منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية. Empty
مُساهمةموضوع: حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية.   حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية. Emptyالسبت مارس 27, 2010 10:54 am



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


حقوق الزوجة :
أيها الإخوة المؤمنون :
وصلنا في موضوع الزواج إلى حقوق الزوجة ، وحقوق الزوجة كما بينا من قبل حقوق مادية ، كالمهر ، والجهاز ، والنفقة ، وحقوق معنوية . أولى هذه الحقوق المعنوية حسن المعاشرة .
والحق الثاني غير حسن المعاشرة صيانة الزوجة ، فماذا تعني صيانة الزوجة .. يجب على الزوج أن يصون الزوجة ويحفظها من كل ما يخدش شرفها .
يعني هناك أزواج يأخذون من زوجاتهم حظوظهم ، ولكن لا يعنون بشرف زوجتهم ، وسمعتها ، وصيانتها ، فهم يستهترون بالقواعد الشرعية التي شرعها الله عز وجل فكلما يثلم عرضها ، ويمتهن كرامتها ، ويعرض سمعتها لمقالة السوء ، هذا مما يتحمله الزوج أمام الله عز وجل .
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يغار .الغيرة على الزوجة خلق عظيم . وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حُرم عليه .
ما الفرق بين غيرة الله عز وجل وبين غيرة المؤمن ، الله سبحانه وتعالى يغار على عبده أن يعصيه ، لذلك مما يدل على غيرة الله عز وجل أن العبد إذا عصاه ساق له من الشدائد ما يجعله يعود إليه راشداً غانماً .
الله سبحانه وتعالى يغار أيضاً أن يرى عبده يعتمد على مخلوق مثله من علامة غيرة الله عز وجل أن هذا المخلوق الذي اعتمد العبد عليه يخذله ، هذه علامة ثانية . إذا اعتمدت على عبد من عباد الله وعلقت عليه الآمال يغار الله عز وجل ، إذا تذللت أمام فلان وفلان عبد مثلك لا يملك شيئاً لا يقدم ولا يؤخر ، يغار الله عز وجل ، فيجعل الإساءة عن طريق هذا الذي اعتمدت عليه ، إذا التفت إلى ما سواه يغار الله عز وجل ، حتى أن بعضهم يفسر أن سيدنا إبراهيم عليه أتم الصلاة والتسليم ، حينما التفت إلى ابنه إسماعيل وهو نبي كريم غار الله عز وجل ، فأمره أن يذبح ابنه . لما يركن المؤمن لشيء مما سوى الله عز وجل إذا ركن المؤمن لزوجته ، وظن فيها سعادته لابد من أن تسيء هذه الزوجة ، لأن الله يغار خلقتك من أجلي ، لم أخلقك من أجلها .
إذا تعلق الإنسان بأي جهة من الجهات ، ورأى فيها خلاصه فإن الله يغار، هذه غيرة الله ، من غيرة الله عزوجل أن العبد إذا بقي شارداً عن الله ملتفتاً إلى الدنيا بعث إليه شيئاً يذكره بالله ، حتى يسمع صوت عبده الله فان .
يعني إذا واحد زوج ابنه ، كان يأتي إليه كل يوم مرة ، بعدما زوجه لم يعد يأتيه بالشهر مرةً ، يتألم الأب ، أنسيتنا ؟ ..
الأب زوج ابنه ، النفقات على الأب ، هو اختار له إياها ، لما رآها نسي الأب . الأب يغار .
والله سبحانه وتعالى إذا رأى عبداً مؤمناً في الشدة ملتفت إليه ، فلما آتاه الدنيا نسيه ، يغار ، يسلبها منه .
إذا واحد يحب أن لا يسلبه الله النعم فلا يتعلق بها ، إذا تعلق بها سلبها الله منه ، هذه غيرة الله عز وجل ، أما غيرة المؤمن : فإن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حُرم عليه " .
وروي عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ما أحج أغير من الله ، ومن غيرته حرم الفواحش .. " .
لأن الله يغار حرم الفواحش ، يعني أن يتعلق إنسان بغير زوجته الله يغار ، وهذا محرم ، زوج يميل إلى غير زوجته ، زوجة تميل إلى غير زوجها ، يصير استلطاف ، إن الله يغار ، هذا لم يسمح الله به عز وجل ، سمح لك بالزوجة ، قال تعالى :

[سورة المؤمنون]
.. ما أحد أغير من الله ، ومن غيرته فإنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وما أحد أحب إليه المدح من الله عزوجل ، ومن أجل ذلك أثنى على نفسه ، وما أحد أحب إليه العذر من الله عزوجل ومن أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين " .
الحديث جميل جداً ، يوضح أخلاق الله عز وجل .
" قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ " .
[أخرجه البخاري ومسلم]
يعني إذا إنسان وهو في محله التجاري دخلت عليه امرأة ،إذا كان يحب الله عز وجل فالله يغار أن يلتفت هذا الرجل إلى هذه المرأة يجب أن يكون التفاته إلى زوجته فقط والزوجة إذا كانت مؤمنة تصون نفسها ، وتخاف أن تكون غيرة الله عزوجل قد اطلعت عليها لذلك من علامات إيمان المؤمن العفة عند الرجال وعند النساء .
أما هناك فكرة ساذجة ، سخيفة أن الرجل لا يعيبه شيء ، والله الذي لا إله إلا هو إن الذي يعيب المرأة يعيب الرجل ، في عالم الإيمان ما يعيب المرأة يعيب الرجل ، أما في عالم الجهلة الرجل لا يعيبه شيء ، أما المرأة فقط يعيبها كل شيء ، المرأة والرجل سواء في العيب .
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " .
[النسائي وأحمد]
العاق لوالديه : لا يوجد إنسان أقرب لإنسان من الأب لابنه ، فالذي يعق والديه لا يدخل الجنة أبداً ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
" ليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة " .
وفي رواية " فلن يُغفر له .. ".
لو أن في اللغة أقل من كلمة أف لقالها الله عز وجل ، يعني أقل كلمة ، أقل صوت ، أف اسم صوت ، يعني أتضجر ، أقل كلمة في اللغة إصدار صوت من الشفتين هو الفاء ، في هذه الكلمة عقوق للوالدين .
ساذجة ، سخيفة أن الرجل لا يعيبه شيء ، والله الذي لا إله إلا هو إن الذي يعيب المرأة يعيب الرجل ، في عالم الإيمان ما يعيب المرأة يعيب الرجل ، أما في عالم الجهلة الرجل لا يعيبه شيء ، أما المرأة فقط يعيبها كل شيء ، المرأة والرجل سواء في العيب .
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " .
[النسائي وأحمد]
العاق لوالديه : لا يوجد إنسان أقرب لإنسان من الأب لابنه ، فالذي يعق والديه لا يدخل الجنة أبداً ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
" ليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة " .
وفي رواية " فلن يُغفر له .. ".
لو أن في اللغة أقل من كلمة أف لقالها الله عز وجل ، يعني أقل كلمة ، أقل صوت ، أف اسم صوت ، يعني أتضجر ، أقل كلمة في اللغة إصدار صوت من الشفتين هو الفاء ، في هذه الكلمة عقوق للوالدين .
" ما بر أباه من شد النظر إليه " .
قال له : أحضر لنا هذه الحاجة من السوق ، فنظر له هكذا وقال طيب . ذهب فأحضر الحاجة من السوق ثم عاد ، ولكن هذه النظرة فيها عقوق للوالدين . لذلك من علامات أهل الإيمان أن الآبناء يعتزون بآبائهم .
" والنبي الكريم قال : رحم الله والداً أعان ولده على بره " .
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " .
[النسائي وأحمد]
من هو الديوث : النبي الكريم في أحاديث أخرى عرف الديوث قال: الذي لا يغار على عرضه ، أو يرضى الفاحشة في أهله ، يعني إذا أخذنا التعريف الدقيق الذي يرضى الفاحشة في أهله بالمائة خسمة في بلادنا ، الذي يبلغه أن امرأة تأتي المنكر ، وتأتي الفاحشة ويسكت هؤلاء قلة قليلة ، ولكن الذي لا يغار على عرضه كثرة كثيرة ، يعني إذا الأب جالس وزوجته على الشرفة تنشر الغسيل ، وهي متبذلة في ثيابها ، هذا الذي يرى زوجته هكذا ، ولا يتحرك فيه شيء ، هذا في عرف رسول الله ديوث ، الديوث لا يدخل الجنة ، الذي يفتخر أن تظهر زوجته بأكمل زينتها أمام الأجانب ، ويدعو الناس إلى التعرف على زوجته .. بعرفك عليها زوجتي المصون . أي مصون هذه . هذا الذي يرضى الفاحشة في أهله ، أو لا يغار على عرضه ديوث ، والديوث لا يدخل الجنة . ولا يذهبن الظن بكم إلى أن هذا تشدد حينما تبدو المرأة بزينتها أمام أجنبي لابد من أن تقع أشياء لا تُحمد عقباها أقل هذه الأشياء ميل القلب يعني أطهر إنسان إذا التقى إنسانة في مكان ، في دائرة ، في غرفة ، وتملى منها ، لو لم ينبس ببنت شفة أقل شيء أنه يميل إليها وينقطع عن الله عز وجل ، لكن الإنسان إذا مال إلى زوجته لا ينقطع عن الله ، يقوم ويصلي ويقبل في صلاته ، لأن هذه حلال ، يصلي العشاء ، ويصلي الفجر ، ويقبل على الله ، ويستغرق في كمال الله ، وهو مائل إلى زوجته ، لأن هذا يرضي الله عز وجل ، حتى أن النبي الكريم قال : " إذا نظر الرجل إلى امرأته نظرة رحمة أظلهما الله برحمته " .
" وأن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة " .
يعني كأن الله في عليائه يرضى عن زوجين متحابين ، سبحان الله. يرضى عن زوجين ودودين ، يرضى عن زوجة تؤثر رضى زوجها وعن زوج يؤثر رضى زوجته ، هذا كله شيء مباح ، هذه القناة الصحيحة ، هذا الشيء المسموح به .

[سورة المؤمنون]
إذاً العاق لوالديه ، والديوث ، ورجلة النساء ، يعني المرأة المسترجلة التي تبدوا كالرجال فيما تلبس ، أو فيما تقول ، أو تقلدهم فيما يفعلون ، في كلامهم ، في حركاتهم ، في تصرفاتهم ، في أشياء ترى أنها ترتفع في نظر الناس إذا قلدت الرجال .. شيء يقوله علماء النفس : المرأة هي أنثى وفيها أنوثة ، إذا استرجلت المرأة فقدت أنوثتها ، وإذا فقدت المرأة أنوثتها فقدت أجمل ما فيها ؛ الوقاحة ، الصوت المرتفع ، التصرفات التي تكون معهودة عند الرجال إذا فعلتها النساء.
الطلاقة ، أحياناً أنت تغض بصرك وهي تنظر إليك ، أنت مستحي منها وهي تنظر إليك ، هذه امرأة مسترجلة ، رجلة .
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَجَّاجٌ لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " .
[متفق عليه]
فالمرأة الرجلة ، والديوث والعاق لوالديه هؤلاء لا يدخلون الجنة . ويقول عليه الصلاة والسلام : ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً الديوث والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر قالوا : يا رسول أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ، قال : الذي لا يبالي من دخل على أهله " .
تقول : والله جاء رفيقك في غيابك ، يقول : أدخلتيه ، ما حلوة ما تدخلينه ، لماذا أدخله ؟ أأستقبله في البيت في غيابك ، لا يبالي . يأتي رفيقه يقول : هاتي القهوة أم فلان . ماذا هاتي القهوة ، هذا شيء لا يجوز ، هذا ديوث .
شيء يقوله علماء النفس : المرأة هي أنثى وفيها أنوثة ، إذا استرجلت المرأة فقدت أنوثتها ، وإذا فقدت المرأة أنوثتها فقدت أجمل ما فيها ؛ الوقاحة ، الصوت المرتفع ، التصرفات التي تكون معهودة عند الرجال إذا فعلتها النساء.
الطلاقة ، أحياناً أنت تغض بصرك وهي تنظر إليك ، أنت مستحي منها وهي تنظر إليك ، هذه امرأة مسترجلة ، رجلة .
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَجَّاجٌ لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " .
[متفق عليه]
فالمرأة الرجلة ، والديوث والعاق لوالديه هؤلاء لا يدخلون الجنة . ويقول عليه الصلاة والسلام : ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً الديوث والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر قالوا : يا رسول أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ، قال : الذي لا يبالي من دخل على أهله " .
تقول : والله جاء رفيقك في غيابك ، يقول : أدخلتيه ، ما حلوة ما تدخلينه ، لماذا أدخله ؟ أأستقبله في البيت في غيابك ، لا يبالي . يأتي رفيقه يقول : هاتي القهوة أم فلان . ماذا هاتي القهوة ، هذا شيء لا يجوز ، هذا ديوث .
قالوا : يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله ، قلنا فما لارجلة من النساء قال : التي تتشبه بالرجال " .
إذا وكما يجب على الرجل أن يغار على زوجته فإنه يُطلب منه أن يعتدل في هذه الغيرة ، هنا حالتين ، حالة سليمة ، وحالة مرضية . مرضين ووضع سليم ، المرض الأول المبالغة في الغيرة ، هذه مرض ، والمرض الثاني عدم الغيرة ، ديوث ، لا يبالي ، لا يهمه . أما الوضع السوي : الاعتدال في الغيرة ، فلا يبالغ في إساءة الظن به ولا يسرف في تقصي كل حركاتها وسكناتها، ولا يحصي جميع عيوبها فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية ، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل .
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَعِنْدَ الصَّدَقَةِ وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ " .
[أخرجه النسائي وأبو داود وأحمد]
الغيرة في الريبة : شعرت الوضع غير طبيعي ، صار فيه ريبه في وضع لست مرتاح له ، الآن الغيرة يحبها الله . لكن زوجتك مؤمنة طاهرة ، لم تر أبداً في سلوكها .. تقصي الحركات والسكنات ، ومن خبرك ، وأريد أن أحضر جهاز يسجل لي المخابرات الآتية في البيت المبلغة في هذا الموضوع مما يفسد العلاقة الزوجية . إن كانت هذه الغيرة مبنية على ريبة فهي التي يحبها الله عز وجل ، وإن كانت هذه الغيرة غير مبنية على ريبة فهذه التي يبغضها الله عز وجل ، وهي التي تسيء العلاقة بين الزوجين .
كذلك المرأة ، هناك امرأة غيورة ، والغيرة في النساء مرض وضعها الطبيعي سوي ، هناك امرأة لا تبالي ، هذه مريضة ، وهناك امرأة تبالي كثيراً لدرجة أنها ترهق زوجها بالتحقيقات ؛ أين كنت، ومع من ذهبت . وامرأة بين بين ، هذه تغار على زوجها إن ارتابت في سلوكه ، ولا تغار عليه إذا كانت واثقة من أخلاقه .
وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ.
يعني إذا كنت أمام عدو لله يجب أن تظهر بمظهر قوي ، إن هذه المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن .
وعند الصدمة ، أحياناً الإنسان يبلغ نبأ مفجع ، الله يحب الإنسان إذا تبلغ نبأ مفجع أن يكون متماسك ، الصبر عند الصدمة الأولى ، يعني إذا المرأة بكت لا مانع ، المرأة تبكي والطفل يبكي ، والصغير يبكي ، والشاب يبكي ، والشابة تبكي ، والبكاء لا يزلزل مكانة الباكي ، أما إذا الزوج بكي تنهار الأسرة كلها ، يعني بكاء الزوجة شرف لها ، بكاء الابن شرف له ، لكن بكاء الرجل عند المصيبة بكاؤه إذا تجلى الله على قلبه هذا بكاء الصحابة الكرام ، هذا بكاء الصديقين ، هذا البكاء الذي يحبه الله عز وجل ، إن لم تبكوا فتباكوا ، يعني إذا إنسان جلس بذكر الله عز وجل وفاضت عيناه في الدموع أقول له هنيئاً له ، قلبه حي ، في حياة بقلبه ، في نبض ، تذرف عيناه بالدموع ، هذا البكاء ليس له علاقة في حديثنا ، أما إنسان بلغه نبأ فبكى ، هو الرجل هو القيم في البيت ، لذلك من صفات الرجال المحنكين ، وفي الأزمات أنهم متماسكون عند الزلازل ، أحياناً قائد جيش إذا فرطت أعصابه تفرط المعركة كلها ، القيادة العالية التماسك الداخلي ، مهما كانت الأخبار سيئة في الحرف ، مهما كان هناك تقدم واجتياح ترى القواد الكبار متماسكون ، لأنه إذا انهارت أعصابه انتهت المعركة . حتى ربان السفينة ، يكون هناك أخطار هائلة ، على وشك الغرق ، ربان الطائرة ، قائد الطائرة يكون في مطبات جوية خطيرة جداً ، أحياناً يكون في عطل خطير بالطائرة ، إذا انهار الربان ينتهي ، ويموت الركاب جميعهم . هناك مناصب قيادية أحوج ما يحتاج فيها الإنسان إلى رباطة الجأش وتماسك الأعصاب . فالله عز وجل يحب الإنسان أن يكون عند الصدمة رابط الجأش متماسك . رجل .
ثلاثة أنا فيهن رجل ؛ ما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من كتاب الله تعالى ، ما مشيت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول ، ما صليت صلاة فشُغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها . رجولة .

[سورة النور]
سُئلت امرأة مسترجلة ، أنك على هذا الموقف ثابتة ، قالت لهم : هل أنا رجل حتى أقلب . رجل أنا ليش . يعني نحن في عصر ضاعت قيمة الرجال ، يعني هي تترفع عن أن تكون رجلاً فتغير موقفها . شيء مؤلم .
والاختيال الذي يبغضه الله عز وجل الاختيال بالباطل ..
يقولون أن أحد الصحابة كان له شأن ليس اختيال حاشى لله ، كبر لا ، في موقف ظنه الصحابة تيه ، فقيل له ما هذا التيه يا فلان ، قال : هذا ليس تيهاً ولكنها عز والطاعة .
الطائع يشعر بعزة ، إذا إنسان طائع لله عز وجل يحس نفسه غالي على الله أحياناً بحياتنا الاجتماعية ، إذا رجل له مكانة كبيرة في دائرة ، عنده موظف مخلص ، ومستقيم وانجازه شديد ، ومقرب من هذا المسؤول الكبير ، ترى هذا الموظف المخلص المستقيم النزيه عنده نوع من أنواع الكبرياء ، هذه مقبولة .. الحمد لله الذي أخرجنا من ذل معصيته ، إلى عز طاعته . والله الذي لا إله إلا الله ، في قلب المؤمن عزة لو جمعت أهل الأرض كلهم وما فيهم من كبر لا يبلغون ما عنده من عزة ، قال تعالى :

[سورة النساء]
المؤمن عزيز . يعني سيدنا عبد الرحمن ابن عوف ، جاءه رجل يقول له : يا أخي أنت أخي في الله ، خذ هذا البستان بكامله ، هدية قال له : بارك الله لك في مالك ، ولكن دلني على السوق . يعني أحياناً ، إذا قلت لإنسان خذ هذا المبلغ ، يتألم ، إذا دين آخذه ، بحاجة طيب دين ، أنت كن رقيق ، وقل له : دين . بكلمة دين حفظت له ماء وجهه .
وقال علي كرم الله وجهه : قال : لا تكثر الغيرة على أهلك فتؤتى بسوء من أجلها .
يعني إذا واحد أكثر الغيرة ، في شخص كان يقفل الباب ، ما هذا الحكي ، الشباك مفتوح ، إذا قفلت الباب في تلفون ، ما في حل وسط يا في ثقة ، أو عدم ثقة ، أنت ابحث عن زوجة من أرقى الناس ، من أشرف العوائل ، ادرس الأمر دراسة ملية ، لا تتسرع بالزواج لأن الشك يتلف الأعصاب .
والحمد لله رب العالمين

* * * *

إلى بعض الأحاديث الشريفة .
هناك بعض الأحاديث القصيرة التي تبدأ بكلمة إنما ..
" يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ".
[أخرجه ابن ماجه]
طبعاً المعنى واضح ، والحديث من الأحاديث الواضحة ، لكن أردت أن أذكره لفكرة واحدة ، هو أن بعض الباعة يستغلون جهل بعض الزبائن ، يقول لك : هو راض . مثلاً يأتي زبون ، هذه الحاجة سعرها عشرة ، رآه غشيم قال له : ثلاثين ، قال له : راعينا ، قال بخمس وعشرين من أجلك ، أنت باين عليك ابن حلال ، يقول : طيب أعطني ، ماذا يظن هذا البائع ، أن هذا البيع عن تراضي ، طيب لو كُشف لهذا الشاري أن هذه الحاجة سعرها عشر ليرات ، هل يرضى ؟ لا يرض ، لذلك التراضي هنا ليس معناه أن يرضى وهو لا يعلم أن يرضى وهو يعلم السعر الحقيقي ، هذه الناحية أضعها بين أيديكم لأنها خطيرة .
أخي هو رضي ، أحياناً يخفي العيب، النبي الكريم قال : من باع عيباً . ما سماه سلعة ، باع عيباً ، فكلمة تراضي ، الإنسان لا يرضى إذا كان مغبوناً ، أما يرضى إذا كان جاهلاً ، فرضاه وهو جاهل لا قيمة له ، ولا علاقة له بهذا الحديث إطلاقاً .
رضى الشاري الجاهل لا علاقة له بهذا الحديث ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :
" غبن المسترسل حرام " .
من هو المسترسل الغشيم ، الجاهل ، سبحان الله إذا كان الباعة غير المؤمنين إذا عرفوا أن هذا الشاري جاهل يرفعون السعر إلى درجة مذهلة ، لذلك عندما يسخر الله أناس لقمع أناس فالله حكيم ، وهؤلاء دواء لهؤلاء ، وأما المستقيم فلا سلطان لأحد عليهم .
" إن البيع عن تراضٍ " .
يعني التراضي الحقيقي .
حديث آخر :
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْحَلِفُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ ".
يعني أي نوع من أنواع الأيمان حنث أو ندم ، حلفت أن لا تزور بيت أختك ، إن زرتها حنثت في يمينك ، وإن لم تزورها تندم وتقول ما كان يجب علي أن أحلف هذا اليمين . في حالة ندم ، فالإنسان يكون حر طليق يقيد نفسه بيده . حلفت يمين أن لا تذهب زوجتك إلى عند أمها ، الآن إذا ذهبت صار في طلقة ، وإن ما راحت فأنت متألم يعني زودتها في هذا اليمين ، أمها ، مثل ما تحب أن تزور أمك هي تحب أن تزور أمها ، فكل إنسان يحلف لابد من أن يندم ، ولا بد من أن يحنث ، والحنث مشكلة ، والندم مشكلة .
وقال اصيحاب الكرار أو الردى فقلت هما أمران أحلاهما مر
انظر إلى هذا الكلام الموجز ، إنما الحلف حنث أو ندم .
أحياناً يكون له جار سمان، يتخانق هو وإياه ، يحلف بالله أن لا يشتري منه ، يأتيه أيام ضيف ، ويلزمه أوقية لبن ، وهو بجانبه ، والباعة بعيدون ، فيتغلب غلبة لأنه حلف اليمين لا تحلف يمين ، لا تقيد نفسك أبداً ، خليك حر طليق ، أنت قل بنفسك لا تشتري من عنده إذا ما أعلنت هذا الشيء ما بقي في تراجع أمامه، تحتاج إلى هذا الإنسان ، وأنا بلاقي من علامة جهل الإنسان كثرة أيمانه ، كيف ما تحرك يحلف يمين ، تراه مقيد ، من شيخ إلى شيخ دخيلكم حلفت طلقت ولا ما طلقت ، والله نحتاج نحن إلى مجلس خبراء من أجل هذا الموضوع .
" إنما الطاعة في معروف " .
أحاديث كلها موجزة ، يعني أحياناً تظن الزوجة أن الله أمرها بطاعة زوجها وإذا أمرها بسيفور ، فهذه ليست طاعة ، إذا أمرها أن تدخل على رفيقه وتسلم عليه ، هذه ليست طاعة . حيثما وردت كلمة طاعة في القرآن والحديث فيعني في المعروف ، فيما شرع الله ، فيما أمر به ، فيما سمح به ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، أي مخلوق . من يطيع مخلوقاً في معصية الخالق . كمن يتلقى أمر من عميد ، ويتلقى أمر من عريف ، فيطيع العريف ويعصي العميد ، يكون لا يعرف الرتب إطلاقاً ، لا يعرف الصلاحيات ، هذا إنسان لا تقدم طاعته ولا تؤخر ، ولا تقدم معصيته ولا تؤخر ، ولكن ذاك الذي يملك السلكة ، هذا مثلا منتزع من حياتنا ، فالذي يطيع إنساناً ويعصي إلهاً ، هذا منتهى الحمق ، إنه من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله .
رجل لتات ، وزوجة لتاتة ، في نكشة ، اتبع القصص كلياته ، ما بيجي ولاد منه لما منها . هذا من بعض الاستنباطات . أن ربنا عز وجل يزوج الرجال ما يشبههن من النساء وأغلب الظن أنه هذه الزوجة أنسب زوجة لي . يعني الزواج حدث ضخم . طبعاً في حالات شاذة ، لها تفسير ، أما الحالة العامة أن الطيبين للطيبات .
الطيبون للطيبات والطيبات للطيبن ، والزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة . له غلطة لها غلطة ، له خبرات سابقة ، لها خبرات سابقة عفيف جداً عفيفة جداً ، ورع ورعة إنما النساء شقائق الرجال . في رجل فطن في امرأة فطنة ، في رجل عنده ذكاء اجتماعي في رجل أحمق في امرأة حمقاء . لذلك قال عليه الصلاة والسلام : " لا تسترضعوا الحمقى فإن اللبن يعدي " .
هذه الحقيقة اكتشفت حديثاً أن جزءً من أخلاق المجتمعات يتأثر بنوع الطعام بنوع اللحوم التي يأكلها المجتمع .
" فلا تسترضعوا الحمقى فإن اللبن يعدي ".
" وتخيروا لنطفكم فإن العرق دسـاس " .
فهذه الأحاديث :
إنما النساء شقائق الرجال
إنما الطاعة في معروف
إنما الحلف حنث أو ندم
إنما البيـع عن تـراض
حقائق أساسية ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . لا تحلف يميناً مهما يكن السبب ، إلا إذا استحلفت ، إذا استحلفت لا خيار لك .
قال له : أنا والله حلفت ، ولكن نويت على غيرها . قال : له أخذت منه المبلغ قال : ما أخذتهم أنا سيدي ، قصده المفاتيح ما أخذهم . اليمين على نية المستحلف على على نية الحالف . يحنث بيمينه بحسب نية المستحلف لا بحسب نية الحالف .

* * * *

والآن إلى السيرة التي نتحدث عنها كل أسبوع ، وهي متابعة لقصة سيدنا عمير ابن سعد .
عمير هذا الشاب الصغير الذي لا يزيد عمره عن عشر سنين والذي حدثتكم عنه في الدرس السابق ، وكيف أنه كان سبباً في توبة عمه زوج أمه الجلاس ، وكيف أنه وقف موقفاً رائعاً .
اليوم خطر في بالي خاطر ، النبي الكريم كان يصلي ، بعد أن نوى الصلاة وائتم به الصحابة الكرام ، جاء رجل متأخراً فأحدث من الجلبة والضجيج في الجامع ما شوش على المصلين صلاتهم ، بعد أن انتهى النبي الكريم من صلاته ، قال لهذا الرجل : زادك الله حرصاً ولا تعد. استنبط العلماء من هذا القول أن فن الانتقاد الناجح ، المثمر مبني على حقيقتين الحقيقة الأولى أن تبدأ بالثناء على الذي تنتقده .
عندك ابن غلط ؛ أنا والله يا بني مسرور من أمانتك ، ومن أدبك ، ومن صلاتك لكن هذا الموضوع لا أحبه لك . لما الابن سمع كلمات الثناء بما هو أهله ، الشيء الواقعي صار هذا الثناء يتحمل النقد ، هذه بتلك ، صار في تعادل .
أساساً ألف كتاب اسمه كيف تكسب الأصدقاء ، لدييل كارينجي ، هذا مؤلف أمريكي ، الكتاب طُبع منه خمس ملايين نسخة ، من أوسع الكتب انتشاراً ، يعني كيف تعامل الناس معاملة يحبوك فيها ، هناك رجل عالم في مصر ، ألف كتاب تعقيباً على هذا الكتاب ماذا فعل ؟ دلل على أن كل قواعد هذا الكتاب إنما هي آيات كريمة ، وأحاديث شريفة . ففي أحد الفصول ، أنه إذا أردت أن تنتقد مرؤوساً لك .. أنت مدير معمل ، مدير مؤسسة ، رئيس دائرة ، مدير ثانوية ، مدير مدرسة ، ضابط في قطعة عسكرية ، عندك عنصر أساء ، لابد من أن تحاسبه ، لما تحاسب هذا العنصر على خطأه ولا تذكر محاسنه ، هذا العنصر ينقم عليك ، هذا العنصر عامل جهده ، جاء باكراً ، عامل أعمال لا بأس بها ، غلط غلطة مع مراجع مثلاً ، استدعاه المدير ، هذه كيف تغلطها ؟ . يتألم بنفسه ، أنه أما رأى دوامي مضبوط ما رأى إخلاصي ، ما ارتشيت في حياتي . لما المدير العام يقول له أنا مسرور من نزاهتك وأنا أعرف أن دوامك مضبوط . وأنا بلغني أنك إنسان نبيه ، لكن هذا الموضوع لا تريده أن توصف به . والموضوع كذا وكذا وكذا . الثناء الحقيقي ، المعتدل ، الواقعي ، إذا بدأ به الذي يحاسب ، ثم ثنى بالخطأ هذا الخطأ يُتقبل ، فالنبي الكرم لما ركض هذا الإنسان أحدث جلبة وضجيج ، وصياح في المسجد ، وشوش على المصلين ، هذا عمل سيء ، ولكن بدافع ماذا بدافع حرصه على الصلاة ، قال له عليه الصلاة والسلام : زادك الله حرصاً ولا تعد .
جربوا هذه القاعدة، ما في واحد منا ما ، قد يكون أب ، قد يكون معلم ، قد يكون عنده موظفين في محل تجاري ، أنت أثني على ما هو موجود ، ثم ثني بالخطأ ، وعلى انفراد إذا أمام الناس صار تشهيراً والإنسان قلما يعترف بخطأه إذا كان في ملأ . لا يعترف بخطأه .
فلذلك سيدنا عمير بن سعد شلوك حكى كلمة كفر ، الجلاس حكى كفر ، لكن أحسن له كثيراً ، قال له : والله يا عماه ، ما من رجل على ظهر الأرض أحب إلي بعد رسول الله منك . بدأ بموقفه ، حتى لا يقول ما هذا اللؤم ، مربي ، مطعمي ، كسيته ، اعتنيت فيه هيك طلع منو . يعني أنا عرفان فضلك علي ، أنا عرفان اليد البيضاء التي علي .
سيدنا رسول الله بلغه أن بعض الأنصار زعلانين ، قال له : يا رسول الله : إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم ، سيدنا سعد بن عبادة قال : ولمَ ، قال : في هذا الفيء الذي وزعته على الأنصار ، قال له: يا سعد أين أنت منهم ؟ قال : ما أنا إلا من قومي . والله أنا مثل حكايتهم زعلان أيضاً . قال له : اجمع لي قومك ، فجمع قومه ، قال لهم : يا معشر الأنصار ، مقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ، من أجل لعاعة تألفت بها قوماً ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ، يا معشر الأنصار ، أما أنكم لو قلتم لصدقتم ولصدقتم به : أتيتنا مكذباً فصدقناك (حكى لسان حاله) أتيتنا عائلاً فأغنيناك ، أتيتنا ضعيفاً فنصرناك ، هذا صح ، لو قلتم هذا أنتم صادقون ، ولو قلتم للناس هذا أنتم مصدقون ، أنتم صادقون ومصدقون . ولكن يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي (نسيتم الهدى كمان) ألم تكونوا أعداءً فألف بين قلوبكم ، ألم تكونوا عالة فأغناكم الله . متى بدأ بفضله عليهم ، بعد ما ذكر فضلهم كما يتوهمون ، لا ينسى الجميل صلى الله عليه وسلم .
صهره دخل مع المشركين في حربه ، أبو العاص ، كان أحد جنود أو أحد أبطال إن كان هناك بطولة لجيش الكفار في بدر . ألقي القبض عليه أسيراً ، استعرض الأسرى فرأى صهره .. أنت ما فيك بايئة مثلاً ، أنت عملت معنا .. قال : والله ما ذممناه صهراً . كصهر ممتاز ، أما هنا يحارب رسول الله . بكلمة ما ذممناه صهراً ذوبه ذوبان . وضمه إلى بيته ، وأكرمه ، وقبل الفداء الأقل من المطلوب وأرجعه إلى زوجته . انظر هذه المواقف كلها أنت تريد أن تنتقد . الآن معظم مشاكل الناس الانتقاد ، ينتقده بقسوة فيقطعه ، إن الأب مع ابنه إن كان الأخ مع أخوه ، الشريك مع شريكه ، الزوجة مع زوجها ، انتقاد حاد ، مؤذي كلمة قاسية، اذكر الميزات ، هذه التي تشكو منها ، أليست عفيفة ؟ نعم ، أليست شريفة ؟ نعم . أليست سيدة منزل جيدة ؟ نعم . تطبخ تطبخ ، نظيفة نظيفة ، إذا كان تريد أن تعاتب زوجتك ، قل له : والله أنا ممنون من اهتمامك ، ومن ترتيبك ومن نظافتك ، ومن ، ولكن لي عندك ملاحظة . انظر الآن كلمة ممنون برد وسلام صار . أما إذا بدأت بالنقد تلقى بركان .. ما لك شايف هذه ، ومالك شايف هذه . بقدر ما خدمكم ما ببين . هكذا بتحكي لذلك إذا أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئاً قالت : لم أر منك خيراً قط .
إذا واحد بلغ سيدنا رسول الله شو معناها ، نمام صار ، أنه حكا عنك هيك ، قال له : إني ذاهب إليه ، لأقول له ما قلت . وبهذا الكلام أعطاه فرصة ليتوب . ذكر فضله وانتقده ، وأعطاه فرصة ، وذهب وما غدر به ، وطفل عمره عشر سنوات . الله يعلمنا .
سيدنا عمر رضي الله عنه كان يختار ولاته ، وكأنه يختار قدره .
مهم كثيراً أن يحسن الخلفية اختيار الولاة ، لأنه أحد أسباب نجاحه في خلافته حسن اختياره للولاة ، وأحد أسباب إخفاق الخليفة سوء الاختيار للولاة ، هؤلاء الحواشي خطيرون جداً ، لأنه إن كان محسنون فالناس في بحبوحة ، وإن كانوا سيئون فالناس في بلاء .
قال : وكان رغم بصيرته النافذة ، وخبرته المحيطة يستأني طويلاً ويدقق كثيراً في اختيار ولاته ومعاونيه .
اسمعوا هذه العبارة :
كان يقول سيدنا عمر : أريد رجلاً إذا كان في القوم وليس أميراً عليهم ، بدا وكأنه أميرهم ، وإذا كان فيهم وهو عليهم أمير بدا وكأنه واحد منهم . هكذا يريده .
والله هذا مقياس من أرفع المقاييس ، معين أميراً عليهم واحد منهم متواضع ، هو ليس أميراً عامل حالة أمير بالرعاية والاهتمام والشؤون وخدمتهم .
إن كان ليس عليهم أمير بدا وكأنهم أميراً عليهم ، وإن كان أميراً عليهم بدا وكأنه واحد منهم .
أريد والياً ، لا يميز نفسه على الناس في ملبس ، ولا في مطعم ، ولا في مسكن . يقيم فيهم الصلاة ، ويقسم بينهم بالحق ، ويحكم فيهم بالعدل ، ولا يغلق بابه دون حوائجهم .
هذه الشروط الواجب توافرها في الولاة .
والدليل هكذا كان سيدنا عمر ، ترك اللحم أثناء المجاعة أربعين يوم فكركب بطنه فحدثه ، قال : يا بطني ، قرقر إن شئت أولا تقرقر ، فوالله لن تأكل اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين .
جاءته هدية من أذربيجان طعام نفيس ، فلما أكلها قال : يا هذا أيأكل عندكم عامة المسلمين هذا الطعام ؟ قال : لا هذا طعام الخاصة . فلفظها من فمه وقال له : لك مما يأكل به عامة المسلمين .
في ضوء هذه المعايير اختار سيدنا عمر عمير بن سعد بعد ما كبر والياً على حمص ، وحاول عمير أن يخلص منها وينجو ، ولكن أمير المؤمنين ألزمه بها إلزاماً وفرضها عليه فرضاً ، واستخار الله عمير ومضى إلى واجبه وعمله ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل إلى المدينة منه خراج . ولا كتاب ، ولا خبر ، ولا شيء ، بل ولم يُبلغ أمير المؤمنين رضي الله عنه كتاب ، ونادى أمير المؤمنين كاتبه وقال له : اكتب إلى عمير ليأتي إلينا . فدعاه على جناح السرعة سيدنا عمير جاء من حمص إلى المدينة ، وسيدنا عمر كتب فقال : ذات يوم شهدت في شوارع المدينة رجلاً أشعث أغبر تغشاه وعاء السفر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعاً ، متعباً ، من طول ما لاقى من عناء ، وما بذل من جهد، على كتفه اليمنى جراب وقصعة . يعني خرج ، قصعة: صحن ، وعلى كتفه اليسرى قربة صغيرة فيها ماء . مطرة ، وصحن ، وجراب .
وإنه ليتوكأ على عصى لا يؤودها حمله الضامر الوهنان ، وجلس إلى مجلس عمر في خطى وئيدة وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين.
من هذا ؟ سيدنا عمير ، ما استدعاه عمر ، جاء .
ويرد عمر السلام ثم يسأله ، وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء ما شأنك يا عمير ؟ قال : شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ؟ قال : بلا ، طهر الذنب ، معي الدنيا أجرها بقرنيها . هذه معي كل الدنيا أجرها ، هذا الجراب وهذه القصعة ، وهذه المطرة .
قال : يا عمير ما معك ، قال : معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقصعتي آكل فيها وأدواتي أحمل فيها وضوئي وشرابي . وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدواً إن عرض . فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعها . هذا كل دنيايا ، جئت من حمص أنا وعفشاتي كلها .
قال عمر : أجئت ماشياً ؟ قال : نعم . قال : أولم تجد من يعطيك دابة تركبها قال : إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم .
قال له : فماذا عملت فيما عهدنا إليك به . قال : أتيت البلد الذي بعثتني إليه فجمعت صلحاء أهله ، ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم . انظر إلى هذه الإشارة ، الصلحاء ولاهم جباية الأموال ، أحياناً يكون في أخطاء كبيرة جداً في جباية الأموال ، أحياناً يتحمل الإنسان فوق طاقته ، أحياناً تنهار أسر .
قال له عمر : فما جئتنا بشيء ؟ ما في معك مصاري يعني ، طبعاً الوالي يجبي الأموال ينفقها على المحتاجين ، والفائض يرسله إلى الخليفة . فقال له : أما جئتنا بشيء ؟ .
قال له : أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صلحاء أهله ، ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقي منها شيء لأتيتك به .
قال له : أما جئتنا بشيء ؟ قال : لا .
فصاح عمر وهو منبهر سعيد : جددوا لعمير عهداً . تمديد سنة ثانية.
فأجابه عمير في استغناء عظيم : تلك أيام قد خلت ، لا عملت لك ولا لأحد بعدك .
سيدنا عمر ماذا قال : قال : وددت لو أن لي رجالاً مثل عمير ، أستعين بهم على أعمال المسلمين . يعني نزاهة فوق التصور ، لم يملك من الدنيا إلا هذا الجراب ، وهذه القصعة ، وهذه المطرة كما يسمونها الآن ، وهذه العصى ، جاء بكل متاعه من حمص ، مشياً على قدميه .
فأمير حمص سيدنا عمير رسم واجباته فقال : ألا إن الإسلام حائط منيع ، وباب وثيق ، فحائط الإسلام العدل ، وبابه الحق .
له حائط ، وله باب ، الحائط هو العدل ، والباب هو الحق .
فإذا نُقض الحائط ، يعني ما في عدل ، وحطم الباب ، استفتح الإسلام ، ولا يزال الإسلام مينعاً ..
طبعاً استفتح الإسلام يعني انتهى ، فتحت بلاد المسلمين ، وأخذت أرضهم وانتهكت حرماتهم ، وفعل بهم أعداؤهم ما يشاءون ، متى ؟
إذا انهار الحائط وهو العدل ، وتخرب الباب وهو الحق .
ولا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد سلطانه ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف ، ولا ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءً بالحق ، وأخذاً بالعدل .
هذا كان منهجه في إدارة شؤون حمص .
يعني سيدنا عمير رأيتم في الأسبوع الماضي حينما كان شاباً صغيراً كيف وقف من عمه الجلاس ، وحينما كبر وعينه سيدنا عمر والياً على حمص ، رأيتم تقشفه ، وزهده وورعه ، وتقاه .
وكل واحد منا إذا تعفف عن الحرام ، إذا زهد في الدنيا ، وأحب الله وكان عند أمره فهو من أسعد الناس بلا شك ، ولا يزيده الزمن إلا سعادة ، والزمن في صالحه ، ومهما امتد به العمر يزداد رفعة ، وسعادة ، ومكانة ، فإذا جاء الموت كان الموت عرسه ، وفرحته الكبرى ، لأن الله عز وجل أعد للمؤمنين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
في سؤال :
هؤلاء الصحابة هل هم من طينة ، ونحن من طينة ثانية ؟ لا والله . والله الذي لا إله إلا هو حينما خلق الله الخلق لم يميز أحد على أحد .
فرعون عنده استعداد أن يكون مؤمناً كبيراً ، لذلك :

[سورة طه]
إمكانية الهدى عند فرعون موجودة . إذا رأيت إنسان ضال بعيد عن الحق ، عنده استعداد أن يكون من كبار المؤمنين ، كهؤلاء الصحابة الذين بلغو الأوج ، سعدوا وأسعدوا أخلصوا لله ، فكسبوا الدنيا ، هم ملوك الآخرة ، هؤلاء الصحابة هم ملوك الآخرة .
أحياناً يكون الإنسان له عمل متواضع ، يأتي إلى مكان آخر له شأن كبير . فالإنسان قد يكون في الدنيا إنسان عادي ، لكن إذا انتقل إلى الدار الآخرة قد يكون ملكاً من ملوك الآخرة ، يُشار له بالبنان .

[سورة الواقعة]
يعني الإنسان ألا يغار ، هذه القصص ألا تبعث الغيرة في نفس أحدنا ، والإله موجود كما هو ، وأبواب البطولة مفتوحة ، أبواب التقوى والعمل الصالح ، ومد يد المعونة للناس ، وذكر الله ، وقراءة القرآن ، والتفكر في آلاء الله ، كله مفتوح ، والله هو هو ، وكل الفرص التي كانت متاحة لهؤلاء الصحابة متاحة لكم ، ولي الآن . ألا تستطيع أن تكون ورعاً ؟ نعم . ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط . ألا تستطيع أن تكون محسناً ؟ نعم . ألا تستطيع أن تكون محباً لله ؟ نعم . كله بيدك ، فلماذا هؤلاء كانوا هكذا ؟ ولماذا نحن هكذا نحن ألف كألف ، وكانوا واحداً كألف . فلذلك سُمي عصر رسول الله عصر الأبطال . إذا الطفل هكذا مواقفه ، ولما كبر صار والياً على حمص ، هكذا مواقفهم ، الإنسان يستطيع أن يسلك هذا الجانب .
يعني أنا أردت من هذه القصص ليس المتعة ، يعني إذا خطر ببال أحدكم أن هذه القصص ممتعة ، هي ممتعة ، ولكن والله ما أردتها لأنها ممتعة ، ولكني أردتها كدرس عملي أمامنا ، وحافز يحفزنا إلى أن نكون على قدم هؤلاء .
قال : لا تسبوا أصحابي من بعدي ، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغتم مد أحدهم ولا نصيفه .
ورع ، محبة ، استقامة ، طهر ، إخلاص ، صدق ، تضحية ، هكذا كانوا والأبواب مفتحة . فالإنسان يحاسب نفسه ، أنا ماذا فعلت من هذه القصص ، هذه المواقف المشرفة ، هل لي مواقف مثلها ، هل لي مواقف أفخر بها عند الله عز وجل ، لقد رضي الله ..
الآن أرقى لقب ، يقول لك : معه بورد ، يكتبها عند أحسن خطاط يضع لها إضاءه من الداخل . والله كلمة رضي الله عنه والله أرقى من بورد ، إذا كان إنسان مذنب رضي عنك فأعطاك هذه الشهادة ، فكيف إذا رضي عنك الإله .
ما معنى منحوه شهادة ، رضوا عنه . متى يمنح الدكتور الطالب الإجازة ، رضي عن مستوى العلمي ، كأنها رضي فلان عنه . فإذا رضي فلان عنه فمنحه هذه الشهادة فكيف إذا رضي الله عنه . فكلمة رضي الله عنه أعلى لقب علمي ، أعلى لقب أخلاقي ، أعلى لقب إنساني . الإنسان يسعى أن يرضي الله عز وجل ، لذلك :

[سورة الفتح]
لذلك ما ضر عثمان ما فعله بعد اليوم " .
إن شاء الله عز وجل يكرمنا ، ويكون لأحدنا موقف مشرف موقف أخلاقي موقف فيه نبل ، موقف فيه تضحية ، فيه معاونة ، فيه ورع فيه عفة .
قال لي مرة شخص : دُعيت إلى امرأة ذات منصب وجمال ، فقلت: إني أخاف الله رب العالمين .. هذه القصة وقعت معه من ثلاثين سنة كلما رأى شخصاً يحكيها له ، يفتخر فيها ، هذا موقف ، موقف مشرف ، لا أحد يخشاه إلا الله .
والإنسان كلما تقدم بهذا الموضوع يسعد ، بيجي درجة يحس حاله كتلة من السعادة متنقلة ، بحس حالة شيء عظيم عند الله عز وجل أما المال وحده لا يرفع الإنسان عند الله عز وجل ، لا المال ولا الشهرة ولا أي شيء من متاع الدنيا .
والحمد لله رب العالمين .
* * * * *









[qu
ote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية. Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الزوج على زوجته   حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية. Emptyالسبت مارس 27, 2010 10:59 am




حقوق الزوج على زوجته



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


حقوق الزوج :
أيها الإخوة المؤمنون :
حقوق الزوج على زوجته ، وتحدثنا في الدرس الماضي كيف أن الله سبحانه وتعالى قال :

[سورة النساء]
وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لموفدة النساء إليه :
اعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله " .
وكيف أن المرأة إذا صلت خمسها ، وأطاعت زوجها ، وحفظت فرجها دخلت جنة ربها . وكيف أن المرأة إذا ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة .
عقبت على هذه الأحاديث التي في صالح الزوج أن المرء يجب أن يكون أهلاً لهذه المعاملة ، عليه أن يكون كريماً ، عليه أن يكون حليماً عليه أن يكون ورعاً ، إذا حقق هذه الصفاة استحق أن تكون هذه الأحاديث مما تعنيه .
والحديث الأخير الذي أنهيت به موضوع الفقه في الدرس الماضي قوله عليه الصلاة والسلام :
" حق الزوج على زوجته ألا تمنعه نفسها ولو كان على ظهر قتب (بعير) وألا تصوم يوماً واحداً إلا بإذنه إلا الفريضة ، فإن فعلت أثمت ولن يُتقبل منها ، وألا تعطي من بيتها شيئاً إلا بإذنه ، فإن فعلت كان له الأجر وعليها الوزر ، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه فإن فعلت لعنها الله وملائكته حتى تتوب أو ترجع ، وإن كان ظالماً " .
لحسن سير الحياة في الأسرة لابد من طرف أمره نافذ ، وهو الزوج كونه ظالم أو غير ظالم بحث آخر ، لكن لابد من إنسان يأمر فيطاع لابد لهذه السفينة من ربان ، لابد من هذه الطائرة من طيار وقائد إذا أمر يُنفذ الأمر بصرف النظر عن قناعة معاونه بأحقية هذا الأمر ، أو عدم قناعته ، لذلك وإن كان ظالماً . حينما جاء النبي الكريم أخو إحدى الصحابيات يستأذنه في أن تخرج أخته لعيادة أبيها ، قال له : قل لأختك طاعتها لزوجها خير من عيادة أبيها ، وكره النبي عليه الصلاة والسلام أن يعتدي على حق الزوج .
هذا ملخص الأحاديث التي سيقت في الأسبوع الماضي ، وقد رجوت الإخوة الأكارم أنهم إذا ذكروا هذه الأحاديث في ثورة الغضب فإن الزوجة تكفر بها ، وقد تسمعك كلاماً لا ترضاه ، لا ينبغي أن تستغل هذا الحديث استغلالاً شخصياً ، قبل أن تقول هكذا يقول عليه الصلاة والسلام ، راقب نفسك ، هل أنت في مستوى هذه الأحاديث .
لذلك خرج النبي عليه الصلاة والسلام مرةً إلى أصحابه قائلاً : غضبت أمكم غضبت أمكم . السيدة عائشة ، يُستنبط من هذا الحديث أن المرأة إذا غضبت على الزوج أن يسكت ، وإذا غضب الزوج على المرأة أن تسكت .
يعني إذا مسكنا زجاجتين وصدمناهما ببعضهما تتكسران ، أما قطعة من الإسفنج وقطعة من الزجاج ، لا يحصل شيء ، الأولى تمتص الثانية، فإذا كانت الزوجة غضبانة فأنت مثل دور سلبي ، فإذا كنت أنت الغاضب عليها أن تمسك . النبي الكريم هكذا علمنا ، خرج على أصحابه وقال : غضبت أمكم غضبت أمكم .
المرأة أحياناً يكون عليها ضغوط كثيرة ، الزوج يخرج من البيت يرجع الظهر أحياناً تتعسر في أمور الغسيل ، أحياناً يكون حاجات ناقصة في البيت ، فالرجل حين يرجع إلى البيت ويلقى زوجته غاضبة عليه أن يتلقى هذا بصدر واسع .
الحق الثاني الذي على المرأة : عدم إدخال من يكره زوجها إلى البيت ، إذا قال زوجها : فلانة لا أريد أن تدخل بيتي فمعنى ذلك أن فلانة لا ينبغي أن تدخل بيته ، رضيت أم غضبت ، أعجبها ذلك ، أم لم يعجبها ، فمصلحة الزوجة مع زوجها لا مع جاراتها ، وكم من مشكلة وقعت ، بسبب أن هذه الزوجة الحمقاء آثرت علاقتها الطيبة بجيرانها ، وضحت برضى زوجها ، لذلك إذا أمر الزوج أن هذه فلانة لا أحب أن تدخل بيتي ، فللزوج وجه نظر تحترم ، قد تدخل امرأة إلى البيت من أهل اليسار ، ليس عكس اليمين ، يعني الغنى ، فكلما وقع بصرها على شيء في البيت ازردته ، فانطمست الزوجة ، فإذا عاد الزوج أقامت عليه النكير ؛ أنت لا تعرف قدري ، أنت لا تقدم لي على الأعياد شيئاً يُذكر ، أنت لا تكرمني بسبب هذه الزائرة الظالمة التي لا تعرف الله عز وجل .
لذلك قال عليه الصلاة والسلام : " ليس منا من فرق " .
يعني أي إنسان يفرق بين زوجين ، بين أخوين ، بين أم وابنها ، بين شريكين ليس من أمة سيدنا محمد . وقد يكون التفريق ببعض الملاحظات .
امرأة زارت امرأة أخرى ؛ كم كان مهرك ، تقول : عشرة آلاف ، عشرة ، ليش من بهذا الوقت قبل بعشرة ، شيطان داخل فيها ، إن تكلمت على المهر تؤذي ، وإن تكلمت على نوع الصيغة تؤذي ، وإن تكلمت على البيت تقول : ما هذا البيت ، أيسكن هذا البيت والله خم دجاج أفضل منه . يأتي الزوج يرى زوجتها مقلوبة ، لم تكن هكذا عايش مبسوط ورضيان منها ، ورضيانة منه ، فإذا أمر الزوج أن هذه المرأة التي تزورنا كل حين ، فتفسد العلاقة فيما بيننا ينبغي أن لا تأتينا ، فعلى الزوجة أن تنصاع لهذا الأمر .
طبعاً كل إنسان له مشكلة ، والناس كما يقال بلاء للناس ، يعني أحياناً الإنسان يكون مرتاح ، كلمة سيئة ، ساعة غفلة من الزوجة ، وساعة يقظة شيطانية من الزائرة ، ترى أن عرى الزوجية قد فصمت وصار الخصام والمشاحنة ، وما من مشكلة إذا أردت أن أعمم إلا وراءها إنسان سبب الإيقاع بين هذين الشخصين . لذلك يتمنى الشيطان أن يفرق تلك العلاقات ، يعني ما من علاقة يرضى عنها الله سبحانه وتعالى كأن تكون العلاقة بين الزوجين طيبة ، وما من علاقة يكرهها الله عز وجل ، كأن يكون الخصام والشقاق .
يعني تدخل إلى بيت متواضع جداً بالجادة خمسة عشر إن كان في خمسة عشر الأرض عدسة ، الفرش طراريح إسفنج فقط ، الجلايل خام أبيض ، في سعادة ، في مودة ، في رحمة ، هذا البيت جنة . وتدخل إلى بيت فرشه مكلف مليون ، وثمنه مليونين ، وجميع الأجهزة الكهربائية من دون استثناء ، وهذا البيت قطعة من جهنم .
سر الزواج الوفاق بين الزوجين ، وأبشع ما في الزواج أن يكون الخصام والنكد . تلقى البنت تنشأ على النكد ، البنت تشرب من أمها ، إذا زُوجت هذه الفتاة تكون علاقتها بزوجها سيئة ، لأنها رأت علاقة أمها بأبيها ، وإذا كانت العلاقة طيبة بين الأم والأب ، أغلب الظن بأن زواج البنات ناجح ؛ لأنك ترى المودة والرحمة والتسامح واللطف والاعتذار تتعلم من أمها ، فالإنسان إذا خطب الأهل لا يكون مخطئ إذا أصر على معرفة طبيعة العلاقة في هذا البيت بين الزوجين ؛ هل هناك تسامح ، هل هناك مودة ؟ هل هناك احترام ؟ هل هناك شقاق ؟ خصام ؟ نكد ؟ إغاظة ؟ إذا تزوج إنسان ابنة بيت فيه خصام أغلب الظن أنه لا يرتاح .
إذاً هذا أمر قطعي ، أنا أريد أن أوضح ذلك ، إذا قال الزوج : لا أريد أن تدخل فلانة إلى بيتي .. لكن أنا سأهمس في أذن الأزواج إياك أن تستخدم هذا الحق في منع الزوجة أن ترى أهلها . لا أسمح لأمك أن تدخل بيتي . لا هذا فيه ظلم ، هذه أمها ، يعني إن قلت ذلك ووقع منك يميناً معظم ، فكأن الطلاق صار بيد الزوجة ، كانت تخاف منك ، فصرت تخاف منها ، فإذا سمحت لأمها بدخول البيت وقعت طلقة . لا ينبغي أن تسخدم هذا الحق استخدام تعسفياً ، بالقوانين مادة تقول : التعسف في استعمال السلطة . يعني مثلاً موظف في دائرة وموظف آخر في دائرة الأول أعلى من الثاني ، لم يرض الثاني أن يتواطأ مع الأول لكسب حرام ، فأمر بنقله إلى محافظة نائية ، نقول : إن هذا النقل تعسفي ، لم يُقصد منه المصلحة العامة ، لكن القصد الكيد والإبعاد. كذلك الزوج أعطاه الله صلاحيات ، كلا إنسان أعطاه الله صلاحيات لا ينبغي أن يستخدمها بشكل تعسفي .
يعني إذا رسول الله قال للمرأة : إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها وأطاعت زوجها ، دخلت جنة ربها ، لا ينبغي لهذا الزوج أن يستخدم هذه السلطة بشكل تعسفي .
الإنسان العاقل دائماً يجعل مجال كبير جداً للمودة .
أحبب حبيبك يوماً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك يوماً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما .
يعني أهل الزوجة لا ينبغي أن يعادي الرجل أهل زوجته ، صار في مشكلة يعاتب عاتب عتاب لطيف فقط . أما يقيم النكير ، ويسب ويبهدل ، ويخبط أبواب ويطردهم . أنت ما أبغضتهم هوناً ما ، أبغضتهم بالمبالغة ، فكأنك قطعت حبال المودة .
الإنسان علامة عقله الراجح اعتدالة ، علامة عقله الراجح أنه معتدل في انفعالاته معتدل في تصرفاته ، معتدل في كلامه . يعني إذا دخل إلى البيت فوجد شيء لا يعجبه قال والله إذا شيء وقع مرة ثانية أريد أن أزعل ، .. شيء جميل ، أريد أن أزعل معقول الكلام أما أريد أن أطلق . فوقعت مرة ثانية بمشكلة ، أحرجت أنت إن ما طلقت لم يعد لكلامك قيمة وإن طلقت خربت بيتك ، لا تقل أريد أن أطلق . إن وقعت مرة ثانية يعني بدي أزعل ، بدي أعمل شيء ما بتنسري منه ، ما هذا الشيء ، هذا الشيء المخفي يخيف كثيراً .
واحد دخل إلى مطعم فقال : بتعشيني لما أعمل مثل ما صنع أبي المبارحة فخاف منه ، أن يكون أبوه مجرماً ، أو قاتل قتيل ، قال له: لا تعال أعشيك ، فصنع له عشاءً فخماً ، بعد أن انتهى قال له : دخلك ماذا صنع أبوك ؟ قال له : نام بلا عشاء .
فإذا واحد قال : إذا كان هذا الشيء يعاد بدي أعمل شغلة كبيرة كثير
ما هذه الشغلة ، الله يعلم ، هذا شيء واسع ، مفتوح ، أما حدد انحرجت ، بس تحدد انوضعت حاصروك ، ليش ما عملت هيك يا أخونا ، أنت هددت فاستخدموا تهديدك للسخرية ، قلت بدك اطلق ما طلقت شعك ، تفضل طلق . في أزواج ما عندهم حكمة الإنسان لا يحدد ، ولا يذكر عقوبات محددة ، يذكر عقوبات معممة ، لذلك قال الله تعالى :

[سورة النجم]
هذا اسمه في البلاغة إيجاز غني ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، لقد أصابني ما أصابني ، آلمني ما آلمني ، إيجاز ولكنه غني يحتمل معاني كثيرة .
أحياناً الإنسان يتخاصم مع سمان بجانبه ، يحلف يمين أن لا يشتري من عنده ، ثم يأتيه ضيف بعد أسبوعين ويريد كبريت ، والسمان فاتح والمحل بعيد كثيراً ، تقع بحرج ، إذا خاصمت السمان جارك قل له والله زعلتني ، إذا قلت له زعلتني فقط واضطررت أن تذهب إليه مرة ثانية ، ما بصير شيء ، لا احتقرك ، ولا تحداك ، ولا بصير شيء ، أما إذا قلت له والله ما عاد وقف عليك ، وكنت مضطر توقف عليه بتقع بحرج كبير .
الإنسان كلما ازداد عقله لا يحلف أيمان ، ولا يحدد عقوبات ، ولا يقيد نفسه أنت حر ابقى حراً . أنا ألاحظ أن معظم الكلمات تأتي من كلمة مرتجلة غير مدروسة ، لذلك يتمنى سيدنا عمر أن تكون له رقبة مثل رقبة الجمل ، الكلمة قبل أن ينطق بها تمشي مسافة طويلة ، يدرسها وهي تمشي ، تُحكى ، أو لا تحكى ، تجوز ما بتجوز ،في كلمة تهد علاقة تفصم علاقة كبيرة ، تفصم شركة كلمة واحدة ، في كلمة تطلق .

[سورة البقرة]
ولا تنسوا أن الله عز وجل يأمرنا جميعاً قال :

[سورة البقرة الآية 83]
أنت مأمور . أكثر الناس يظنون أن الأوامر هي الصلاة والصوم والحج والزكاة مع أنك لو دققت في كتاب الله لوجدت أن أي أمر في كتاب الله يقتضي الوجوب .

[سورة النحل]
أنت لست مخيراً ، أنت مأمور بالإحسان ؛ أخي ليس له حق عندي نعم ليس له حق عند هذا عدل ، والإحسان ؟ له حق عندك بالإحسان .
رجل طلق زوجته لأسباب قاهرة ، عاهد نفسه أن يقدم لها معاشاً شهرياً ما امتد به العمر ، لم يقصر ولا شهر ، يطرق الباب هذا المبلغ يكفيها ، الطلاق كان لأسباب مشروعة وقاهرة ، هذا إحسان ، أنت مأمور به . لذلك في بعض الآيات القرآنية تقول : حقاً على المحسنين حقاً على المتقين .
الآن إذا واحد من أهل الكرم ، من أهل الجود ، وشخص أكرمك كنت في مدينة وضيفك ، وأكرمك ، ونمت عنده ليلتين ، رجع هذا الشخص المضيف فزارك في بلدك ، يعني له عليك بالقضاء حق ينام عندك ، له عليك في القضاء حق أن تعشيه ، لكنك أنت كإنسان كريم تجد أنك مدين له ، ولا بد من أن تقابله على ضيافته بضيافة أكبر ، هذا حق على المحسن ، حق على المتقي ، حق على المؤمن ، فالإنسان لا يقول : ما له عندي حق ، أنت كمؤمن عندك حق كبير له عندك حق الإحسان ، ولو لم يكن له عندك حق ثابت .
هذه الآية تحل مليون مشكلة .
وما من إنسان يصلي الجمعة في المسجد إلا ويقرؤها الخطيب قبل أن ينزل :
والقصة المشهورة قلتها لكم سابقاً ، الذي وجد زوجته حامل ليس منه ، وتبوبها ، وسترها وأكرمها ، وجعلها زوجة طيبة ، إمام المسجد المجاور رأى في المنام رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول له : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة .
يستطيع أن يطلقها ، من حقه ، لأنها أتت فاحشة ، يستطيع أن يفضحها ، لكنه توبها ، وقبلها ، وجبر خاطرها ، فقال له : إنه رفيقي في الجنة . لا تعاملوا الناس على العدل عاملوهم على الإحسان ، أنت أد ما عليك ، والناس يفعلون ما يشاءون ، إن قدموا لك حقك ما شي الحال ، وإن لم يقدموا فالله يعرف من المحسن .
لذلك في حديث كلما أذكره يقشعر بدني ، قال عليه الصلاة والسلام:
اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله ، فإن أصبت أهله أصبت أهله ، وإن لم تصب أهله فأنت أهله " .
أنت تتمتع به ، العمل الطيب فيه سعادة كبرى ، لا يعلمها إلا من ذاقها .
والحق الثاني الذي للزوج على الزوجة خدمة المرأة زوجها ، أساس العلاقة بين الزوج وزوجته هي المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ، وأصل ذلك في قوله تعالى :
انظر إلى الآية ما أدقها :
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
يعني أنت تريد من زوجتك أن تتزين لك، هذا حقك ، ولها حق مشابه .
" تنظفوا واستاكوا وتزينوا ، فإن بني إسرائيل لم يفعلوا فزنت نساؤهم "
إن كان لك عليها هذا الحق ، فلها عليك مثل هذا الحق ، ربنا عز وجل يقول :

[سورة البقرة الآية 228]
بالمعروف يعني المألوف ، بيت معقول خدمته ، أما أحياناً تأتي الكنة على بيت ثمانية غرف وصالون ، الكل يرتاحوا ، وعليها المسح والجلي والطبخ ، والعزائم ، هذا شيء فوق طاقتها ، أما بيت غرفتين وصالون ، بيت معقول خدمته وطبخه ، أما تطبخ لعشرة أشخاص هناك أشخاص ليس عندهم إنصاف ، هذه كنة .
الدرجة هي القيادة فقط ، أنا أشبهها بالرتب العسكرية ، مثل عميد ولواء ، درجة واحدة بينهما ، لكن ليس مجند ولواء . درجة واحدة هذا له رتبة ، وهذا له رتبة ، هذا له معاش ضخم ، وهذا له معاش ضخم هذا له مكتب فخم وهذا له مكتب فخم لكن هذا آمر هذا هذا قائد اللواء هذا معاون قائد اللواء . فإذا صح أن يطرح هذا المثل في البيت المرأة لها حقوق مشابهة لحقوق الزوج ، وعليها واجبات ، مشابهة لواجبات الزواج ، وله عليها درجة واحدة .
فالآية تعطي المرأة من الحقوق مثل ما للرجل عليها ، فكلما طولبت المرأة بحق طولب الرجل بمثله . فكأن النبي الكريم استنباطاً من قوله تعالى :

[سورة الأحزاب الآية 33]
هذه أصل من أصول النظام الاجتماعي ، المرأة متفرغة لخدمة زوجها وأولادها والزوج متفرغ لتأمين نفقات هذه الأسرة وحسن قيادتها . لذلك في المجتمعات المستهترة المنحل خلقياً ، أرقى مرتبة تنالها امرأة أن يُكتب على هويتها سيدة منزل ، يعني متفرغة لتربية الأولاد .
الطيار إذا جلس في غرفته يكون محصور ، هذا مكانه الطبيعي مكان القيادة أيعد نفسه بغرفة الأجهزة والأدوات أنه محصور فيها لا محصور بمكان صغير يتضايق ، إذا وزع شرابات وكاتوا على الركاب أنشط ، كيف أنشط ؟ تسقط الطائرة.
فلما المرأة تخرج من بيتها من أجل أن تقوم بأعمال مشابهة للرجل ضاع البيت وضاع الأولاد ، ولما الرجل يكون باله مشوش مضطرب ؛ هل حضر ابنه ، أم لم يحضر فتح الباب ، دخل مع رفيقه إلى البيت ، صنعوا شيء ، مشوش . لا ينتج ، حتى الرجل ينتج إنتاج مضاعف ، وحتى المرأة تكون مصونة ، الأصل الذي جاء به القرآن الكريم :

[سورة الأحزاب الآية 33]
ولا يخطر في بال أحدكم أن هذه الآية موجهة لنساء النبي فقط إن كن مأمورات بأن يقررن في بيوتهن ، فنساء المؤمنين من باب أولى أن يوقرن في بيوتهن .
بعض الأحاديث الشريفة في توزيع العمل في البيت .
وقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي كرم الله وجهه وبين فاطمة رضي الله عنها ، فجعل على فاطمة خدمة البيت ، وجعل على علي العمل والكسب .
لا يوجد أحد ابنته أشرف من السيدة فاطمة ، يعني صهره وبنته حكم على فاطمة بخدمة البيت ، وحكم على علي بالكسب والعمل ، هذا توزيع النبي الكريم .
وقد روى البخاري ومسلم أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه سلم تشكوا إليه ما تلقى في يديها ما تلقى من الألم وتسأله خادمة ، فقال : ألا أدلكم على ما هو خير لكما مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبرا أربعاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم .
يعني كأن النبي ما أحب أن يكون الإنسان عنده خادم في البيت ليس ما أحب للمؤمنين ؟ بل ما أحبها لابنته ، لو أعطى إشارة يأتيها مائة خادم ، مائة إنسان يخدمونها ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحب ذلك ، الإنسان يخدم نفسه ، ويكون أكثر تواضعاً ، وأكثر إرضاءً لله عز وجل ، وإن الله يكره العبد أن يُرى متميزاً على أقرانه منظر غير مقبول ، واحد مرتاح والثاني يعمل ، أما الزوج ليس مرتاح واصل هلكان ، واصل ليمونة معصورة ، ليس فيها شيء ، ليس مرتاح ، شاغل خارجاً ، في كل هم يهد جبل ، قد يكون عمل البيت أشق ، مسح ، جلي ، غسيل ، يجوز الرجل ذهب إلى المكتب ثلاث ساعات عرفان ما عنده هموم ، كل هم يجعله يفكر يبقى صفنان خمس ساعات في المكتب ، عليه دفع وما في بيع ، وسندات مستحقة ماذا يعمل ؟ تقول له : أنت لا تعمل شيئاً في المكتب جالس مرتاح ، لا ليس مرتاح . أحياناً الأعمال المادية أخف من الأعمال التي تصيب الهم في الإنسان .
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت : " كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله (أسماء بنت أبي بكر زوجة الزبير بن العوام حواري رسول الله ، وعبد الله بن الزبير ابنها ، هذا الطفل الصغير الذي مر به سيدنا عمر في الطريق ورأى غلمان كثيرين فلما رأوه تفرقوا لهيبته إلا عبد الله بن الزبير بقي واقفاً في مكانه ، فلما حاذاه عمر قال له : يا غلام لمَ لم تهرب مع من هرب ؟ قال : أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك ،ولست مذنباً فأخشى عقابك ، والطريق يسعني ويسعك) هذا عبد الله بن الزبير . وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها قالت : " كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله وكان له فرس فكنت أسوسه وكنت أحش له ، وأقوم عليه ، وكانت تعلفه وتسقي الماء وتخرج الدلو ، وتعجن ، وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ .
تقوم بخدمة شاقة ، لها أجر كبير .
ففي هذين الحديثين ما يفيد بأن على المرأة أن تقوم بخدمة بيتها كما أن على الرجل أن يقوم بالإنفاق عليها .
وقد شكت السيدة فاطمة رضي الله عنها ، هذه التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم قال : فاطمة بضعة مني ، من أكرمها فقد أكرمني ، ومن أغضبها فقد أغضبني "
وكل أب إذا عنده ابنة يشعر هذا الشعور نفسه ، يعني أغلى من البنت ما في لذلك الزوج إذا كان مخلصاً ، إذا كان مستقيماً إذا أكرم الزوجة ، فله مكانة عند الأب قد تزيد عن أولاده . الصهر غالي .
شكت السيدة فاطمة رضي الله عنها ما كانت تلقاه من خدمة ، فلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا خدمة عليها ، وإنما هي عليك . شكت له وما تكلم ولا كلمة ، عليها الخدمة .
قال ابن القيم : وهذا أمر لا ريب فيه ، لا يصح التفريق بين شريفة ودنيئة وفقيرة وغنية ، فهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها.
أنا والله ابنتي لا تخدم أحداً ، احضر لها خادمة ، من ابنتك ؟ أشرف من السيدة فاطمة ؟ لا . من أنت ؟ أعظم من رسول الله ؟ لا . هو رسول الله أبوها ، وهي ابنته وكانت تخدم زوجها .
يقول له أحضر لها جلاية ، كيف كان أجدادنا يعيشون ؟ ما كانوا فهمانين يعيشوا .
وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم تشكوا الخدمة فلم يشكها ، أي لم يسمع منها دعواها مشطوبة ، غير مقبولة .
آخر موضوع تجاوز الصدق بين الزوجين ، العنوان قد يثير التباس يعني يكذبون على بعضهما ؟ لا . ولكن اسمعوا أي صدق يجب أن نتجاوزه بين الزوجين .
روي عن ابن أبي عذرة الدؤلي أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه كان يخلع النساء اللاتي يتزوج بهن، فثارت له في النساء في ذلك أحدوثة يكرهها ، فلما علم بذلك أخذ بيد عبد الله ابن الأرقم حتى أتى به إلى منزله ثم قال لامرأته : أنشدك بالله هل تبغضينني (تكرهيني) قالت : لا تنشدني بالله (لاتحرجني) قال : فإنما أنشدك بالله ، قالت : نعم . فقال لابن الأرقم : أتسمع ، انطلق بنا إلى عمر بن الخطاب . فقال لعمر : إنكم تحدثون أن أظلم النساء وأخلعهن فاسأل ابن الأرقم ، فسأله فأخبره فأرسل إلى هذه المرأة وقال : أنت قلت إنك تبغضين زوجك ؟ قالت : إني أول من تاب ، إنه ناشدني (يعني حلفني بالله) فتحرجت أن أكذب ، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ (أقول أحبه وأنا لا أحبه) قال : نعم تكذبي .
ليس هذا هو الصدق ، يعني أحياناً يكون زوج كريم ، ميسور الحال أخلاقه عالية مؤمن ، فيه علة بخَلقه يسأل زوجته أتحبينني ؟ لا أحبك ، لولا هالخمسين علة مثلاً . هذا ليس صدقاً ، هذا وقاحة .. قالت أأكذب ، قال : نعم تكذبي .
والعكس أحياناً يكون ، يعني نصيبه ، ليست كاملة ، فيها مجموعة علل ، شلون شايفني ؟ والله الحمد لله ، بالله فيني علة ؟ لا الحمد لله والله أنا مسرور منك كثيراً . أنت تكذب بهذا الكلام ، هذا الكذب يحبه الله ، هذا الكذب يرضاه الله عز وجل ، هذا الكذب أنت مأمور به ، هناك أزواج سبحان الله ما عندهم حكمة ، لو كنت على مثل فلانة . أذهب لها كل معنوياتها ، رأته لا يحبها ، فلما دخل إلى البيت ما لها لابسة ، يأسانة منك شو بلبسلك ، ما في أمل ، حاكي لها خمسين عيب فيها خلاص ، قامت اسمك من القائمة ، أما المؤمن لا يحكي هذا الكلام ، الحمد لله الله أكرمني فيكي ، ما في أحسن منك أنسب واحدة لي ، الله يخلي لنا إياك ، لا هذا الكلام حي خليلك إياها ولا إن حكيت العكس حتروح منك ، هذا بأمر الله عز وجل . هذا الموضوع دقيق جداً .
قالت : أأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم تكذبي ، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ، فإن أقل البيوت الذي يُبنى على الحب .
يعني كلمة بيت ، ما في بيت واحد مبني على حب صاعق ، يعني حب مجنون ليلى ، البيت مبني على التعامل بالإسلام ، على الإيمان على الرضا بقضاء الله ، على الرضا بما قسمه الله لك من زوجة وهي كذلك .
شوف الكلام دقيق .
فإن أقل البيت الذي يُبنى على الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب .
في بنت أصل ، وفي ابن أصل ، ما يكسر خاطرها ، وبنت الأصل ما بتذم زوجها ، خلاص هذا نصيبها . زوجك صحته زيادة ، قولي له يخفف وزنه . ماهذا الكلام ؟ أتكرهها فيه . في أشخاص كثيرون كلامهم ثقيل ، يدجها ويروح ينام بيخرب الدنيا .
فإن أقل البيت الذي يُبنى على الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب .
كل إنسان يعمل بأصله ، الأصيل لا يحرج امرأته ، لا يحمر وجهها لا يخجلها لا ييأسها منه ، وبنت الأصل لا تزم زوجها ، هذا الحديث دقيق جداً ، وله آثار كبيرة مسموح للزوج يكذب على زوجته تقرباً لها ، تطيباً لقلبها ، ومسموح للزوجة تكذب على زوجها تطيباً لقلبه وإكراماً له .
وفي درس قادم إن شاء الله تعالى نتحدث عن إمساك الزوجة بمنزل الزوجية وعن الانتقال بالزوجة يعني السفر بها ، ومنع الزوجة من العمل ، وخروج المرأة لطلب العلم وتأديب الزوجة عند النشوز ، وتزين المرأة لزوجها ، هذه كلها موضوعات الدروس القادمة إن شاء الله تعالى .

* * * *
والآن إلى بعض الأحاديث الشريفة :
لأن أحاديث كثيرة تبدأ بكلمة إنما .
يعني إذا قلت إنما شوقي شاعر . إذا قلت شوقي شاعر ماذا تعني باللغة ؟ المعنى الدقيق لها أنه شاعر ، هل يمنع أن يكون كاتب ؟ لا هل يمنع أن يكون حقوقي ؟ لا كان حقوقياً هو ، هل يمنك أن يكون مثلاً تاجراً ؟ لا . إذا قلت شوقي شاعر معناها شاعر ، ولا يمنع أن يكون أديباً ، أو كاتباً ، أو قصصياً ، أو محامياً . إذا قلت : إنما شوقي شاعر . اختلف الوضع شاعر فقط ، يعني حصرنا شوقي بالشعر .
إذا قلنا : الشاعر شوقي . عكسناها ، يعني أيضاً شوقي شاعر . أما إذا قلنا إنما الشاعر شوقي ، يعني لا شاعر غيره . فكلما وجدنا كلمة إنما تعني أداة حصر وقصر فمثلاً .

[سورة فاطر الآية 28]
معناها العلماء وحدهم يخشون الله ، إذا قلنا العلماء يخشون الله لا تمنع أن يخشى الله بعض الجهال ، قلنا العلماء يخشون الله لا يمنع أن يخشى الله غير العلماء ، أما إذا قلنا : إنما يخشى الله من عباده العلماء . يعني العلماء وحدهم ، ولا أحد سواهم يخشى الله .
هذا هو القصر .
" سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ " .
[متفق عليه]
طيب ما حكمة (يا الله) ما حكمة طرق الباب ، لو إنسان باب صديقه مفتوح أله حق أن يدخل فوراً ؟ لا يجوز ، طيب ما العلة النظر ، لما ينظر الإنسان إلى زوجة صديقه فقد أتى إثماً كبيراً ، الإنسان في بيته حر ، يتحلل من الثياب أحياناً ، يتبذل في بيته ، المرأة تطبخ تجلي تشرع غسيل بلباس خفيفه ، بألبسة غير سابلة ، حرة في بيتها مادام بيتها غير مكشوف مستور . فلما يكون الاستئذان موجود معناها من أجل البصر .
هناك أشخاص كثيرون ، يدخلون إلى غرفة في المستشفى أخي نريد أن نزور صديقنا ، طيب صديقك زوجته عنده ، يجب أن تطرق الباب أخي هون مستشفى كمان بدا استئذان ، أين ما كان يجب أن تستأذن .. السلام عليكم أأدخل ، السلام عليكم أأدخل ، فإن قيل لك ادخل تدخل وإلا انتظر ، وإلا انصرف . إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ، حتى لا تقع عينك على امرأة لا تحل لك . لكن علماء الحديث وسعوا هذا الحديث ، قال : ليس من أجل المرأة فقط حتى من أجل الرجل .
واحد أحياناً يكون في بيته جالس بقميص شيال مثلاً ممكن ، لا مؤاخذ في بيته أو بمحل مثلاً ، وبالمحل له غرفة داخلية يعزل المحل ، متخفف من ثيابه ، يجب أن تطرق الباب ، لو كان مستودع داخلي ، انقر نقرتين على الباب ، أنا فلان ، لو كان رجل ، طبعاً هو المرأة أشد إثماً ، وأكثر حرجاً ، وأكثر إيلاماً للزوج أن يراها الأجنبي ولكن لا يمنك هذا أن يكون من أجل الزوج أيضاً .
إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ ..
لذلك علمنا عليه الصلاة والسلام أن إذا طرقنا باباً أن نعطي ظهورنا للباب أولاً وأن نقف بإزاء المصراع الثابت ، في مصراع متحرك ومصراع ثابت ، أول شيء نعطي ظهرنا للباب وفي حذاء المصراع الثابت ، في أشخاص عجر ،يقف مواجه الباب ، وعلى الباب المتحرك يُفتح الباب رأى لداخل البيت . هكذا أدبنا عليه الصلاة والسلام .
حديث آخر وأخير :
يقول عليه الصلاة والسلام :
" إنما الدين النصح " . فقط
تنصح زبائنك دين ، لا تنصحهم لست ديناً ولو تصلي مائة ركعة كل يوم ، لو عامل ثلاثا وعشرين عمرة ، خير إن شاء الله ، لو حاجج ثمان مرات ، لو تصوم اثنين وخميس ، وستة أيام البيض ، وعاشوراء ، ونصف شعبان ، وسبع وعشرين رجب ، لو تصلي قيام الليل ، والأوابين ، والضحى ، وكل ما شفت حالك فاضي ، وما تنصح زبائنك لست ديناً . إنما ..
" إنما الدين النصح " . يجب أن تنصح زبونك ، وكأن الحاجة لك هل تأخذها أنت أنا لا آخذها ، ولكنها رخيصة ، هذه فيها عيب .

[سورة النور]
لما فهموا الدين النصح فتحوا العالم ، ولما فهمناه صوم وصلاة وحج وزكاة فقط تلك الله يعفو عنا ، يقول لك : أخي الله يسامحنا نحن عبيد إحسان ، ولسنا عبيد امتحان ، يقول لك : الله قال :

[سورة يوسف]
يحكي لك كلام من القرآن ، يفعل ما يشاء ، يغش ، ويكذب ويغير الحقائق ، أما عندما يؤذن الظهر ، يقول : أخي بالإذن أريد أن أصلي ما هذه الصلاة ؟ إن راحت أو ما راحت الصلاة مثل بعضها ، لما تغش الناس بمصالحهم ، وتكذب عليهم .
أحياناً عامل البللور يضع للبلور بسمار بسمار في كل جهة فقط ، أحياناً يضرب الباب ضربة قوية فينكسر البللور ، ثمنه خمسين ليرة .
حتى يوفر دقيقة واحدة دفعك خمسين ليرة ، ويصلي .
والله حكى لي أخ عن دهانين شركاء ، واحد له لحية ، والصلاة بالجامع ، والله شيء جميل ، أنعم بها وأنعم به ، ولكن صاحب البيت قال لهم : أنا مشغول ، وهذا المفتاح دهنوا البيت ، أنا واثق بكم .
الشريك الأول ليس له مظهر ديني ولكنه ورع ، قال له : في تلفون بهذا البيت إذا لزمني أن أخبر زوجتي هل عندك مانع ؟ قال : لا والله مسامح ، خبر على حسابك بقدر ما تريد . الثاني الذي له لحية خبر مخابرة إلى السعودية ثلاثمائة وخمس وخمسين ليرة فيها ، قال أما هو قال لنا خبروا ، أهو قال لك خبر مخابرة خارجية ؟ قال : خبر مخابرة داخلية سمح لك قال له : أريد أن أقول له ، قال : لا تقول له ما فيها شيء . فكوا الشركة من هذا العمل ، فكوا الشركة قال له : أنت لست إنسان مستقيماً ، إذا أنت زيك ديني ، والفاتورة جاءت ثلاثمائة وخمس وخمسين ، ماذا يقول على دينك ؟ أهكذا المسلم ؟ غدار ؟ . دهنت البيت أخذت أجرة مضاعفة بهذه الطريقة .
فأنا قناعتي أن الدين بالاستقامة ، ليس بالمظهر ، مع أن المظهر أنعم به وأكرم أنا أحترم المظهر ، ليس معناها أنا أطعن بالمظهر لكن مظهر من دون مخبر ليس له قيمة . إذا واحد لقى فولة فاضية بصير معه خيبة أمل ، أو في مرة واحد كان طفل بسوق الحميدية أصلحه الله وهداه ، يكنس المحل ، يجمع الغبرات ، يحضر علبة جرابات ثقيلة ، يضعهم فيها ويلفهم بورق هدايا ، شريطة حمراء يضعها على الرصيف . يأتي رجل يراها يظنها واقعة من شخص يأخذها وينظر حوله هل أحد يراه ؟ . ثم يتتبعه ، وعندما يبعد مئتي متر ويفك الشريطة الحمراء ، ثم يفك يراها وسخاً .
في شخص تراه مظهره فخم جداً ، افتحه تراه أعوذ بالله ، غشاش آكل مال حرام لا يؤتمن ، كذاب . الدين مخبراً وليس مظهراً .
" إنما الدين النصح " .
في أحاديث بروايات أخرى :
" إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " .
[أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود وأحمد]
* * * *

والآن إلى قصة صحابي جليل رضوان الله عليه :
غريب لو قرأت النصوص القديمة ، قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي : " كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، ونقطع الرحم ، حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف صدقه ، ونسبه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنعبده ، ونوحده ، وندع ما يعبد آباءنا من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار (ما حكى عن الصلاة ، هذه الصلاة وسيلة ليست غاية ، الغاية أن تكون إنساناً شريفاً ، مؤتمناً ، صادقاً ، ورعاً لذلك ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط . ومن لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلى ، لم يعبأ الله بشيء من عمله.
لذلك قال تعالى :
فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا . .
[سورة الكهف من الآية 105]
هؤلاء الذين يعصون الله في السر ، ويعبدونه في العلانية لا شأن لهم عند الله .
ضيفنا اليوم الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري ، وله قصة مثيرة عرف زيد ابن سهل النجاري المكنّى بأبي طلحة أن الرميصاء بنت ملحان النجارية ، المكناة بأم سليم قد غدت أيماً ، يعني مات زوجها فاستطار فرحاً بهذا الخبر ، ولا غرو ، فقد كانت أم سليم سيدة حصاناً رزاناً ، راجحة العقل ، مكتملة الصفاة . يظهر أنها إنسانة ممتازة ، يعني درجة أولى كمالاً وصلاحاً ، كمال في العقل ، وصلاح في الشكل .
فعزم على أن يبادر إلى خطبتها قبل أن يسبقه إليها أحد من الذين يمحون إلى أمثالها من النساء ، وكان أبو طلحة على ثقة من أن أم سليم لن تؤثر عليه أحداً من طالبها ـ كان واثقاً من نفسه ، يظهر أنه من وجهاء المدينة ، ومن أغنيائها ـ فهو رجل مكتمل الرجولة مرموق المنزلة ، طائل الثروة ، وهو إلى ذلك فارس ، وأحد رماة يثرب المعدودين .
مضى أبو طلحة إلى بيت أم سليم ، وفيما هو في بعض طريقه تذكر أن أم سليم قد سمعت من كلام هذا الداعي المكي مصعب بن عمير فآمنت بمحمد واتبعت دينه . هو في الطريق قال لنفسه لكنها أسلمت يعني هذا شيء كأنه عيب صار فيها .
سيدنا رسول الله قبل أن يهاجر بعث إلى المدينة مصعب بن عمير يدعو إلى الدين الجديد ، وآمن من آمن من الأنصار مع هذا الصحابي الجليل قبل أن يأتي النبي إلى المدينة . لكنه ما لبث أن قال في نفسه : وما في ذلك عناء ، ألم يكن زوجها الذي توفي عنها مستمسكاً بدين آبائه ، نائياً بجانبه عن محمد ودعوته .
بلغ أبو طلحة منزل أم سليم ، واستأذن عليها ، فأذنت له وكان ابنها أنس حاضراً فعرض نفسه عليها ، فقالت : إن مثلك يا أبا طلحة لا يُرد ، لكني لن أتزوجك وأنت كافر ـ انظروا دقة الكلام ، كلام مثل الرياضيات ـ لم تقل لن أتزوجك لأنك كافر . لا ، وأنت كافر معناها إذا آمنت أتزوجك ، الواو الحالية ، لن أتزوجك على هذه الحال ، إعراب الجملة حالية والواو واو الحال . لن أتزوجك وأنت رجل كافر . فظن أبو طلحة أن أم سليم تتعلل عليه بذلك يعني هذه حجة غير صحيحة ، وأنها قد آثرت عليه رجل آخر أكثر منه مالاً وأعز نفراً . فقال لها : والله ما هذا الذي يمنعك مني يا أم سليم .
قالت : وما الذي يمنعني إذاً ؟
قال : الأصفر والأبيض .
العوام يقولون ، والله لا أخذنا منه لا أصفر ولا أبيض . الأصفر يعني لا فضة ولا ذهب .
قالت : الذهب والفضة ؟
قال : نعم .
قالت : بل إني أشهدك يا أبا طلحة ، وأشهد الله ورسوله ، أنك إن أسلمت رضيت بك زوجاً من غير ذهب ولا فضة ، وجعلت إسلامك لي مهراً .
حتى أؤكد لك أن سبب رفضي أنك كافر ، لو أسلمت لرضيت بإسلامك مهراً لي .
فما إن سمع أبو طلحة كلام أم سليم ، حتى انصرف ذهنه إلى صنمه الذي اتخذه نفيس الخشب ، وخص به نفسه كما كان يفعل السادة من قومه ، لكن أم سليم أرادت أن تطرق الحديد وهو ما زال حامياً ـ كما يقولون ـ فقالت له : الست تعلم يا أبا طلحة أن إلهك الذي تعبده من دون الله قد نبت من الأرض ؟ قال : بلا .
قالت : أفلا تشعر بالخجل وأنت تعبد هذا الجذع من الشجرة ؟ جعلت بعضه إلهاً بينما جعل غيرك بعضه الآخر وقوداً يصطلي به .
شجرة قسم صنعته أنت إلهاً وقسم جعله غيرك حطب .
إنك إن أسلمت يا أبا طلحة رضيت بك زوجاً ، ولا أريد منك صداقاً غير الإسلام .
قال : ومن لي بالإسلام ؟
قالت : أنا لك به .
قال : وكيف ؟
قالت : تنطق بكلمة الحق ، فتشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ، ثم ترمي به .
فانطلقت أسارير أبي طلحة وقال : اشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
يعني الله أعلم فرح بها زوجة فأسلم ، ما شي الحال .
ثم تزوج من أم سليم ، فكان المسلمون يقولون ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم .
أكرم مهر ، فقد جعلت صداقها الإسلام .
منذ ذلك اليوم انضوى أبو طلحة تحت لواء الإسلام ووضع طاقاته الفذة كلها في خدمته ، فكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة ، ومعه زوجه أم سليم . وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة على مسلمي يثرب .
جعله أمير .
ثم إنه شهد مع رسول الله مغازيه كلها ، يعني بدر ، وأحد ، والخندق ، وأبلى فيها أشرف البلاء وأعزه ، لكن أعظم أيام أبي طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو يوم أحد . وهاكم خبر ذلك اليوم .
أحب أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً خالط شغاف قلبه ، وجرى مجرى الدم من عروقه ، فكان لا يشبع من النظر إليه ولا يرتوي من الاستماع إلى عذب حديث ، وكان إذا بقي معه جثا بين يديه وقال له : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون عن رسول الله فنفذ إليه المشركون من كل جانب ، حتى إن المرجفين أرجفوا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قتل ، فزداد المسلمون وهناً على وهن وأعطوا ظهورهم لأعداء الله.
صار في تولي .
عند ذلك لم يثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير نفر قليل في طليعتهم أبو طلحة . قالوا : انتصب أبو طلحة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم كالطود الراسخ بينما وقف النبي عليه الصلاة والسلام خلفه يتترس به ، يعني جعل نفسه ترس لرسول الله .
ثم وتر أبو طلحة قوسه التي لا تفل ، وركب عليها سهامه التي لا تخيب ، وجعل ـ هو أحد الرماة الكبار ، بالأساس هو كان رامياً من رماة معدودين ـ وجعل يذود بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمي جنود المشركين واحداً إثر واحد ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتطاول من خلف أبي طلحة ، ليرى مواقع سهامه ، فكان يرده خوفاً عليه ويقول له : بأبي أنت وأمي لا تشرف عليهم فيصيبوك .
عامل حاله ترس . ويصيب ، رسول الله أحب أن يرى السهام ما مصيرها ، هل تصيب ؟
وكان عليه رضوان الله يقول : إن نحري دون نحرك ، وصدري دون صدرك جُعلت فداك يا رسول اله ، وكان الرجل من جند المسلمين يمر برسول الله ومعه الجعبة من السهام ، فيميل عليه النبي ويقول له : انثر سهامك بين يدي أبي طلحة ، ولا تمضي بها .
ولا زال أبو طلحة ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كسر ثلاث أقواس ، وقتل ما شاء أن يقتل من جنود المشركين ، ثم انجلت المعركة ، وسلم الله نبيه وصانه بصونه .
يعني هذا موقف لا يُقدر بثمن ، أن جعل من نفسه ترس لرسول اله وقال : نفسي دون نفسك ، ونحري دون نحرك جعلت فداك .
وكما كان جواداً بنفسه في سبيل الله ، وفي ساعات البأس فقد كان أكثر جهاداً بماله في مواقف البذل . من ذلك أنه كان له بستان ، من نخيل وأعناب لم تعرف يثرب بستاناً أعظم منه شجراً .
ولا أطيب ثمراً ، ولا أعذب ماءً ، وفيما كان أبو طلحة يصلي تحت أفيائه الظليلة أثار انتباهه طائر غرد ، أخضر اللون ، أحمر المنقار مخضب الرجلين . طائر جميل جداً وهو يصلي نظر إليه . وقد جعل يتواثب على أفنان (الأفنان الأغصان) الأشجار طرباً مغرداً متراقصاً ، فأعجبه منظره ، وسبح بفكره معه ،ثم ما لبث أن رجع إلى نفسه فإذا هو لا يذكر كم صلى . كم ركعة ، اثنتين أم ثلاثة ، ثلاثة أم ركعتين لا يدري .
فما إن فرغ من صلاته حتى غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا له نفسه التي صرفها البستان، وشجره الوارف ، وطيره الغرد عن صلاته ثم قال : اشهد يا رسول الله أنني جعلت هذا البستان صدقة لله تعالى .
لأنه شغله عن الصلاة ، هل أحدنا إذا رأى شغلة في البيت وأعجبته وما عرف كم ركعة صلى ، أيقدمها لله هدية جزاءً عن شروده في الصلاة .
بستان واسع فيه أشجار مثمرة ، فيه خيرات ، لأنه شغله عن صلاته قدمه هدية لله عز وجل ، لشدة حرصه على الصلاة .
ويروون أن سيدنا رسول الله علمنا ، أهديت له بردة يمانية ، فصلى بها ركعتين ثم خلعها ، فقال خذوها عني كادت تفتنني عن صلاتي .
يعني بعضهم يقولون تعليماً لنا . الإنسان إذا التفت لغير الله في الصلاة كأنه ما صلى .
المسلمون عزموا على غزوة في البحر في خلافة عثمان بن عفان . أول غزة في البحر . إذا ذهبت إلى قبرص ترى جوامع في مدن قبرص كلها ، هذه الجوامع بفضل سيدنا عثمان رضي الله عنه الذي فتحها بحراً .
فأخذ أبو طلحة يعد نفسه للخروج مع جيش المسلمين فقال له أبناؤه: يرحمك الله يا أبانا لقد صرت شيخاً كبيراً ، وقد غزوت مع رسول الله وأبو بكر ، وعمر ، لم تفتك غزوة واحدة ، بدر وأحد والخندق ومؤتة ، والغزوات كلها ، وحنين ، ومع سيدنا الصديق ، حرب المرتدين ، وفتوح الشام ، والقادسية ، واليرموك ، ومع سيدنا عمر . يكفيك ، تقاعد . ما في تقاعد في الجهاد أيضاً .
يرحمك الله يا أبانا ، لقد صرت شيخاً كبيراً ـ بالمناسبة لا شيخوخة في الإسلام المسلم لا يشيخ أبداً ، عمره النفسي سبعة عشر ثمانية عشر على طول ، أما عمره الزمني يصير خمس وثمانون ممكن ، يشيخ جسمه ولا تشيخ نفسه ـ فهلا ركنت إلى الراحة وتركتنا نغزو عنك ، نحن أولادك ، نيابة عنك .
فقال : إن الله عز وجل يقول ـ اسمعوا كيف فهموا كلام ربنا عز وجل :

[سورة التوبة]
انظروا فهمه الدقيق لهذه الآية ، ما معنى خفاف ، الشاب خفيف الطفل ينط نط إن صعد الدرج خمسة خمسة يصعدهم ، وإن نزل على الدرابزين ، زحف ، بدقيقة يصبح تحت ، خفيف ، أما انظر الإنسان في الثلاثين درجة درجة ، بالسبعين ثمانين ، يضع رجله على الدرجة ويسحب الثانية إليها ، ثم يرتاح عشرة دقائق .
فربنا عز وجل قال :
انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ..
فهو قد استنفرنا جميعاً شيوخاً وشباناً ، ولم يحدد لنا سناً ، سن معين ما في .
ثم أبى إلا الخروج .
وبينا كان الشيخ المُعَمَر أبو طلحة ـ المُعَمَر يصح ، والمُعمِر يصح إذا قلنا معمَر اسم مفعول عمره الله عز وجل ، إذا قلنا معمِر كان عمره طويلاً .
وبينما كان الشيخ المعَمَر أبو طلحة على ظهر السفينة مع جند المسلمين في وسط البحر ، مرض مرضاً شديداً فارق على إثره الحياة فطفق المسلمون يبحثون له عن جزيرة ليدفنوه فيها ، فلم يعثروا على مبتغاهم إلا بعد سبعة أيام ، وأبو طلحة مسجى بينهم لم يتغير فيه شيء كأنه نائم . وفي عرض البحر بعيداً عن الأهل والوطن ، نائياً عن العشير والسكن دُفن أبو طلحة .
أغلب الظن بجزر من جزر اليونان ، حول قبرص . وما يضيره بعده عن الناس مادام قريباً من الله عز وجل .
يعني إذا إنسان دفن بمدفنة العائلة لها بناء فخم ، ونوافذ عليها حديد وشاهدتين من أمام ومن وراء ، ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، وكان آكل ربا ماذا استفاد ، وإذا دُفن باب صغير أو بالدحداح ، أو وضع له قبر صنعوا له مقام .. وإذا رجل كان الله راضياً عنه ودُفن في البحر لا مانع .
وماذا يضيره بعده عن الناس مادام قريباً من الله عز وجل .
هذا صحابي جليل أحب أم سليم ، وكيف تزوجها ، وكان مهرها الإسلام ، وكيف أنفق البستان بكامله ، وكيف جاهد ، وكيف وقف موقفاً من رسول الله ، يشهد له التاريخ . رضي الله عنه وأرضاه .
يعني أعلى لقب يحوزه إنسان في الدنيا ، ما في معه بورد ، يقول لك فلان معه بورد ، بالحرب العالمية يقول لك : فلان ماريشال . يعني أعلى رتبة عسكرية ، أعلى رتبة يحوزها إنسان أن يُقال بعد اسمه رضي الله عنه .
إذا رضي الله عن إنسان فقد سعد في الدنيا والآخرة .

* * * *

جاءني سؤال من أخت كريمة ، تقول : أنا طالبة من طالبات جامعة دمشق فرع الطب أريد فتوى بالنسبة لصيام شهر رمضان المبارك والامتحان على الأبواب ، فهل يجوز لي أن أفطره ، لأستطيع تقديم الامتحان ، ثم أصوم شهراً متتالياً بعد الفحص ، فما حكم ذلك فأنا في حيرة وقلق .
طبعاً هذا السؤال ربما يكثر وروده في هذه الأيام ، لأن فحوص الجامعة وفحوص الشهادتين الاعدادية ، والثانوية ، ولم تنج إلى الفحوص الانتقالية من رمضان .
ما سمعت في كتاب الله إجازة للإفطار إلا للمريض أو المسافر فإن كنتم مرضى أو على سفر ، يعني المرض والسفر عذران مقبولان عند الله ، لكن اسمعوا ماذا قال الله عن السفر والمرض .

[سورة البقرة من الآية 184]
يعني الذي يطيق الصيام في السفر إذا أفطر فعليه فدية ، ليس قضاءً فقط ، قضاء وفدية ، يعني إذا رجل ركب طائرة ذهب إلى فرنسا في رمضان ، والطائرة مكيفة ، وجالس على مقعد وثير ، يصير سرير إذا أحب ، ومن فندق مكيف إلى فندق مكيف ، وأفطر ، لأن الله قال :
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ..
قال :
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ .. من يطيق الصيام مع السفر ، أو يطيق الصيام مع المرض ، يعني عنده دسك ، آلام في الظهر ، وآلام في الرجل ، لكن هذا لا علاقة له بالمعدة والطعام والشراب ، والأدوية كلها خارجية ، تسطيح على ظهره ، هذا يطيق الصيام مع المرض إذا أفطر فعليه إضافة إلى القضاء فدية . طعام مسكين .
قال :

إفطار يوم لا يعدله صيام الدهر كله ، لذلك نحن بتوفيق الله عز وجل ننصح الأخت الكريمة ونقول لها كما قال الله عز وجل .
وأن تصومي خير لك إن كنت تعلمين ، السبب الامتحان دقيق جداً إذا طالب آثر رضاء الله عز وجل وصام ، مليون طريقة في للتوفيق.
أحياناً الله عز وجل يلهم هذا الطالب فيقرأ بحث معين ، يقول لك عم أقرأه ، جاء رفيقه ، قال له : البحث قرأته ، قال : ما قرأته اقرأه . في اليوم الثاني جاء في الامتحان سؤال قد يأخذ علامة تامة ، إلهام من الله عز وجل ، هذا شيء بيد الله وحده ، فإذا راقب الله عز وجل إنساناً طالباً أو طالبة يصوم في رمضان ، في شهر الصوم والامتحان في هذا الشهر الله سبحانه وتعالى لا أقول أغلب الظن ، لئلا تجربوا الله لا يجرب ولا يُشارط ، لكن ما أعتقد طالب يصوم برمضان ويؤدي امتحان ويخفق في امتحانه إلا إذا ترك الأخذ بالأسباب ما درس إطلاقاً ، أنا حصوم وانجح ، لا تنجح بالصوم ، أما إذا درس وعمل جهده وصام برمضان أغلب الظن أن الله سبحانه وتعالى سيوفقه .
بالمناسبة ممكن للطالب برمضان ، ينام العصر بقدر ما يقدر ، يجبر نفسه على الاستلقاء ساعتين ثلاثة ، حتى يقدر بعد الإفطار إلى السحور أن يبقى يقظاً . إذا سهر من الإفطار إلى السحور وصلى الصبح ونام ساعتين ، استيقظ الساعة الثامنة ، ثم درس نشيط من الثامنة إلى الساعة الثانية عشر كاف ، أنت ما بتلحق من الإفطار تدرسهم ساعتين ، إذا من الإفطار إلى السحور ، وتنام من بعد صلاة الصبح إلى الساعة التاسعة ، ومن التاسعة إلى الساعة الواحدة دراسة كاف ، اعتمد الشراب شوي ، اشرب كمية كافية ، كول أكل يقيم بأودك يعني ، ممكن ، اعتمد الطعام والشراب ، واسهار طول الليل صحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
حق الزوجةعلى زوجها 3: المادية والمعنوية.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### منـتديـات الأسـره و المـرأه و الـمجـتمـع ##### :: منتدى عالم المرأة والاسرة-
انتقل الى: