منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأمن النفسي في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الأمن النفسي في الإسلام  Empty
مُساهمةموضوع: الأمن النفسي في الإسلام    الأمن النفسي في الإسلام  Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2011 3:42 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
==========



الأمن النفسي في الإسلام
==========


الأمن النفسي في الإسلام يستمد معناه ومضمونه من أساسيات الديـــــــن فالأيمان بالله واليوم الأخر والحساب والقضاء والقدر والنظر إلى الدنيا على إنها زائلة كل هذه الثوابت التي يؤمن بها الإنسان المسلم تؤدي إلى أمنـــه النفسي وصقله بالاتزان والطمأنيــنة وتحرره من الاضـطراب والقلق وتقـود إلى راحة البال فلا يرتاب ولايشك فيه مصداقاً لقوله تــعالى (وما جعلــه الله ألا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم) ( آل عمران26) .

إن الأيمـان له دور في شـعور الفرد بالأمن ، فالأيـــمان حتى يبلغ مـــداه ويشـــرق على القلب سناه ، ويســري في أعماق النفــس مجراه فتـبدو آثاره المباركة على الفرد والجماعة ، فالأيمان بالله يعد أعظـم أسباب الأمن النفسي

عكس ذلك الذين جحدوا الله فتراهم في خوف واضطراب ، وقلق وكآبة وفزع ، كما أن الإيمان ينمي الشعور بالانتماء للجماعة إذ حث القرآن الكريـم على مــد يـــــد العــون والمـساعدة وبالتـالي العيـــش في أمـان لقـولـــه تـــــعالى ( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقـــــوا الله لعلكـم ترحـــمون) ( الحجرات10).

ويصف الرسول صلى الله عليه وآله وســلم وصفاً جميلاً فيه من المعاني السـاميـة ، والمنـطلقات التربويـــة العظيـمة ، التي لــو تأسى بـها كل فـرد في حياتـه لشـعر بنعمة من نعم الله التي لا تحصى التي تجعل الفرد يشعر بالقوة والسعادة، والآمان ، والأخوة ، وهذا الوصف تضمنــــه الحديــث الشريــــف ( مثـل المؤمنين في توادهـم، وتراحمـهم، وتعاطفهم كمـثل الجسـد الــذي إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .

إن ارتباط الأمن النفسي بمجموعة سمات تكون أساساً لمقوماته وبدونها يبقى الفـرد يشعر بحالة قلقة ، والسمات منها ، التوكل علـى الله والصبر عند الملمات إذ يقــول الأمام علــي بن أبى طالـب (رض) (أن تجزع تؤزر وأن تصبر تؤجر) ،فضلاً عن ذلك فالصبر يعد رافدا ًمن روافد الأمن النفسي لدى المؤمن فهو حبس النفس عن الجزع ، والسخط ، والشكوى وتحمل الانتظار ومواجهة مصاعب الحياة دون ملل ، وتذكير الفرد بأن كل ما يناله في حياته من شقاء وِنــعم هـو من الله عز وجل، فيشعر بالأمـن ويشكر الله على نعمه ويصبر على البلاء ، والمصيبة ، فالصبر إذا ما اقـترن بالصلاة يجعل الفرد مطمئناً إذ يقول الله سبحانه وتعالـى (استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مــع الصابرين). ( البقرة 153)

وكان رسـول الله صلى عليه وآله وسلم ، إذ حزنـه أمـر فزع إلى الصـلاة . كيف لا وللصلاة تأثير عجيـب في دفـع شرور الدنـيا والآخـرة وسـر ذلك أن الصلاة صلة بين العـبد وربه ، ومعراج إلى المولى عـز وجـل وعلى قدر هذه الصلة يفتح علـيه من الخـيرات أبوابـها ، ويقطع عنــه من الشـرور أسبابها ويفيض عليـه فيرى التوفـيق، والعافـية وينشرح القلب ويندفع الكرب بحول الله وقوته وتأييده ورحمته..

فالصلاة تنهي عن الفحشـاء ، والمنكر ، والمؤمن المصلي صـادق في قولـه وأفعاله ، فالصدق من القيم التي تساعد في تعزيز الأمن النفسي، ويقول الله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله ) .

ويبدو التأثير النفسي للصدق في الحديث النبوي الشريف (الصدق طمأنينة والكذب ريبة) فالكذب يؤدي بالفرد إلى الخوف، والتوتر لأنه لا يكذب إلى إذا كان خائفاً ، أما الصادق فلا يوجد ما يحمله على الكذب لتيقنه أنه لن يصيبه إلا ما

كتـب الله له . ويتضـمن الصدق قيماً أخرى ، كالشجاعة، والجرأة ، والإخلاص والصـبر يـؤدي بالمؤمن إلـى راحـة النفس، والتــحرر من الخوف، ومجابهة الأمور ، وعدم الهرب منها ، فالصادق مع نفسه، ومع ربه، ومع الآخريــــــن لا يشعر بالتوتر والقلق بل يحيا حياة آمنة مطمئنة ، إذ يقـول الرسـول صــلى الله عليه وآله وسلم (الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة).

ومن السـمات الأخـرى المطـلوبـة لتحقيـق الأمـن النفـسي، هـي :الرضـــــــا والقناعة ، والأمل ، فهذه جميعها يمكنها بث الأمان لـدى من يتحلى بها فكـرا ًوسلوكا ً ، فالرضا والقناعة تشعر المـؤمن بأنه قريب مـــن الله وفي رعايته فيطمئن إلى قدرة الله تعالى ويعقل قوله عز وجل: (في بضع سنين لله الأمر من قبل وبعد ويومئذِ يفرح المؤمنون )(الروم4) .

فحيثما يعتـقد المؤمـن بأن الله هـو مدبـر الكون ، وأمـره نافـذ في خلقه تـهدأ نفسه ، ويشعر بالأمـن النفسي ، والاطمئنان ، فالنفـس المطمئنة ، هـي النفس المؤمنة ، والتـي يكـون سلوكها و نهجها على ضوء القرآن الكريم فترقـى في ظله رقيا شاملا ًيتمثل في تقوى الله لقوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ً ويرزقه من حيث لا يحتسب)(الطلاق 2-3).

ومن القـيم التي ترفد الأمن النفسي لدى الفرد حسن الظن بالله ، والتفاؤل وإذا ما اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام ولا يتملكه الخيال السيئ ووثق بالله وطمع في فضله اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم وزالت عنه كثير من الإسقام ، وحصل للقلب من القوة ، والانشراح والسرور والغبطة.

إن شـعور الفـرد بالرضـا من أول أسبـاب الســكينة النفسـية التــي هي سر السعادة ، والمؤمن هو الذي يحس تلك الحالة النفسية ، فالرضا نعمة روحية مبعثها الأيمان بالله رب العالمين وحسن الظن به .

أما الجانب السلبي الذي يؤدي بالفرد إلى الاضطراب، والشعور بعدم الأمن فهو الصراع بين النفس اللوامة التي لها أثر في زجر الآخريــــن عن الشر و أعادتهم إلى الخير ، والنفــس الأمارة بالسوء التــي تحـث صاحبها على عمل الشر فيتأثر بذلك اطمئنان النفس ، ويحيل النفــس المطمئنة إلى نفــــس مضطربة . والصراع بين الخير والشر عند الإنسان دائم ، ومستمر فالنفـس إذا كانت ضعيفة أمام الشهوات ، وحظها قليل من التوكل، والصبر، والإيمان انتصر الشر على الخير مما يقودها إلى الاضطراب والشعور بعدم الأمن .

والجانب السلبي الأخر المتمثل بالشـعور بعدم الأمن هو تكبر الفرد فالـذي يتكبر ويتجبر فقد ظلم نفسه حيث اعتقد أنه عالم وغيره جاهل بل هو في الواقع هو أجهل الجاهلين لأن التكبر أول صفة ذميمة إلى إبليس حينما طلب منه سبحانه وتعالـــى أن يسجد فرفض ، والتكبر عن ذكر الله تجعل صاحبها يعيش حياة مليئة بالهموم والأحزان و يقول سبحانه وتعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ). (طه124)

ومما تقدم يمكن تلخيص المفهوم الإسلامي للأمن النفسي بأنه يتضمن الأيمان بالله وبالرضا والاستقرار والتفاؤل والأمل وتقبل الذات والتحرر من المخاوف وحب الآخرين.

أما الجانـب السلبي الـذي يــهدد الأمـن النفسي للفرد ، فهو الجزع والتكبر وتفضـيل الشـهوات عـن الطاعـات ، والنزوع إلـى الشر ، والابتعاد عـن عـمل الخير .

لذا يلاحظ أن المؤشر الإيجابي للسلامة النفسية يرتكز على قوة الإيمان للفرد ويلاحـظ أيضا ً أن التدين عامـل مهم في الوقايـة من الاضطرابـات النفسية وخير تأكيد لما تقدم قوله سبحانه وتعالى ( آلا بذكر الله تطمئن القلوب)

منقووووووووووول


========================
===========
=====


سبحان الله وبحمده
عدد خلقه , ورضا نفسه
وزنة عرشه , ومداد كلماته

===================================

======
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Majdi

Majdi


عدد المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 01/05/2011
الموقع : الاردن

الأمن النفسي في الإسلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن النفسي في الإسلام    الأمن النفسي في الإسلام  Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2011 4:39 pm

الأمن النفسي في الإسلام  38566alsh3er


.. اطمئنان النفس .. جاء متطلبا أساسيا من متطلبات قيام الدولة الاسلامية .. فعمد الأسلام الى تربية النفوس ..

وتطهيرها من الخراب والشوائب ..لبناء المجتمع القوي المتعاضد المتكاتف ..

فصار بذلك ثمرة من ثمار الدين الاسلامي .. انعكس على الفرد والأمة ..

فالنفس لم تعش يوما في راحة بعيدا عن اساسيات الدين الاسلامي ..

فكشف لنا الاسلام عن نوعين من النفوس ..

" نفس مطمئنة "عاشت بهدوء وسريرة نقية فادت وأفادت فحققت رسالة الاسلام ورضى الرحمن ..
و

"نفس خبيثة " عاشت فريسة لضواري البراري هشة لا خير فيها ولا نفع .. اجتمع فيها كل رديء وصارت مستنقعا

للشرور والمعاصي .. فنفر منها المؤمنون .. وظفرت بغضب القوي المنان ..

" اللهم اجعل نفوسنا مطمئنة و قلوبنا مطمئنة بالإيمان فأنت أكرم من دُعى و أوفى من وعد " ..


.. بوركت أختي ..

.. وبورك مسعاكِ ..

.. ووسع في الخير خطاكِ ..





الأمن النفسي في الإسلام  Do

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

الأمن النفسي في الإسلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن النفسي في الإسلام    الأمن النفسي في الإسلام  Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2011 5:54 pm







الأمن النفسي في الإسلام  38566alsh3er





الأمن النفسي وأهميته

المراد بالأمن النفسي :

هو أن تكون النفس آمنة مطمئنة عند وقوع البلاء أو توقعه ، بحيث لا يظهر عليها قلق معيب أو جزع كثير ، ولا اضطراب في الأحوال ، أو ترك للأعمال ، أو التهويل من شأن المصائب ، أو التعظيم لمخططات الأعداء تعظيماً يفضي إلى اليأس والهوان ، والإحباط والانزواء .
أهمية الأمن النفسي :

تتمثل أهميته في الجوانب التالية :
1 ) الثبات .
2 ) البعد عن مرضي اليأس والإحباط .
3 ) إكتمال الشخصية الإسلامية .
4 ) الثقة الكاملة بمعية الله ونصره .

مقومات الأمن النفسي :


أولاً : الإيمان العميق :
الإيمان العميق بالله تبارك وتعالى ، ومعيته لعبيده المؤمنين ، وتثبيته لهم في الشدائد ، وإعانته إياهم في النوائب ، يكسب المؤمنين أماناً واطمئناناً عجيبين ، إذ شعورهم بأنهم موصولون بالقوة العظمى في الكون شعور رائع يملأ جوانحهم بالرضى والتسليم والطمأنينة .
وقد ذكر المؤلف شواهد وأدلة عديدة من القرآن والسنة على علاقة الإيمان بالأمن النفسي من قصص الأنبياء ، ومواقف من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
ونذكر هنا مثالاً واحداً فقط من الشواهد مما ذكره المؤلف : فبنو إسرائيل لما لحقهم فرعون وجنوده ، وضاقت بهم الأرض ، وظنوا أنهم مأخوذون لا محالة ، كانت لدى موسى عليه السلام طمأنينة عجيبة مستولية عليه ، وثبات كبير : (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) [ الشعراء : 16 – 66 ] .
فقول موسى عليه السلام (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) علامة على الإيمان العميق بالله تعالى ، ودلالة على الطمأنينة والأمن النفسي اللذين إن تحققا للعبد فاز وسعد .

ثانياً : التوكل على الله :
والتوكل مهم جداً في باب الأمن النفسي ، لأن العبد إذا قدم كل ما يستطيع ، وبذل ما يقدر أن يبذله من أسباب ، فإنه لا يبقى له إلا أن يفزع إلى مولاه ، ويلقي بنفسه بين يديه ، ويطمئن إليه ، ويثق تمام الوثوق بأن الله تعالى حافظه ومانعه من أعدائه .
و من الأدلة على علاقة التوكل بالأمن النفسي قوله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [ آل عمران : 173 – 175 ] . وقد قال ابن عباس – رضي الله عنهما – في بيان أهمية التوكل في تحقيق الأمن النفسي : " حسبنا الله ونعم الوكيل ، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ... الآية ) .

ثالثاً : ذكر الله تعالى :
وقد ورد في كتاب الله ما يدل على ذلك ، فقد قال سبحانه : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [ الرعد : 28 ] .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه أثر الذكر في تحقيق الأمن النفسي في :
1 ) أذكار الصباح والمساء .
2 ) أحاديث مخصوصة في باب الذكر جالبة للأمن النفسي :
أ – دعاء الهم والكرب .
ب – الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ج – قول : الله ، الله ربي ولا أشرك به شيئاً .
د – ذكر الخروج من المنزل .
هـ - الذكر المطلق .
وقد ذكر المؤلف الأدلة على ذلك ، ونذكر منها حديث أسماء بنت عُميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب – أو في الكرب – الله، الله ربي ولا أشرك به شيئاً". [أخرجه أبو داود في سننه ، وانظر عون المعبود : 4/386].

رابعاً : الدعاء :
والمطلوب أن يتعلق المؤمن بالدعاء في أحوال الرخاء حتى يستجيب الله له في الشدائد ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يُستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء". [أخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ، وأقره الذهبي : 1 / 729 ] .
وقد ذكر المؤلف جملة من الأدلة القرآنية والنبوية على أنواع من الأدعية تحقق الأمن النفسي ، مثل : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له بها " ، وفي زيادة : فقال رجل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " ألا تسمع إلى قول الله تعالى : (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)" . [ أخرجه الحاكم وقال صحيح ، ووافقه الذهبي : 1 / 684 – 685 ] .
كما ذكر المؤلف ست قصص جميلة مروية عن السلف في أثر الدعاء في جلب الأمن النفسي والتخلص من الشدائد ، يحسن الرجوع إليها في الكتاب .

خامساً : معرفة شأن القضاء والقدر :
هناك بعض القواعد في قضية القضاء والقدر مفيدة جداً في تحقيق الأمن النفسي ، وهي :
1 ) مقادير الخلائق فُرغ منها .
2 ) ما نزل بالعبد من بلاء لم يكن ليتجنبه ، وما هُدد به من مخاوف وبلاء لا يصيبه منه إلا ما قدره الله عليه .
3 ) كل قضاء الله تعالى وقدره خير وإنما الشر بالنسبة للعبد .
4 ) القضاء والقدر قائمان على حقيقتين عظيمتين وهما : العدل الكامل والعلم الشامل .
وقد ذكر المؤلف الأدلة على تلك القواعد ، وبين أثرها في تحقيق الأمن النفسي .

سادساً : معرفة شأن الابتلاء :
المؤمنون معرضون للابتلاء ، وذلك سنة من سنن الله تعالى .
قال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام : فحال الشدة والبلوى مقبلة بالعبد إلى الله تعالى ، وحال العافية والنعماء صارفة للعبد عن الله تعالى .
وقال الغزالي : إذا رأيت الله تعالى يحبس عنك الدنيا ، ويكثر عليك الشدائد والبلوى ، فاعلم أنك عزيز عنده ، وأنك عنده بمكان ، وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه ، وأنه يراك ... أما تسمع إلى قوله تعالى : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) [الطور : 48] ، بل اعرف منته عليك فيما يحفظ عليك من صلاتك وصلاحك ، ويكثر من أجورك وثوابك ، وينزلك منازل الأبرار والأخيار والأعزة عنده .
وقال الأستاذ عبدالله علوان : إن الذين يتصدون للدعوة ، ويسيرون في طريق الإصلاح والتغيير والهداية لابد أن يتعرضوا للمحنة ، ولا بد أن يواجهوا بأس الحياة وضرَّاءها ويخطىء من يظن أن طريق الدعوة دائماً محفوف بالورود والرياحين ، ومفروش بالزينات والسجاجيد ، ومغتص بالمودعين والمستقبلين ، بل على الداعية أن يعلم أن الطريق قد تكون مفروشة بالصخور الكبيرة العاتية ، والأشواك اليابسة المؤذية ، والأشقياء العتاة المجرمين ، فإن لم يكن معتاداً على الثبات والاحتمال ، متروضاً على الصبر والمصابرة ، فإنه ينهزم في أول لحظات المحنة ، ويتقهقر في أول لمحات البلاء ، ويقعد مع القاعدين اليائسين المثبطين .
وقال سيد قطب : إنها سنة الله القديمة في تمحيص المؤمنين وإعدادهم ليدخلوا الجنة وليكونوا لها أهلاً : أن يدافع أصحاب العقيدة عن عقيدتهم ، وأن يلقوا في سبيلها العنت والألم والشدة والضر ، وأن يتراوحوا بين النصر والهزيمة ، حتى إذا ثبتوا على عقيدتهم لم تزعزعهم شدة ولم ترهبهم قوة ، ولم يهنوا تحت مطارق المحنة والفتنة .

سابعاً : الصبر على المصائب والمكروهات :
فالصبر يحقق الأمن النفسي كما قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة : 155 – 157] .
والصبر طريق النصر كما وعد الله تعالى بقوله : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) [السجدة: 24] .
والصبر يهون من كيد الكافرين ، كما قال تعالى : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [ آل عمران : 120 ] .
وجعل الله الصبر أحد شروط النصر الخمسة ، كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال : 45 – 46 ] .

ثامناً : الاطلاع على المبشرات المثبتات :
وهي كثيرة ، فأما الأدلة عليها في القرآن ، فمنها :
1 ) قوله تعالى : (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) [ محمد : 7 ] ، فنرى اليوم جماعات وهيئات ودولاً وأفراداً ينصرون الله بما يستطيعون ، ودائرة النصر في اتساع ، وهي تكسب مواقع جديدة في جوانب السياسة والإعلام والاقتصاد والتعليم .
2 ) قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [ الأنفال : 45 – 46 ] ، فنحن نرى اليوم جماعات كثيرة من المجاهدين تنطبق عليها هذه الأوصاف في فلسطين والشيشان وكشمير .
ثم ذكر المؤلف أدلة أخرى من القرآن الكريم .
وأما الأحاديث النبوية فهي – أيضاً كثيرة ، منها :
عن أبي قبيل قال : كنا عند عبدالله بن عمرو فسئل : أي المدينتين تُفتح أولاً : القسطنطينية أو رومية ؟ قال : فدعا عبدالله بصندوق له حَلَق فأخرج منه كتاباً ، فقال عبدالله : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تُفتح أولاً : القسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل أولاً ، يعني القسطنطينية " . [ أخرجه أحمد ، ورجاله ثقات ، وانظر مجمع الزوائد : 6 / 222 ] .
ثم ذكر المؤلف أدلة أخرى من السنة .


وأما الدراسة التاريخية التتبعيّة فتدل دلالة أوضح من الشمس في رابعة النهار أن الإسلام قادم بقوة ، ومن النقاط الدالة على ذلك :
أ – وعي المسلمين بالمؤامرات الدولية والمكائد التي تحاك ضدهم .
ب – السير الحثيث للتخلص من الربا والمعاملات غير الإسلامية في كثير من الدول الإسلامية ، وإنشاء المؤسسات المالية الإسلامية التي تقارب المائتي مصرف وشركة إسلامية .
ج – التزام كثير من أفراد الجيوش العربية والإسلامية بالإسلام ضباطاً وجنوداً .
د – التزام النساء بالإسلام .
هـ - انتشار الثقافة الإسلامية الصحيحة الواعية والكتب الكثيرة التي تتحدث عن عظمة الإسلام ، وانتشار المفاهيم الإسلامية الصحيحة .
و – انتشار الإعلام الإسلامي انتشاراً عجيباً .
ز – بزوغ الصحوة الإسلامية في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري .
ح – الرغبة العارمة لدى ملايين الشباب والشابات في عمل شيء لرفع الذل عن الأمة ورفعها إلى سدة السيادة العالمية من جديد .
وختم المؤلف كتابه الرائع ، الصغير في حجمه ، الكبير في محتواه بهذه الوصية : إخواني ، لا يفت في عضد أعداء الإسلام شيء أكثر من تفاؤلكم بالنصر ثم العمل على تحقيقه ، ولا يفرحهم شيء قدر فرحهم إذا يئستم وأعرضتم وتوليتم ، فالله الله ، فهذه أيام من أيام الله تعالى شديدة ، العامل فيها ليس كالعامل في أيام الرخاء ، فأروا الله تعالى من أنفسكم نصرة وحماساً وعملاً صالحاً مبروراً ، عسى الله أن يمن علينا بأن يقر أعيننا بنصر الإسلام وأهله ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .





------------------------------------------------
(٭) هو محمد بن حسن بن عقيل بن موسى الشريف ، من مواليد جدة عام ( 1381 هـ ) وأسرته من المدينة المنورة ، ويتصل نسبه إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، حصل على الدكتوراه عام ( 1417 هـ ) في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى ، عضو في العديد من اللجان الدعوية ، وله دروس في المساجد ، وله كتب عديدة ، ومن كتبه التربوية : التنازع والتوازن في حياة المسلم ، والهمة طريق القمة ، والثبات ، وعجز الثقات ، والتدريب وأهميته في العمل الإسلامي ، والعاطفة الإيمانية وأثرها في العمل الإسلامي ، والعبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين ، والقدوات الكبار بين التحطيم والانبهار .






الأمن النفسي في الإسلام  1248274188





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الأمن النفسي في الإسلام  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن النفسي في الإسلام    الأمن النفسي في الإسلام  Emptyالخميس يوليو 07, 2011 2:49 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
===============


شكرا لمروركم الطيب إخوتي
شرفتم وأغنيتم الموضوع
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم
ودمتم للاقصى عنوان دائما وأبدا

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقنا الامن والامان في رحاب الاسلام
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه وان ييسر لنا كل أمر عسير وان يهدينا الى صراطه المستقيم
أمين امين امين


"""""""""""""""""""""

سبحان الله وبحمده
عدد خلقه , ورضا نفسه
وزنة عرشه , ومداد كلماته

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأمن النفسي في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي
» العلاج النفسي بالقرآن
»  تعلم مهارات العلاج النفسي
» التحضير النفسي لاجتياز امتحان البكالوريا
» مركز الرحمة للطب النفسي و علاج الادمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### منـتديـات الأسـره و المـرأه و الـمجـتمـع ##### :: منتدى الطب والصحة والحياة-
انتقل الى: