منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحلال والحرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

الحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: الحلال والحرام   الحلال والحرام Emptyالسبت مارس 27, 2010 9:34 am



الحلال والحرام



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ألهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، ألهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً و أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه وأرينا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الإخوة الكرام :

مع الدرس الخامس من سلسلة دروس الحلال والحرام في الإسلام ، ولازلنا في موضوع اللباس والزينة ، وقد أنهينا في الدرس الماضي بفضل الله عز وجل ما يتعلق من اللباس بالرجال ، وننتقل اليوم إلى ما يتعلق من اللباس بالنساء .

أيها الأخوة الكرام :

لاشك أن ألصق شيء بدين المرأة لباسها ، لأن لباسها على قد دينها فكلما كان لباسها سابغاً كان دينها متيناً ، فـ الله سبحانه وتعالى حينما حرم الذهب من خلال السنة النبوية لقول الله عز وجل :

وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى

(سورة النجم: الآية 3 ـ 4 )

حينما حرم الذهب والحرير على المؤمنين أحل للنساء المؤمنات التزين بالحرير والذهب ذلك أن وظيفة المرأة تختلف عن وظيفة الرجل ، المرأة جعلها الله محببةً و أودع في فطرتها حب التزين.

لاحظ طفل صغير قد يمسك بقضيب ويركبه كأنه فارس ، أنظر إلى طفلة صغيرة تمسك الوسادة وتضمها إلى صدرها وتربت عليها وكأنها أم لها ، هذا مُركب في أصل الفطرة ، فجلت حكمت الله عز وجل الطفل الصغير قبل أن يعي دوره في الحياة يقلد الفرسان والبنت الصغيرة قبل أن تعي دورها في الحياة تقلد الأمهات ، فهذا مركب في أصل الفطرة لذلك مركب في أصل الفطرة المرأة حب التزين وهذه الخصيصة تتناسب مع كونها سكناً للرجل لقوله تعالى :

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

(سورة الروم : الآية 21 )

بل إن المرأة التي تتزين لزوجها تفعل هذا بدافع من دينها ، لأنها كلما تزينت وبدت بشكل مقبول ومرغوب كان زوجها أبعد عن الحرام ، وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر الشباب بالزواج لأنه أغض للبصر.

المرأة التي تهمل زينتها حتى تحمل زوجها على التطلع لغيرها ، هذه امرأة عاصية ولو صلت قيام الليل ، هذه امرأة عاصية ولو حفظت القرآن .

كانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها ، ألك بي حاجة ؟ فإن قال : نعم ، كان ما أراد ، وإن قال : لا ، ذهبت إلى مُصَلاها وصَلت ليلها.

فجزء من دين المرأة أن تعتني بهيئتها وزينتها ، وقد رُكب هذا في طبعها، لكن انطلاقاً من أن طبيعة الحياة الدنيا طبيعة ابتلاءٍ ، فهذا التزين موضع في أصل فطرة المرأة فإما أن يكون هذا التزين للزوج وهو الطاعة والعبادة ، وإما أن يكون هذا التزين لغير الزوج وهو المعصية والفجور.

النساء المؤمنات يتزين لأزواجهن ، بل إن المرأة تخشى أن ترتدي ثوباً جديداً لا يراه زوجها أول من يراه ، إذاً أردتُ من هذه المقدمة إلى أن أصل إلى أن حب التزين مركب في طبيعة المرأة ، لأن هذا كمال فيها ، وإذا بالغ الزوج في التزيُّن هذا نقص فيه .

المؤمن يتجمل ويرتدي ثياباً نظيفةً وجميلةً ويتنظف ويتعطر يرجل شعره ، لكن إذا بالغ في ذلك فقد انحرف عن فطرته وعن مهمته .

لذلك تعلق النساء بالحلي بالذهب بالماس باللؤلؤ هذا تعلق في أصل فطرة النساء وقد يكون إكرامهن بهذا .

أحياناً الزوج لا يقنع بهذا لكن هذا متعلق بها لا بك ، فكما أنك لا تقنع بهذه اللعبة تملأ نفس ابنتك أو ابنك ، إن جزءً من حياتها هذه اللعبة ، فالعبرة لا على ما تحب أنت وتشتهي بل على ما يحب الأهل ويشتهون .

إذاً تقتضي أنوثة المرأة أن تتزين لزوجها ، وهي كما قلت قبل قليل هي سكنٌ لزوجها ، فلذلك سمح الشرع لها أن تستعمل الذهب والحرير كي تتزين لزوجها لأنها سكناً له تؤنسه وتنسيه متاعب اليوم .

إخواننا الكرام :

بالمناسبة بيت المؤمن جنة ، لا لأنه واسع ولا لأنه كبير ولا لأنه فخم بل لأن فيه طاعة الله عز وجل ، إلا أن الانحراف من أين يبدأ ؟

حينما تتزين المرأة لغير زوجها ، لذلك في الحديث الشريف :

" أيما امرأة استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية ، وكل عينٍ زانية " .

هذا الحديث أورده النسائي وابن خزيمة وابن حِلان في صحيحيهما .

إذاً التزين والتعطر والتأنق والتجمل للزوج جزءٌ من دين المرأة ، والتزين والتعطر والتأنق والتجمل لغير الزوج ربما أوردها إلى النار لأنها زانية ، والله سبحانه وتعالى يقول :

ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن

(سورة النور: الآية 31 )

وقس على هذا أشياء كثيرة . المرأة المؤمنة الطاهرة العفيفة لا يبدو منها للرجال إلا ما لا تستطيع إخفائه كطولها أو امتلاء جسمها أو لون ثيابها فقط ، لا يبدو منها للرجال إلا الذي لا أتستطيع إخفائه لقوله تعالى:

ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها

(سورة النور: الآية 31)

عن غير قصدٍ أو إرادةٍ . طولها ليس بإمكانها أن تخفيه ، امتلاء جسمها ليس بإمكانها أن تخفيه ، لون ثيابها ليس بإمكانها أن تخفيه لقوله تعالى:

ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن

(سورة النور:الآية 31 )

إذاً التبذل والتكشف وارتداء الثياب الضيقة والرقيقة هذا كله من المعاصي الكبرى في حياة المرأة ، لأنها تعتدي على المسلمين تعتدي عليهم بلفت نظرهم إليها والشعور بالحرمان ممن لم يتزوج والشعور بالندم ممن تزوج على غير هذه الشاكلة ، فالمرأة التي تبرز مفاتنها في الطريق إنما هي معتديةٌ على المسلمين اعتداء .

لكن النساء يقُلن غير هذا ، تقول امرأة : إني امرأة شريفة ، لو أنك شريفة كما تدعين لما آذيت المسلمين ولما خربت بيوتهم كما يكون أحياناً ، ولما دعوت الناس إليك بلسان الحال لا بلسان المقال ، أيما امرأة تبرز مفاتنها إنها تدعو الرجال إليها بلسان حالها لا بلسان مقالها لقوله تعالى :

ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن

(سورة النور: الآية 31)

أولاً : من المحرمات ، أنا حينما أقول من المحرمات الشيء المحرم شيء كبير جداً ، وليس هذا من عند أي إنسان هذا من عند النبي عليه الصلاة والسلام ، حرم الإسلام على المرأة أن تلبس من الثياب ما يصف أو يشف عما تحته أو ما يحدد أجزاء البدن أو ما يبرز خطوطه فالقضية متعلقة بالدين . النساء يعتقدن أن هذا متعلق بالصرعات الحديثة دين المرأة فوق كل شيء .

اسمعوا في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال عليه الصلاة والسلام:

" صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربوا بها الناس ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، مميلاتٌ مائلاتٌ ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "

هل خطر في بالكم لماذا جمع النبي هذين الصنفين معاً ؟ قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ، لماذا جمع بين هذين الصنفين ؟ لأن الذي يستبد كيف يستبد بالناس ؟ عن طريق إطلاق الشهوات الإنسان إذا اتبع الشهوة أصبح ضعيفاً ، أصبح كالخرقة ، يخاف من كل شيء ، ويخنع لكل قوي ، فمن لوازم المستبدين أنهم يطلقون الشهوات من دون ضابطٍ لها إطلاقاً ، طبعاً هذا الوصف قلما يلتفت الناس إليه ، وصفٌ من دلائل النبـوة ( كاسيات عاريات ) شيئان متناقضان أحدهما ينقض الآخر ، فكيف جمع النبي بينهما ؟ هل بإمكانك أن تقول هذا الحرم مظلمٌ ومنير في آنٍ واحد؟ مستحيل . إن قلت مظلم نقدت وجود النور فيه ، وإن قلت منير نقدت وجود الظلام فيه . فهناك شيئان متعاكسان وهناك شيئان متناقضان ، أي أن أحدهما ينقض وجود الآخر فكيف قال النبي كاسيات عاريات ؟ ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساءٌ كاسيات عاريات ) ، إن كانت كاسية كيف تكون عارية ؟ وإن كانت عارية كيف تكون كاسية ؟

ما كان أحدٌ يعرف كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى آخر الزمان وكأنه رأى بعينه ما يرتدي النساء ، إنها ترتدي لكن هذا الذي ترتديه لا يستر شيءً ، إما أن يشف لرقته عن لون بشرتها ، أو أنه يصف حجم أعضائها فكأنها عارية ، وهذا من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام . لذلك المرأة التي يحبها الله ورسوله لا يبدو شيئاً من جسمها أبداً ، ثيابها سفيقة [سميكة] وسابغة وفضفاضة ، الثياب الفضفضاة هذه ثياب المؤمنات لا يبدو شيءٌ من خطوط جسمها .

إذاً (نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، مائلاتٌ مميلات ) يعني هؤلاء النساء بهذا الزي الفاضح وهذه الثياب المتبذلة يدعون الرجال إليهن بلسان الحال، مائلات إلى الرجال مميلات للرجال ، على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، الأسنمة جمع سنام . بعض أنواع الجمال لها سنام عظيم فهذا الذين يفعلونه بشعورهن يزداد طولها 10سنتمتر ، على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا .

هذا الدرس دقيق ، كل واحد من إخواننا الكرام له زوجة له ابنة يجب أن يلاحظ ماذا تلبس في الطريق ، هل ترتدي ثياباً تصف حجم أعضائها ، هل ترتدي ثياباً تحدد معالم جسمها ، إن كانت تفعل هذا فقد وقعت في أشد أنواع الحرام . ينبغي أن يأمرها وأن ينهاها وأن يتابع خروج زوجته وبناته بنفسه ، فهذا جزءٌ من دينه وجزءٌ من إقامة الإسلام في البيت .

والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر في أحاديث كثيرة أنه من المحظور على المرأة أن تلبس لبس الرجل ، فالبنطال الآن من ثياب الرجال ، فإذا لبست النساء هذا النوع من الثياب فقد وقعنا فيما نهى عنه النبي عليه الصلاة السلام، وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام :

" لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال " .

قال العلماء يدخل في التشبه الكلام ، إذا إنسان تكلم وقلد المرأة في كلامها، في ترقيق صوته أو في حركات وجهه أو في انحناء جسمه ، أو إن المرأة قلدت الرجل في صوته الجهوري وفي نظراته القاسية الحادة ، فالمرأة التي تقلد الرجل في الكلام أو في الحركة أو في المشية أو في اللباس ، أو أن الرجل الذي يقلد المرأة في الكلام أو في الحركة أو في المشية أو في اللباس فقد وقع تحت لعنة النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا هو الدين . الدين كيف ترتدي ثيابك كيف يخرج أهلك وبناتك هذا جزء من الدين .

ما معنى الفساد ؟ لو قلنا أن هذا الماء فاسد لا سمح الله ، ما معنى ماء فاسد؟ أي أخرجناه عن طبيعته ، الماء لا لون له ولا طعم له ولا رائحة ، فإذا رأيت لهذا الماء لوناً أو رائحةً أو طعماً نقول أن هذا الماء فاسد ، إذاً الله جل جلاله خلق المرأة على طبيعة معينة وعلى فطرة معينة وعلى جِبِلةٍ معينة ، فحينما ندفعها إلى الخروج عن جِبِلتها وعن طبيعتها وعن فطرتها ماذا فعلنا بها ؟ أفسدناها .

فإذا دفعناها إلى مجتمع الرجال ، إلى أن تختلط بهم وتتعامل معهم وأن تكون بينهم طوال النهار ، ماذا فعنا بها ؟ أفسدنا طبيعتها .

كانت تبدو صاحبة حياءٍ فإذا بها تتواقح . المرأة إذا خرجت عن أنوثتها خرجت عن أجمل ما فيها ، فالمرأة ينبغي أن لا تسترجل والرجل ينبغي أن لا يتخنث.

ذكرت سابقاً بأن إنسان أرسل ابنه إلى بلاد الغرب ليتابع تحصيله العالي ، بعد سنوات عدة جاءته رسالة من ابنه أنه قد تزوج ، ويدعو أباه لزيارته في بيت الزوجية ، أبوه رجل من أصحاب المكانة الاجتماعية في بلده ، لما ذهب إلى ابنه وجده الزوجة وليس الزوج [زواج شاذ] ، فلما وجد ابنه هكذا وقع مغشياً عليه وقد أصابته أزمة قلبية ، شيء لا يحتمل أن يتخنث الشاب ، الشاب أجمل ما فيه رجولته فتوته جرأته وأجمل ما في المرأة حيائها .

قال تعالى :

فجاءته إحداهما تمشي على استحياء

(سورة القصص :الآية 25 )

لفت نظر سيدنا موسى في بنت سيدنا شعيب حيائها ، والفتاتان بنتا سيدنا شعيب ما الذي لفت نظرهما في سيدنا موسى ؟ قوته وأمانته ، فقال تعالى :

قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين

(سورة القصص:الآية 26 )

لذلك من الأحكام الفرعية أن الرجال نُهو عن أن يلبسوا المعصفر [ثياب ألوانها فاقعة وفيها ورود أشجار ] ، هذه الثياب المعصفرة ذات الألوان الفاقعة هذا مما نهي عنه الرجال أن يلبسوه .

الآن نريد الذي يضبط نوع اللباس ، الضابط أن لا يكون الثوب ثوب شهرة ولا ثوبا مهجوراً ، فكل ثوبٍ يتمّشى مع أحدث صرعات الأزياء هذا ثوب شهرة ، الإنسان إذا لبسه يغلب عليه الاستعلاء والزهو والكبر .

قاعدة أساسية لك أن تأكل أن تشرب وأن ترتدي الثياب وأن تذهب وأن تنام وأن تفعل من دون إسراف ولا مخيلةٍ ، المباحات يجب أن تمارسها من دون مزلقين من دون إسرافٍ ومن دون مخيلةٍ أي كبرٍ ، فقال عليه الصلاة والسلام في ذلك : ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ، طبعاً يجب الآن مراعاة الدقة . الإسراف في التعامل مع هذه الأشياء الإسراف أقرب للناحية المادية ، أما الاختيال أقرب إلى الناحية النفسية ، من دون إسراف في إنفاقها ومن دون مخيلةٍ في الكبر أو الزهو بها . ويقول عليه الصلاة والسلام :

" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " .

أحياناً يلبس الإنسان و يتجمل ويقف أمام المرآة ، يتفحص شكله هندامه أناقته ثيابه ألوان ثيابه تعجبه نفسه ، فإذا خرج من البيت رأى نفسه فوق الناس ، هذا هو الخيلاء .

الإسراف أن تكثر من استهلاك هذه الألبسة إلى درجة غير معقولة ،فاللباس ينبغي أن لا يكون فيه إسرافٌ ولا مخيلةٌ ، وفي الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة ورجاله ثقات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من لبس ثوب شهرةٍ ألبسه الله ثوب مذلةٍ يوم القيامة " .

رجل سأل سيدنا ابن عمر عبد الله ابن عمر، قال : ماذا ألبس من الثياب ، فقال هذا الصحابي الجليل: ما لا يزدريك فيه السفهاء ، ولا يعبك فيه الحكماء. الثياب المبتذلة المهجورة التي لا يعقل أن يلبسها المؤمن ، لماذا نهى النبي عنها ؟ لأن السفهاء يزدرونك بهذه الثياب ، يقيمونك من ثيابك فقط . والألبسة الشهيرة المتطورة التي توافق أحدث ما في المجلات هذا الثوب ثوب شهرة يعيبك فيه الحكماء لتجاوزه حد الاعتدال .

الآن عندنا موضوع الغلو في الزينة عن طريق تغير خلق الله عز وجل ، فالنبي عليه الصلاة والسلام حرم الوشم وتحديد الأسنان . الوشم محرم أيها الإخوة ، إنسان موشوم طبعاً يرسمون على الجلد رسوم معينة حيوانات وأدوات وأشكال هندسية ، وهذا اللون إلى الموت يبقى مع الإنسان حتى الموت . الوشم محرم في الإسلام . لأنه ينطوي تحت قوله تعالى :

ولآمرنهم فليغيرن خلق الله

(سورة النساء: الآية 119)

بعض النساء في الصين يلبسن أحذية معدنية كي تبقى أقدامهم صغيرة ، وهذا مما يؤذيهن ، يوجد كثير من الأعمال يقوم بها الشعوب تغير بخلق الله عز وجل ، هذا محرم في الإسلام .

النبي عليه الصلاة والسلام لعن الواشمة والمستوشمة [ الواشمة التي تقوم بفعل الوشم ، والمستوشمة التي تطلب الوشم ] فالواشمة ملعونة وكذلك المستوشمة . ولعن الله الواشرة والمستوشرة [ الواشرة : هي التي تقطع من أسنانها الطويلة أو تبرد من أسنانها هذه الواشرة أي التي تفعل فعل الوشر ، والمستوشرة : التي تطلب تحديد أسنانها ] .

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم التفلج والتفلج أن تباعد بين الأسنان ، قال:

" لعن المتفلجات للحسن " .

ويبدو أن كل عصر له أذواق خاصة ، فحينما يكون ذوق الرجال للأسنان المتباعدة ، تأتي النساء ويبردن أسنانهن لتبدو الأسنان متباعدة وهذا تغير بخلق الله ، وهذا من فعل الشيطان .

طبعاً بعض العلماء ألحق بهذا التغير جراحات التجميل ، إذا كانت جراحات التجميل لإزالة عيبٍ خلقي يسبب لصاحبه الإحراج ، فهذا مما أجازه العلماء.

أما إذا كانت جراحات التجميل من أجل أن تلفت المرأة النظر - الآن تتم عمليات جراحية في بلاد الغرب شيء غريب جداً ، لا يعقل هذه العمليات الجراحية التي تفعلها المرأة أو الرجل من أجل التجمل ، ومن أجل أن تبدو المرأة في سنٍ أقل من سنها هذا محرم ٌ - أما إذا كان هناك عيب خلقي يسبب لصاحبه أزمة نفسية ، فالعملية الجراحية مقبولة عند العلماء .

وأيضاً لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة ، هناك بعض الأفعال تفعلها المرأة كي تبدو في نظر الناس جميلةً ، لكن كما قلت قبل قليل إذا كان في هذا تغير في خلق الله فهذا محرم .

سمح للمرأة أن تحف حاجبيها ، الحف شيء والنمصُ شيءٌ آخر .

على كلٍ تتأكد حرمة النمص حينما كان النمص شعاراً للنساءِ البغايا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي الجاهلية . في الجاهلية كانت النساء البغايا ينمصن حواجبهن فطبعاً هذا تشبهُ المرأة بامرأة خليعة بغية ، النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنهُ وقال : ( لعن الله النامصة والمتنمصة ) أي التي تطلب أن ينتف شعر حاجبيها ، لكن حف الحواجب ورد فيه إجازةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينبغي أن نقف قليلاً [شؤون المرأة لا نريد أن ندخل في تفاصيلها الأخوة الداعيات أولى بهذا الموضوع منا] ، لكن المبدأ الأساسي ، ألا تغير المرأة خلق الله وأن لا تفعل شيءٌ يؤذيها .

المرأة التي لا ترضع ابنها حفاظاً على كما تتوهم على أناقتها وعلى جمالها هذه ماذا تفعل ؟ تغير خلق الله . وأنتم تعلمون من دروس سابقة أن الإرضاع غير الطبيعي يسبب قصوراً عقلياً ، هذا شيء قطعي . الآن هذا البحث فُرغ من قطعيته ، الإرضاع غير الطبيعي يسبب قصوراً عقلياً ، والإرضاع غير الطبيعي يسبب أمراضاً للقلب والأوعية مزمنةً والإرضاع غير الطبيعي يسبب أمراضاً في الكليتين ، والإرضاع غير الطبيعي يسبب اضطرابات نفسية ، فالمرأة التي لا تريد أن ترضع أولادها حفاظاً على رشاقتها أو على شكلها ، هذه ماذا تفعل ؟ تغير خلق الله عز وجل ، فنحن القصد أن تحافظ على خلق الله . ماذا أراد الله من المرأة أن ترضع وليدها قال تعالى:

والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين

(سورة البقرة :الآية 233 )

الإرضاع هو خلق الله عز وجل ، وعدم الإرضاع تغير لخلق الله لذلك العقاب جاهز ، أعلى نسبة لسرطانات الثدي في النساء اللواتي لا يرضعن أولادهن ، وأقل نسبة لسرطانات الثدي عند النساء اللاتي يرضعن أولادهم .

النبي عليه الصلاة والسلام سمح للرجل أن يغير لون شعره إذا علاه الشيب هذا مسموح ، لكن إذا كان متقدماً في السن كثيراً لا ينبغي أن يستعمل اللون الأسود ، صبغ الشعر باللون الأسود يليق بأصحاب السن المعتدلة ، أما الذي تقدم في السن كثيراً ينبغي أن يصبغ شعره بِلَونٍ آخر ، وإذا أبقاه على حاله لا مانع ، أي مسموح للرجل أن يغير لون شعر رأسه لكن إذا خطب امرأةً وكان يخضب شعره ينبغي أن يعلمها أنه يخضب وإلا غشها ، هذا من الأحكام الشرعية .

