ؟ تتلف مال ثمين جداً الناس في أمس الحاجة له تتلفه وتجعله يسبب تلوث البيئة وأنت حاج ؟ لا والله أنت ما فهمت شيء بالحج .
فأحياناً تنشأ ظروف ، أريد أن أقبل الحجر ، معقول أعمل معركة هذا بكوعي ، وهذا أدفعه بصدري حتى أصل إلى الحجر ؟!! مرة كان لي تعليق مضحك قلت لهم : تصوروا أب حوله ثمانية أولاد ، في عنده ابن شرس ، فأحب هذا الابن الشرس يكسب رضا والده ، مسك أول أخ ضربه على وجهه دفعه جانباً ، أمسك بالثاني وركله بقدمه ، أمسك الثالث خبطه على وجهه حتى تفرقوا ، وجاء ليقبل يد والده ، قال : تضرب أنت وهذا التقبيل . والله هكذا أرى أناساً عند الحجر وحوش ، معقول ؟ أنت جئت من بلاد بعيدة دافع مئات الألوف ، من أجل سنة تضحي بفريضة تؤذي الحجاج ؟ .
مرة أحد إخواننا العلماء جزاه الله الخير ـ من باب الدعابة ـ قال لي: أنا مذهبي شافعي ، فدخلت لكي أطوف ، فبالطبع في نساء ، وبشكل خطأ امرأةٌ مست يدها يدي ـ فكيف يطلع من الطواف ، والآن الوضوء خارج الحرم تحتاج ساعة ، أو ساعتين تطلع توضأ وترجع قال : تقلدت الإمام الحنفي ، وأنا أطوف انتقلت من شافعي لحنفي ، جاء واحد زنجي داس على رجلي أدماها ، الدم سال ، انتهى الطواف صار في دم سائل قلدت المالكي أيضاً . قال لي : بدأت شافعي ، صرت حنفي ، انتهيت الكي، فكذلك هذه الاجتهادات نعمة كبيرة .
في أشخاص .. أنا ذات مرة كنت في البعثة ، فجاءت امرأة من ريف دمشق تسأل أحد العلماء : أنها هي جاءتها الدورة قبل طواف الإفاضة ماذا تفعل ؟ فما نظر لوضعها قال لها عليك بدنة . أي أن تذبح جمل ، ثمنه مئة ألف . فبركت مثل الجمل ، هذه الحجة تنتظرها من ثلاثين سنة ، كل ما تملك جمعت لهذه الحجة هذا الحكم الشرعي ؟ عند الأحناف عليها جمل دبح بدنة ، عند الشوافعة عليها أن تغدو أميرة الحج ، ينتظروها ، سبعة أيام تطهر وتطوف وتأتي عند الإمام مالك تطوف البيت ولا شيء عليها .
تصور إنسانة بالحج معها ملايين ، وسألتنا نقول لها : عليكِ بدنة ادفعي مئة ألف للفقراء وأطعميهم ، فلا مانع . إنسانة لها ابن مقيم بجدة وزوجها تاجر نقول لها : انتظروا ، ماذا حدث ! اجلسي عند ابنك سبع أيام وبعد أن تنتهي تطوف بالبيت . واحدة منتوفة ملحقة بفوج لا أحد ينتظرها ليس معها قرش زيادة عن نفقة الحج نقول لها : طوفي ولا شيء عليكِ .
انظر إلى الإسلام وعظمته ، يسع كل الحالات ؛ يسع حال امرأة فقيرة ، يسع حال امرأة غنية ، يسع حال إنسان ليس ملتزم بعمل ، حر ، تاجر ليس عليه دوام .
مثلاً في أربع ملايين حاج ، لو أرادوا أن ينفروا من المزدلفة في وقت واحد كانوا ماتوا دهساً ، عند الإمام مالك لك أن تنطلق من مزدلفة بعد العشاء ، والله هذا شيء سهل ، عند الإمام الشافعي بعد الثانية اثنا عشر ، عند أبي حنيفة بعد الفجر ، الأربع ملايين توزعوا على ثلاثة ، فصار مليون بمليون بمليون ، شيء جميل ، تنوع الاجتهادات يغطي كل الحالات بالإنسان في ثوابت ومتغيِّرات ؛ بالثوابت الأحاكم قطعية ، بالمتغيرات الأحكام ظنية .
فأنا أرجو الله سبحانه وتعالى أن أنقل لكم هذه الحقيقة ، في وقت الشدة يجب أن تأخذ بالأسهل ، وفي الرخاء يجب أن تأخذ بالأحوط ، فالنبي اللهم صلي عليه رجم الجمرات وكان معه قل ألفين حاج ، إذا صار بدلاً من الألفين مليونين ، والمكان واحد ، يجب أن يكون الإنسان عنده حكمة ، أنا ثلاثة مرات حجيت ومعي زوجتي مثلاً ، تعرفوا عصارة الغسالة !! يطلع واحد مُصَفَّح من الازدحام ، فأي إقبال ، وأي بكاء واحد ينسحق سحق ، وإذا رأى امرأته تنسحق بين الرجال فهل يعرف يتجه لله عز وجل ؟ أنا بالليل رجمت ، بالليل في متر فاضي بينك وبين الذي يقف بجانبك ، متر بمتر ، تبكي ، تبتهل ، تدعو ، في ناس نصيين ؛ لازم يرجم بعد الزوال محرقة مقتلة .
فبالظروف الصعبة يجب أن تختار الأسهل ، بالرخاء تختار الأحوط ، خذها قاعدة وأنا أرى أنه لا ينبغي أن يكون الإفتاء في الحج على مذهب واحد ، ممنوع ، أرى ، وأصر وأتمنى أن يكون في بعثة الحج أربع مفتيين ؛ مفتي حنفي ، شافعي ، مالكي ، حنبلي ، الحنبلي أهون شيء ، لكن عند العوام الحنبلي أصعب شيء ، يقول له : هل ستسوقها حنبلية ؟ ما الحنبلية الإمام الحنبلي كان أورع الناس لنفسه ، وكان أسهل الفتاوى فتاويه ، فهو شديد على نفسه ، في شخص لنفسه يأخذ كل الرُخص، إذا سئل يعطي أصعب شيء ، هذا موقف غير صحيح .
الحكم التاسع : محرَّمات الإحرام ؛ الجماع ودواعيه ، من لمس ، شهوة ، تقبيل إفحاش في الكلام ... إلخ ، في جهل يا إخوان ، في جهل كبير ، أنا والله أربأ بإخواننا الحجاج أن يقعوا في هذا الجهل ، حدثني أحد رؤساء الأفواج : واحد قبَّل زوجته أمام الناس بالحج . هل أنت حاج ؟ أنت تريد ملهى ، لا تريد حج .
في شخص بمكة يقول لك : أين قبر النبي ؟ هنا لا يوجد قبر النبي قبر النبي بالمدينة قال له وهو بالكعبة : أخي أين القبلة ؟ قال له : هذه الكعبة . فقال له : أنا أقول لك القبلة وليس الكعبة ، فأين القبلة ؟ قال له : هذه الكعبة . جهل مطبق .
بلغني أن بعض الدول الإسلامية أنه لا يمكن أن تحج قبل ما تدخل دورة ستة أشهر نظري وعملي ، تجد هذا الحاج من شرق آسيا يمثل بلده أعلى تمثيل ، أدب ، يعرف كل المناسك نظافة ، أماكن راقية ، سيارات مكيفة ، تجده يقعد حيث انتهى به المجلس ، لكن نحن أصحاب الرسالة ، نحن الوسطاء بين الله وخلقه ، إلينا جاءت الرسالة ، ونحن الغلط من عندنا ، والفوضى من عندنا ، والنوم بالطرقات ، ويقول له : أين قبر النبي وهو بمكة ؟ واحد ناوي نيته بالحج أن الله يبعث له ولد ، فالتقى مع زوجته بعرفات ، فربما أتاه ولد مثلاً ، شيء مخيف أخطاء فاحشة .
والله مرة من باب الطرفة أنا كنت موكل بفحص رؤساء الأفواج ، رأيت رئيس فوج لم يعجبني ، قلت له : إذا كان امرأة مسنة عمرها ثمانين سنة ، ما تمكنت أن تهرول بين الميلين الأخضرين ، ماذا عليها ؟ تأمَّل ، وتأمل ، وتأمل وقال لي : والله بطل حجها يا أستاذ . قلت له لماذا ؟ قال لي : لأن هذه الهرولة ركن من أركان الحج . هذا سوف يدل مئة حاج بالحج فهو يكون رئيس فوج ، في جهل مطبق ، علاجه العلم ، تفقهوا قبل أن تحجوا ، جميل جداً تكون فقيه بالحج ، لطيف .
من أجل سنة نضحي بفريضة ، من أجل سنة نرتكب كل الأعمال القبيحة ، فتصور هكذا صف جامعي ، صف رابع رياضيات ، ثلاثة عشر طالب فيه وكل الأساتذة دكاترة كبار دخلوا إلى الصف حوالي ستين سبعين واحد أميين ، من الأزاعر وقعدوا معهم ، فما بقى في محاضرة ولا بقى في فهم ولا بقى شيء ، انتهى العلم ، في كثير ناس هنا منحرفين بالحج فالإنسان يجب أن يكون دقيق ، أنت تمثل بلدك ، الحقيقة أنا أريد أقول لكم كلمة : الحاج سفير ة بلده .
تجده حاج يرفع اسم بلده إلى الأوج ؛ وحاج يضع سمعة بلده في الوحل من تصرفاته والله في بعض البلاد الإسلامية عندهم لطف ورقة بالغة ، وفي أناس غير ذلك .
الشيء المؤلم ـ ما دام صار في مباسطة بيننا ـ أن هؤلاء ثلاثمئة راكب إلى هذه الطائرة ، الطلعة ، القتل على الطلعة ، لك محل على البطاقة ، بطاقة صعود عليها محل لا يتغير لو وقفت بهدوء ، وطلعنا بانتظام ، أنت حاج تجعل موظف يسمعك كلمة قاسية ، أنت ضيف الله ضيف الرحمان ، لك مكانتك ، فالإنسان بقدر ما يحترم نفسه فالناس يحترموه ، فهذه مشكلة .
والله أنا ذهبت لبلاد سافرت من فترة إليها ، إذا في موظف عند العامود يجب أن يقف الشخص الثاني هنا عندي ، في خط أحمر ، لكي يحكي معه براحة ، لا يوجد أحد عنده ، في خط أحمر ، واحد عند الموظف ، وأول واحد ثاني بعد ثلاثة أمتار أو أربعة أمتار هنا تقف والكل منضبطين ، هذا الشيء نظام ، والنظام حضارة ، النظام رقي ، أتمنى إذا كان الله أكرمنا بالحج الواحد يكون لطيف ، ظله خفيف .
" تفقهوا قبل أن تحجوا " .
طبعاً من محرمات الإحرام اكتساب السيئات ، واقتراف المعاصي ، والمخاصمة والمجادلة .
مرة بهذه الخيام ، خيام مفرقة ، بعرفات يزيدون الفوارق فتصير صلاة جماعة كاملة فواحد يزيل واحد الحاجز بين خيمتين لتصير صلاة جماعة ، لأنه في خطبة ، فواحد من الحجيج سب بالدين من رواد عرفات لماذا أزلتوا الحاجز ؟ فأنت لماذا جئت إلى هنا ؟ هذه مثل جامعة الحج ، تعد جامعة راقية جداً ، أرقى عبادة ، وفي أناس يذهبون إلى الحج بشكل غير معقول قال عليه الصلاة والسلام :
" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " .
( من الجامع الصغير : عن " أبي هريرة " )
آخر شيء بهذا الدرس قال :
" من وقف في عرفات ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له "
فأنت هل تعرف ما في بالحج ؟ في الحج فرصة كي تصطلح مع الله ، فرصة كي تمحى عنك كل الذنوب ، فرصة قد تبدأ بها مع الله بصفحة جديدة ، فلا شيء ، رجعت كيوم ولدتك أمك ، الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا ، وأن نكون قدوة للآخرين ، وإذا الإنسان حج ، فالحج يحتاج إلى إعداد كثير ، إلى تفقُّه ، إلى علم ، إلى أخلاق راقية جداً ، طبعاً أنا ذكرت أمثلة حادة جداً يجب أن تسامحوني ، ذكرت أمثلة حادة جداً ، أما في والله حجاج كبار ومهذبين ، وأتقياء ، وخاشعين ، طبعاً الحالات النادرة هي صارخة لكن لا تعني أن الحجاج هكذا لكن في حالات من هذه الحالات .
والحمد لله رب العالمين
* * *
[quote]