أكد مسؤولون وعلماء ومختصون رفضهم التطرف والغلو في المجتمع الفلسطيني، موضحين أن السير على منهج الاعتدال والوسطية هو منهج الإسلام في الحياة.
جاء ذلك خلال ندوةٍ عقدتها هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية في غزة الخميس (3-9) حول موقف الإسلام من التطرف والغلو.
وقال رئيس هيئة التوجيه السياسي أنور البرعاوي إن وزارة الداخلية تحاول تحقيق السلم والأمن الاجتماعي في قطاع غزة، فيما يحاول أعداء الإسلام إثارة بعض الأفكار المدسوسة لتفتيت الدين والقيم، وكذلك الأفكار التي تحمل التطرف والمغلو.
بدوره أوضح الشيخ سلمان الداية البُعد الشرعي للتطرف، قائلاً إن أحكام الشريعة قائمة على اليسر ورفع الحرج، والسنة أكدت سبيل الوسط والاعتدال في منهج الحياة الإسلامية.
وأضاف أن السنة والقرآن خاليان من التطرف والغلو، مشيرًا إلى أن الذي يتشدد ويتطرف لا ينتمي إلى الإسلام انتماءً حقيقيًّا، وهذا يعني أن المغاليَ لم يستمد الفهم الصحيح لدينه.
وأشار إلى أن الغلو آفة تهدد كيان الأمة، وأن التطرف والتنطع سبب هلاك أية أمة؛ فالوسطية والاعتدال يكون بتكليف الأعمال على قدر الطاقة.
وفي نفس السياق أكد وزير العدل السابق ناهض الريس أن الإيمان لا يتحقق بالقوة والضغط ولا بتطرف الرأي، بل بالسير على وسطية الإسلام القائمة على مراعاة مصالح الناس، مشيرًا إلى أن تطرُّف الجماعات ناتج من طابع فكرها لا من طابع العقيدة.
وتطرَّق الاختصاصي الاجتماعي محمد الزير إلى أحداث رفح الأخيرة وتداعياتها كمثالٍ للتطرف والغلو من الناحيتين النفسية والاجتماعية، قائلاً إن الأحداث أظهرت أشياء "كنا غافلين عنها، وأن المتطرف يأخذ الأمور من طرفها".
وأضاف الزير أنه حسب الدراسات النفسية يتضح أن التطرف مرض نفسي يجعل المتطرفين يستخدمون وسائل كالتخريب والتفجير لتغيير السياسات، مستندين إلى منهجياتهم الخاطئة في فهم العقيدة.
واستعرض سمات الجماعات المتطرفة، وذكر أن من بينها الجمود والتسلط والتعاليَ في التفكير، واعتبار رأيهم هو الرأي الأصح، واللجوء إلى العنف لتحقيق غاياتهم.