وكالات – فضائية الأقصى
كشف مصدر أمني كبير في شرطة دبي مساء يوم الخميس الموافق 4 /2/2010" أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو سيكون مطلوبا للعدالة إذا ثبت تورط الموساد في تلك الجريمة.
وأضاف المصدر ذاته أنه إذا ما تأكد تورط الموساد ، فإن جريمة الاغتيال ما كانت لتتم دون موافقة نتنياهو ولذا فإن الإمارات لن تتوانى عن ملاحقته قضائيا وتقديمه للعدالة .
ويبدو أن الإمارات وهي تتوعد نتنياهو أدركت بكل وضوح أن اغتيال محمود المبحوح الملقب بـ " أبو العبد " في دبي لم يكن مجرد رسالة صهيونية لحركات المقاومة الفلسطينية فقط وإنما له أبعاد أخرى غاية في الخطورة تمتد لتشمل عرقلة تجربتها التنموية والحضارية التي نالت إعجاب العالم بأكمله .
الكيان الصهيوني سارع فيما يبدو لإجهاض مثل هذا السيناريو مبكرا لأنه يهدد مخططاتها للسيطرة على ثروات المنطقة وإضعاف الدول العربية الواحدة تلو الأخرى ، هذا بجانب منع الإمارات من أن تكون مقرا لفعاليات الأمم المتحدة وهو ما يحجم مغامراتها العسكرية والاستخباراتية في المنطقة .
وهناك أمر آخر هام وهو أن جريمة اغتيال المبحوح تعتبر بمثابة رسالة حول توسيع نطاق جرائم الموساد لتصل إلى كافة الدول العربية والإسلامية وحتى تلك الدول التي توصف بالاعتدال من وجهة نظر الغرب ، بل إن ارتكاب الجريمة في دبي أكد أن الكيان لا يحترم الأعراف الدبلوماسية ، حيث ظهرت تصريحات وتقارير صحفية تشير إلى أن مرتكبي جريمة اغتيال المبحوح وصلوا الإمارات ضمن الوفد الصهيوني الذي شارك مؤخرا في مؤتمر القمة العالمية للطاقة المتجددة في أبو ظبي .
من جانبه قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس د. محمود الزهار إن هناك احتمالا بأن يكون مرتكبو جريمة اغتيال المبحوح دخلوا إلى الإمارات ضمن الوفد الذي ترأسه وزير البنى التحتية الصهيوني عوزي لانداو ، مضيفا أن لانداو كان وصل في 15 يناير / كانون الثاني إلى الإمارات وغادرها بعد حوالي أربعة أيام ، قائلا :" نحن نريد أن نعرف ما إذا كان هناك داخل الفندق الذي نزل به لانداو من أسهم في عملية القتل والأدوات التي استخدمت في جريمة الاغتيال ومن أي بلاد جاء المنفذون وبأي جوازات سفر دخلوا إلى الإمارات " .
.
وفي حال أكدت التحقيقات تورط الموساد ، فإن هذا لا يشكل فقط انتهاكا لسيادة الإمارات وإنما يسيء أيضا لصورة دبي كمركز عالمي للأعمال .
ومحمود المبحوح " 50 عاما" هو أحد من مؤسسي "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، وكان يعرف بـ "أبو العبد" ، وأثناء وجوده في غزة ، قامت قوات الاحتلال بسجنه مرات عدة وهدمت منزله في القطاع بالجرافات .
وعاش بعد خروجه من السجون الصهيونية مطاردا حتى تاريخ إبعاده وتوجهه للعيش في سوريا عام 1989 ، وتردد فيما بعد أنه تنقل بين دول عربية وغربية عديدة .
وبعد إبعاده ، اتهمه الكيان الصهيوني بأنه هو الذي دبر أسر اثنين من جنودها خلال الانتفاضة في الثمانينات وأنه واصل عمله لتهريب الأسلحة لغزة ، كما اتهم بأنه كان وراء محاولة تهريب شاحنة محملة بالسلاح إلى غزة عبر السودان العام الماضي والتي قامت الطائرات الصهيونية بقصفها ، بل وزعمت بعض الصحف الصهيونية أنه كان للمبحوح دور في الأسلحة التي ضبطتها البحرية الصهيونية على سفينة "فرانكوب" قبل أشهر .