النبي عليه الصلاة والسلام جيء له بوالد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما وقف بين يدي النبي كان رأسه كأنه الثغامة بياضاً ، فقال :

" غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد " .

وقال صلى الله عليه وسلم :

"إن اليهود والنصارى لايصبغون فخالفوهم " .

إذاً ليس هناك من حرجٍ أن يصبغ الإنسان شعر رأسه إذا أراد تطبيقاً للسنة.

مرة ثانية أريد أن أذكر أخوتنا الكرام بأن لباس المرأة جزءٌ خطيرٌ من ديننا.

إننا لم نذكر هذه الموضوعات وتلك التفصيلات إلا كي ينتبه الرجل إلى المظهر الذي تخرج فيه امرأته في الطريق ، وينبغي أن يراعي ثياب بناته حينما يخرجون ، المرأة المؤمنة لا تلهث وراء صرعات العصر ، هذا اللهث لا يليق بامرأة مسلمة ، أي ينبغي أن تكون الثياب فضفضاةً سابغةً سميكةً ساترةً هذا الذي يرضي الله عز وجل ، عندما يقول الرجل ليس لي دعوى هي حرة ، فإنه ليس رجلاً وليس قيمَ البيت ، والله سبحانه وتعالى يقول :

الرجال قوامون على النساء

(سورة النساء:الآية 34 )

الأسرة مؤسسة أوكل الله إليك قيادتها ، لكن متى تكون قيماً على امرأتك ؟ الآية واضحة قال تعالى :

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم

(سورة النساء: الآية 34)

فإذا كنت أفضل منها علماً وأفضل منها ورعاً وأنفقت عليها وكنت كريماً ملكت زِمامَ الأمر وملكت قوامة البيت ، فالقوامة هي شرط من شروط الزواج الناجح ، والزوج بيده أن يحدد النمط الذي ينبغي أن تخرج به امرأته إلى الطريق - إن المفهوم الشائع أن زوجتي شريفة وطاهرة وعفيفة لكنها تحب أن تلبس كما يلبس الناس - هذا كلام مرفوض في الدين هذا افتراء على الدين ، المؤمن ينبغي أن يتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام وهذه سنة النبي، ولا تنسوا أن الوعيد شديد . كيف توصل العلماء إلى حرمة هذا ؟ هناك أحاديث كثيرة النبي لم يقل محرم بل قال :

" لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها وإن ريحها لتوجد من مسير كذا وكذا " .

فالنبي الكريم حينما بين وضح أن هذه المرأة الكاسية العارية المائلة المميلة لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها ، معنى ذلك أن هذا اللباس محرم .

العلماء أدرجوا عدة عبارات إذا وردت في السنة فهي محرمة ( ليس منا) :

" ليس منا من خبب امرأة على زوجها " .

" ليس منا من تشبه بغيرنا " بالأجانب .

" ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله " .

" ليس منا من دعا إلى عصبية وقاتل على عصبية وقتل على عصبية " .

دققوا (ليس منا ) هذه توجب التحريم ، (لعن الله ) توجب التحريم و( غضب الله عليه) توجب التحريم ، ( لا يدخل الجنة ) توجب التحريم . فهناك عند العلماء مقاييس دقيقة هذا الحديث يستنبط منه أنه من يفعل كذا وكذا فقد وقع في الحرام والحرام شيءٌُ خطير الحرام مهلك أيها الأخوة .

شيء آخر الملاحظ أن البنت الصغيرة يتساهل في ثيابها ، وكل أهلها يزعمون بأنها لا تزال صغيرة ، لكن هذه إذا لم تأدبها بآداب الإسلام عندما تكبر لا تستطيع أن تحملها على التخلق والتأدب بآداب الإسلام ، لوجود حكم تكليفي وحكم تأديبي . ابنك الصغير مثلاً تلزمه أن يصوم إلى الظهيرة أو كل يومين يوم ، هل هذا أمر تكليفي ؟ لا هذا أمر تأديبي لكن إذا بلغ السن التي ينبغي أن يصوم بها وجد نفسه مؤهلاً لهذه الفريضة . لذلك ولو أن البنت صغيرة جداً يجب أن تنشأ على الآداب الإسلامية ولو أنها لا تُشتها ، أما إذا نشأت وهي صغيرة على الآداب الإسلامية في اللباس ، هذه النشأةُ تنمو معها شيئاً فشيئاً، أما إذا أهملنا الفتاة الصغيرة وبدت معالم جسمها لكل من في البيت وهي صغيرة لا تُشتها ، هذه حينما تكبر لا نستطيع أن نحملها على طاعة الله والتأدب بآداب المسلمين .

ورد سؤال : العطور التي يخالطها الكحول هل هي محرمة ؟

الأولى أن يستعمل الإنسان العطور الزيتية . هذه بإجماع العلماء لاشيء فيها العطور التي يخالطها الكحول عند المتشددين محرمة ، وعند المعتدلين قالوا هذه نجاسة حكمية معفو عنها ، وحينما تزول من الجلد تزول نجاستها .

فالإنسان الأولى أن يستخدم العطور الزيتية ، وإذا استخدم العطور الكحولية فعلى المعتدلين لا يرون بها بأساً لأنها نجاسة حكمية وليست حقيقية ، ولأنها نجاسة معفو عنها ولأنها إذا تبخرت زالت نجاستها ، والحل الوسط أنك إذا كنت على وشك الصلاة ينبغي ألا تستعملها [العطور الكحولية ]، أما العطور الزيتية لك أن تستعملها قبل الصلاة . هذا هو الرأي المعتدل .

والحمد لله رب العالمين




[
quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

الحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحلال والحرام   الحلال والحرام Emptyالسبت مارس 27, 2010 9:39 am


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ؛ اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ....
أيها الأخوة الكرام :
مع الدرس الحادي عشر من سلسلة دروس الحلال والحرام في الإسلام وقد بينت لكم كثيراً أن أخطر موضوع بعد الإيمان بالله هو الحلال والحرام ، لأنك بالكون تعرفه وبالشرع تعبده ، وكيف تطيع الله عز وجل إن لم تعرف حدوده ، وكيف تعبده إن لم تعرف منهجه فلذلك طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم .
وصلنا في الدرس الماضي في موضوع الحلال والحرام في علاقة الرجل بالمرأة إلى تحريم النظر إلى العورات.
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النظر إلى العورات ولو كان من رجل إلى رجل أو من امرأة إلى امرأة ، طبعاً من امرأة إلى رجل أشد بكثير ، من رجل إلى امرأة أشد بكثير لكنه نهى عن النظر إلى العورات ولو من رجل إلى رجل أو من امرأة إلى امرأة وهذا من ما يغفل عنه كثير من المسلمين بشهوة أو بغير شهوة كل كلمة لها معنى .
نهى عن النظر إلى العورات ولو كان من رجل إلى رجل أو من امرأة إلى امرأة بشهوة أو بغير شهوة ، _لأنه إذا قال الإنسان أنا لا أشتهي ثم يشتهي ، فالشهوة تتنامى ، يقول عليه الصلاة والسلام :
لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ولا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد .
إذا اعتبرنا ، لا ، نافية النفي هنا أقوى ، أو أن نقول لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل لا ناهية ، كلاهما يصح .
الانحرافات الجنسية ربما كان مبعثها أن يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد أو المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، لا نظر ولا مس ، الحديث رواه الإمام مسلم ، واستدل العلماء في الحديث الشريف على عدم جواز اضطجاع الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة في ثوب واحد ، يعني إذا في مباشرة في الجسد في نهي شديد عنه .
أما عورة الرجل الذي لا يجوز النظر إليها من رجل أو امرأة تحدد فيما بين السرة والركبة ، وعورة المرأة جميع بدنها والوجه والكفان موضوع يحتاج إلى تفصيل الأصل أن المرأة عورة من فرقها إلى قدمها ، والقاعدة أنه ما لا يجوز النظر إليه من العورات لا يجوز أن يمس باليد أو بجزء من البدن ، كل هذه الأحكام تستثنى أو توقف عند الضرورة والمعالجة ، أي للطبيب المسلم الورع أن ينظر إلى موقع الألم من جسم المرأة وأن يعالجه وأن يجسه بيده إن كان هذا يقضيه الفحص .
هذا الحديث رواه الإمام مسلم وهو أصل في هذا الموضوع ، القاعدة التي يجب أن تكون واضحة عندكم جميعاً النظر المباح إذا خيفت معه الفتنة يصبح محرم .
ولا تنسوا أننا في عصر الفتنة ، إذا ورد في أحكام الفقهاء ما يشير إلى أنه إذا أمنت الفتنة ، الآن الفتنة قائمة والفتنة يقظة والعصر عصر جنس والعصر عصر شهوة وامرأة ، فلذلك الأولى أن يأخذ بالأحوط .
من سماحة الإسلام أنه عفا عن النظرة الأولى الفجائية التي لا يملك الإنسان حيالها غض بصره لذلك قال عليه الصلاة والسلام حينما سؤل عن نظر الفجاءة قال :
اصرف بصرك ـ أي لا تعاود البصر مرة ثانية هذا من عفو الإسلام وسماحته ـ .
لكن الإنسان يعلم وحده علم اليقين ماذا تعني النظرة الأولى يعني كلما اشتد الورع تقصر هذه النظرة إلى أن تكون كالخطفة ، الآية الكريمة التي تشير إلى إبداء زينة المرأة أو إلى تحريم إبداء زينة المرأة هي قوله تعالى :
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر
(سورة النور : آية 31(
قال العلماء زينة المرأة الزينة الطبيعية أو زينة الحلي ، على كلاً ولا يبدين زينتهن ، المواضع التي زين الله بها المرأة هذه الزينة الطبيعية أو المواضع التي توضع فيها الزينة الظاهرة ، كالقرط والعقد والسوار والخلخال ، هذه المواضع قال تعالى :
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، والدقة في التعبير أن الله عز وجل لم يقل إلا ما أظهرن منها ، إلا ما ظهر منها عن غير قصد ، وقد فسر العلماء هذا الظهور عن غير قصد أن طول المرأة ليس في إمكانها أن تخفيه وأن لون ثيابها ليس في إمكانها _أن تخفيه وامتلأ جسمها أو عدم امتلاء جسمها ليس في إمكانها أن تخفيه لذلك قال تعالى :
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر
(سورة النور : آية 31(
وقد أشار بعض العلماء إلى أن هذه الزينة التي زين الله بها المرأة لو أنها ظهرت عن غير قصد ، وقعت في الطريق مثلاً ، بالمناسبة المرأة المؤمنة الطاهرة ترتدي ثياب سابغة داخلية بحيث لو أنها تعثرت في الطريق لا يبدو شيء من جسمها هكذا من آداب الإسلام أن ترتدي المرأة ثياب احتياط فيما لو تعثرت قدمها وأصبحت طريحة الأرض لا يبدو شيء منها .
على كل حال ولو كان هناك فعل غير مقصود وظهر شيء من زينتها هذا أيضاً من ما عفا عنه الإسلام .
ولا يبدين زينتهم إلا ما ظهر منها أما الشيء الذي بإمكانها أن تظهره أو أن لا تظهره ليس هو المقصود ، لو كان هو المقصود لجاءت الآية إلا ما أظهرن منها ، إذا كان بإمكان المرأة أن تظهر أولا تظهر لجاء النص كما يلي ولا يبدين زينتهن إلا ما أظهرن منها أما إلا ما ظهر منها عن غير قصد فطولها لا يمكنها أن تخفيه وامتلاء جسمها لا يمكنها أن تخفيه ولون ثيابها لا يمكنها أن تخفيه وإذا تعثرت وظهر بعض أعضائها هذا ليس عن قصد ولا عن رغبة هذا معنى قوله تعالى : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، وهناك أراء أخرى هذا الرأي هو أوجه الآراء والرأي المعتمد .
تعليق لطيف الأكمل للمرأة المسلمة أن تجتهد في إخفاء زينتها ما استطاعت وذلك لانتشار الفساد وكثرة الفسوق في عصرنا ، ثم يقول الله عز وجل وليضربن بخمورهن على جيوبهن ، والخمر جمع خمار وهو غطاء الرأس ، والجيوب جمع جيب وهو فتحة الصدر من الثوب وليضربن بخمورهن على جيوبهن ، مروراً بوجوههن يؤكد هذا قول السيدة عائشة رضي الله عنها وقد أورد هذا الإمام البخاري :
كنا محرمات فان الركبان إذا مروا بنا و حازونا أسدلت إحدانا جلبابها على وجهها .
وقول النبي عليه الصلاة والسلام :
يحق للخاطب أن يرى استثناءً من عورة المرأة وجهها وكفيها .
العلماء استدلوا بهذا الحديث على أن الوجه عورة ، ثم إن الله تعالى يقول:
وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن
(سورة الأحزاب:آية 53)
أما الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه .
قال هذا الحديث فيه ضعف ، فيه انقطاع وفيه راوي كذاب .
الموضوع هناك المتشددون وهناك المتساهلون والأحوط أولى ، هذا الموضوع احتمالي قال تعالى:
ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون .
(سورة النور: آية 31)
الآن موضوع ابدأ الزينة الطبيعية والمجلوبة المصنوعة ، أن تضع القرط في أذنها والعقد في جيدها والسوار في معصمها والخلخال في رجلها ، مكان الزينة زينة والزينة نفسها المجلوبة زينة .
قال ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن .
استثنى القرآن الكريم من إخفاء الزينة هؤلاء الأصناف الأتي ذكرهم ، أولاً بعولتهن ، البعل له حكم خاص ، أي الزوج مستثنى من كل قيد ، الزوج له أن يرى من زوجته ما يشاء وكذلك المرأة وفي الحديث الشريف:
احفظ عورتك إلا من زوجتك .
الصنف الثاني آبائهن ويدخل في الآباء الأجداد من قبل الأب أو من قبل الأم ، أباء أزواجهم فقد أصبح لهم حكم الآباء بالنسبة إليهن ، أي أن والد زوجها أبنائهن و مثل هؤلاء أبناء أبناءهن و أبناء بناتهن ، الفروع مهما نزلت و الأصول مهما علت ، أبناء أزواجهن لضرورة الاختلاط بهن و لأنها بمنزلة أمهن في البيت .
لكن بعد قليل أشير إلى أن هناك محارم كالأم و البنت و الأخت و بنت الأخت و بنت الأخ ، و هناك محارم تأتي بالمصاهرة كزوجة الابن ، هذه لها حكم آخر سوف أشير إليه بعد قليل .
إخوانهن أكانوا أشقاء أو من أب أو من أم ، بنوا إخوانهن لما بين الرجل و عمته من حرمة أبدية بنو أخواتهن لما بين الرجل وخالته من حرمة أبدية نسائهن أي النساء المتصلات بهن نسب أو ديناً ، هذا معنى نسائهن ، أما المرأة غير المسلمة فلا يجوز أن ترى من زينة المسلمة إلا ما يراه الرجل على الصحيح لعلة أنها تصف للناس شكل المرأة ومواضع الفتنة فيها وكأن الرجال ينظرون إليها .
وأما قول الله عز وجل :لما ملكت أيمانهم العلماء أشاروا للإماء دون الذكور الجارية في البيت لها أن تنظر إلى سيدتها ، أما العبد الذكر في البيت إذا نظر إلى سيدته يشتهيها هذا حكم الطبيعة ، والتابعون غير أولي الإربة من الرجال هؤلاء الذين لصفة طارئة فيهم فقدوا شهيتهم للنساء ولهم علاقة بهذا لبيت ، والطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء هم الصغار الذي لو تكن في نفسهم المشاعر الجنسية ، إبداء الزينة يجوز لهؤلاء الأصناف جميعاً .
لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء .
الحقيقة أن الآية أغفلت صنفان من ممن يحق لهم أن يروا زينة المرأة العم والخال والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول :
عم الرجل صنو أبيه .
أيها الأخوة :
حينما أبيح للرجل أن يرى محارمه هؤلاء أمه وبنته وأخته وبنت أخته وبنت أخيه وعمته وخالته هذه المحارم العلماء أشاروا إلى مصطلح وهو أن يظهرن أمام محارمهن بثياب الخدمة ، وثياب الخدمة هي الثياب التي ترتديها المرأة أثناء خدمة البيت ، أي لها أن تظهر وجهها وشعرها وجيدها ومعصمها وساقيها ، أي تحت الركبة وقريب من الرقبة تحت العضد هذه ثياب الخدمة التي يجوز للرجل أن ينظر إلى أمه أو أخته أو بنت أخيه أو بنت أخته أو عمته أو خالته .
ثم إن الله تعالى يقول :
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما
(سورة الأحزاب : آية 59 )
في بالآية إشارة لطيفة جداً إلى أن الرجل إذا نظر إلى امرأة وقد أظهرت مفاتنها ربما أوقع بها الأذى إما بلسانه أو بيده ، فالمرأة التي تظهر مفاتنها لسان حالها دعا الرجال إلى التحرش بها قاعدة .
أي امرأة تظهر مفاتنها عن عمد وقصد لسان حالها يدعوا الرجال أو الذئاب إلى أن يتحرشوا بها وأن يسمعوها كلام مخجل وأن يمدوا إليها أيديهم فلذلك قال تعالى :
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين
(سورة الأحزاب : آية 59 ) .
هناك إشارة لطيفة في هذه الآية إلى أن حجاب المرأة هو أقل ما تعرف به ، هناك نساء يتوهمن أنهن لمجرد أنهن تحجبن فعلن كل شيء ما فعلن إلا شيء واحد ، هناك معرفتهن بكتاب الله ، معرفتهن بحديث رسول الله ، قيامهن بواجباتهن اتجاه أزواجهن و أولادهن ، كما أن الطالب أقل شيء يعرف أنه طالب زيه الرسمي هذا الزي الرسمي الذي يرتديه طالب الجامعة أو طالب الثانوي هو أقل ما يشير إلى أنه طالب علم لكن الحقيقة ليس هذا الزي هو الدليل الوحيد هناك علمه وتفوقه وأوراق امتحانه ونجاحه في الامتحانات لكن أقل علامة تشير إلى أنه طالب علم هو ذلك الزي وكذلك المرأة المسلمة أقل علامة تدل على أنها مسلمة هو حجابها ولكن أكثر علامة تقواها ورعها ، حفظ لسانها ، حفظ مال زوجها حفظ نفسها في غيبة زوجها ، حسن رعايتها لزوجها وأولادها هذا الذي يعليها عند الله عز وجل .
أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة .
اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله .
في الآية إشارتان لطيفتان الأولى أن إظهار أية فتنة في المرأة يعبر عن رغبتها في أن تستجلب نظر الرجال لو لم تعترف بذلك المرأة التي تحب أن تظهر مفاتنها عن طريق الثياب غير الشرعية إنما هي امرأة عندها رغبة عميقة إلى أن تلفت نظر الرجال إليها لذلك إذا أذوها بالكلام أو غير الكلام فهي المتسببة هناك من تتوهم إنها شريفة بمعنى أن أحد لا يستطيع أن ينالها بالأذى ، حينما تظهر مفاتنها في الطريق هي تدعو الآخرين إلى أن ينالوها بالأذى لذلك قال تعالى :
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما
(سورة الأحزاب : آية 59 ) .
يعرفن بالحشمة والوقار فلا يؤذين أما هذا الجمال الذي أودعه الله في المرأة هذا من أجل أن ينشئ بينها وبين زوجها مودة بالغة هذا الجمال لزوجها ليس لعامة المسلمين وكلمة أدنى أن يعرفن ، الحجاب وحده لا يكفي ، لو أنها تحجبت وكانت ثرثارة مغتابة مهملة لزوجها حسودة حقودة وتريد أن تزول النعم عن غيرها لتصير إليها هذا حجابها لا يغني عنها من الله شيء لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
سؤل عن امرأة تذكر أنها تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار .
ذلك أدنى أن يعرفن أي أقل شيء ، اقل علامة تشير إلى أن هذه المرأة المسلمة حجابها ، أما أكبر علامة تربيتها لأولادها ، رعايتها لزوجها ضبط لسانها ، ضبط مشاعرها الإخلاص لزوجها ، هذه أعلى علامة ، أدنى علامة ثيابها كما أنه أدنى علامة تشير إلى أن هذا الشاب طالب الثياب الرسمية التي ألزم أن يرتديها لكن قد يأخذ أصفار في كل المواد ، جاهل فهل يعد هذا الزي الذي يرتديه الطالب دليلاً قطعياً على علمه ، لا أقل دليل ، لذلك قال تعالى :
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما
(سورة الأحزاب : آية 59 ) .
ويوجد آراء لمفكرين معاصرين أدباء أن أية امرأة تظهر مفاتنها هي تدعو الشباب إليها ، تدعو الناس إلى التعليق عليها وإيذائها بالكلام وبغير الكلام .
هناك حديثان شريفان يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت السترة بينها و بين ربها .
امرأة تخلع ثيابها وتبدي محاسنها في غير بيت زوجها .
أيام يكون الزوج واثق بها أرسلها إلى بيت زوجها مثلاً زوج أختها بدت أمامه بأبهى زينة خلعت معطفها وخلعت ثيابها وبدت مفاتنها أمام زوج أختها .
ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت السترة بينها و بين ربها .
رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن ورواه أبو داود وابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرطهما ورد هذا في الترغيب والترهيب .
هؤلاء نساء المسلمين اللواتي يذهبن إلى الأعراس بأبهى زينة وكأنها في ليلة عرسها ، المدعوة ، ليست العروس ثم يأتي هذا العريس الشاب يجلس مع عروسه ويمتع نظره بهؤلاء الجالسات ويأتي المصور ليصور ويطبع من هذا الشريط النسخ العديدة وكل إنسان في بيته يرى من هذه ؟
زوجة فلان هذا ما يجري في بيوت المسلمين هل هناك مبالغة .
لذلك كلما رخص لحم النساء غلى لحم الضأن وكلما قل ماء الحياء قل ماء السماء .
وفي حديث أخر عن أم سلمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
_أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره .
أي أن الله عز وجل زين المرأة وهذا من فضل الله عليها جعلها محبوبة وجعلها مطلوبة وجعلها مرغوبة بهذه الزينة هذه الزينة لمن سمح الله له أن يراها لزوجها وثياب الخدمة لأبيها وأخيها وابنها وعمها وخالها وبن أخيها وبن أختها أما أن تكون لوحة فنية للجميع ، ليست للجميع بل هي خاصة لزوجها ومحارمها .
قد يسأل سائل هؤلاء الفتيات الكاسيات العاريات أين آباؤهن أين أزواجهن أين إخوانهن ؟
ثم إن المرأة المسلمة تتميز عن غير المسلمة بخلق التصون و الاحتشام والعفاف والحياء ، وصدقوني أيها الأخوة :
للاحتشام والعفاف والتصون والحياء جمال لا يعرفه إلا من أتاه الله ذوق رفيع المرأة جميلة جداً باحتشامها وبصونها وعفافها وحينما تتبذل تصبح كالشيء الساقط المبتذل والمرأة الكافرة من لوازمها التكشف وإبداء الزينة عن قصد أو عن غير قصد والأصح عن قصد لذلك قال الله تعالى:
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
(سورة الأحزاب :آية 33)
ما هو التبرج ؟
نحن درسنا محوره الحلال والحرام في علاقات الرجل بالمرأة فذكرنا الحجاب وذكرنا إبداء الزينة المباح والآن نصل إلى موضوع التبرج ، التبرج في المعنى الدقيق التكشف والظهور للعيون ومنها بروج مشيدة البرج الشيء العالي الظاهر وبروج السماء معروفة عندكم والسماء ذات البروج في هذه المجموعات من النجوم التي ترى بوضوح شديد في أثناء حركة الأرض حول الشمس قال الإمام الزمخشري في شرح معنى التبرج تكلف إظهار ما يجب إخفائه ، أي تكشف المرأة وإبداء زينتها الظاهرة والخفية وإظهار محاسنها .
التبرج قد يبدو في المشية وقد يبدو في الحديث ، ممكن أن يكون كلام المرأة في لين ، لين كلامها من التبرج طريقة مشيتها من التبرج إظهار زينتها الظاهرة والباطنة من التبرج ، وقد يكون هذا الذي يجب إخفائه موضع قي الجسم أو حركة العضو منه أو طريقة في الكلام أو المشي أو حلية من ما تتزين النساء منه أو يلبسنه .
قال تعالى :
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
(سورة الأحزاب :آية 33)
الأصل أن تقر المرأة في بيتها خروجها لسبب استثنائي وليس الأصل أنها في الطريق والبيت استثناء القاعدة هو البيت والاستثناء هو الخروج لذلك قال تعالى وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، أي إذا خرجتم لضرورة لا تتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، هناك من يفهم الآية فهم سقيم يقول لك هذه الآية لنساء النبي والجواب بسيط جداً إذا قلنا للطالب المجتهد اقرأ فلأن يكون هذا الأمر موجه للكسول من باب أولى ، إذا كان الطالب المجتهد مأمور أن يقرأ وأن يذاكر فالطالب الكسول من باب أولى ، إذا كانت نساء النبي وبنات النبي مأمورات أن يقررن في بيوتهن فلأن يكون هذا الأمر موجه إلى نساء المسلمين من باب أولى .
الآن بعض العلماء من السلف الصالح يقول التبرج أن تمشي المرأة بين الرجال بلا حياء لا يهمها ، لكن بنتا سيدنا شعيب قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير .
كانتا متنحيتان إلى جانب هناك ازدحام أما أن تدخل المرأة في الزحام بين الرجال ولا تعبئ بذلك هذا الخلق ليس من أخلاق المرأة المؤمنة .
قال : التبرج كانت المرأة تخرج وتمشي بين الرجال متبرجة مظهرة زينتها .
وقال قتاده :
كان لهن مشية تكسر وتغنج هذا من التبرج ، وقال مقاتل التبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ، أي حجاب رفع عتب ، قد ينزاح إلى نصف رأسها وقد تبدو كل معالم وجهها ، يبدو عنقها أحياناً هذا هو من معاني التبرج .
من صور التبرج في الجاهلية الاختلاط بالرجال والتكسر بالمشي ولبس الخمار على نحو يبدو معه أو منه بعض محاسنها .طبعاً لو أن علماء السلف الصالح رأوا ماذا تفعل النساء في الطرقات لصعقوا. إذا الخمار غير مشدود وظهرت بعض المفاتن هذا هو التبرج .
أما إذا ألقي الخمار كلياً وظهرت المرأة كما خلقها الله إلا من ثياب تظهر ولا تخفي فهذا هو الذي وصل إليه المسلمون اليوم لأنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، الكفار لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، الذي وصلنا من أزياء اليهودي الفرنسي يتحكم بنساء المسلمين كلهم ، هكذا الموضة ، معقول مصمم أزياء يهودي فرنسي هو يتحكم بثياب نسائنا هذا من ضعف المسلمين ومن تخاذلهم ومن تقصيرهم .
ما الذي يخرج المرأة عن حد التبرج ؟ قال تعالى :
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
(سورة الأحزاب :آية 33)
ما الذي يجعل هذه المرأة في نظر الدين ليست متبرجة قال غض البصر فإن أثمن زينة للمرأة هو الحياء وأبرز عنوان الحياء غض البصر قال تعالى :
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
(سورة النور :آية31)
والمرأة الفاسقة وقحة تنظر إلى الرجال بحدة وتعلق تعليقات خبيثة ، ومن ما يبرأ المرأة من التبرج عدم اختلاطها بالرجال ، اختلاط تماسكك وتماس كما يحدث في المركبات العامة ، مكان مزدحم ، لا تعبأ تدخل بين الرجال وقد يلتقي الصدر مع الصدر والظهر مع الظهر ولا تعبأ بذلك .
أيها الأخوة دققوا في هذا الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبراني البيهقي وقال رجاله ثقات والحديث صحيح :
لئن يطعن رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له .
الله عز وجل هو الخبير وهذا النبي الكريم رسول الخبير أودع في كل رجل هذه الشهوة لأنه أصبح تماس لذلك النبي الكريم قال :
إني لا أصافح النساء .
إذا صار في مباشرة يد بي ينشأ منها فساد كبير .
ما هي الثياب التي إذا ارتدتها المرأة خرجت من وصف التبرج قال أولاً أن يغطي جميع الجسم على أرجح الأقوال ، لذلك المعطف السابغ إلى أسفل أفضل كأن دين المرأة مرتبط بطول ثيابها ، الرجل قد يرتدي ثياب متنوعة أما كلما زاد الثوب مسافة في المرأة كان هذا دليلاً على زيادة إيمانها وحرصها .
الشرط الثاني : ألا يشف ويصف ما تحته فالثياب الرقيقة الشفافة هذه محرمة في الإسلام قد ترتدي المرأة قميصاً شفافاً هذا محرم أشد التحريم ، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح أن من أهل النار نساءً كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .
سبحان الله العلماء قديماً حاروا في هذا الحديث كيف كاسيات عاريات الآن واضح جداً مرتدية ثيابها ولكن هذا الثياب لا يسترها ، بالعكس يظهر محاسنها .
دخلت نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها وعليهن ثياب رقاق فقالت عائشة إن كنتن مؤمنات فليس هذا بثياب المؤمنات .
أدخلت على السيدة عائشة امرأة عروس عليها خمار رقيق شفاف فقالت لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذه الثياب .
الشرط الأول أن يغطي جميع الجسم
الشرط الثاني ألا يشف عما تحته
الشرط الثالث ألا يحدد أجزاء الجسم ويبرز خطوطه ومفاتنه ، فجميع الثياب الضيقة التي تبرز خطوط جسم المرأة ومعالم أعضائها هذه محرمة .
ألا يكون الثوب مما يختص بلبسه الرجال ، البنطال يرتديه الرجال فإذا لبسته المرأة في الطريق فهي ملعونة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم :
لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال .
وبالعكس ولعن الله أيضاً المتشبهين من الرجال بالنساء ، من عام أو عامين لاحظت ثياب يرتديها الشباب بلا كمام ، ممقوته أشد المقت لأنها تشبه بالنساء .
الحديث الشريف لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال كما لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء .
الآن الثياب التي تختص بها الكافرات المنحرفات هذه الثياب أيضاً لا ينبغي لنساء المؤمنين أن يرتدينها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من تشبه بقوم فهو منهم .
الآن الألوان الصارخة والمزخرفة والصور في ثياب المرأة التي تلفت النظر هي أيضاً محرمة هذا الشرط السادس .
الشرط السابع أن تلتزم الوقار والاستقامة في مشيتها وفي حديثها وتتجنب الإثارة في ثائر حركات جسمها قال تعالى:
فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا
(سورة الأحزاب :آية 32)
اسمعوا أدب القرآن الكريم قالت بنت سيدنا شعيب :
قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا
(سورة القصص:آية 25)
كلام لا يحتاج إلى جواب ، لو أنها قالت إن أبي يدعوك سوف يسألها ما المناسبة ولماذا ، صار حوار .
كيف سألها عن حالها قال تعالى :
قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير
(سورة القصص:آية 23)
يوجد ألف عبارة فيها طول فيها مؤانسة فيها استطراد فيها تفصيل ، المؤمن يتكلم الكلام الدقيق الموجز الذي لا يشعر بشيء ، والمؤمنة تتكلم الكلام الذي لا يغري الرجال فيها .
امرأة متزوجة ولها أولاد لكنها جاهلة وقفت على بائع وساومته في ثمن المبيع مساومة فيها تكسر وفيها لين وفيها استعطاف ، حتى أنه ظن أنها تقبل أن يأتي إلى بيتها بعد دقائق بيتها قريب من محل البائع دق الباب ففتحت فدخل ما كان منها إلا أنها استغاثت بابنها وزوجها في محل قريب أيضاً ، فقالت أدعو أبيك ، الأب في حالة غضب شديد أغلق الباب وأتى بالشرطة وساقها إلى المخفر وكتب الضبط وطلقها مع أنها بريئة لم تفعل شيء لكن جهلها بأصول الحديث مع الرجال أغرى هذا الرجل بها فدخل البيت عنوة وهو يظن أنها ترضى أن تزل قدمها معه فلذلك فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .
وأكثر شيء في أثناء البيع والشراء الكلام اللين ، السعر محدد تشتري أو لا تشتري أما الكلام الساقط الذي فيه تكسر تلين .
الآن من شروط ثياب المرأة التي تخرجها عن التبرج أن لا تتعمد جلب نظر الرجال إلى ما خفي من زينتها بالعطور أو الرنين قال تعالى :
ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن .
(سورة النور:آية 31)
إخوانا الكرام :
لا يوجد إنسان يوجد عنده شيء يتكلم به إلا أن ينقل عن القرآن والسنة ، لا يوجد شيء من عندنا ، ولا يوجد إنسان أهل أن يشرع إنما أنا متبع هكذا قال سيدنا الصديق ، ولا يوجد شيء اسمه قضية مزاجية .
قرآن وحديث صحيح ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن .
وفي الحديث الصحيح رواه أبو داود والترمذي وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية .
والحديث الأخر :
المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية .
النبي وصفها بالزانية ، ولكن ليس معنى هذا أن المرأة محرم عليها .
أن تخرج من بيتها لحاجة لتزور أباها أو لتطلب العلم في المسجد .
قال عليه الصلاة والسلام لزوجته سودة :
قد أزن الله لكم أن تخرجن لحوائجكن .
وقال عليه الصلاة والسلام :
إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها .
[رواه البخاري ] .
لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، العلم لك ولها هي إنسانة مثلك تماماً مساوية لك تماماً تعرف الله كما تعرفه أنت وتقبل عليه كما تقبل عليه أنت وتحبه كما تحبه أنت وترقى عنده كما ترقى عنده أنت ، لذلك إذا منعتها من العلم فقد حطمتها .
وفي حديث أخر قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله .
[ رواه البخاري مسلم ] .
موضوع النظر إلى المخطوبة هذا الموضوع دقيق أكمل ما فيه أنه:
لا يحل لمسلم أن يتقدم لخطبة امرأة مطلقة أو متوفى عنها زوجها في عدتها .
هناك أخطاء كبيرة جداً تقع ، امرأة مطلقة قبل أن تنتهي عدتها يتقدم أحد لخطبتها أو امرأة متوفى عنها زوجها .
لأن وقت العدة حرم للزوجية السابقة فلا يجوز الاعتداء عليه لكن له أن يفهم المرأة المتوفى عنها زوجها أو المطلقة رغبته في الزواج منها في التعريض والتلميح لا بالإظهار والتصريح قال تعالى :
ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء
(سورة البقرة :آية235)
لا مانع ، أنا فلانة أحترمها احترام كبير الله يجعلها من نصيبي كلمة قالها لك أن تقولها في العدة ، تتطمن هي من جهة أما كطلب رسمي .
لا تطلب المرأة للزواج إلا بعد انقضاء عدتها .
ويحرم عليه أن يخطب على خطبة أخيه ، فلان طرق هذا البيت وخطب ابنتهم منهم أنت لا يجوز أن تخطب هذه البنت قبل أن يبت في أمر الأول فإذا وصل إلى اتفاق مع الطرف الأخر ذلك أن الخاطب قبله قد اكتسب حق أن يصان رعاية لحسن العلاقة والمودة بين الناس .
قال عليه الصلاة والسلام :
المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا أن يخطب على خطبة أخيه .
وفي حديث أخر رواه البخاري
لا يخطب الرجل على خطبة الرجل حيى يترك الخاطب قبله أو أن يأذن له .
وقال عليه الصلاة والسلام :
ثلاث لا يؤخرن الصلاة إذا أتت والجنازة إذا حضرت والأيم إذا وجدت لها كفئاً وإذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير .
والحمد لله رب العالمين








[qu
ote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
الحلال والحرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح حديث : {الحلال بين والحرام بين }
» تفسير حديث : {الحلال بين والحرام بين }
» شرح حديث "الحلال بين ..... "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى فقة العبادات-
انتقل الى: