منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Emptyالإثنين مارس 08, 2010 5:48 am


بسم الله الرحمن الرحيم

هل أنت مع الله ؟!
الشيخ محمد صالح المنجد


1. العيش مع الله في كل الأحوال.
2. المبتدعة وكيف يعيشون مع الله.
3. أحوال بعض الأنبياء في العيش مع الله.
4. قضية المسجد الأقصى ومناصرته.


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..
العيش مع الله في كل الأحوال
فإن المؤمن يعيش مع الله تعالى، فالمحيا لله، كما قال ربنا : {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام:162). يعيش مع ربه في الصباح والمساء، فهو يقول أمسينا وأمسى الملك لله، وأصبحنا وأصبح الملك لله، يعيش مع ربه وهو ينام، ويقول باسمك ربي وضعت جنبي، وإذا استيقظ من نومه كذلك فهو يقول : الحمد لله الذي احيانا بعد ما أماتنا .
يعيش مع ربه في الصلوات وخارج الصلوات، يعيش مع الله في التدبر والتفكر، يعيش مع الله في العبادات المحضة، وفي أعمال الدنيا التي يريد بها و جه الله فيستعين بها على عبادة الله، يعيش مع الله في علاقاته مع الناس، فيعقد الأخوة مع هذا لأنه يقربه من الله، ويجنتب ذاك لأنه يبعده من الله، ولذلك من الإيمان الحب في الله والبغض في الله، تراه إذا أعطى عطية هذا صاحب الإيمان فإنه يعيش مع الله في عطيته، فيعطي لفقيرٍ أو مسكين، ويعطي صلةً وكذلك أخوةً ويعطي تودداً واستجلاباً للقلوب في الدعوة إلى الله، فعطاياه ودفعه للمال في نفقات عياله التي أوجبها الله، فهو إذن يعيش مع الله في دفع المال، وكذلك يعيش مع الله في كسبه، فإذا حرّم ربه الربا لا يأخذه، وإذا حرّم ربه الميسر لا يكتسبه، وإذا حرّم ربه الرشوة فإنه لا يدخل بابها، وهكذا إذا حرّم ربه أنواعاً من البيوع الباطلة فإنه لا يجعله متجراً له .
يعيش مع الله في دينه ودنياه، يعيش مع الله فيحيا حياةً طيبة، فيها سعادة وطمأنينة وفيها رضا بالقضاء، دكتور ينتحر لماذا ؟ شاب يطلق النار على جلساءه في استراحة لماذا ؟ خادمة تنتحر لماذا؟ إنهاء الحياة لأنها لم تعد طيبة، لم يعودوا يطيقون العيش في الدنيا لأن صلتهم بالله ضعيفة فصارت هذه الحياة شقاءً عليهم، وصارت عذاباتها غير متحملةٍ فلذلك يريدون إنهاءها بسرعة، وأما أهل الإيمان فإنهم وإن ركبتهم الديون وحاصرتهم الشدائد وكثرت عليهم المصائب وتعسرت بهم المعاملات فإنهم لا يزالون يحييون حياة طيبة لأن عمر رضي الله عنه قال : وجدنا خير عيشنا بالصبر .
فيصبر وهو يحتسب الأجر في الصبر وأن الله يبتليه ليعافيه، ويمتحنه ليمنحه، ويشدد عليه ليكفّر من سيئاته فيتسع الأمر له،{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}(النحل: من الآية97).
ولو أصابته الجراح ولو أصابته الأمراض، مزمنة أو غير مزمنة، خطيرة أو خفيفة، فهو يعيش مع الله فيرى في الابتلاء نعمة، لماذا ؟ لأن الله يرفع به درجته بهذا الابتلاء ويكفر عنه خطيئته ويزيد في حسناته، ولذلك فإن قول الله تعالى : {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (الانفطار:13) .ليس فقط في القبر والجنة، ولكن أيضاً في الدنيا، فإذا نظر الناظر إلى أهل الإيمان اليوم فرأى هذا ضعيفاً وهذا مقهوراً، رأى هذا مظلوماً وهذا سجيناً، رأى هذا معدماً فقيراً، وهذا مغلوباً، قال نوح عليه السلام : {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} (القمر:10).
لكن هذه الغلبة وهذا الضيق وهذه الشده وهذا الفقر وهذا الحصار، وهذا الاستضعاف يرى فيه حكمة ربه، ما كان حول إبراهيم وقوته لما ألقي في النار ؟ لا شيء، إنسان مكتوف جُعل في منجنيق ليرمى في نارٍ تأجج لا يستطيع الرامي أن يقترب منها، فجعلوه في مقذوفٍ يقذفونه به من بعيد، ما حيلته، لا شيء، لكنه كان مع الله، لم يرى في هذا الربط وهذا التقييد الذي قيدوه به وهذا الرمي لهذه النار المحرقة، لم يرى في ذلك يأساً، بل لا زال وهو يطير في الهواء إلى تلك النار يرى أن له رباً يفرج الهم، وينقذ من الغم، وأن له رباً على كل شيءٍ قدير، ولذلك {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (الانبياء:69). وانتقم الله من أعدائه،{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ} (98) سورة الصافات ، ورفع إبراهيم وأنقذه وهاجر وبنى البيت و تزوج وأنجب على كبر، وإسحاق ومن ورى إسحاق يعقوب وإسماعيل، ومن ذرية إسماعيل نبي يختم به الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
المبتدعة وكيف يعيشون مع الله
المؤمن يعيش مع الله، والفرق بين عيش المبتدعة المزعوم مع الله، وعيش السلف مع الله كبير، عيش المبتدعة مع الله أذكارهم يقولون فيها : الله الله الله هو هو هو حي حي حي لطيف لطيف لطيف، وفيديو كليبات صوفية الله يا حبيبي محمد يا حبيبي، حب الله وحب نبيه صلى الله عليه وسلم فرض، لكن أولئك القوم لا تتعلق بمحبتهم المزعومة الأوامر والنواهي، فالمحبة لا ترتبط بالأمر والنهي وإنما هي عبارة عن مشاعر هائمة، لا ترى لها طريقاً ولا منفذا، ولا توجيهاً ولا إرشادا، ولا تزيد الإيمان بالطاعات لكن حب السلف لله مبني على الأمر مراعاة الأمر والنهي، مراعاة أمر الله ومراعاة نهيه، ولذلك فإنهم يعيشون مع الله ويحبونه بفعل مأموراته وترك المنهيات التي نهى عنها فيكون الحب ممتزجاً بالتعبد ويكون الحب ممتزجاً بالطاعة ويكون الحب ممتزجاً بالعمل وهذا هوا لحب الحقيقي لا حب الفيديو كليبات والعواطف الهائجة بلا أساسٍ من عملٍ أو حسن اعتقاد .
المؤمن يعيش مع الله سواء كان خالياً أو مع الناس، ((ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه))، العين لا تفيض، لكن الدمع هو الذي يفيض، فلماذا عبر بهذا، فاضت عيناه مبالغةً في كثرة دمعة فالدمع هو الذي يفيض، فما الذي جعل الدمع يفيض ذكرهم لعظمته وجلاله وجماله وعقوبته وشدته وانتقامه وبطشه، تفيض من محبته كما تفيض من خشيته، تفيض من رجاءه كما تفيض من خوفه، ولذلك فهناك بكاء محبة وبكاء خوف، بكاء رجاء وبكاء خشية، {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}(قّ: من الآية33).
فهنالك ارتباطاً بين الغيب والخشية، فإذا غابوا عن الناس كانوا يخشون الله، وهذا الحب المفيد لصاحبه، هذه الخشية بالغيب إذا غابوا عن الناس، وليست القضية مظاهر أو أمام الخلق، كلا يا عباد الله عاشوا مع الله، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء.
أحوال بعض الأنبياء في العيش مع الله
يوسف عليه السلام يؤخذ من أبيه وهو يعيش مع الله، يُبعد عنه وهو يحتسب عند الله، يُلقى في الجبّ وهو يرجو النجاة من الله، {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}(يوسف: من الآية15). تأتي القافلة لتأخذه فيرى النجاة بعينه من الجبّ المهلك، ويرى استجابة الدعاء بهذه القافلة التي هي سبب، ويباع وهو حر وليس على الحر أشد من أن يباع عبداً وهو حر، وهو يحتسب الأجر عند الله، ويؤخذ خادماً في ذلك القصر، يخدم وهو يحتسب الأجر، يتعرض للفتنة {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ }(يوسف: من الآية23).
لكنه مع الله، لا يمكن أن يزني، لا يمكن أن ينزلق، {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} ومع تغليق الأبواب وغياب الزوج والاستعانة بكيد النسوة، والتهديد بالسجن وهو أعزب وهي جميلة ولها عليه السلطان والأمر والنهي ولا يشك فيه فهو من أهل البيت، وكذلك دعته ووفرت عليه المشوار {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}(يوسف: من الآية23). وهو غريب عن البلد عبد من العبيد ومع ذلك لا يرضخ ولا يفعل ولا يستجيب للحرام، ويصبر ويدخل السجن ثمن موقف، ما هو ؟ الصمود أمام الحرام، دفع يوسف عليه السلام حريته في التنقل بعدما دفع حريته لبيعه فدفع ثمن الحريه مرتين، مظلوماً في الحالين، ففي تلك الحال أخذوه من أبيه وهو صغير وباعوه، فذهبت الحرية الأولى، ثم بعد ذلك يصمد أمام إغراء الحرام ولا يغدر ولا يخون الذي أكرمه، هذا أكرمني أأزني بزوجته، معاذ الله، والله أكرمني أفأعصي أمره ؟ معاذ الله، ولذلك دفع ثمن الحرية الثانية بالسجن وراء القضبان مقيداً، كفت حركته، لكن بقيت الحرية حرية القلب في العبودية لله عز وجل، ولذلك صبر واحتسب وهو في السجن حتى جاء الفرج من الله بإخراجه، ثم بإتيان إخوانه إليه أذلاء، ثم بعد إيتاءه الملك برد أبويه إليه .
عاش يوسف عليه السلام مع ربه، تقلبت به الأحوال في السراء والضراء والشدة والرخاء والفقر والملك والعبودية والحرية ومع ذلك فهو صابر لله يعمل بمراد الله وأمر الله، سواءً كان خادماً أو كان وزيراً، سواءً كان مطارداً أو كان ملكاً عليهم فهو يعمل بالعدل، يعمل بالحق يعمل بأمر الله وهذا أيضاً من الفروق بين المحبة البدعية أو المحبة الناقصة وبين المحبة الحقيقية، وهي أن يقضي الإنسان مسلم بالحق أينما كان يحكم بشريعة رب العالمين ويسير وفق قوانين سيد المرسلين، ويتبع شريعة أحكم الحاكمين. {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}(المائدة: من الآية50).
عباد الله، لقد كان يونس في بطن الحوت أسيراً وأيوب في البلاء أيضاً موثوقاً، هذا مكث في بطن الحوت ما شاء الله، وذاك ثمانيَ عشرة سنة في البلاء، كان يونس عليه السلام يعيش مع الله في الظلمات الثلاث، في ظلمة بطن الحوت وفي ظلمة البحر وفي ظلمة الليل، ولكن كل ذلك لم يؤيسه ولم يمنعه أن يستمر في الرجاء من ربه، {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}(الانبياء: من الآية87).
سنّها لنا لتكون الكلمات التي لم يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له، هو كان من قبل من المسبحين، وليس فقط في بطن الحوت لما جاءت الشدة، {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}(الصافات:143). من قبل {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الصافات:144) .
كان موسى عليه السلام يعيش مع الله في شدة البلاء، واتخذ لقومه بمصر بيوتاً وجعلها قبلة ونفذ أمر الله تعالى، وصار يستوصي معهم بالصلاة ويعدهم بفرجٍ من الله، مع أنهم قالوا له : {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا}(الأعراف: من الآية129). ولكن المؤمن عنده الأمل باستمرار، قال : {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ }(الأعراف: من الآية129).
مع أنهم قالوا له :{إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}(الشعراء: من الآية61).
فرعون أرسل في المدائن حاشرين، وجاء بجنوده واتبع موسى مشرقاً عند شروق الشمس، قال موسى : {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الشعراء:62).
فالعيش مع الله هو المنقذ من البلاء، يقول الناس الآن : عندنا شدائد، عندنا شدة في المعيشة، عندنا وطأة ديون، عندنا خشية انفلونزا الخنزير، عندنا وظيفة غير محصلة، وجامعة غير متوفرة، ودراسة غير ممكنة، وعلاج مستعصي، وبيت ضيق وزوجة مفقودة، وذرية أو لا ينجب، ويقولون أيضاً إن عندنا من أنواع النكبات النفسية والاكتئابات والحصار النفسي والظلم الاجتماعي وهذا واقع عليه من أهله وهذا من أهل زوجته وهذا من أقرب الناس إليه وهذا من جيرانه، وهذا من مديره في العمل، وهذا وهذا أنواع الاضطهادات الكثيرة وأنواع الشدائد وأنواع الابتلاءات والتهديدات التي تكون في الأعمال، وهذا داعية مسكين يرجو وهو فقير لا يجد من يلجئ إليه إلا الله عز وجل في دعوته، ولكن أمل الجميع كل هؤلاء يجب أن يكون في الله تعالى، و هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ذهب للطائف بعدما يأس من أهل مكة فطردوه، وأدموه ورجموه، فلم يستفق إلا بقرن الثعالب وهو مهموم على وجهه من الهم والغم، في الغار لم يكن موقفاً سهلاً أبداً أن يقول الصديق : لو أن أحدهم أبصر تحت قدميه لرآنا، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تحزن إن الله معنا)) . هذه هي المعية، هذه هي المعية المقصودة، لم يكن موقف النبي عليه الصلاة والسلام سهلاً أبداً وهو في معركة بدر أول مواجهة الآن يبنى عليها إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، هذه المعركة خطيرة جداً جداً ونتائجها سينبني عليها مستقبل الإسلام في العالم، في البشرية، أن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، لم يكن موقفاً سهلاً، لكن ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام في المواجهة ؟ رفع يديه، مدهما، استقبل القبلة، يهتف بربه يناشد ويدعو، حتى سقط ردائه عن منكبيه، فجاء الصديق ليؤازره، ويقول : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، أخذ الدرس من الغار فاستفاد منه في بدر، فبدل من أن يكون مصدر قلق صار الآن مؤيداً في هذه القصة، كان في تلك قلقاً فصار في هذه واثقاً، يقول : كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فكان عليه الصلاة والسلام مع الله في اعتكافه في صيامه في قيامه في شغف العيش في الشدة في النعمة .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا عيش السعداء، وأن ينعم علينا بمعيته ونصرته، وأن يجعلنا ممن أراد بهم خيراً في الدنيا والآخرة، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين، أشهد أن لا إله إلا هو الحي القيوم، رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله و صحبه أجمعين، أشهد أنه رسول الله حقا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، اللهم صل وسلم وبارك على محمدٍ و آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم .
قضية المسجد الأقصى ومناصرته
عباد الله، هكذا يكون المؤمنون أيضاً مع الله تعالى في قضايا الأمة، وليس فقط في قضاياهم الشخصية، والأمة اليوم تعاني من مصائب كثيرة وحصارات متعددة، وتسلط الأعداء وتدخلهم حتى في أدق التفاصيل، وإرغامهم للمسلمين على أمورٍ كثيرة، وهم يمارسون عليهم أنواع التسلط والأذى والنهب والسلب والاحتلال والبغي والطغيان، ولا شك أن من ضمن قضايا الأمة التي تباع وتشترى اليوم قضية المسجد الأقصى، والخيانات قد خلت من بين أيدينا ومن خلفنا، وهذا المسجد هو بيت الله، فبني بأمر الله تعالى، وكذلك جدد بنيانه النبي الملك سليمان عليه السلام، كما جاء في الحديث الصحيح في تجديد سليمان لبناء بيت المقدس، وسأل سليمان عليه السلام ربه أنه لا يخرج رجل يريد أن يصلي في هذا المسجد ابتغاء وجه الله، فيرجع حتى يكون قد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فأعطى الله سليمان ذلك فكان هذا من فضائل هذا المسجد العظيم، وبقي أنبياء الله يؤمونه نبياً أثر نبي، كما كانوا في بني إسرائيل، وهكذا نذرت امرأة عمران الذي في بطنها محرراً كانت ترجو ذكراً يخدم في بيت المقدس، ويكون موقوفاً عليه وكان من عبادتهم وقف الأولاد على المسجد الأقصى ليكون ولد خادماً للمسجد طيلة عمره، ثم عادت الذكريات عوداً عجيباً، بجمع الأنبياء كلهم في ذلك المسجد ليؤمهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فترى نبينا واقفاً في ذلك المسجد، إماماً والأنبياء ورائه صفوفاً أجمعون في حشد مهيب وجمع عجيب، أنه جمع لم يشهده ذلك المسجد من قبل ولا من بعد، أن يُجمع الأنبياء كلهم صفوفاً في ذلك المقام، ليظهر فضل نبينا صلى الله عليه وسلم عليهم جميعاً بإمامته لهم واتباعهم له إشارةً إلى وجوب طاعتهم له جميعاً، لو بعث في حياة واحدٍ منهم، ثم جاء الفتح من الله في عهد عمر الفاروق، وعاد المسجد إلى المسلمين، إلى أهل التوحيد بعد أن قضى ردحاً من الزمن تحت سلطان المشركين، الذين سلطهم الله على بني إسرائيل لما عصوا، فأخرجوا بني إسرئيل من بيت المقدس وعاثوا خلال الديار فسادا، ثم بعث الله عباداً له وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ليفتحوا ذلك البيت مرة أخرى، ويبقى تحت سلطان المسلمين لينهبه النصارى ويعود تحت سلطان الشرك تسعين عاما مرة أخرى، لتستعيده الأمة في عهد صلاح الدين ليدخل مرة أخرى تحت سلطان اليهود هذه المرة عشرات السنين، وسوف يستعيده المسلمون قطعاً مرة أخرى وسيكون بيت المقدس سيكون هذا المسجد موئل عيسى عليه السلام والمسلمين معه يتحصنون فيه عند حصار الدجال ثم يفتح عيسى الباب؛ باب بيت المقدس ويخرج بمن معه من المسلمين على الدجال فيقتله الله على يديه ويطّهر الأرض من الصلبان وعبدة الأوثان واليهود وسائر الأنجاس.
وسيبقى هذا البيت رمزاً للمواجهات بين المسلمين والكفار، سواءً ما حدث في أيام الصحابة أو في العهود من بعد ذلك لتكون المعركة النهائية التي يشهدها ذلك المسجد والمواجهة الأخيرة بين الإسلام والشرك في نزول عيسى عليه السلام، وهذا ولا شك هذا المسجد هو إرث تاريخي لهذه الأمة، لا يجوز العبث به ولا المتاجرة، وأنواع الخيانات التي تحدث الآن على مرأى ومسمع من العالم كافة ولا شك مؤامرة من ضمن المؤامرات في هذه الحلقات المتواصلة من المواجهة بين الحق والباطل، وسيبقى ذلك المسجد في قلوب المسلمين، لما له من المكانة عند رب العالمين، وقد جعله الله أحد المساجد الثلاثة التي يجوز شد الرحال إليها، هو ليس حرماً مثل الحرمين، فلا يقال ثالث الحرمين ولا يقال حرم المسجد الأقصى لأن ليس له حرم، وإنما الحرم في مكة والمدينة، ولكن مكانته في القلوب عظيمة، ونحن اليوم نتأمل في حديثنا في العيش مع الله، عيش إخواننا المصلين في المسجد الأقصى والمرابطين فيه، الذين يريدون برباطهم واعتكافهم داخل ذلك المسجد تفويت الفرصة على اليهود الذين يريدون اقتحامه ويريدون احتلاله، وقد بدأت بعض البيوت الإسلامية حول المسجد تتهاوى من جراء الأنفاق المحفورة تحته، وكل الدلائل تشير إلى إنهياراتٍ كبيرةٍ محتملة تجرها هذه الأنفاق، وقد بحثوا عن هيكل سليمان فلم يجدوا شيئاً، ولو وجدوه لطاروا به فرحاً، ونحن نعلم أن سليمان عليه السلام لم يبن هيكلاً، وإنما جدد بنيان بيت المقدس، هذا هو الثابت في السنة النبوية، وما الفائدة في أن يبني سليمان هيكلاً ؟ أو داود عليه السلام، فما هو الهيكل وما فائدة الهيكل ؟ إنما هي بيوت لله تبنى في الأرض، {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}(التوبة: من الآية18).
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} (النور:36-37).
ومناصرة أخواننا في المسجد الأقصى بجميع أنواع المناصرات ومن أعظمها هذه المناصرات الإعلامية التي تدور رحاها اليوم على القنوات وفي مواقع الشبكة العنكبوتية، وعلى كل مسلم يستطيع أن يفعل شيئاً لإخوانه أن يفعل، وأن يقدم شيئاً لإخوانه أن يقدم، فإنما هي المعركة بين أهل التوحيد وهؤلاء اليهود الكفرة .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى يا رب العالمين، أن تنصر المسلمين على اليهود، اللهم أعد إلينا المسجد الأقصى، اللهم أخرج اليهود من بيت المقدس أذلة صاغرين، واضرب عليهم ذلاً عظيماً يا رب العالمين، واجعل عليهم رجزك وعذابك يا جبار، اللهم إنا نسألك يوماً قريباً تعز فيه دينك وتخلص فيه بيت المقدس من رجس اليهود إنك على كل شيء قدير .
آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم من أراد ببلادنا وبلاد المسلمين سوءاً فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه رحمةً لا تدع لنا بها ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا ديناً إلا قضيته، اللهم اهدنا ضآلنا، واشف مريضنا، وارحم ميّتنا يا ربنا، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .







[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Emptyالإثنين مارس 08, 2010 5:52 pm

هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Down


معنى معية الله تعالى لخلقه
===================
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي و سلم وبارك على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أما بعد

اليوم أنقل لكم معنى معية الله تعالى لخلقة مقتبس من كتاب قواعد المثلى في صفات الله و أسمائه للعلامه إبن عثيمين رحمه الله
ونصيحتي لنفسي و لكل شخص لم يفهم معنى معية الله تعالى لخلقه
أن يقرأ هذا الموضوع فصلَ شيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
في هذا المسأله , واسأل الله أن يوفقنا إلى الخير

نص الكلمة التي نشرناها في مجلة الدعوة السعودية
في عدد 911 الصادر يوم الاثنين الموافق 4/1/1404هـ


الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً .
أما بعد:
فقد كنا تكلمنا في بعض مجالسنا على معنى معية الله تعالى لخلقه، ففهم بعض الناس من ذلك ما ليس بمقصود لنا ولا معتقد لنا فكثر سؤال الناس وتساؤلهم ماذا يقال في معية الله لخلقه؟
وإننا:
أ - لئلا يعتقد مخطئ أو خاطئ في معية الله ما لا يليق به.
ب - ولئلا يتقول علينا متقول مالم نقله أو يتوهم واهم فيما نقوله ما لم نقصده.
ج - ولبيان معنى هذه الصفة العظيمة التي وصف الله بها نفسه في عدة آيات من القرآن الكريم ووصفه بها نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم.
نقرر ما يأتي:
أولا ً: معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة ، وإجماع السلف ، قال الله تعالى : (وهو معكم أين ماكنتم(). وقال تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون(). وقال تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعونSadلا تخافا إنني معكما أسمع وأرى(). وقال عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا(). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". حسنه شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية وضعفه بعض أهل العلم وسبق قريباً ما قاله الله تعالى عن نبيه من إثبات المعية له.
وقد أجمع السلف على إثبات معية الله تعالى لخلقه.

ثانياً: هذه المعية حق على حقيقتها، لكنها معية تليق بالله تعالى ولا تشبه معية أي مخلوق لمخلوق لقوله تعالى عن نفسه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(). وقوله: (هل تعلم له سيمّاً(). وقوله: (ولم يكن له كفواً أحد (). وكسائر صفاته الثابتة له حقيقة على وجه يليق به ولا تشبه صفات المخلوقين.
قال ابن عبد البر: أهل السنة مجمعون على الصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محدودة". ا.هـ. نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص87 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم.
وقال شيخ الإسلام في هذه الفتوى ص102 من المجلد المذكور: ولا يحسب الحاسب أن شيئاً من ذلك ـ يعني مما جاء في الكتاب والسنة ـ يناقض بعضه بعضاً ألبتة مثل أن يقول القائل : ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله: (وهو معكم أين ما كنتم(). وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه". ونحو ذلك فإن هذا غلط وذلك أن الله معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله: (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير(). فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا أينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث الأوعال: "والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه".

وذلك أن كلمة ـ مع ـ في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال فإذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو والنجم معنا ويقال هذا المتاع معي لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة، ا.هـ كلامه.
ثالثاً: هذه المعية تقتضي الإحاطة بالخلق علماً وقدرة، وسمعاً وبصراً وسلطاناً وتدبيراً وغير ذلك من معاني ربوبيته إن كانت المعية عامة لم تخص بشخص أو صف كقوله تعالى: (وهو معكم أين ما كنتم(). وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا().
فإن خصت بشخص أو وصف اقتضت مع ذلك النصر والتأييد والتوفيق والتسديد.
مثال المخصوصة بشخص قوله تعالى لموسى وهارون: (إنني معكما أسمع وأرى(). وقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا().
ومثال المخصوصة بوصف قوله تعالى: (واصبروا إن الله مع الصابرين(). وأمثاله في القرآن الكريم كثيرة.

الشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية ص103 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوي لابن قاسم قال: ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد. فلما قال: (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها(. إلى قوله: (وهو معكم أينما كنتم(. دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. قال: ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار : لا تحزن إن الله معنا، كان هذا أيضاً حقاً على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الاطلاع والنصر والتأييد، وكذلك قوله: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون(). وكذلك قوله لموسى وهارون: (إنني معكما أسمع وأرى(. هنا المعية على ظاهرها وحكمها في هذه المواطن النصر والتأييد.
إلى أن قال: ففرق بين معنى المعية ومقتضاها وربما صار مقتضاها من معناها فيختلف باختلاف المواضع. أ.هـ.
وقال محمد بن الموصلي في كتاب (استعجال الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) لابن القيم في المثال التاسع ص409ط الإمام: وغاية ما تدل عليه ـ مع ـ المصاحبة والموافقة والمقارنة في أمر من الأمور وهذا الاقتران في كل موضع بحسبه ويلزمه لوازم بحسب متعلقه فإذا قيل: الله مع خلقه بطريق العموم كان من لوازم ذلك علمه بهم وتدبيره لهم وقدرته عليهم وإذا كان ذلك خاصاً كقوله: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون(). كان من لوازم ذلك معيته لهم بالنصرة والتأييد والمعونة.
فمعية الله تعالى مع عبده نوعان عامة وخاصة وقد اشتمل القرآن الكريم على النوعين، وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظي بل حقيقتها ما تقدم من الصحبة اللائقة. ا.هـ.

وذكر ابن رجب في شرح الحديث التاسع والعشرين من الأربعين النووية: أن المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة وأن العامة تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم.
وقال ابن كثير في تفسير آية المعية في سورة المجادلة: ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه المعية معية علمه قال : ولا شك في إرادة ذلك ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم فهو سبحانه مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء. ا.هـ.
رابعاً: هذه المعية لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه لأن هذا معنى باطل مستحيل على الله عز وجل ولا يمكن أن يكون معنى كلام الله ورسوله شيئاً مستحيلاً باطلاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص 115 ط ثالثة من شرح محمد خليل الهراس: وليس معنى قوله: (وهو معكم( أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغةِ، بل القمر آية من آيات الله تعالى من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان. أ.هـ.
ولم يذهب إلى هذا المعنى الباطل إلا الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم الذين قالوا: إن الله بذاته في كل مكان. تعالى الله عن قولهم علوّاً كبيراً. وكبرت كلمة تخرج من أفواهم، إن يقولون إلا كذباً.
وقد أنكر قولهم هذا من أدركه من السلف والأئمة، لما يلزم عليه من اللوازم الباطلة المتضمنة لوصفه تعالى بالنقائص وإنكار علوه على خلقه.
وكيف يمكن أن يقول قائل : إن الله تعالى بذاته في كل مكان أو إنه مختلط بالخلق وهو سبحانه قد "وسع كرسيه السموات والأرض، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه"؟
خامساً: هذه المعية لا تناقض ما ثبت لله تعالى من علوه على خلقه، واستوائه على عرشه، فإن الله تعالى قد ثبت له العلو المطلق علو الذات وعلو الصفة قال الله تعالى: (وهو العلي العظيم(). وقال تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى().

وقال تعالى: (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم().
وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة، والإجماع والعقل، والفطرة على علو الله تعالى.
أما أدلة الكتاب والسنة فلا تكاد تحصر.مثل قوله تعالىSadفالحكم لله العلي الكبير(). وقوله تعالىSadوهو القاهر فوق عباده()وقولهSadأم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً().وقولهSadتعرج الملائكة والروح إليه()وقولهSadقل نزله روح القدس من ربك(). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء". وقوله: "والعرش فوق الماء والله فوق العرش". وقوله: "ولا يصعد إلى الله إلا الطيب".
ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفة. يقول: "اللهم اشهد"، يعني على الصحابة حين أقروا أنه بلّغ.

ومثل إقراره الجارية حين سألها أين الله ؟ قالت في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
وأما الإجماع فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم.
وأما دلالة العقل على علو الله تعالى فلأن العلو صفة كمال والسفول صفة نقص والله تعالى موصوف بالكمال منزه عن النقص.
وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم.
وهذا العلو الثابت لله تعالى بهذه الأدلة القطعية لا يناقض حقيقة المعية وذلك من وجوه:
الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض، ولو كانا متناقضين لم يجمع القرآن الكريم بينهما.
وكل شيء في كتاب الله تعالى تظن فيه التعارض فيما يبدو لك فأعد النظر فيه مرة بعد أخرى حتى يتبين لك. قال الله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً(1).
الثاني: أن اجتماع المعية والعلو ممكن في حق المخلوق. فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا، ولا يعد ذلك تناقضاً ومن المعلوم أن السائرين في الأرض والقمر في السماء، فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق فما بالك بالخالق المحيط بكل شيء. قال الشيخ محمد خليل الهراس ص115 في شرحه العقيدة الواسطية عند قول المؤلف: بل القمر آية من آيات الله تعالى، من أصغر مخلوقاته وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان قال: وضرب لذلك مثلاً بالقمر الذي هو موضوع في السماء، وهو مع المسافر وغيره أينما كان قال: فإذا جاز هذا في القمر وهو من أصغر مخلوقات الله تعالى، أفلا يجوز بالنسبة إلى اللطيف الخبير الذي أحاط بعباده علماً وقدرة والذي هو شهيد مطلع عليهم يسمعهم ويراهم ويعلم سرهم ونجواهم بل العالم كله سمواته وأرضه من العرش إلى الفرش بين يديه كأنه بندقة في يد أحدنا أفلا يجوز لمن هذا شأنه، أن يقال :إنه مع خلقه مع كونه عالياً عليهم بائناً منهم فوق عرشه؟‍. أ.هـ.
الوجه الثالث: أن اجتماع العلو والمعية لو فرض أنه ممتنع في حق المخلوق لم يلزم أن يكون ممتنعاً في حق الخالق فإن الله لا يماثله شيء من خلقه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ص116ط ثالثة من شرح الهراس: وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. أ.هـ.
1.أن معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف.

2.أنها حق على حقيقتها على ما يليق بالله تعالى من غير أن تشبه معية المخلوق للمخلوق.
أنها تقتضي إحاطة الله تعالى بالخلق علماً وقدرة، وسمعاً وبصراً وسلطاناً وتدبيراً، وغير ذلك من معاني ربوبيته، إن كانت المعية عامة وتقتضي مع ذلك نصراً وتأييداً وتوفيقاً وتسديداً إن كانت خاصة.
أنها لا تقتضي أن يكون الله تعالى مختلطاً بالخلق، أو حالاً في أمكنتهم، ولا تدل على ذلك بوجه من الوجوه.إذا تدبرنا ما سبق علمنا أنه لا منافاة بين كون الله تعالى مع خلقه حقيقة، وكونه في السماء على عرشه حقيقة. سبحانه وبحمده لا نحصى ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

===============================
حرره الفقير إلى الله تعالى: محمد الصالح العثيمين في 27/11/1403هـ
مجموع فتاوى و رسائل العثيمين
المجلد الثالث القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى


هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Down
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل أنت مع الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ناشطة يهودية تُشهر إسلامها في أم الفحم
» نصائح عامة مهمة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
» صلابة النفس في التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
» سبحان الله راى عبدا من عباد الله يسجد فسجد لخالقه
»  صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت المقدس وإسراؤه إليه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى الآسلام العام-
انتقل الى: