أهالي الضفة: غزة قلعة الثوابت وقاعدة التحرير.. وسلطة عباس انهارت معنويًّا بعد الحرب

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام

شكلت الحرب الصهيونية على قطاع غزة منعطفًا تاريخيًّا هامًّا في حياة الشعب الفلسطيني، وأحدثت تحولاً في أنماط تفكيره، وجعلت من المقاومة عقيدة تؤمن بها قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني التي ترى في الحرب على غزة أول حرب يخوضها الفلسطينيون بمفردهم ضد قوات الاحتلال على أرض فلسطينية، وتكللت بثبات أسطوري واندحار لجيش الاحتلال.

يقول المواطن خالد فقهاء من طوباس: "هذه أول حرب فلسطينية "إسرائيلية" مباشرة، وبالرغم من قساوة المشاهد الدموية التي رأيناها؛ إلا أنها لم تذهب سدى، بعد أن حققت المقاومة صمودًا أسطوريًّا أعاد للفلسطينيين الثقة بأنفسهم وبأنه يمكنهم قهر الاحتلال".

إرهاصات بالمقاومة
ويشير كثير من المواطنين إلى أن الحرب على غزة أعادت الروح للمقاومة في الضفة الغربية، وإن كانت آثارها لم تظهر بعد بالشكل المطلوب بسبب القبضة الأمنية المشتركة لميليشيا عباس وقوات الاحتلال بإشراف الجنرال الأمريكي دايتون، إلا أن الضفة تقف بعد الحرب على صفيح ساخن.

ويلاحظ أن العام 2009م شهد إرهاصات نهوض للمقاومة في الضفة الغربية حيث تزايدت، وبشكل ملحوظ، عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه سيارات المغتصبين وجنود الاحتلال في مناطق التماس، وكانت مناطق نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل مسرحًا شبه يومي لأعمال المقاومة الشعبية.
كما أن عمليات طعن أو محاولات طعن لجنود ومغتصبين ارتفعت بشكل كبير بعد الحرب على غزة؛ وندر أن يمر أسبوع دون أن يعلن جيش الاحتلال عن طعن جندي أو مغتصب أو القبض على فلسطيني أو فلسطينية وهي تحاول طعن جندي.

ويرى الحاج خالد دوابشة من نابلس أن هذه الإرهاصات تشبه حالة ما قبل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م، حيث كانت تشهد الأراضي الفلسطينية عمليات متفرقة تحولت حين اختمرت الظروف إلى انتفاضة شاملة.

وأكد دوابشة أن مرحلة ما قبل الحرب ليست كمرحلة ما بعد الحرب؛ فقد غُرس في أذهان الناس أن الكيان الصهيوني لن ينتصر في معركة بعد اليوم، ولم يعد هذا الكيان تلك القوة العسكرية التي لا تقهر.

واعتبر دوابشة أن الفلسطينيين في الضفة الغربية كانوا أمام نموذجين قياديين مختلفين؛ الأول يسومهم سوء العذاب من خلال التنسيق الأمني المباشر مع الاحتلال، ومن خلال التبعية المباشرة للإدارة الأمريكية، والثاني يقدم روحه في سبيل الله رخيصة دون أن يقدم تنازلاً ولو بكلمة.

وأضاف أنه "يعرف كثيرًا من كوادر حركة "فتح" ممن أحدثت هذه المقارنة هزة قوية في نفوسهم؛ وأن قسمًا من الذين أصيبوا في عقولهم بعد الحسم العسكري على قطاع غزة بسبب ماكينة الدعاية الكاذبة ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عادوا إلى رشدهم بعد الحرب"، مشيرًا إلى أن حركة "فتح" فقدت مبرر وجودها بعد الحرب بعد أن صُنف دورها على أنه متساوق مع الاحتلال لضرب غزة.

وأكد أن استشهاد سعيد صيام ونزار ريان وكوكبة من قادة "حماس" خلال الحرب كان علامة فارقة في الحرب؛ فقد بدد مزاعم سلطة رام الله حول هروب قيادة "حماس" من أرض المعركة وحرب التشكيك التي كانوا يقودونها في الشارع، وجعل الناس يقارنون بين محمود عباس وزمرة المقاطعة وبين قيادات تتسابق على الشهادة.

انهيار سلطة عباس معنويًّا
وقالت الحاجة زهرية أبو بكر من مدينة رام الله أن سلطة عباس انتهت معنويًّا بفعل الحرب على غزة؛ حيث طرحت الحرب تساؤلاً عريضًا ظل دفينًا لفترة طويلة: "حتى متى ستبقى الرواتب سببًا في التنازل عن كل شيء؟ وإلى متى سيبقى ذلك مبررًا مقنعًا في ظل استمرار "الاستيطان" بوتيرة عالية، والحرب التي تُشن على الأرض والإنسان في الضفة الغربية.
واعتبرت أن حالة النقمة على سلطة عباس في الضفة ازدادت بشكل كبير بعد الحرب؛ وأن أفراد "فتح" والسلطة يعرفون ذلك جيدًا؛ وقالت: "في الوقت الذي كانت "حماس" تحفر الأنفاق وتتحصن تحت الأرض وتخزن السلاح والصواريخ استعدادًا للمواجهة مع الاحتلال؛ كانت أجهزة عباس تصادر السلاح وتقمع حتى عمليات رشق الحجارة ضد قوات الاحتلال في الضفة الغربية".

وأضافت: "لي جارة أصلها من قطاع غزة قالت لي: استلمت "فتح" قطاع غزة 15 عامًا لم تبنِ مبنىً واحدًا فيه ملجأ، ولم تهيء البنية التحتية في غزة لأية مواجهة مع الاحتلال، ولم تبنِ تحصينًا واحدًا يؤشر إلى الرغبة في مقاومة الاحتلال؛ ولكن "حماس" خلال عام ونصف سبقت الحرب على غزة قلبت قطاع غزة، وعززت مصادر التسلح، وحفرت الكمائن، وهيأت بنية المقاومة؛ مما عزز أسباب النصر في حرب غزة".

وقال المواطن حسام امليطات: "ما زلت أذكر أول يوم في الحرب حين كنت أركب بالسيارة وجاء الخبر الأول حول سقوط عشرين شهيدًا من الشرطة في غزة خلال غارة "إسرائيلية"، وما لبث أن ارتفع العدد إلى خمسين فمائة حتى جاوز المائتين؛ وحينها خرج مستشار عباس نمر حماد ليحمِّل حركة "حماس" مسؤولية المجزرة!!".

ويضيف: "كان ذلك اليوم مرحلة فارقة في طبيعية نظرتي لهذه السلطة القابعة في رام الله التي فقدت حتى المشاعر الإنسانية".

غزة أمل التحرر القادم
وقال أمليطات: "أصبح يُنظر إلى قطاع غزة من وجهة نظر أهالي الضفة على أنها قاعدة تحرر تحاكي جنوب لبنان، وباستثناء قلة قليلة ممن ارتبطت مصالحهم بسلطة رام الله؛ فإن عيون أهالي الضفة وقلوبهم مع قطاع غزة؛ وكلما سمعوا خبرًا عن تطور في صواريخ المقاومة وإمكاناتها كلما كان ذلك محط إعجاب الناس وتطلعهم".
وأضاف: "غزة هي القلعة الأخيرة الحامية للثوابت وإذا انهارت -لا سمح الله- فلن تقوم للفلسطينيين قائمة، وهي نقطة التوازن في ظل ما تتعرض له الضفة الغربية من استباحة ومؤامرات، لذلك أقول للمقاومة في غزة: نحن معكم وأنتم أمل المستقبل".

» سلسلة انتهاكات سلطة فتح "سلطة فتح" تُعلن حربها على الإسلام
» سلطة عباس توزع خطبة إجبارية على أئمة مساجد الضفة تهاجم الشيخ القرضاوي
» "مهمة خاصة".. فيلمٌ كرتونيٌّ يفضح الدور الخياني لميليشيا عباس في الضفة المحتلة (تقرير)
» الزهار: مفاوضات صفقة التبادل مع الاحتلال انهارت
» أبو طير: قرار الاحتلال اقتلاعنا جائر ومرفوض وسلطة رام الله مقصرة