مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: أطفال غزة.. حيث تنطفئ المصابيح (تقرير) السبت فبراير 27, 2010 10:09 am | |
| دراسة على ضوء الشموع أطفال غزة.. حيث تنطفئ المصابيح (تقرير)
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
يتشدَّق العالم الغربي كثيرًا بحقوق الإنسان، وبالذات حقوق الطفل؛ وينادي بحقه في التعليم والمسكن والملبس، وغيرها من الحقوق التي تؤهِّله ليكون مواطنًا صالحًا يفيد مجتمعه، ولذا يحرص المجتمع الدولي على توفير المناخ المناسب ليخرج الأطفال إلى الحياة وقد اكتسبوا خبراتٍ ومقدراتٍ فاعلةً تهيئهم لقيادة مجتمعاتهم حينما يصبحون كبارًا.
هذه الحقوق كفلها المجتمع الدولي عبر قرارات صدرت من قبل منظمات دولية كـ"اليونيسيف" وغيرها، والتي أخذت على عاتقها تبنِّي مشاريع تخدم الطفولة في جميع أرجاء العالم.
هذه المشاريع تجد فرصتها للوجود في العالم الذي يدَّعي تحضُّره فقط، ولكن حين يكون الحديث عن أطفال فلسطين تقف كل الشعارات عاجزةً عن التحوُّل إلى مشروع صغير يقضي بعض حاجات هؤلاء الأطفال الذين أسهم المجتمع الدولي كثيرًا في سلبهم حقوقهم، بل وتواطئه بصمته على معاناتهم التي شهدتها حرب غزة قبل عام تقريبًا!.
لم يكفِ الاحتلال سلب هؤلاء الأطفال الأمن من عيونهم وزرع الخوف في قلوبهم، بل عمل جاهدًا على تحطيم كل ما يملكون حتى قدراتهم الشخصية واستيعابهم الدراسي.
الدراسة على ضوء الشموع
أحمد (17 عامًا- طالب في الصف الحادي عشر، تخصص علمي) يتحدث عن معاناته في تحضير واجباته ودروسه، فيقول: "رغم حرصي على أن أحضر واجباتي مبكرًا قبل حلول الغروب، إلا أنني أضطر يوميًّا للمذاكرة على ضوء الشموع؛ بسبب كبر المنهج ودخولنا في الفصل الثاني الذي ينتهي بامتحانات بعد شهرين، ويجب علينا الاستعداد من الآن"، ويضيف: "ضوء الشموع منخفض جدًَّا، وفي الفترة الأخيرة أحسست بتعب في عيوني لتكرار المذاكرة على هذه الطريقة يوميًّا".
وتعلِّق أم أحمد على ذكر ابنها أحمد مخاوف تتعلق بتعب عينيه بأنه ليس وحده من يعاني، "فأخته الأكبر منه تعاني كثيرًا من ضعف في عينيها؛ بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربي عن منطقتهم في شارع اليرموك بمدينة غزة، وخاصةً في فترة المساء؛ حيث لا يوجد مولد لديهم مثل بقية الجيران".
وتبيِّن أم أحمد أن خوفها من انفجار المولد الكهربي كما حصل مع بيوت كثيرة هو السبب في عدم تفكيرها بشراء مولد، ولكنَّ خطورة الإضاءة بالشمع لا تقلُّ عنها فهي لا ترتاح إلا حين يأتي موعد النوم ويطفئون الشمع وينامون، وتضيف: "أطفالي صغار ولا آمَن عليهم تركهم مع الشمع لوحدهم، أخاف أن يحترق البيت.. حياتنا أصبحت صعبة وأصبحت مرهونة بالتيار الكهربي"!.
تأخر دراسي لدى الطلاب خولة عبد الغني (مدرسة رياضيات في مدرسة الدرج الابتدائية بمدينة غزة) تخبرنا عن ملاحظاتها بتأخر المستوى الدراسي للطلاب هذا الفصل؛ حيث تلاحظ أن كثيرًا منهم لم يعمل واجبه المدرسي بسبب أنه سئم الدراسة على ضوء الشموع، وتسمع كلمات غريبة من الطلاب، مثل: "زهقنا، ما بدنا واجب، عيوننا بتوجعنا، ما في كهربا"، أعذار كثيرة يسوقها الطلاب ليبدو سأمهم من الظروف المحيطة.
الطفلة حنان المغربي سئمت كتابة واجباتها المدرسية على ضوء الشموع الخافت، ومصابيح الكيروسين، مشيرةً إلى أن تلك البدائل أضرَّت بصحتها ونفسيتها؛ نتيجة أجواء التوتر المشحونة في الظلام الدامس، مطالبةً العالم بأن يهبَّ لينجد أطفال غزة، ويفتح المعابر المقفلة، لإدخال غاز الطهي.
أما الطفل محمد الكحلوت (13 عامًا) من مدرسة الأرقم الإعدادية فأبدى انزعاجه الشديد من أصوات المولدات الكهربائية وما تحدثه من ضجَّة تقلق منامه، مشيرًا إلى أن رأسه يصاب بصداع مستمر عند تشغيلها في الحي، يقول: "مللنا العتمة.. نريد أن نقرأ بدون شموع، وأن نرى النور بدون مولِّدات تزعجنا، حتى حينما ننهي دراستنا علينا أن ننام فورًا، فلا يوجد تلفزيون ولا كمبيوتر ولا أي وسيلة ترفيه".
أم محمد تنوِّه بأنها تجبر أطفالها على النوم؛ لأنهم لا يجدون تفريغًا لنفسياتهم سوى ضرب بعضهم والتشاجر على أتفه الأمور؛ حيث تلاحظ ازدياد العنف بين أبنائها بسبب الملل الذي يعانون منه في حياتهم العامة.
رندة السويركي نظَّمت اعتصامًا لأطفال الرياض في قطاع غزة؛ احتجاجًا على استمرار انقطاع التيار الكهربي، وتوضِّح سبب تنظيمها هذا الاعتصام، فتقول: "يطالب أطفال غزة اليوم بحقهم في العيش بكرامة وحريتهم في التعبير والتنقل والترفيه كبقية الأطفال في العالم"، مشيرةً إلى الضغط النفسي الذي يتعرَّض له الأطفال في غزة من جرَّاء الحصار الصهيوني.
وأوضحت السويركي أن انطلاق اعتصام الأطفال جاء لبلوغ أزمة الكهرباء والغاز ذروتها في الفترة الأخيرة، لافتةً إلى أن الأزمة تنعكس على التحصيل الدراسي والأوضاع الأسرية للأطفال.
وتسأل السويركي: "لماذا أطفال العالم لديهم أماكن للترفيه ونحن لا يوجد لدينا مثلهم؟ إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من انقطاع التيار الكهربائي والغاز وإغلاق المعابر"، مضيفةً أن لهذه الأوضاع تأثيرًا كبيرًا في نفسية هؤلاء الأطفال.
بينما تضيف مدرسة الحاسوب في مدرسة الأرقم النموذجية للبنات بغزة أن "مدرستها تعطَّلت عن تقديم حصص الحاسوب للأطفال بسبب قطع التيار الكهربائي المتكرر؛ ما حرم الأطفال من التعليم والتطبيق العملي"، منوهةً بأن الطفل يأتي إلى الروضة دون أن يؤدي واجباته المنزلية بسبب قطع التيار الكهربائي.
[quote][/quote] | |
|
نداء الاقصى مشرف
عدد المساهمات : 461 تاريخ التسجيل : 27/01/2010
| موضوع: رد: أطفال غزة.. حيث تنطفئ المصابيح (تقرير) الثلاثاء مارس 02, 2010 10:14 am | |
| | |
|