التزام وفاء وسام العطاء
عدد المساهمات : 469 تاريخ التسجيل : 06/01/2010
| موضوع: في غزوة موسى بيت المقدس وفتح يوشع الأربعاء أكتوبر 20, 2010 3:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في غزوة موسى أرض بيت المقدس قال علماء السير: أمر الله عز وجل موسى وقومه بالسير إلى أريحا.
وهي أرض بيت المقدس. قال السدي: فساروا حتى إذا كانوا قريباً منها،
بعث موسى اثني عشر نقيباً من جميع أسباط بني إسرائيل ليأتوا بخبر الجبارين، فلقيهم عوج
فأخذ الأثني عشر فجعلهم في حجزته، وعلى رأسه حمل حطب، فانطلق بهم إلى امرأته، فقال:
انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتلنا، فطرحهم بين يديه، فقال: إلا أطحنهم برجلي؟
قالت: لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما أروا، فلما خرجوا قال بعضهم لبعض:
يا قوم انكم إن اخبرتم بني إسرائيل خبر القوم رجعوا عن نبي الله، ولكن اكتموا واخبروا نبي الله.
فانطلق عشرة منهم فاخبروا أهاليهم، وكتم رجلان. فقال الناس: إن فيها قوماً جبارين،
وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، والرجلان يوشع وكالب ابن يوفنا، فقال الله تعالى فانها محرمة عليهم،
فضرب عليهم التيه، فكان موسى لما نزل بأرض كنعان من أرض الشام وفيهم بلعام قالوا له ادع عليه! قال ويلكم: كيف
ادعو على نبي الله فالزموه فدعا عليهم فتاهوا.
في فتح يوشع بيت المقدس
قال أهل السير: أمر الله عز وجل يوشع ابن نون المسير إلى أريحا لحرب من فيها من الجبارين،
وهي التي امتنع بنو إسرائيل عن
دخولها فماتوا في التيه، ومات موسى وهرون في التيه، ومات الكل سوى يوشع وكالب،
إنما دخل يوشع بابنائهم، فدخلوا عليهم فقتلوهم، فكانت العصابة من بني إسرائيل تجتمع
على عنق الرجل حتى يقطعوها. وكان القتال يوم الجمعة، فخافوا من دخول السبت،
فقال يوشع: اللهم احبس الشمس. فوقفت بينها وبين الغروب قيد رمح، فثبتت
مقدار ساعة حتى افتتحها، وقتل أعداءه، وهدم أريحا ومدائن الملوك. أخبرنا ابن الحصين،
أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، حدثنا عبد الله ابن أحمد، حدثني أبي،
حدثنا اسيود ابن عامر، حدثنا أبو بكر ابن هشام عن ابن سيرين، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشمس لم تحبس على بشر إلا يوشع ابن نون ليالي
سار إلى بيت المقدس. وقال وهب ابن منبه: كان يسرج في بيت المقدس ألف قنديل،
وكان يخرج زيت من طور سينا مثل عنق البعير حتى يصب في القنديل ولا يمس بالأيدي.
وكانت تنحدر نار من السماء بيضاء فيسرج بها، وكان على السراج ابنا هارون،
فاوحى الله تعالى إليهما أن لا تسرجا بناء الدنيا، فابطأت النار عنهما عشية، فعمدا إلى نار من نار الدنيا
فاسرجا بها، فانحدرت النار فاحرقتهما، فخرج الصريخ إلى موسى، فخرج إلى الموضع الذي
كان يناجي فيه ربه، فقال: أي رب! ابنا هرون أخي قد علمت منزلتهما مني ومكاني،
فانحدرت النار فأحرقتهما. فقال له: يا موسى هكذا أفعل بأوليائي إذا عصوني فكيف بأعدائي.
الكتاب : فضائل القدس
المؤلف : جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى : 597هـ)
| |
|