الكتلة الإسلامية بغزة تنظم اعتصاماً بالشموع تنديداً بحصار غزة وقطع التيار الكهربائي

وسط مخاوف من خطر المولدات الكهربائية
عائلات غزة.. معاناة متواصلة بسبب أزمة الكهرباء


"لا تكاد تنتهي أزمة ونشعر بالانفراج قليلاً حتى طلت علينا شركة الكهرباء في غزة بإعلانٍ جديدٍ يخبرنا أن الأزمة لم تحل بعد رغم التطمينات التي نسمعها من وسائل الإعلام، والتي تفيد بأن جهة ما ستقوم بدفع الفاتورة، أو أن كمية معينة من السولار الصناعي اللازم لتشغيل المحطة دخلت هذا اليوم، ثم نفاجأ بانقطاع التيار الكهربي لمدة طويلة تمتد إلى 12 ساعة يومياً!!".. هذا ما عبَّر عنه المواطن خليل محمود من سكان مخيم البريج في قطاع غزة، وهو ربُّ أسرةٍ تتكوَّن من 12 فردًا؛ كلهم طلبة في الجامعات والمدارس.

وأضاف خليل (53 عامًا): "عملت في الداخل الفلسطيني كمقاول طلاءٍ لمدةٍ طويلةٍ جدًّا؛ استطعت خلالها بناء بيتٍ لعائلتي والحمد لله، ومنذ حصار غزة قبل ثلاثة أعوام انقطعت عن العمل كباقي عمال القطاع المُحاصَر، وفقدت مورد رزقي الوحيد، خاصة أن لديَّ ابنًا واحدًا، وست بنات، وليس لديَّ أولادٌ موظفون يستطيعون مساعدتي: بناتي يدرسن في الجامعات والمدارس، وهن من المتفوِّقات والحمد لله، ويحتجن في دراستهن إلى استمرار وجود التيار الكهربي؛ حتى يستطعن تشغيل الكمبيوتر وكذلك الإنارة في الليل، ولكن سماعي عن الحوادث المتكررة من جرَّاء انفجار المولدات الكهربية، ومقتل العديد من أهالي القطاع وإصابة آخرين جعلني أرفض بشدة أن أعرِّض بيتي لهذا الخطر، خاصة إن كنت غير موجود في البيت واضطرت بناتي إلى تشغيله"!.

ضحايا المولدات الكهربائية

في الشهر الماضي أعلنت "سلطة الطاقة الفلسطينية" في قطاع غزة عن مقتل نحو ستة مواطنين وإصابة العشرات؛ وذلك من جرَّاء اندلاع حرائق في منازلهم التي يستخدمون فيها مولِّدات الكهرباء؛ بسبب انقطاع التيار الكهربي شبه الدائم؛ نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.

وكانت "سلطة الطاقة" قد حمَّلت في بيانٍ لها "وزارة" المالية وهيئة البترول في سلطة رام الله مسؤولية وقوع هذا العدد من الضحايا؛ وذلك لكونهما هما السبب في عدم وصول كميات كافية من الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.

وقالت في نفس البيان: "إن سياسة التقليص في إمدادات الوقود من السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة مستمرة، وإن كمية الوقود المدخلة خلال النصف الأول من شهر شباط (فبراير) الحالي هي 1600 كوب فقط من أصل 2200 كوب، وهي الكمية المسموح إدخالها القطاعَ أسبوعيًّا، والتي أقرَّتها المحكمة الصهيونية، بينما الكمية اللازمة لتزويد المحطة هي 2.2 مليون لتر من الوقود الصناعي أسبوعيًّا من أجل الحفاظ على مستويات الإنتاج السابقة التي بلغت 60 - 65 ميغا وات من الكهرباء، وهي مستويات لا تزال غير كافية، وتؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن معظم المواطنين لمدة 6 - 8 ساعات، 4 - 5 أيام أسبوعيًّا.

ووفقًا لشركة توزيع كهرباء محافظات غزة يبلغ مجمل إمدادات الكهرباء في قطاع غزة الآن حوالي 202 ميغا وات (120 تأتي من الكيان الصهيوني، و65 تنتجها محطة توليد كهرباء غزة، و17 ميغا وات تنقل من مصر)، أي ما يقدر بحوالي 70% من احتياجات غزة من الكهرباء (280 ميغا وات).

معاناة ربات البيوت

السيدة أم أسامة قريقع (من حي الشجاعية في قطاع غزة) تروي معاناتها كربَّة أسرة من جرَّاء انقطاع التيار الكهربي المتكرر عن الحي الذي تسكن فيه؛ تقول: "مع انقطاع الكهرباء صرت أعاني من مشكلة "الخبيز"؛ لاعتمادي على "طنجرة" الكهرباء، والآن عدت إلى فرن الطين القديم على سطح عمارتنا؛ حيث إنني أستيقظ في الصباح الباكر عند الفجر وأوقظ أحد أولادي ليساعدني في حمل العجين إلى أعلى السطح ثم أبدأ بعملية الخبز، وصرت أعجن كميات كبيرة من الخبز؛ حتى لا نضطر إلى تكبُّد عناء العجن مرة أخرى خلال الأسبوع".

أما عن أزمة المياه التي تنتج من انقطاع التيار الكهربي فتوضحها السيدة أم عمار أبو الخير (33 عامًا) من حي اليرموك شرق مدينة غزة؛ حيث تقول: "أعاني جدًّا كربَّة أسرة من انقطاع المياه الذي يسبِّبه انقطاع التيار الكهربي لمدة طويلة عن الحي؛ فنحن لا نرى الكهرباء إلا ستة ساعات يوميًّا، وغالبًا ما تكون المياه مقطوعة في ذلك الوقت؛ فلا يعمل المولِّد الذي يرفع المياه إلى الأدوار العلوية؛ ما يسبب معاناة دائمة في الحمامات والغسيل، خاصة أن أطفالي في المدارس، وأضطرُّ إلى غسيل الملابس في "طشت" الغسيل بدلاً من الغسالة التي تحتاج إلى كهرباء ومياه، وكلاهما مقطوعان!!؛ ما سبَّب التهابات بيديَّ من جرَّاء الغسيل المتكرر بهذه الطريقة".

معاناة أمهات الأطفال المرضى

أم محمد حامد (من حي الزيتون بغزة) تروي فصول معاناتها التي سبَّبتها أزمة الكهرباء في قطاع غزة؛ تقول: "لديَّ طفلة توأم تعاني من مرض في صدرها وصعوبة في التنفس؛ حالتها تتطلَّب أن تأخذ بخارًا لصدرها كلما اشتدَّت حالتها، وعند انقطاع الكهرباء أضطرُّ إلى حمل ابنتي وجهاز البخار وأبحث في شارعنا وعند جيراننا أو معارفنا ممن لديهم (ماتور) كهربائي لأشغِّل جهاز البخار لابنتي.. ظروفنا المادية صعبة؛ ولذلك لا نستطيع شراء مولد كهربي، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب".