منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرقى وأحكامها

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الرقى وأحكامها Empty
مُساهمةموضوع: الرقى وأحكامها   الرقى وأحكامها Emptyالأحد مايو 09, 2010 5:18 pm

الرقى وأحكامها Mfa39446



الرقى وأحكامها
============الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي مَنَّ على عباده أجمعين بقوله ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:57-58].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، نشهد أنَّه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هالك.
اللهم صلِّ وسلم على عبد ورسولك محمد كلما ذكره الذاكرون وصلى عليه المصلون. اللهم صل وسلم على عبد ورسولك محمد كلما غفل عن الصلاة عليه الغافلون، وسلم اللهم تسليما مزيدا.

أما بعد:
فنسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم من أهل تقواه، ومن أهل طاعته، ومن الذين منَّ عليهم بالعفو والعافية، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا ممن إذا أُعطي شكر وإذا أبتلي شكر وإذا أذنب استغفر، وهذه الثلاث عنوان السعادة للعبد إذا أخذ بها.
كما اسأل المولى جل وعلا أن يبارك لنا جميعا في أعمارنا وأعمالنا وأقوالنا، وأن يجعل موازيننا مُثقلة، ونعوذ به من الجور بعد الكور، ونعوذ به من الضلال بعد الهدى، اللهم آمين.
ثم إنه يعلم الجميع إن هذه الندوات والمحاضرات التي تُرَتَّب في هذا الجامع منذ القديم، تُرتب توضع جداولها ويختار المشاركون فيها بعناية ومتابعة سماحة شيخ الجميع العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فسح الله في أجله، وأمده بالعفو والعافية، وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا، فهي ثمرة من ثمرات جهده وجهاده، وهي ثمرة من ثمرات عنايته بالمسلمين في إرشادهم وتبيين الحق لهم.
فأسأل الله جل وعلا أن يجزل له المثوبة، وأن يبارك في أعماله وعمره وقوله، وأن يبارك في ذريته، وأن يجعله إماما من أئمة الهدى، كما أسأله سبحانه أن يجعل خير عمره آخره، وخير عمله خواتمه، وأن يجزيه خير ما جزى به عالما عن أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
موضوع هذه المحاضرة:
الرقى وأحكامها
وموضوع الرقى مهم، وأهميته ظاهرة لكل أحد منكم؛ لأن المسلم يحتاج إلى الرقية دائما، يحتاج إليها في تعويذ نفسه وتعويذ أحبابه، كما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل، يقرأ المعوذتين وينفث في كفه في يده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ويمسح بها رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، وفي تعويذ من يحب لدفع البلاء قبل وقوعه، ولتكون تحصينا وحرزا للمرء من تسلُّط الشياطين على العبد.
ويظهر أيضا أهمية عِلم المسلم بالرقى أنّ الرقى اختلط فيها المشروع بالممنوع، اختلط فيها الرقى الشرعية بالرقى البدعية؛ بل بالرقى الشركية.
وقد كان أهل الجاهلية يتعاطون رقى شركية، وكان يتعلمها الناس ينقلها الخالف عن السالف، فلما جاءت الرسالة المحمدية على نبينا أفضل الصلاة والسلام مُنعت الرقى حتى أُذن بما ليس فيه شرك من ذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
فأن تكون على بينة من الرقى الشرعية والرقى الممنوعة، هذا مهم؛ لأنه فرقان ما بين المشروع وما بين الشرك ووسائل الشرك.
وكثير من الناس ربما راج عليه صلاح الراقي أو ظاهر صلاح من يتعاطى الأدوية، فيصف له أشياء إما من الأذكار وإما من الأوراد أو نحو ذلك، يصفه له ويكون غاشا له من أنه يرده إلى غير المشروع، ويرشده إلى أمر فيه بدعة أو فيه شرك، والعياذ بالله.
لهذا كان من الواجب عليك ألاَّ تستعمل من الرقى إلا ما علمت أنه مشروع؛ لأن الأصل فيها المنع غلا ما كان جائزا فيها، وهذا له شروط وبيان يأتي إن شاء الله تعالى.
وتظهر أهمية هذا الموضوع أنَّ كثيرا من وسائل الشرك في بلاد الإسلام إنما انتشرت بواسطة المتتطببة والذين يعالجون بالأدوية ويعالجون بالقرآن، ومنهم المشعوذون والذين يتعاطون استعمال الجن وشياطين الجن والعياذ بالله.
وقد ذكر ابن بشر في أول تاريخ نجد أنَّ من أسباب انتشار الشرك في نجد هو نزول المتطببة والمداوين من أهل البادية في القرى وقت الثمار، فيحتاج إليهم الناس إما في رقية وإما في مداواة، فأمروهم بالشرك وأمروهم بغير المشروع، فانتشر بذلك -فيما يستظهر ابن بشر رحمه الله- انتشر بذلك عن طريق الجهلة أولئك أو عن طريق المشعوذة والسحرة، انتشر كثير من الشرك والفساد، ولا غرابة فالنفوس ذواقة لزوال ما بها من سواءٌ أكان بالمشروع أو بغيره، ولا شك أن العلم بحدود ما أنزل الله جل وعلا على رسوله مطلوب في أمور العقيدة وأمور الأحكام.
وهذا الموضوع متصل بالتوحيد والعقيدة، فالعلم به من الذي ينبغي على كل مسلم أن يحرص عليه، وأن يطلب معرفة حكم الله جل وعلا فيه.
الرقى أصلها أدعية وقراءة ونفث يكون فيه استعانة أو استعاذة، هذا أصلها؛ يعني القصد منها أن يكون ثَم دفع للبلاء أو رفع للبلاء باستعاذة أو باستعانة.

ولهذا صارت الرقى على قسمين:
 رقى يستعاذ فيها ويستعان بالله جل جلاله وحده، فهذا هو المأذون به والمشروع.
 ورقى يستعاذ فيها ويستعان بغير الله جل وعلا، وهذا هو الشرك وهو الممنوع.

وكان أهل الجاهلية يتعاطون الرقى بكثرة كما قال جل جلاله ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴾[القيامة:27] (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)؛ يعني حين حضور الموت يَطلب المرء من يرقيه، وقد قال القائل:
وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
يعني الأسباب التي كانوا يتعاطونها، فكان أهل الجاهلية يتعاطون الرقى لدفع أو رفع؛ يعني لدفع البلاء، دفع المرض، دفع العين، أو رفعها، إزالتها، مثل الأدوية، إزالتها بعد وقوعها؛ لكن كانت أكثر رقاهم يستعيذون فيها بغير الله جل وعلا -بآلهتهم أو بأصنامهم أو بالجن والعياذ بالله من ذلك كله-، أو يستعينون فيها بغير الله جل جلاله.

ولهذا اثبت في صحيح مسلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ. لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ يَكُنْ [فِيهِ] شِرْكٌ» يعني ما لم يوجد شرك فيها، ورواه غيره بلفظ «لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكاً» وهذا بسبب عوف بن مالك للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حين قال له: يا رسول الله أرأيت رقى كنا نرقي بها في الجاهلية فقال «اعْرِضُوا عَلَيّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْك» وأفاد هذا الحديث:
أولا أن الأصل في الرقى -عند من لم يعلم- الأصل فيها المنع، وأنْ المرء إذا أراد أنَّ يرقي برقية يعرضها على من يعلم حتى يتأكد من سلامة الرقية من المخالفة، قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ. لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ يَكُنْ شِرْكٌ».
ودلَّ على جواز الرقية.
والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حثّ على نفع الأخ لأخيه، جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سألوه عن رجل أصيب بلدغة عقرب أو حية، وسألوه عن الرقية قال «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ»، وهذا يدل على تجويز الرقية؛ لكن الرقية التي ليس فيها شرك، ولهذا النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ كان يرقي نفسه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ورقى غيره، وأيضا رقاه جبريل عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وأمر بأن يُسترقى لآل جعفر ولغيرهم، ولامرأة جارية جاءت لمنزله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ فرأى فإذا بها النظرة يعني في وجهها سفعة صفار فقال «إن بها النظرة استرقوا لها» والنظرة هي عينٌ تكون من الجن في الغالب أو من الإنس، فأمر بها يعني أمر بطلب الرقية، فدل ذلك على أن الاسترقاء والرقية مشروع بفعله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وبإقراره كما سيأتي وبأمره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
وإقرارُه هو الذي جاء في حديث أبي سعيد في الصحيح في قصة لديغ الحي من العرب حيث أصابته لدغة، فكان جمع من الصحابة اجتازوا بهم فلم يقروهم يعني لم يضيفوهم فتركوهم، ثم بعد ذلك مروا بهم فوجدوا منهم سيد القوم لديغا، فقالوا: لهم هل فيكم من راق. يعني هل فيكم من يحسن الرقية، فقالوا: لقد نزلنا بكم فلم تقرونا -أو لم تضيفونا- لا نرقي لكم إلا بِجُعل. فجعلوا بينهم مائة شاة، فجعل يقرأ عليهم الراقي بفاتحة الكتاب على موضع اللدغ، وحتى إذا ختمها نفث بريق؛ يعني تفل، وفي رواية جمع بزاقه فتفل، فلما أعطوهم هذا الجعل العظيم، قالوا: اقسموه بيننا. فقال رجل منهم: لا، حتى نعرض ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لشدة تحرِّيهم أن يفعلوا فعلا ليس عليه إذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما عرضوه على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «وما أدراكم أنها رقية» وقال «اضربوا لي معكم بسهم» فدل ذلك على مشروعية الرقية بفاتحة الكتاب؛ بل مشروعية الرقية بعامة وبفاتحة الكتاب بخاصة، وعلى أن أخذ الجُعل عليها لا بأس به مطلقا.
النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ كما ذكرنا رقى ورقي وأمر، فرقى نفسه بالمعوذتين، وكان يرقي نفسه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ببعض الأدعية فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سواهما.
وأيضا أقر الرقية بالفاتحة، وجمع الفاتحة والمعوذتين في الرقية فيه مناسبة، وهو أنَّ الفاتحة هي أم القرآن مشتملة على معاني عظيمة، منها الاستعانة بالله جل وعلا وتوحيد الله جل وعلا في العبادة في قوله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، والمعوذتان فيها التعويذ، والاستعانة والاستعاذة هما ضربا الرقية؛ لأن الراقي إما مستعيذ وإما مستعين أو بالأمرين معا.
وصحَّ عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في الرقية أشياء كثيرة من الأدعية:
منها قوله عليه الصلاة والسلام «من حضر مريضا فقال عند رأسه: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات إلا عافاه الله جل وعلا من ذلك البلاء ما لم يحضر أجلُه».
وكان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يُرشد أن الإنسان إذا أصابه ألم في شيء من جسده أنْ يمسح بيده على الذي يؤلمه من جسده سبع مرات، ثم يقول سبع مرار: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر».
ورقى النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بالرقية المشهورة «بسم الله أرقيك من شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك» وهذه رقية جبريل للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ.
وصح عنه أيضا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه كان يرقي إذا زار مريضا بقوله «أذهِب ألباس رب الناس واشفي فإنك أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما».
وغير ذلك من الأدعية التي هي في رفع البلاء يعني بعد نزول المرض أو قبله كقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك».
وكما كان يقرأ سورتي المعوذتين قبل المنام ويمسح بهما جسده.
فدل ذلك، دلت هذه الأحاديث على أنَّ الرقية مشروعة أو جائزة، وعلى أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أورثنا أدعية معروفة وصورا نقرؤها أرشد عليها الناس عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ. فهذه هي الرقية المشروعة.

فإذن نتحصل من ذلك على أمور:
الأول أن الرقية المشروعة هي دعاء يدعو به المرء يحصن به نفسه، وينفث على بدنه أو في يديه أو على من يرقيه، ينفث أو يتفل كما سيأتي بيان الفرق بينهما إن شاء الله، وعلى أن هذه الرقى التي أرشد إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي بكتاب الله جل وعلا، أو بالأدعية التي فيها استعانة واستعاذة بالله جل وعلا وحده ورجاء ما عنده في دفع المرض أو في رفعه أو في دفع العين أو في رفعها.
ودل أيضا على أن الرقى الشرعية هي التي تكون بهذا المعنى؛ يعني فيها توحيد الله جل وعلا استعانة واستعاذة، وفيها الإقبال على الله جل جلاله دون ما سواه.

ولهذا العلماء قالوا تجوز الرقية بشروط ثلاثة:
الأول: أن تكون بأسماء الله وصفاته جل وعلا؛ يعني أن يستعين فيها بالله جل وعلا متوسلا بأسماء الله جل وعلا وبصفاته.
والثاني: أن تكون باللغة العربية، أو ما يعرف معناه إن كان بغير العربية.
والثالث: أن يعتقد الراقي والمرقى أن هذه الرقية سبب من الأسباب، ونفع الأسباب إنما هو بإذن الله جل وعلا، قد تنفع وقد لا تنفع بإذن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فالذي ينفع في الحقيقة والذي يُورث النفع بالسبب وينتج المسبَّب هو الرب جل جلاله، هو الذي بيده ملكوت كل شيء، ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾[فاطر:2]، وقال سبحانه ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾[الأنعام:17]، والأسباب يؤمر العبد بتعاطيها لكن مع تعلق القلب بالله جل وعلا.
قال العلماء هذه الشروط الثلاث في جواز الانتفاع في جواز استعمال الرقية.
ما جاء في الكتاب والسنة أو القرآن بعمومه وما جاء في السنة من الرقى هي منطبقة على هذه الأمور.

فالرقية بالقرآن:
 فيها أنها بأسماء الله جل وعلا وبصفاته.
 فيها الاستعانة بالله جل وعلا والاستعاذة بالله سبحانه.و
 فيها التوكل على الله.
 وفيها تفويض الأمر إليه سبحانه وتعالى.
 وفيها التقرب إليه بأفضل ما خرج منه سبحانه وهو كلامه القرآن العظيم جل جلال ربنا وتقدست أسماؤه وتعالت صفاته.
 وفيها أنها باللسان العربي المفهوم.
 وفيها أيضا أنها أعلى ما يُتقرب، وأجمع ما يشمل المعاني، فالعدول عنها إلى غيرها عدول عن الفاضل إلى المفضول، عدول عن العالي إلى ما دونه مما يعرف معناه ويقل من الأدوية التي يختارها الناس.
فإن دلت هذه الشروط على أن أفضل ما يرقي به الإنسان أن يرقي بالكتاب وبالسنة، والقرآن جعله الله جل وعلا شفاء كما قال سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[يونس:57] فهو شفاء لما في الصدور من الأمراض الحسية والمعنوية، وهو شفاء أيضا فيما يقع، وأيضا تعويذ فيما لم يقع، وقال سبحانه ﴿وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[الإسراء:82]، وقال أيضا جل وعلا ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾[فصلت:44]، والاستشفاء بالقرآن يكون في أمور البدن كما يكون في أمور النفس؛ يعني إذا مرض الإنسان في عضو من أعضائه أو أصابه شيء فإن القرآن شفاء للأمراض العضوية كما مر معك في حديث اللديغ؛ هذا رجل لدغته حية أو عقرب فرُقي بالفاتحة بكتاب الله جل وعلا فبرئ، فقام كأن لم يصبه شيء، هذا مرض حسي ولدغة شديدة أزالها القرآن؛ أزالها الله جل وعلا بسبب الرقية بكتابه، كذلك الأمور المعنوية أو الأمور النفسية؛ مثل ضيقة الصدر أو مثل العين التي تؤثر على العقل أو على النفس ونحو ذلك هذا أيضا شفاؤها بالرقية بكتاب الله جل وعلا وبسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بما شرع مما يجوز من استعمال الأدعية المعروفة المعنى.
الشرط الثاني الذي ذكرنا هو أن تكون باللغة العربية، أو بما يفهم معناه من غيرها، وإذا كانت باللغة العربية فيجب أن تكون معلومة المعنى، ليست كلمات متقاطعة كلمات لا يعرف معناها، أسماء مجهولة، فلا بد أن تكون بأسماء الله جل وعلا وبصفاته، أو بما أبيح من الأدعية التي فيها التوسل بأسماء الله وبصفاته، وأن لا يكون فيها أسماء مجهولة، وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الرقى التي فيها أسماء مجهولة قال: وما يدريك لعلها كفر. يعني لعل في هذه الأسماء المجهولة ما يكون فيه أسماء شياطين أو أسماء ملائكة، ينادي الملائكة ويستغيث بهم أو ينادي الشياطين أو يتقرب بذلك فيكون بذلك كفرا.
لذلك لابد أن تشتمل الرقية المشروعة على أسماء معلومة -أسماء الله جل وعلا وصفاته المعلومة- وتكون باللغة العربية، وإذا كانت بغير اللغة العربية فيجوز بشرط أن تكون معلومة المعنى للراقي، وعدم اشتمالها على شرك بالله جل وعلا أو أسماء مجهولة لا يعلم معناها.
الشرط الثالث أن يعتقد بأنها سبب وهذا مهم؛ لأن من الناس من يظن أن الشفاء من عند الراقي لا بسبب الرقية، يقول هذا الراقي هو الذي عنده القدرة والراقي نافع وطبيب وقد يحسن وقد لا يحسن، والسبب هو الرقية، والنافع الضار هو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
فإذن الرقية سبب، والراقي مثل الطبيب يبذل هذا السبب، والتعلق من الرقي التعلق بالله جل وعلا يسأل أن ينفع سبحانه بهذه الرقية وبقراءة القارئ، كان أهل الجاهلية يعتقدون في الرقية بإطلاق كانوا يعتقدون فيها أنها مؤثرة جزما، وكان يعظمون الرقية وتتعلق الرقية بالراقي وبالرقية، ويكون التوكل على الله جل وعلا حين إذْ ضعيفا، وهذا يكون في النفوس سواء في نفوس السابقين يعني في الجاهلية أم في نفوس أيضا بعض أهل الإسلام، يكون هناك تعلق وضعف في التوكل، ويكون هناك رغبة فيما عند الناس.
والأكمل أن يكون المرء طالبا يعني في الرقية طالبا العافية من الله جل وعلا إذا لم يرقي نفسه، إلا إذا عرض عليه، فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل، ولهذا جاء في حديث حصين بن عبد الرحمن السلمي المعروف الذي قال فيه: كنّا عند سعيد بن جبيرٍ، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي أنقض البارحة؟ ثم قال قلت يعني حصين بن عبد الرحمن من التابعين: أما إني لم أكن في صلاةٍ. ولكني لدغت. قال: فما صنعت؟ قال: استرقيت. يعني طلبت الرقية، قال: فما حملك على هذا؟ قال: حديث حدثناه يعني عامر بن شراحيل الشعبي. عن بريده بن الحصيب؛ أو عن عمران بن الحصيب أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة. الحمة اللدغ قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكني سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عرضت علي الأمم، فإذا النبي ومعه الرجل والرجلان، وإذا النبي وليس معه أحد. ثم رفع إلي سوادٌ عظيمٌ، فقلت: هذه أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي أنظر إلى الأفق فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقالوا: هذه أمتك، ثم قيل أنظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم قال هذه أمتك، قال وفيهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ». وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عند الصحابة، قال: فخاض الناس في أولئك السبعين ألف. فقال بعض الصحابة: لعلهم صحابة رسول الله . يعني الذين تقدموا في الإسلام وكان معهم مزيد اختصاص بالصحبة، وقال بعض: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً ، فخرج عليهم رسول الله ، فعلم ما اختلفوا فيه، فقال: «هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون.وعلى ربهم يتوكلون». فقوله هنا (لا يسترقون) يدل على أنَّ الأكمل أن لا يكون من عادة الإنسان أن يطلب الرقية من غيره بل غما أن يرقي نفسه، وإما أن ينتظر حتى يأتيه أحد فيرقيه فيقول له أرقيك فهنا لا يدخل في طلب الرقية، هذا من جهة الكمال؛ يعني السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه صفتهم.
وقد جاء في لفظ عند الإمام مسلم «لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيّرُونَ. وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ » فحذف لفظ (لا يكتوون) وزاد (لاَ يَرْقُونَ)، وهذه اللفظة من أهل العلم من حكم عليها بالشذوذ والمخالفة كشيخ الإسلام ابن تيمية، ومنهم من صححها كالحافظ ابن حجر وغيره.
ونفي الرقية هنا (لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ)، نفي أنه يرقي يعني الراقي يخرج من السبعين ألفا، هذا فيه نظر من جهة المعنى، وذلك أن الراقي محسن كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، والإحسان مأمور به في الشرع.
المقصود أن الذي يتعاطى طلب الرقية دون أن يرقي نفسه ويتعاطى ذلك دائما ويتعلق بالراقي هذا ضعف توكله إذا كان هذا من طبعه، ولهذا كان الأكمل أن لا يتعلق قلب المرء بالراقي وبالرقية.
هذا بعض ما يتعلق بالرقية المشروعة؛ لأننا قلنا لكم إن الرقية قسمان: قسم مشروع وقسم ممنوع، رقى شرعية ورقى شركية أو بدعية، فهذا القسم الأول مع بعض الكلام عليه الرقى الشرعية.
مما يتصل بالرقى الشرعية أنَّ الرقية المقصود منها إيصال القرآن إلى المرقي إذا كان عن طريق النفث أو الدعاء له والاستعانة والتوسل بالله جل وعلا بأسمائه وصفاته أن يجيب الدعاء.
والرقية إما أن تكون بنفث أو بتفل أو بما هو دون هذين، لهذا إذا اختلف العلماء في مسألة هل تشرع الرقية بنفخ دون نفث؟ على قولين ورُجِّح أن الجميع جائز، فإن كان بنفخ وهو ما لا ليس معه شيء من الريق وإنما هو إخراج هواء فقط فهو جائز، وإن كان بنفث فهذا هو المشروع والذي كان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يقرأ ويتعوذ وينفث في يديه وينفث على المريض أيضا، وإما أن تكون بما هو أعظم من النفث وهو التفل، والنفث إخراج بعض الريق، قليل من الريق مع الهواء؛ يعني إذا أراد أن ينفث يعني يقرأ الفاتحة وإذا ختم ينفث مع بعض الريق أو يتفل ومعه التفال -معه البصاق- أكثر مما مع النفث.
وهذا النفث أو التفل قد يكون مباشرة على البدن، وقد يكون بواسطة ماء أو بواسطة زيت أو شيء آخر، كل هذا مأذون به، أو بكتابته على الشيء؛ كتابة بعض الآيات على المرض ونحو ذلك، وقد جاء عن الصحابة في هذا أشياء منها أن ابن عباس كان يأمر أن يكتب للمرأة إذا كانت شقت عليه الولادة أو تأخرت ولادتها أن يكتب في إناء ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ﴾[الأحقاف:35] وكذلك الآية الأخرى ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾[النازعات:46]، وتسقى منه المرأة التي تأخرت ولادتها أو شق عليها ذلك ويصب الباقي على صدرها وعلى شيء من بطنها.
ونحو ذلك مما جاء عن بعض الصحابة أنهم كانوا يكتبون على بعض [...] ﴿فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾[البقرة:266].
قد قال صالح بن الإمام أحمد رحمه الله تعالى: اعتللت مرة فقرا لي أبي في ماء ونفث فيه ثم أمرني بشربه وأن أغسل رأسي، وكذلك روى عبد الله بن الإمام أحمد في جواز ذلك.
المقصود من هذا أن إيصال الماء إيصال القراءة، إيصال الرقية بالنفخ بالنفس أو بالنفث إلى الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه أن هذا لا بأس به لفعل السلف له ولم يُنكر؛ ولأن له أصلا في السنة.
لكن كلما كانت الرقية مباشِرَة كلما كانت أفضل ولهذا قال الجد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة قال: كلما الوقت كان أنفع يعني يقرأ في الماء كان أقرب بالنفخ أقرب بالنفث أقرب بالرقية كلما كان أنفع، وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع؛ يعني قراءة المرء على نفسه يعني ما فيها واسطة، واسطة واحدة؛ لكن كون المرء يقرأ على الإنسان صار هناك واسطة ثانية، كون أيضا ينفث في ماء ثم الماء يشرب ويغسل به صار هناك واسطة ثالثة، أو كونه يكتب في صحن ويغسل بزعفران أو بنحوه ثم يشرب هنا صار عندنا واسطة ثالثة كلما ضعفت، ولهذا كان الأعلى ما ثبت في السنة وهو القراءة المباشرة من الإنسان على نفسه أو بقراءة أحد عليه ثم القراءة بالماء، ثم القراءة بالكتابة في الورق وحله بالماء هذا مما يسوغ لكن مما لم يكن عليه العمل عمل السلف.
هذه بعض المسائل المتعلقة بالرقية المشروعة.

القسم الثاني من الرقى:
الرقى الشركية والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال في حديث ابن مسعود رضي الله عنه «إن الرقى والتمائم والتولة شرك». والرقى المقصود بها هنا الرقى الشركية التي كان يستعملها أهل الجاهلية أو من شابههم، والرقى الشركية ممنوعة (لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ يَكُنْ شِرْك) ممنوعة وهي شرك بالله جل وعلا، ما صفة الرقى الشركية؟ الرقى الشركية تشمل على أحد أشياء:
الأول: أن يكون فيها استغاثة أو استعانة أو استعاذة بغير الله جل وعلا استعانة بشيطان، بولي، باسم وَلِيّ ينفخ وينفث على أحد ويدعو، ولو كان فيها استعانة بالله لكن معها استعانة أو استعاذة بولي أو بميت أو بشيطان أو بجني فهذا شرك بالله جل وعلا.( )
أو أن تكون الرقى هذه الشركية أن يكون فيها أسماء مجهولة، ما يُعرف معناها، يكتب أسماء لا معنى لها، هذه قد تكون من الشياطين، ولذلك يُمنع منها لأنها وسيلة من وسائل الشرك، ولا يجوز أن تستعمل لأنه قد يكون فيها شرك، وسيلة الشيء في القواعد لها حكمه، فإذا كان هذه قد تكون وسيلة إلى الشرك فتمنع كما يمنع المقصد.
وأيضا الرقى الشركية قد تكون بالعزائم، التي يسميها السحرة والمشعوذين العزائم التي يكتبون فيها آيات ولكن ربما نكَّسوا الآيات، ويضعون في الورقة التي تحل وتشرب، أو ربما تحفظ كتميمة في الجيب مثلا أو تعلق، يضعون فيها مربع فيه أرقام مجهولة وفيه حروف غير معلومة، أو مثلث ويكتب عليه على أنحائه بعض أسماء الله؛ ولكن في داخله أسماء مجهولة ونداءات وأرقام لا يعلم معناها، وهذا كله لا شك أنه من وسائل الشرك أو من الشرك المحقق لأنهم يستغيثون ويستعيذون بالشياطين.
ومن صور أيضا الرقى الشركية أنَّ الرقى الشركية تشتمل على أدعية فيها وسيلة من وسائل الشرك، مثل التوسل بذوات الأولياء أو بحرمتهم أو بجاههم، فهذه تمنع لأن التوسل بالذوات أو بالحرمة أو بالجاه هذا بدعة ووسيلة من وسائل الشرك.
ومما يدخل أيضا في هذا؛ يعني في الرقى الممنوعة الرقى البدعية أو التي بها اعتداء، مثل واحد يؤلف رقية أو ربما يجتهد أحد في الرقية يكون فيها اعتداء مثل رقية ذكرت عن بعض العلماء أنه يقول فيها: رددت عين الحاسد إلى نفسه وإلى أعز الناس لديه أو أحب الناس لديه. العائن اعتدى؛ لكن أحب الناس إليه والده أو والدته أو قريبه أو ولده ما اعتدى، فترد العين إلى من لم يعتدي هذه دعوى فيها إثم, لأن فيها اعتداء في الدعاء، فهي من الدعوات أو الرقى البدعية، وإن كان ذكرها ابن القيم رحمه الله في معرض كلام له في زاد المعاد.
فإذا يظهر بهذا أنَّ الأصل في الرقى المنع إلا ما جاز منها.
وهذا يدل على أنه يجب عليك التحري، وأن لا تقبل الرقية من أي أحد، وأن لا تذهب إلى كل من قيل أنه راق؛ لأنه بما لم يكن على هدى وعلم، إذا ظهرت لك رقية أو أُرشدت إلى شيء أو لم تكن من الكتاب والسنة فاعرضها على أحد من أهل العلم يبين لك هل هي جائزة أم لا؟ لأن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال« اعْرِضُوا علَيّ رُقَاكُمْ.-الذي لا يعلم يعرض الرقية- لاَ بَأْسَ بِالرّقَىَ مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكا» عنا تعرض الرقية على العالم ليقول لك هل هذه جائزة هل غير جائزة هل هي مشتملة على معنى حق وجائز أم ليس كذلك.
فإذا الواجب على الجميع الأخذ بالمشروع، وترك أو الحذر والتحذير من الرقى الشركية أو البدعية؛ لأنها وبال على...
ولأن الشرك يحدث العمل والعياذ بالله فيأتي يريد النجاة ثم يبوء بخسارة الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

الذي يرقي له صفات؛ يعني الراقي يكون:
أولا: مخلصا لله جل وعلا؛ يعني يكون بعمله وأقواله ليس من أهل الشرك، وإنما هو من أهل التوحيد والإخلاص، وأيضا إذا رقى أحد فيخلص الاستعانة والاستعاذة بالله جل وعلا في الانتفاع بهذه الرقية.

الخصلة الثانية: من صفات الراقي أن يكون ذا علم، والمقصود بالعلم هنا العلم المقيد؛ يعني أن يكون ذا علم في أنَّ الرقية مشروعة، تكون الرقية بالقرآن, بما ثبت في السنة, بالأدعية المعروفة, يكون ذا علم؛ يعلم أنّ هذه الرقية مشروعة، عرضها على عالم فقال هذه الرقية لا بأس بها، أما إذا كان ذا جهل ليس من أهل العلم وليس عنده تحري فيما يترك أو فيما يأتي, فإنه فإن هذا من علامات عدم إحسانه للرقية أو عدم السماح له بأن يرقي أو التمكين بأن يرقي.

الصفة الثالثة: أن يكون يقصد النفع، هذه صفة مستحبة أن يقصد نفع إخوانه نفع المحتاج، وهذا دل عليه حديث جابر رضي الله عنه بل عنهما رضي الله عنهما قال (مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) ونفع الإخوان نفع المحتاج نفع المريض إحسان ولو أخذ عليه جعلا لكن النفع إحسان و الإحسان مطلوب بين العباد، وأحب العباد إلى الله أنفعهم إلى عباد الله.
ومن صفات الراقي: أن يكون معلقا المرقي بالله جل وعلا، لا يعلق المرقي لا يعلق المريض بنفسه، ويأتي يعمل على نفسه حالة من العظمة ومن الانتفاع بالرقية، ويحدث بأحاديث أنا شفيت من مرض كذا وأنا قرأت وشفيت من السرطان وأنا قرأت على فلان وشفيت من مرض كذا ويعظم نفسه عند من يقرأ عليه, من صفات الراقي المحمود أن يكون ذا خشوع وخضوع وإخبات لله جل وعلا، وأن لا يتعاظم ويعظم نفسه، وينفع بما أعطاه الله جل وعلا ولا يعظم نفسه, يعلق الناس به؛ بل يعلق الناس بالأذكار المشروعة والأوراد التي ثبتت في السنة ونحو ذلك، ويأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر, ويفتح لهم أسباب الخير، لهذا صار كثير ممن رأينا, كثير خاصة الجهلة والنساء يتعلقون بالراقي من حيث هو، فلان رقيته كذا وربما ما قرأ كلمة أبدا، أو ربما قرأ شيئا يسيرا ونحو ذلك؛ يعني ما اجتهد وتحرى الصواب وتحرى الآيات التي تنفع ونحو ذلك، وإنما هكذا بالاسم، وهذا غير محمود؛ بل الذي ينبغي أن ينصح الراقي الناس بأن النافع هو الله جل وعلا، وأنا صاحب سبب والرقية أيضا سبب، ويعلمهم الأوراد المحمودة ويعلمهم الخير وينهاهم عن الشر.
وأيضا من صفات الراقي: أن يكون متنزها عن موارد الزلل والفتنة، خاصة في الرقية على النساء؛ لأن الشيطان ربما دخل على الإنسان من جهة الرقية في الخلوة بالمرأة، أو في وضع يده على المرأة، أو نحو ذلك مما يبغي عنه شرعا.
فالواجب على الراقي أن يحذر من وسائل الشيطان ومن سبل الفتنة التي ربما أدت به إلى افتتان في الدين والعياذ بالله، وحصل هذا من بعض من تعاطوا الرقية. و نسأل الله للجميع قَبول التوبة والهداية إلى سواء الصراط.
أما المرقي الذي يُرقى عليه؛ المريض، الذي أصابته عين، أولا من صفاته التي ينبغي أن يتحلى بها:
أولا أن يعظم الرجاء والاستعانة والاستعاذة بالله جل وعلا، والله سبحانه وتعالى قال لعباده﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾[يونس:107]، وقال جل وعلا في آية الأنعام ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾[الأنعام:17-18]، قال أيضا سبحانه ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[الشعراء:80].
فإذن أنت يا من تحتاج إلى من يرقيك: أعظِم الرجاء في الله جل وعلا، كما تذهب إلى الطبيب وتعرف أن الطبيب سبب و النافع هو الله جل وعلا، فكذلك الراقي سبب والنافع هو الله جل جلاله.
أيضا أيها المرقي يا من يحتاج إلى الرقية إياك والوسواس، فإن مجال فإن مجال العين والحسد مجال للوسواس, الإنسان ينظر -الرجل أو المرأة- فينظر ويقول أنا أصابني كذا يقول فلان كذا، أصابني كذا بالحسد, أصابني بكذا، يأتي إلى أوهام كثيرة ويعظم عنده الأمر، ويورثه هذا مرضا على مرضه، والواجب على العبد أن يعظم التوكل على الله جل وعلا وأن يأخذ الأسباب؛ ولكن لا يجعل للشيطان من قلبه نصيبا في أنه يوسوس له ويضعفه؛ لأنه إذا ضعف تسلَّط عليه الشيطان أكثر.
ومن صفات المرقي أن يتعلم الأوراد هو بنفسه، ليس دائما يحتاج إلى الناس هو يرقي بنفسه، يرقي نفسه بفاتحة الكتاب، بسورة الإخلاص والمعوذات، وبآية الكرسي قبل أن ينام, بالأوراد طرفي النهار وبعد الصلوات المكتوبة، ونحو ذلك، فتحصنه؛ لأن هذه الأدعية والرقى تنفع دفعا وتنفع رفعا؛ يعني تنفع بدفع السوء تكون مثل اللباس مثل الحديد الذي يحصنك من الضرر الذي يأتي بك, فهي مثل الألبسة التي تقي لأنها سبب نافع، والله جل وعلا هو النافع الضار سبحانه وتعالى.
هناك مخالفات نختم بها الكلام يقع فيها الذين يرقون وأيضا الذين يسترقون.
أما مخالفات الرَّاقين:
أولها وأعظمها أن يتخذ القراءة والرقية حرفة يتفرَّغ لها تفرغا كاملا، والمعلوم أن الناس بحاجة إلى الرقية، والتفرغ لها لم يكن من هدي الصحابة في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مع أن فيهم راقين، ولم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين، وإنما نشأ في أعصر متأخرة، فالذي عليه هدي السلف الصالح والذي دلت عليه السنة أن ينفع المرء إخوانه بجُعل أو بغير جعل في الرقية؛ ولكن لا يتفرغ لها لا يتخذ الرقية حرفة يكون كالطبيب المتفرغ لها، وهذا من جهة أنه لم يرد أو لم يكن في الزمن الأول في قيام الحاجة إليه.
أيضا من جهة أخرى فيما رأينا من الذين تفرغوا أورثتهم أشياء ممنوعة كثيرة، فمن تفرغ للرقية تجد عنده أشياء من المخالفات؛ لأنه يحتاج إلى أشياء يفعلها وإلى أشياء يتركها، وفعلوا أشياء من بيع من غير برهان، ومن فعل بالرقية عن طريق الأشرطة وعن طريق الأصوات يكون هو يقرأ في غرفة والسماعات في غرفة أخرى على الراقين، ونحو ذلك مما فيه مخالفة للوارد، وهذا ينبغي أن يمنع سدا للذريعة؛ لأنه ربما أقضى إلى أشياء مذمومة من توسع هؤلاء القراء في أشياء لا تجوز أو لم يأذن بها الشرع.
أيضا من المخالفات التي هي منتشرة عند القراء، وهي أيضا أشد من الأولى، هي استخدام بعضهم لقرينه من الجن، وهذه شبهة شبَّه بها بعض القراء، وحتى سرت في بعض منهم، وهو أنه يقول: أستعين بمسلم الجن أو بقريني, أستعين بمسلم الجن إذا حضروا أو بقريني في معرفة ما بالمرقي, معرفة ما به: هل به عين؟ هل به سحر؟ هل فيه كذا وكذا؟
والاستعانة بالجن الأصل فيها المنع، أجاز بعض العلماء أنَّه إذا عرض الجني أحيانا -يعني نادرا- عرض للمسلم لإبداء إيمانه له فإنه له أن يفعل ذلك؛ لكن ليس هذا من هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا صحابته؛ بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له من الجن حالان:
الأول: أن يأمرهم وينهاهم؛ يأمرهم بالتوحيد وينهاهم عن ضده؛ لأنهم مكلفون، فهم مثل غيرهم في الأمر والنهي.
والحال الثانية: مع الجن شياطين الجن هي أن يستعيذ بالله جل وعلا من شرهم، وأن يسترق بالرقى المحمودة المشروعة لدفع شرورهم.
أما الاستعانة بالجن حتى ولو كان حاضرا فلم يكن عليه هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا صحابته، ومن أجاره من العلماء فإنما هو إذا عرض في حال معينة، وهذا لا ينبغي أن يكون في حال الرقية.
فإذن الواجب هو ترك الاستعانة بالجن؛ لأن هذه وسيلة من وسائل الشر والشرك بالله جل وعلا.
ثم أيضا فيمن استعان بمسلم الجن هذا أوْرثهم أنهم جعلوا هناك مصائب وفرقة وشحناء في النفوس من جراء إخبارهم بما أخبر به من زعموا أنه من مسلمي الجن، يخبرهم أنه هذا فيه عين وهذه العين من زوجته الثانية, من بنت، أو سحر أو شيء هو من كذا، فيحدِّث بما أخبره به هذا الجني، والجني قَبول خبره بما يُخبر به متوقف على أنه عدل وأنه ثقة، وعدالة الجن لا تعلم حتى ولو كان قرين الإنسان أو كان حاضرا معه، لا تعلم عدالة الجني هل هو عدل أم غير عدل ولهذا ذكر علماء الحديث في كتب المصطلح على أن كتب المصطلح أن رواية الجني مسلم الجن روايتهم ضعيفة؛ لأن الرواية في صحتها موقوفة على معرفة العدالة معرفة الثقة وهنا لا سبيل إلى الوصول إليه، فكيف يخبر بخبر الجني هذا الذي يزعم أنه مسلم؛ يخبر بأنه أخبره الجني بأن هذا فيه سحر من فلانة, هذه المرأة فيها سحر من زوجة زوجها الثانية -من ضرتها- أو من امرأة أبيها أو من عمتها، فيخبر بذلك فتقع شحناء وقطيعة إلى آخره, بل قد يقول البلاء من زوجك, زوجك فعل كذا وكذا، وهذا لا يجوز اعتماده، ولا يجوز الاستعانة بالجن في ذلك سدا لذريعة الشرك بالله وللفرقة التي قد تحصل في المؤمنين.
أيضا من المخالفات في الراقين: أنهم تساهلوا في المشروع في الرقية، ولكثرة الناس وقِلَّة الوقت أصبحوا يرقون بأنواع من الرقية في وسيلتها هي مخالفة للوسيلة المشروعة؛ مثلا بعضهم يصنع أختاما؛ ختم فيه الآية يختم بها على زعفران ثم يضع فيه الأوراق، وأنا رأيت من ذلك ختم كبير يختم به على الورقة، والختم لا بد فيه من ضرب على الورقة، وهذه آية من القرآن وهذا امتهان للقرآن؛ لأنه يأتي يختم فيه آية القرآن محرَّم ثم يضربه على الورقة ضربا، هذا مخالفة؛ لأنه امتهان للقرآن وامتهان القرآن محرم.
من ذلك مثلا أنه يأتي بما يسميه: قراءة عادية، وقراءة مركزة، ويقولون أيضا قراءة ملكية، كيف؟ يقول هذا قرأت فيه كذا وإلى آخره، وهذا كله وسيلة من وسائل أكل أموال الناس بالباطل، وخلاف الأصل, الأصل أن يُقرأ بالمشروع دون تفريق، لا تقول هذه قراءة عادية بخمسين ريال، وقراءة ممتازة بمائتين، وقراءة ملكية بألف، هذا مما لا يسوغ؛ لأنه أولا يُفضي إلى أشياء منكرة، ثم هو أيضا مما هو مخالف لما جاء في نصوص السنة؛ يعني في أصل الرقية, هذا مما ينبغي الحذر منه ومخالفته، وأن يكون المرء الراقي يكون مخلصا صادقا معتمدا على المشروع، تاركا لغير المشروع، حذرا من مزلة الشيطان له.
هذه بعض المخالفات التي يقع فيها بعض الذين يرقون.
من جهة أخرى هناك المخالفات العظيمة الشركية التي يقع فيها السَّحرة والمشعوذون والمتطببة بالباطل, فيأتون بالرقى كما ذكرنا لكم الشركية، يُعطون أوراق فيها أسماء شياطين أو فيها أسماء غير معروفة أو نحو ذلك، فهذا الحذر الحذر منه؛ لأنه شرك بالله جل وعلا، وقد يكون معه والعياذ بالله وصية بذبحٍ لغير الله جل جلاله مما يخرج المرء من دين الله؛ لأنه شرك أكبر وعبادة يجب أن تكون لله جل جلاله، أو يأمره بأن يفعل أشياء من الشرك والعياذ بالله، أو من الكفر كإهانة المصحف ونحو ذلك مما هو كفر بالله جل جلاله.
لهذا يجب على الجميع التعاون على البر والتقوى والتعاون على إنكار المنكر، مَن علم أنه يتخذ في قراءته أو في رقيته أساليب غير شرعية من الشرك والشعوذة والدَّجل فإنه يجب الإبلاغ عنه، ولا تبرأ ذمتك حتى تبلغ عنه؛ لأن هؤلاء يفسدون في الأرض، والله جل وعلا أمر بإصلاح الأرض ونهى عن إفسادها، وواجب التعاون إذا علمت أو رأيت فيجب عليك أن تحذر من أن تسكت، ويجب عليك أن تبلغ، تبلغ من؟ تبلغ جهات الاختصاص، الهيئة، أو تبلغ الإمارة، أو تبلغ القاضي في البلد، أو المحكمة أو نحو ذلك مما تبرأ به ذمتك، أو تبلغ بعض أهل العلم الذين تعرفهم مما تبرأ, لا يجوز السكوت.
هذه كلمات تبصِّرُك عن قرب وبدون تعمق في موضوع هذه المحاضرة وهو الرقى وأحكامها.
ولا بد للجميع بالعناية بهذا الموضوع، وأن يتفقهوا في الدين؛ لأن من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
وأن ينتبهوا للنساء في البيوت وللجهلة من أن يذهبوا إلى قرَّاء أو إلى من يرقي بدون أن تعلم شخصه وعدالته وثقته وأمانته وحسن استعماله للرقية.
الواجب على الجميع أن يتعلم، وأن يحذر من وسائل الشرك، وأن يحرص على السنة، وما جاء فيها من إرشاد وبيان، فالخير كل الخير في إتباع سنة محمد عليه الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ لأنه لا خير إلا دلنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه, فدلنا على الرقية المشروعة، وذلك بالقرآن أو بما أرشد إليه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ من الأدعية المعروفة، وكذلك نهانا عن الشر من الرقى الشركية وما شابهها مما هو وسيلة إليها, وأمرنا عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بكل خير وحضنا عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
أسأل المولى جل وعلا أن يجعل ما سمعنا نافعا، وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا.
كما أسأله سبحانه أن يثبتنا على الإخلاص له وعلى توحيده وتحقيق توحيده, وأن يجعلنا من الذين رضي عنهم, رضي قولهم ورضي عملهم فأرضاهم إنه سبحانه جواد كريم.
كما أسأل المولى جلت قدرته أن يصلح ولاة أمورنا وأن يهديهم إلى الرشاد، وأن يوفقهم إلى كل سبيل خير فيه نصرة للإسلام والمسلمين وفيه نفع للبلاد والعباد.
كما أسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، ونعوذ به من الحور بعد الكور، ومن الظلال بعد الهدى، ومن الزيغ بعد الإيمان


﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[آل عمران:8].
اللهم أنزل علينا جميعا عفوك ورحمتك ومغفرتك وعافيتك على قلوبنا وأبداننا, وأصح اللهم من اللسان والبنان والقلب والجوارح، وقوِّي عقيدتنا وإيماننا وتوحيدنا إنك جواد كريم.
أنت أكرم من سئل وأنت بالإجابة جدير ونحن محتاجون فقراء إليك ربنا.
اللهم فأجب ما سألنا واغفر لنا جما.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

الرقى وأحكامها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرقى وأحكامها   الرقى وأحكامها Emptyالأحد مايو 09, 2010 5:51 pm






الرقى وأحكامها 18574164271077313882





)- الرقية الشرعية أسباب شرعية للعلاج والاستشفاء والشفاء من الله سبحانه وتعالى 0

2 )- لا يملك أحد من الخلق ضراً ولا نفعاً ، ولذلك يجب اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى دون سائر الخلق 0

3 )- لا يجوز التبرك مطلقاً لا بالماء ولا بالزيت ولا بماء زمزم ونحو ذلك من أمور أخرى ، إنما يكون نفع الاستخدام من جراء مباشرة أثر الرقى للماء أو الزيت أو العضو المريض ، كما هو الظاهر من فعله – صلى الله عليه وسلم – وفعل أصحابه – رضي الله عنهم – 0

4 )- أن الرقية الشرعية لا تقدح في التوكل على الله سبحانه وتعالى ، والتوفيق بين حديث أنس ( سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب : هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ( أخرجه البزار وصححه الألباني ) ، وأحاديث الرقية ( اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرقية ما لم يكن شرك ) أو ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) وتحو ذلك من أحاديث أخرى 0

وبعد هذه المقدمة السريعة فسوف أقدم للقارئ الكريم النقاط الواجب اتباعها في رقية الإنسان لنفسه وأهله ومحارمه ، وهيَّ على النحو التالي :

أولاً : لا بد للمعالِج أولا من الاهتمام بالنقاط التالية :

أ )- الاعتقاد الكامل بالله سبحانه وتعالى والتعلق به 0

ب)- الحرص على اتباع الطرق الصحيحة للرقية الشرعية 0

ج )- الحرص على تجنب اقتراف المعاصي 0

د )- العودة للعلماء وطلبة العلم ، في المسائل المشكلة المتعلقة بالرقية الشرعية 0

هـ)- الحذر من استخدام الرقى التي لا يعرف لها أصل من الكتاب والسنة 0

و )- الحذر من استخدام الأعشاب المركبة ونحوه 0

ز )- الصبر والتحمل 0

ح )- الاعتصام بالله من الشيطان ، وذلك باتباع الوسائل المعينة على ذلك 0

ثانياً : البدء بالحمد والثناء والدعاء بأسماء الله وصفاته 0

ثالثا : الرقية بكتاب الله عز وجل : أن يبدأ برقية نفسه بآيات من كتاب الله عز وجل مع التركيز على آيات الرقية الثابتة في السنة المطهرة ، كالفاتحة وأوائل سورة البقرة وآية الكرسي ، وأواخر سورة البقرة ، وأول سورتين من آل عمران ، والإخلاص والكافرون والمعوذتين ، وأذكر لكم بعض آيات الرقية المختارة وهي على النحو التالي :

1)- الفاتحة 0

2)- ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) ( البقرة – 1 ، 5 ) 0

3)- ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( البقرة – 102 ) 0

4)- ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( البقرة – 109 ) 0

5)- ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لأيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) ( البقرة – 163 ، 164 ) 0

6)- ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) ( البقرة – 222 ) 0

7)- ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ ) ( البقرة – 255 ) 0

Cool- ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الأيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) ( البقرة – 266 )0

9)- ( ءامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) ( البقرة – 285 ، 286 ) 0

10)- ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِأيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) ( آل عمران – 18 ، 19 ) 0

11)- ( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَىَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَىِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( آل عمران – 26 ، 27 ) 0

12)- ( إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لأيَاتٍ لأولِى الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ ءامِنُوا بِرَبِّكُمْ فأمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ * رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِى سَبِيلِى وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ * وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِأيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( آل عمران – 190 ، 200 ) 0

13)- ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءاتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءاتَيْنَا ءالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ) ( النساء – 54 ) 0

14)- ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ( النساء – 56 ) 0

15)- ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) ( النساء – 168 ، 169 ) 0

16)- ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ( الأعراف – 54 ) 0

17)- ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ ) ( الأعراف – 179 ) 0

18)- ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ( الأنفال – 50 ، 51 ) 0

19)- ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) ( إبراهيم – 15 ، 17 ) 0

20)- ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِى مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِى الأصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ * لِيَجْزِىَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الاَلْبَابِ ) ( إبراهيم – 42 ، 52 ) 0

21)- ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا * وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( الإسراء – 81 ، 82 ) 0

22)- ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِى أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّى أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ) ( الكهف – 39 ، 41 ) 0

23)- ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَـــةٍ أَيُّهُـــمْ أَشَــدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيـًّا * ثُـمَّ لَنَحـْنُ أَعْلَـمُ بِالَّذِينَ هُـمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيـًّا * وَإِنْ مِنْكُـمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) ( مريم – 68 ، 72 ) 0

24)- ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) ( الحج – 19 ، 22 ) 0

25)- ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّى أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِى الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ ءايَاتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ) ( المؤمنون – 97 ، 108 ) 0

26)- ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) ( المؤمنون – 115 ، 116 ) 0

27)- ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْـدِى اللَّهُ لِنُـورِهِ مَنْ يَشـَاءُ وَيَضْـرِبُ اللَّهُ الأمْثـَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُـلِّ شَـىْءٍ عَلِيـمٌ ) ( النور – 35 ) 0

28)- ( يس * وَالْقُرْءانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَاقِهِمْ أَغْلا لاً فَهِىَ إِلَى الاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ * إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءاثَارَهُمْ وَكُلَّ شَىْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُبِينٍ ) ( يسن – 1 ، 12 ) 0

29)- ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلأ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) ( الصافات – 1 ، 10 ) 0

30)- ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) ( الصافات – 158 ) 0

31)- ( إِنَّ شَجَرتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِى فِى الْبُطُونِ * كَغَلْىِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) ( الدخان – 43 ، 49 ) 0

32)- ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَءامِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِى اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى الأرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ مُبِينٍ ) ( الإحقاف – 29 ، 32 ) 0

33)- ( فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ) ( محمد – 4 ) 0

34)- ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِى الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَأزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ( الفتح – 29 ) 0

35)- ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءانَ * خَلَقَ الإنسانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ * وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ( الرحمن – 1 ، 13 ) 0

36)- ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِى سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ * وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أءنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوْ ءابَاؤُنَا الأوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالأخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لأ كِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) ( الواقعة – 41 ، 56 ) 0

37)- ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( الحشر – 21 ، 24 ) 0

38)- ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ) ( القلم – 51 ، 52 ) 0

39)- ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَه * إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلاقٍ حِسَابِيَه * فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى الأيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَه * يَالَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّى مَالِيَه * هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيًه * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعـَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ ) (الحاقة – 19 ، 37 ) 0

40)- ( قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فئامَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإنس وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإنس يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا * وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا * وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الأنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لا نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِى الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا * وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) ( الجن – 1 ، 11 ) 0

41)- ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ ثُـمَّ لَـمْ يَتُوبُـوا فَلَهُـمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ) ( البروج – 10 ) 0

42)- ( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرْ الإنسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) ( الطارق ) 0

43)- ( إِذَا زُلْزِلَتْ الأرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتْ الأرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإنسانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) ( الزلزلة ) 0

44)- ( قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ) ( الكافرون ) 0

45)- ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ( الإخلاص ) 0

46)- ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ( الفلق ) 0

47)- ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) ( الناس ) 0



* مع إيضاح بعض الأمور الهامة المتعلقة بالرقية بهذه الآيات ، وهي على النحو التالي :-

أ )- عدم الاعتقاد بهذه الآيات دون غيرها من كتاب الله عز وجل 0

ب)- إن التأثير الواقع من قراءة تلك الآيات بسبب احتوائها على التوحيد والإخلاص لله سبحانه وتعالى ، والترغيب برحمته وجنته ، والترهيب من سخطه وعقوبته 0

ج )- الأولى قراءة الآيات آنفة الذكر أو أي آيات من كتاب الله عز وجل مرتبة كما وردت في القرآن الكريم ، وكما هو موضح حسب التسلسل السابق ، وقد بين ذلك علماء الأمة وأئمتها ، فيبدأ المعالِج بقراءة سورة الفاتحة ثم آيات من سورة البقرة ، ثم آيات من سورة آل عمران وهكذا 0

د )- لا بد للمعالِج من محاولة التنويع في اختيار الآيات التي يقرأ بها من قراءة لأخرى ، مع التركيز على آيات الرقية الثابتة ، لعدم زرع اعتقاد لدى العامة بهذه الآيات دون غيرها من كتاب الله عز وجل 0

هـ)- والأولى الرقية بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كالرقية بفاتحة الكتاب وآية الكرسي وأواخر البقرة والإخلاص والمعوذتين ونحوها 0

رابعاً : بالرقية بالسنة النبوية المطهرة : عد الانتهاء من الرقية بكتاب الله عز وجل ، يلجأ للرقية بالأدعية النبوية المأثورة الثابتة في السنة المطهرة ، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1)- الرقية العامة من الأوجاع والآلام والسحر وغيره :
عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) 0
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريض أو أتي به قال : أذهب البأس رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) 0

وعنها - رضي الله عنها – قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الرقية : ( أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت ) ( متفق عليه ) 0

عن محمد بن سالم عن ثابت البناني قال : يا محمد : إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل ( بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) 0 ثم ارفع يدك ، ثم أعد ذلك وترا ، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك ) ( أخرجه الترمذي والحاكم وابن حبان وصححه الألباني ) 0

عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي ) ( أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وصححه الألباني ) 0

يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) : ( والحصر غالبي أو مبني على شروط لا بد من تحققها ) 0

يقول ابن القيم - رحمه الله – في كتابه ( الطب النبوي – بتصرف ) Sad فالقلب إذا كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه ، وعند السحرة : أن سحرهم إنما يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية ولهذا غالب ما يؤثر فيمن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية ) 0

2)- رقية العين والحسد :

عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0

يقول القرطبي في مخطوطة برقم ( 2353 ) نقلاً عن كتاب ( أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد بن ضويان السحيمي ) : ( وهذا الحديث دليل على استحباب الرقية بأسماء الله تعالى ) 0

وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام البخاري وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي ) 0

يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) Sad " كلمات الله " : قيل هي القرآن ، وقيل أسماؤه وصفاته ) 0

يقول الحافظ بن حجر في الفتح : ( قوله : " إن أباكما " يريد إبراهيم عليه السلام ، وقوله "بكلمات الله" : قيل : المراد بها كلامه على الاطلاق ) 0

قال الخطابي : كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق ) 0

وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني ) 0

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم ) 0

قال ابن كثير في ( تفسير القرآن العظيم ) : ( عن علي – رضي الله عنه - : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتماً فقال : يا محمد ، ما هذا الغم الذي أراه في وجهك ؟ قال " الحسن والحسين أصابتهما عين " قال : صدِّق بالعين ، فإن العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات ؟ قال : " وما هن يا جبريل " قال : قل اللهم ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الوجه الكريم ، ولي الكلمات التامات ، والدعوات المستجابات ، عافِ الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عوّذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ ، فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ) (أخرجه ابن عساكر ، والهندي في "كنز العمال" ونسبه لابن مندة ، والجرجاني والأصبهاني)0

قال الخطيب البغدادي : تفرد بروايته أبو رجاء محمد بن عبدالله الحيطي من أهل تستر ذكره ابن عساكر في ترجمة طراد بن الحسين من تاريخه 000 ) 0

قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث إلا أنه لا يرى بأس الدعاء به نظراً لعدم تعارضه مع النصوص النقلية الصحيحة ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم 000 ) ، وكذلك فإنه لا تعارض بينه وبين الأسس والشروط الرئيسة للرقية الشرعية ، مع أن الأولى تركه والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0

قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الطب النبوي – ص 168 – 170 ) Sad فمن التعوذات والرقى للعين الاكثار من قراءة المعوذتين ، وفاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية 0 وذكر جملة من الأدعية والأذكار ) 0

خامساً : النفث ومسح الرأس وما يلي الجسد : بعد الانتهاء من الرقية الشرعية بشكل عام ، يجمع كفيه وينفث بهما ، ويمسح وجهه وما يلي جسده ، ويفعل ذلك لأهل بيته للانتفاع بالنفث أو التفل المباشر لكلام الله عز وجل 0

سادساً : النفث في الماء والزيت واستخدامه في العلاج 0

سابعاً : وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء : وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تشفيني ) يقولها سبعا ، أو أن يقول : ( بسم الله ثلاثا ، اعيذ نفسي بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) يقولها سبعا 0

قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – في كتاب ( الفتاوى الذهبية ) : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) 0

ثامناً : المحافظة بشكل عام على الأذكار والأدعية النبوية المأثورة : وبخاصة أذكار الوقاية والحفظ من الشيطان ، وقد ذكرت جملة من الأدعية والأذكار الصحيحة الثابتة في السنة المطهرة وذلك في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) ، وليس المقصود ذكر اللسان فحسب إنما الذكر اللساني والقلبي 0

يقول ابن القيم – رحمه الله- في كتاب ( الفوائد ) : ( وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه ، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ، ونعوت جلاله ، والثناء عليه بأنواع المدح ، وذلك لا يتم إلا بتوحيده ، فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه ) 0

تاسعاً : الاهتمام ببعض الأمور العامة قبل الرقية : كالطهارة ، وخلو المكان من المعاصي على اختلاف أنواعها ، ولا بد من التركيز على قضية البعد عن المعاصي في كل زمان ومكان ، وليس المقصود الاهتمام بهذا الجانب أثناء الرقية فحسب ، إنما المقصود الابتعاد بالكلية عن اقتراف المعاصي والآثام والتوبة والإنابة والعودة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى ، وهذا المفهوم لا يتحدد بزمان أو مكان 0

عاشراً : المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النوم ، وذلك باتباع الخطوات الهامة التالية :-

أ - النوم على طهارة ، أي أن يتوضأ قبل نومه : كما ثبت من حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل " اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة ) ( متفق عليه ) 0

ب - أن ينفض فراشه بطرف إزاره : كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) ( متفق عليه ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم Sad " داخله الإزار " طرفه ، ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه ، لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك ) 0

ج - أن يجمع كفيه وينفث فيهما بالإخلاص والمعوذتين ويمسح وجهه وما استطاع من جسده : كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت Sad كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد" و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ) ( أخرجه الإمام البخاري وأبو داوود والنسائي ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم Sad والظاهر أن المراد النفث ، وهو نفخ لطيف لا ريق معه ) 0

د - أن ينام على شقه الأيمن واضعا كف يده اليمنى تحت خده الأيمن مستقبلا القبلة : كما ثبت من حديث حفصة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " ثلاث مرات " ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي ) 0

يقول المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ) Sad " يوم تجمع أو تبعث عبادك " أي يوم القيامة ، ولما كان النوم في حكم الموت والاستيقاظ كالبعث دعا بهذا الدعاء تذكرا لتلك الحالة ) 0

هـ- أن يحصن نفسه قبل النوم : وذلك بالمحافظة على قراءة بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي وأواخر البقرة ، وسور الإخلاص والمعوذتين والمحافظة على أذكار وأدعية النوم المأثورة ، وقد ذكرت في كتابي ( القول المبين فيما يطرد الجن والشياطين ) تحت عنوان ( أذكار النوم ) فلتراجع 0

و- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم : كما ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : العنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( أخرجه الإمام مسلم والنسائي ) 0

يقول النووي في شرحه لصحيح مسلم Sad قوله صلى الله عليه وسلم :" ألعنك بلعنة الله التامة "قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها ، ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه ، أو الموجبة عليه العذاب سرمدا ) 0

حادي عشر : ولا بد للمريض من المحافظة على الفرائض والنوافل : خاصة المحافظة على الصلاة في الجماعة فإنها راحة وطمأنينة وقرب من الخالق سبحانه ، ومحاولة قيام الليل قدر المستطاع والتضرع والإنابة والدعاء إلى الله سبحانه لتفريج الكربة وإزالة الهم والغم 0

يقول ابن القيم - رحمه الله – في ( زاد المعاد ) : ( والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مطردة للأدواء مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن الخ 000 ) 0

يقول الشبلي في ( أحكام الجان ) Sad الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم ) 0

يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في ( مجلة الدعوة – العدد 1683 ) : ( ومما ينبغي على المرقي أن يتعلم أن يرقي نفسه ويتعلم الأوراد والآيات والأدعية المعروفة فلا يجعل دائما نفسه محتاجا إلى الناس وعنده فاتحة الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي والأوراد والأدعية النبوية 00 فهذه وغيرها تحصن المرء وتبعد عنه الشياطين وتدفع عنه الأذى بإذن الله ) 0

وأختم هذا الموضوع بجملة فوائد يتم تحققها من رقية الإنسان لنفسه ، أذكر منها :

* كمال الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات 0

* أكمل للتوكل 0

* أقرب إلى إجابة الدعاء ، فلن يجتهد أحد في الدعاء ويتحمس للإجابة كما تجتهد أنت وتتحمس ، حيث أنك أنت صاحب الحاجة 0

* أدعى للسلامة من الانخداع ببعض الدجالين 0

* أحفظ للنساء -حين ترقي أهلك أو يرقين أنفسهن- وادعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب 0

ولا بد للمريض أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بإخلاص ويقين ، ويعلم أن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده وتحت تقديره ومشيئته 0

أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يسفي مرضى المسلمين ، وأن يحفظهم من كيد أعدائهم شياطين الإنس والجن ، إنه سميع مجيب الدعاء ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
نداء الاقصى
مشرف
مشرف
نداء الاقصى


عدد المساهمات : 461
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

الرقى وأحكامها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرقى وأحكامها   الرقى وأحكامها Emptyالإثنين مايو 10, 2010 7:08 am



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حكم الرقية:


اختلف الفقهاء في الحكم التكليفي للرُّقى، فذهب الجمهور إلى جواز الرَّقي من كل داء يصيب الإنسان.
وقال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية فقال: "لا بأس أن يُرْقىَ الرَّجُل بكتاب الله وما يُعرف من ذكر الله".(1)
وسُئل مالك عن الرقي بالأسماء الأعجمية فقال: "وما يدريك أنها كفر؟"ـ ومقتضى ذلك أن ما جهل معناه لا يجوز الرقية به مخافة أن يكون فيه كفر أو سحر أو غير ذلك.
وقال قوم من العلماء: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة، لحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: "لا رقية إلا من عين أو حمة".
وذهب غيرهم إلى كراهة الرقي إلا بالمعوذات. وفرّق قوم من العلماء بين الرقي قبل وقوع البلاء وبعد وقوعه، فقالوا: المنهي عنه من الرقي هو ما يكون قبل وقوع البلاء، والمأذون فيه ما كان بعد وقوعه.


والذي عليه جمهور أهل العلم أن الرُّقى تجوز بشروط ثلاثة:


أولها: أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
ثانيها: أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
ثالثها: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى وقدرته.
والتحقيق: أنّ الرقية منها ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، وقد يكون منها ما هو واجب، وهو: ما يعلم أنه يحصل بها بقاء النفس لا بغيرها، كما قد يحدث لبعض المسحورين أو بعض من ابتلي بصرع العفاريت أو بالعين، أو حتى ببعض الأمراض التي تصيب الأبدان كلدغات الحيات، وغيرها، والتي إن لم يتعالج الناس منها هلكوا. لقوله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فلينفعه".
قال المناوي: "قال في "الفردوس": فلينفعه، يعني بالرقية: أي على جهة الندب المؤكدة وقد تجب في بعض الصور".(2)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن رقية الناس بدفع الجنّ وإخراجها من جسومهم: "فإذا عرف الأصل في هذا الباب فنقول: يجوز بل يستحب وقد يجب أن يُذبّ عن المظلوم وأن يُنصر، فإن نصر المظلوم مأمور به بحسب الإمكان.."، وذكر الأحاديث المتعلقة بنصر المظلوم.(3)
وقال: "وهذا من أعظم الجهاد".(3) وقال في موضع آخر: "وهذا فرض على الكفاية مع القدرة".(3)
حكم الاسترقاء:
أما الاسترقاء: وهو طلب الرقية، فقد اختلفوا أيضا في حكمه، وقبل أن نسرد أدلة كل فريق، يحسن أن نأتي على الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، وقد تضمنت ثلاثة أنواع، وهي:
1- الأمر: لحديث عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين'؛ وفي لفظ: أمرني أن أسترقي من العين؛ وقوله: "استرقوا لها فإنّ بها النظرة"، وقوله: "فهلاّ استرقيتم له من العين". وقد مرت كلها قريبا.
2- الإباحة: لحديث أبي خزامة عن أبيه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله أرأيت (أي أخبرني عن) رقىً نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: "هي من قدر الله".(4)


ولحديث أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: "نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين".(5)
3- النهي: لحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يسْـتَـرْقُون، ولا يتطيـّرون، ولا يكْـتَوُون، وعلى ربهم يتوكلون".(6) وفي لفظ لمسلم زيادة: "هم الذين لا يرقون ولا يسترقون".
ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل".(7)
ويمكن إرجاع اختلافهم إلى أمرين:
1- إختلافهم في علة النهي الواردة في الحديث.
2- إختلافهم في زيادة لفظ مسلم (220): "لا يرقون ولا يسترقون". وقد ذهب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى أن "لا يرقون" مقحمة في الحديث، وهي غلط أو وهم من بعض الرواة، وحكم الشيخ الألباني رحمه الله بشذوذها في مختصره لمسلم، لكن قال ابن حجر (11/409): "وأجاب غيره بأن الزيادة من الثقة مقبولة، وسعيد بن منصور حافظ وقد اعتمده البخاري ومسلم، واعتمد مسلم على روايته هذه، وبأن تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة لا يُصار إليه، والمعنى الذي حمله على التغليط موجود في المسترقي لأنه اعتل بأن الذي لا يطلب من غيره أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال له..".
**** فأما من ذهب إلى كراهة الاسترقاء، وهم جماعة من أهل الأثر والفقه كسعيد بن جبير وداود بن علي وابن تيمية ابن القيم وغيرهم من المعاصرين، ولو كانت الرقية بما هو مشروع من الأذكار والهيئات، فقد استدل بحديث النهي، ورأى أن علة النهي تكمن في أن الاسترقاء:
- يقدح في كمال التوكل على الله تعالى، لما فيه من الاحتياج إلى الغير فيما الفائدة فيه مظنونة غير راجحة، أي أن البرء بالاسترقاء والاكتواء أمر موهوم، خلافا لسائر أنواع الطب.
- و لأنه سؤال المخلوق وإنزال الحوائج به دون الخالق، وقد ورد ذمّ المسألة إلاّ فيما تسوغ فيه كطلب العلم وغيره، فالمسترقي سائل راج نفع الغير، طالب للدعاء من غيره، ملتفت إلى غير الله بقلبه، والتوكل ينافي ذلك، بخلاف الراقي فإنه محسن إلى أخيه نافع له، وأن ترك الاسترقاء توكل على الله ورغبة عن سؤال غيره ورضاء بما قضاه. وليس هذا من باب ترك مباشرة الأسباب أصلاً، وإنما المراد أن الذين لا يسْـتَـرْقُون، يتركون الأمور المكروهة مع حاجتهم إليها، توكلاً على الله تعالى، كالاكتواء والاسترقاء، فتركهم له لكونه سبباً مكروهاً.
**** أما من ذهب إلى أن الاسترقاء الوارد في الحديث لا كراهة فيه، فلاعتبار أن علة النهي هي نفس العلة المتعلقة بالرقى الغير مشروعة، وقد سبق ذكرها، أي من جهة خلو الرقية من كل محذور شرعي، ومن جهة اعتقاد الطالب لها أن الشفاء ليس بذاتها استقلالا.
وأكثرالعلماء يسوون في حكم الرقية والاسترقاء بالشروط المذكورة سابقا.
وأجيب عن حجج الفريق الأول بردود منها:
- أن مظنونية البرء بالاسترقاء والاكتواء ليست خاصة بهما، بل أكثر أبواب الطب موهوم، فقد ينجع التعالج بالدواء كما هو الغالب وقد يتخلف الشفاء لمانع، وهذا يقتضي أن يتساوى حكم التداوي والاسترقاء باعتبار أن الاسترقاء نوع من التداوي، وهذا لا يقول به الفريق الأول.
- وإذا كان المسترقي سائل راج نفع الغير ملتفت إلى غير الله بقلبه، كان المتداوي كذلك ولا فرق، وهذا لا يقول به أيضا الفريق الأول.
- وأما أن الاسترقاء هو طلب الدعاء من الغير، فهذا لا ينطبق بمجمله على مسمى الاسترقاء إذ الرقية تتضمن أيضا تلاوة القرآن وهو أعم من الأذكار والأدعية.
- فإذا قَدَح الاسترقاء من حيث هو سبب في كمال التوكل وتمام الرضى بقضاء الله تعالى، قَدَح التداوي تبعا ولا فرق.
على أن قوله صلى الله عليه وسلم: "وعلى ربهم يتوكلون" يحتمل أن تكون هذه الجملة مفسرة لما تقدم من ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة، ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص، لأن صفة كل واحدة منها صفة خاصة من التوكل، وهو أعم من ذلك. أفاده ابن حجر في "الفتح" °(11/409).
علما أن التوكل عمل القلب واعتماده على الله في حصول النفع، وجمهور علماء السنة على أن من وثق بالله، وأيقن أن قضاءه عليه ماضٍ لم يقدح في توكّلـه تعاطيه الأسباب.
فإن كان التوكل عل الله هو الأصل الجامع الذي تفرع عنه الاسترقاء والاكتواء والطيرة، كانت علة النهي الجامعة بين هذه الأفعال والخصال هي: اعتقاد تأثير الأشياء بذاتها لا بقدرة الله وقدره، وقد كان أهل الجاهلية يتشاءمون فيعلّقون أفعالهم وأسفارهم باتجاه طيران الطير، كما أنهم كانوا في الغالب يرون البرء لذات السبب لا لكونه من صنع البارئ جل وعلا، فنفى ذلك الشرع وأبطله، وهذا أمر تكثر فيه شكوك الناس، يقولون لو فعل كذا لكان كذا، فيتكلون على الأسباب.
ولهذا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسترقاء والتداوي واستعمال التقاة هل ترد من قدر الله؟ قال: "هي من قدر الله"، حسما لاعتقاد تأثير الأسباب بنفسها.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "وهذا هو الأصل في هذا الباب، وهو أن يستعمل هذا الأسباب التي بينها الله تعالى لعباده وأذن فيها وهو يعتقد أن المسبب هو الله سبحانه وتعالى، وما يصل إليه من المنفعة عند استعمالها بتقدير الله عز وجل، وأنه إن شاء حرمه تلك المنفعة مع استعماله السبب، فتكون ثقته بالله عز وجل واعتماده عليه في إيصال تلك المنفعة إليه مع وجود السبب". نقله عنه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/348).
فلو أن الاسترقاء المنهي عنه في الحديث يشمل المباح، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها أن تسترقي من العين'، ولكان تعاطيها للاسترقاء قادحا في توكلها، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون رقية النملة من الشفاء بنت عبد الله، ورقية العقرب من عمرو بن حزم.


والأجمع في هذا الموضوع أن يقال بأن الاسترقاء يحرم إذا كان على الوجه الممنوع كما سبق بيانه، أو أنه يكره إذا وقع في قلب المسترقي، قبل إقدامه على الاسترقاء شيء من الاتكال على السبب فخشي أن يكل نفسه إلى الرقية أو إلى شخص الراقي ـــ وهذا شيء يقع فيه كثير من الناس، مثله مثل التطير ـــ فهنا يكره له الاسترقاء خشية الوقوع في المحذور، وهو من باب "ومَن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، إلا أن يذهبه بالتوكل على الله، فيحسّن اعتقاده بأن لا شافي ولا مدبر سوى الله، فيستعين بالله مما يجده ويمضي على وجهه متوكلا على ربه.
أما اعتقاد الشفاء في غير الله أو التعلق بالأسباب دون خالق الأسباب، فهذا يحرم اتفاقا، وهو من معتقد الجاهلية.
فإذا انتفت هذه الموانع، وأيقن الطالب للرقية أن تعاطيه للأسباب لا يؤثر في قضاء الله وقدره، وأنه لايأتى بالحسنات إلا هو، ولايدفع السيئات إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا به، فحينئذ يشرع له الاسترقاء من غير كراهة، وخاصة مما يوقع الضرر كالعين والسحر وغيرهما، وهذا جمعا بين النصوص ودفعا لمسلك النسخ أو تعسف أنواع العلل، والله أعلم.





الهوامش لمن اراد الرجوع اليها:

(1) كتاب: "الأمّ" (7/288).
(2) "فيض القدير"(6/54)
(3) "مجموع الفتاوى" (ج 19/ ص: 47- 51- 55)
(4) رواه أحمد(3/421) والترمذي (4/399) وقال: "حديث حسن صحيح" وابن ماجة (3437) وغيرهم من حديث الزهري وانظر "الإصابة " '(3/283) لابن حجر، وحسن إسناده الشوكاني في "النيل" (9/90).
(5) رواه أحمد(27510) والترمذي (4/395) وقال: "حديث حسن صحيح"، والبيهقي في "الكبرى" (9/348) والحميدي في "مسنده" (1/158) وابن ماجة (3710) من حديث سفيان بن عيينة به ورواه أيضا النسائي في "الكبرى" (4/365) وغيره.
(6) روي من طرق عن جمع من الصحابة:
- عن ابن عباس : رواه البخاري (5378-5420-6107-6175) ومسلم (220) وأبو نعيم في "المستخرج" (527) وابن حبان (6430) والبيهقي في "السنن" (76040) و"الشعب" (1/251- 2/58) والطبراني في "الكبير" (380-425-426-494-605) وأبوعوانة (248) والبزار (3565) والأصبهاني في "دلائل النبوة" (1/807).
- عن عمران بن حصين : رواه مسلم (218) وأحمد (19412- 19464- 19482) والطبراني في "الأوسط" (2373-2705) والبزار (1441) وابن حبان (6089) وأبو نعيم في "المستخرج" (524).
- عن ابن مسعود: رواه البخاري في "الأدب المفرد" (911) وأحمد (3796- 3809- 4327) والطبراني في "الكبير" (9765) وأبو يعلى (5340) والحاكم (8278- 8721) وابن حبان (6084- 6431) وأبو نعيم في "الحلية" (2/248) والضياء المقدسي، وقال: "هذا عندي على شرط مسلم" ذكره ابن كثير (1/394).
- عن أبي هريرة : رواه الطبراني في "الأوسط" (8083) و"الكبير" (9765-9766) قال في "المجمع" (5/109): "وفيه من لم أعرفه" وأبو نعيم في "المستخرج" (523).
- عن خباب : رواه البزار (2120-2139).


الرقى وأحكامها 1265146042
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

الرقى وأحكامها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرقى وأحكامها   الرقى وأحكامها Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:27 pm

الرقى وأحكامها 18574164271077313882



كفيت ووفيت جزاكم الله خيرا

الرقى وأحكامها 8a9b84ab6d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرقى وأحكامها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعريف البدعة وبيان أنواعها وأحكامها
» الهبة : " أصولها وأحكامها ومع من تصح "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى الآسلام العام-
انتقل الى: