منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تكون من الراضيـــن؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

كيف تكون من الراضيـــن؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تكون من الراضيـــن؟   كيف تكون من الراضيـــن؟ Emptyالأحد مارس 14, 2010 11:30 am





كيف تكون من الراضيـــن؟ 3551_p126225



كيف تكون من الراضيـــن؟


إن علامة رضا الله تعالى عن العبد، هي رضـــا العبد عن ربِّه .. يقول ابن القيم "فمن رضي عن ربه رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه ، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه؛ ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبين، ونعيم العابدين، وقرة عيون المشتاقين" [مدارج السالكين (2/174)]

فهل أنت من الراضين؟

وللرضـــا علامــــات تعرف بها إذا كنت راضٍ عن ربِّك أم لا ..

1) استقبــال الابتلاء بالطمأنينة والسكينة .. ولك في حبيبك محمد الأسوة الحسنة في رضاه عن ربِّه، يقول ابن الجوزي في (صيد الخاطر): هذا سيد الرسل بُعث إلى الخلق وحده، والكفر قد ملأ الآفاق، فجعل يفر من مكان إلى مكان، واستتر في دار الخيزران، وهم يضربونه إذا خرج، ويدمون عقبه، وألقى السلى على ظهره، وهو ساكت ساكن .. ويخرج كل موسم فيقول "من يؤويني؟ من ينصرني؟"... ثم خرج من مكة، فلم يقدر على العود إلا في جوار كافر.

ولم يوجد من الطبع تأفف، ولا من الباطن اعتراض، إذ لو كان غيره، لقال: يا رب! أنت مالك الخلق، وقادر على النصر، فلم أذل؟! .. كما قال عمر رضي الله عنه يوم صلح الحديبية: ألسنا على الحق؟! فلم نعطي الدنية في ديننا؟! ولما قال هذا، قال له الرسول : " يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا" [متفق عليه].

ثم يُبتلى بالجوع، فيشد الحجر، {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [المنافقون: 7].

ويقتل أصحابه، ويشج وجهه، وتكسر رباعيته، ويُمثَّل بعمه ... وهو ساكت. ثم يرزق ابنًا، ويسلب منه، فيتعلل بالحسن والحسين، فُيخبَّر بما سيجري عليهما .. ويسكن بالطبع إلى عائشة رضي الله عنها، فينغص عيشه بقذفها ..

هذا الشيء ما قدر على الصبر عليه كما ينبغي نبي قبله، ولو ابتليت به الملائكة، ما صبرت.



كيف تكون من الراضيـــن؟ Rose-sep



2) موافقة ربِّك في قدره وإلتماس رضاه .. عن عمار رضي الله عنه أنه قال وهو يسير على شط الفرات "اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقى نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت" .. ولكن الله عزَّ وجلَّ قد أمر عباده بأيسر من ذلك.

فأهم ما ينبغي أن تحفره في قلبك، هو إلتماس رضا الله تعالى عنك في جميع أفعالك وأحوالك،،

3) أن يحب ما يناله من ربِّه ولو خالف هواه .. قيل للحسين بن علي رضي الله عنهما: إن أبا ذر رضي الله عنه يقول : الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.

فــأحبُّهُ إليــــه، أحبَّهُ إليَّ،،

وعن أبي بن كعب قال "ما من عبد ترك شيئا لله عزَّ وجلَّ إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب". [صفة الصفوة (1,180)]

فما منع الله عزَّ وجلَّ عنك نعمة، إلا ليُعطيَّك خيرًا منها،،



4) ترك الاعتراض .. يقول ابن القيم "سمى بعض العارفين الرضا: حسن الخلق مع الله، فإنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خلقه، فلا يقول: ما أحوج الناس إلى مطر، ولا يقول: هذا يوم شديد الحر أو شديد البرد، ولا يقول: الفقر بلاء والعيال همَّ وغم، ولا يسمى شيئًا قضاه الله وقدره باسم مذموم إذا لم يذمه الله سبحانه وتعالى فإن هذا كله ينافى رضاه .. وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الفقر والغنى مطيتان ما أبالي أيهما ركبت، إن كان الفقر فإن فيه الصبر وإن كان الغنى فإن فيه البذل ..

وقال الثوري يوما عند رابعة: اللهم ارض عنا، فقالت : أما تستحي أن تسأله الرضا عنك وأنت غير راض عنه؟، فقال: أستغفر الله، ثمَّ قال لها جعفر بن سليمان : متى يكون العبد راضيًا عن الله؟، فقالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة" [مدارج السالكين (2,220:221)] ..

5) ألا تخاصم ولا تعاتب .. عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي عشر سنين فما أمرني بأمر ثم أتيت غيره أو ضيعته فلامني، فإن لامني بعض أهله إلا فقال "دعوه فإنه لو قدر كان أو قضي أن يكون كان" [صححه الألباني، ظلال الجنة (355)]

فالله سبحانه وتعالى سيكُف عنك أذى من يؤذيك، فلا داعي للعتاب والخصومة.



6) الاستغناء بالله وعدم سؤال الناس شيئًا .. عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله "من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة"، فقلت: أنا .. فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه. [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. وعن سعيد بن المسيب، قال "من استغنى بالله افتقر الناس إليه".

فلماذا تذِل للناس وتطلب السعادة في غير طاعة الله؟ .. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..} [الزمر: 36]

7) التخلص من أسر الشهوة ورغبات النفس .. فنفسك دائمًا تُلِح عليك لتُحقق رغباتها، مما قد يوقعك في المعاصي وبالتالي تتسخط على قدر الله تعالى .. فلو أنك جاهدت نفسك من البداية، سيسلم لك قلبك وتعيش راضيًا عن الله عزَّ وجلَّ.



كيف تكون من الراضيـــن؟ Rose-sep


إذًا، كيــــف تكون راضيًا عن الله تعالى؟

أن طريق الوصول إلى منزلة الرضـــــا، يبدأ بـــ ..

أولاً: أعرف ربَّك .. فعندما تعرف ربِّك ستُحبه، وإذا أحببته سترضى عنه وعن كل ما قدره لك .. وكلما أزددت قُربًا من ربِّك، زاد حبك له حتى يتملَّك حبه كل ذرة في وجدانك ..

عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟. فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي. [حلية الأولياء (3,76)]

فالله سبحانه وتعالى أرحم بك من أمك وأبيك، ولو علمت الحكمة من ابتلاءه لك لما تسخطت على قدره ..

فقد يبتليك ليغفر لك ذنوبك .. عن النبي قال "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" [متفق عليه]

أو لكي يرفع درجتك .. قال رسول الله "إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" [رواه أبو يعلى وابن حبان وحسنه الألباني] .. فعملك لن يُبلغك تلك المنزلة العالية، ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى بك أن يبتليك لكي تصل.

فقدر الله لا يأتي بخير .. فعليك دائمًا أبدًا أن تقول من قلبك::

رضيـــــــــــت بالله ربــــــــــــــــــــًا،،

ثانيًا: بث شكواك إلى ربِّك وفوِّض أمرك إليه .. فلا تشتكي لأحدٍ سوى ربِّك، فهو سبحانه يحب أن يسمع أنينك وهو وحده القادر على أن يفرِّج كربك.



كيف تكون من الراضيـــن؟ Rose-sep


ثالثًأ: القيــــام بأعمال يحبها الله تعالى ويرضى عن فاعلها .. ومنها:

1) بر الوالدين .. قال رسول الله "رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين" [حسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2503)] .. وبرهما يكون حتى بعد موتهما، بالدعــــاء لهما.

2) شكر الله تعالى على نِعمَه .. عن أنس قال: قال رسول الله "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليه أو يشرب الشربة فيحمده عليها" [رواه مسلم]

3) الرفق وعدم العنف .. يقول الرسول "إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف .." [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1770)] .. فعليك أن تكون هادئًا في معاملتك للناس، ولا تلجأ إلى الشدة والعنف.

4) كظم الغيظ .. قال رسول الله "..ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا .." [رواه الأصبهاني وصححه الألباني]

5) الإصلاح بين الناس .. عن أنس رضي الله عنه: أن النبي قال لأبي أيوب "ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله"، قال: بلى، قال "صل بين الناس إذا تفاسدوا وقرب بينهم إذا تباعدوا " [رواه الطبراني وحسنه الألباني]

فاللهم رضنِّا بقضائك، وارض عنـــا يــــــا ربِّ العالمين،،



كيف تكون من الراضيـــن؟ Rose-sep




[/quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

كيف تكون من الراضيـــن؟ Empty
مُساهمةموضوع: الـــرِّضــــا   كيف تكون من الراضيـــن؟ Emptyالأحد مارس 14, 2010 3:11 pm

كيف تكون من الراضيـــن؟ 1we24353



الـــرِّضــــا
كيف تكون من الراضيـــن؟ Down

تعريف الرضا :

عرف العلماء الرضا تعريفات متعددة، وكل واحد تكلم على حسب مشربه ومقامه،وأهمها ما قاله السيد في تعريفاته: "الرضاء: سرور القلب بمُرِّ القضاء" ["تعريفات السيد" ص57].

وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: "الرضا: تلقي المهالك بوجه ضاحك، أو سرور يجده القلب عند حلول القضاء، أو ترك الاختيار على الله فيما دبر وأمضى، أو شرح الصدر ورفع الإِنكار لما يرد من الواحد القهار" ["معراج التشوف" ص8].

وقال العلامة البركوي رحمه الله تعالى: "الرضا: طيب النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير" ["شرح الطريقة المحمدية" للنابلسي ج2. ص105].

وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى: "الرضا: نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد، وهو ترك التسخط" ["الرسالة القشيرية" ص89].

وقال المحاسبي رحمه الله تعالى: "الرضا: سكون القلب تحت مجاري الأحكام" ["الرسالة القشيرية" ص89].

فالرضا مقام قلبي، إذا تحقق به المؤمن استطاع أن يَتلقَّى نوائب الدهر وأنواع الكوارث بإيمان راسخ، ونفس مطمئنة، وقلب ساكن، بل قد يترقى إلى أرفع من ذلك فيشعر بالسرور والفرحة بمر القضاء، وذلك نتيجة ما تحقق به من المعرفة بالله تعالى، والحبِّ الصادق له سبحانه.

فضله:

هو أسمى مقاماً وأرفع رتبة من الصبر، إذ هو السلام الروحي الذي يصل بالعارف إلى حب كل شيء في الوجود يرضي الله تعالى، حتى أقدار الحياة ومصائبها، يراها خيراً ورحمة، ويتأملها بعين الرضا فضلاً وبركة.

كان بلال رضي الله عنه يعاني سكرات الموت وهو يقول: "وافرحتاه! غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه" ["السيرة النبوية" لأحمد زيني دحلان. ص242].

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الراضي بقضاء الله هو أغنى الناس لأنه أعظمهم سروراً واطمئناناً، وأبعدهم عن الهم والحزن والسخط والضجر، إذ ليس الغنى بكثرة المال إنما هو بغنى القلب بالإيمان والرضا، قال عليه الصلاة والسلام: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: هذا حديث غريب].

وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرضا سبب عظيم من أسباب سعادة المؤمن الدنيوية والأخروية، كما أن السخط سبب الشقاء في الدنيا والآخرة فقال: (من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى له) [أخرجه الترمذي في كتاب القدر عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وقال: حديث غريب].

ولقد كانت نعمة الرضا من العوامل في تلك السكينة التي شملت قلوب العارفين، ومن أقوى الأسباب في محق نوازع اليأس التي يوجدها التفكير في عدم الحصول على حظوظ الحياة وملذاتها ؛ مما يجلب لصاحبه القلق والحيرة والاضطراب.

ولقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يُعلّم أصحابه ويغرس في قلوبهم الرضا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وكان يندبهم لتكرارها فيقول: (من قال إذا أصبح وأمسى: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، كان حقاً على الله أن يرضيه)[رواه أبو داود في باب ما يقول إذا أصبح عن أنس بن مالك رضي الله عنه ورواه الترمذي في كتاب الدعوات]، فكانوا يحرصون على تكرارها صباحاً ومساءً، يُعرِبون بذلك عما تُكنُّه قلوبهم من نعيم الرضا بالله والتسليم له.

وما أكثر من يكرر هذا القول بلسانه، وهو غير مطمئن القلب به، ولا متذوق لمعانيه السامية، ولا متحقق بمقاصده العالية، خصوصاً حين تزدحم عليه المصائب، وتداهمه الخطوب، وتتكاثف على قلبه ظلمات الهموم والأكدار، أو عندما يدعى إلى حكم من أحكام الشرع يخالف هواه ويعارض مصالحه الخاصة.

لهذا نرى أن ترْدادَه باللسان فحسب لا يفيد صاحبه إذا لم ينبع من قلبه. حيث إن من لوازم الرضا بالله تعالى رباً ؛ الرضا بكل أفعاله في شؤون خلقه ؛ من إعطاءٍ ومنع وخفض ورفع، وضر ونفع، ووصل وقطع.

ومن لوازم الرضا بالإِسلام ديناً أن يتمسك بأوامره ويبتعد عن نواهيه، ويستسلم لأحكامه ولو كان في ذلك مخالفة لهوى نفسه، ومعارضة لمصالحه الخاصة.

ومن لوازم الرضا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً أن يتخذ شخصيته مثلاً أعلى وأسوة حسنة، فيتبع هديه، ويقتفي أثره، ويتحلى بسنته، ويجاهد هواه حتى يكون تبعاً لما جاء به، وحتى يكون أحب إليه من والده وولده ونفسه والناس أجمعين، كما دعا إلى ذلك عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان باب حب الرسول من الإيمان عن أبي هريرة وأنس رضي الله عنهما].

وإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لأنتَ يا رسول الله أحبُّ إليَّ من كل شيءٍ إلا من نفسي فقال: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن ياعمر" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأيمان والنذور باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ج8. ص160، ورواه أحمد في المسند ج4/233].

فمن تحلى بالرضا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمد نبياً ورسولاً، ذاق طعم الإيمان، ووجد حلاوة اليقين، ونال السعادة الأبدية، قال عليه الصلاة والسلام: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً" [رواه مسلم والترمذي في كتاب الإيمان عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه].

أما من حُرم لذة الإيمان ونعيم الرضا، فهو في قلق واضطراب، وتضجر وعذاب، وخصوصاً حين يحل به بلاء، أو تنزل به مصيبة، فتسودُّ الحياة في عينيه، وتظلم الدنيا في وجهه، وتضيق به الأرض على رحبها، ويأتيه الشيطان ليوسوس له، أن لا خلاص من همومه وأحزانه إلا بالانتحار. وكم نسمع عن حوادث الانتحار، تزداد نسبتها، ويتفاقم خطرها وخصوصاً في البلاد الكافرة الملحدة، وفي المجتمعات المارقة التي انحسر عنها ظل الإِسلام، وخبا فيها نور الإِيمان، وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله: {ومَنْ أعرضَ عن ذِكري فإنَّ لهُ معيشةً ضَنْكاً . ونحشُرُهُ يومَ القيامةِ أعمى} [طه: 124].

كيف تكون من الراضيـــن؟ Down
تصحيح الأفكار في موضوع الرضا:

هناك شبهات، أثارها بعض الجهلة حول موضوع الرضا، وما سببها إلا جهلهم وعدم تذوقهم لهذا المقام الرفيع، والإنسان عدو ما يجهل. أو يكون مَردُّها أنهم رأوا أُناساً من أدعياء التصوف، فاعتبروا أحوالهم الفاسدة ومفاهيمهم المنحرفة حجة على التصوف، دون أن يفرقوا بين السادة الصوفية الذين تحققوا بالإيمان والإسلام والإِحسان، وبين الدخلاء من أدعياء التصوف وإليك بعض هذه الشبهات مع الرد عليها.

أولاً: أنكر جماعة الرضا من أصله فقالوا: لا يُتصور الرضا بما يخالف الهوى، وإنما يُتصور الصبر فقط، فهل يعقل أن لا يحس الإِنسان بألم المصائب، ولا يشعر بوقع الخطوب ؟!

والجواب: إن الراضي قد يحس بالبلاء، ويتألم للمصيبة بحكم الطبع، ولكنه يرضى بها بعقله وإيمانه، لما يعتقد من عظم الأجر وجزالة الثواب على البلاء، فلا يعترض، ولا يتضجر، قال أبو علي الدقاق: (ليس الرضا أن لا تحس بالبلاء، إنما الرضا أن لا تعترض على الحكم والقضاء) ["الرسالة القشيرية" ص89].

ومثله في ذلك مثل المريض الذي يحس بألم حقنة الدواء، ويشعر بمرارة العلاج، ولكنه يرضى بذلك لعلمه أنه سبب الشفاء، حتى إنه ليفرح بمن يقدم له الدواء ولو كان مرَّ المذاق كريه الرائحة.

قال عمر رضي الله عنه: (ما ابتُليتُ ببلية إلا كان لله عليَّ فيها أربع نِعم: إذْ لم تكن في ديني، وإذ لم أحرم الرضا، وإذ لم تكن أعظم، وإذ رجوت الثواب عليها) ["شرح الطريقة المحمدية" ج2 ص105].

ومن ناحية أخرى: إن الراضي قد يحس بألم المصيبة بحكم الطبع، ولكنه يرضى بها حين يرجع إلى إيمانه بلطف الله تعالى وحكمته، وأن وراء كل فعل من أفعاله تعالى حِكماً خفية. ولطائف دقيقة، كما قال تعالى: {فعسى أنْ تكرَهوا شيئاً ويجعَلَ اللهُ فيه خيراً كثيراً}[النساء: 19].

وبذلك يضمحل حزنه، ويزول تعجبه، ويعلم أن تعجبه كتعجب موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام، لما خرق سفينة الأيتام، وقتل الغلام، وأعاد بناء الجدار، فلما كشف الخضر عن الحكمة التي اطلع عليها، زال تعجب موسى عليه السلام، وكان تعجبه بناء على ما أُخفي عنه من تلك الحكم ؛ وكذلك أفعال الله تعالى.

ومن جهة ثالثة: إن المؤمن الذي عمرت محبة الله تعالى قلبه، وأخذت عليه مجامع لبه لا يحس بوقع المصيبة، ولا يشعر بألمها، كما قيل: . . . . . فما لجُرحٍ إذا أَرضاكم ألم ولا شك أن المحبة لا يحس بها إلا من ذاقها لا يعرف الوجد إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها ولذلك ينكرها من لم يصل إليها.

قال عامر بن قيس: (أحببتُ الله حباً هوَّن عليَّ كلَّ مصيبة، ورضَّاني بكل بليَّة، فلا أُبالي مع حبي إياه علام أصبحت وعلام أمسيت).

ثانياً: تسرَّعَ قوم فقالوا: إن الرضا يورث في المؤمن قبولاً لأعمال الفاسقين، واستحساناً لأوضاع العاصين، وهذا يؤدي إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والجواب: أن هذا الفهم خطأ ظاهر، وجهل بيّن، فهل يعقل أن يهدم المؤمن حكماً من أحكام ربه، وركناً من دعائم دينه، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟! مع العلم أن الله تعالى لا يرضى عن المؤمن إلا إذا أقام دينه، واتبع شريعته.

وهل يُتصور أن يرضى المؤمن بأفعال الكافر مع أن الله تعالى لا يرضى بها كما قال تعالى: {ولا يرضى لعبادِهِ الكفرَ} [الزمر: 7].

والحقيقة أنه لا تعارض بين الرضا بالله تعالى وبين إنكار المنكَر، لأن المؤمن يرضى بأفعال الله تعالى من حيث إنها صدرت من حكيم عليم، وأنها بقضائه ومشيئته، ولا يرضى بأفعال العصاة من حيث إنها صفتهم وكسبهم، ولأنها دلالة على أنهم ممقوتون من الله تعالى.

ثالثاً: ظن قوم خطأ أن من آثار الرضا بالله تعالى أن يترك الإنسان التضرع والدعاء، ويهمل اتخاذ الأسباب لجلب الخير ودفع البلاء، ويبتعد عن استعمال الدواء عند حصول الداء.

والجواب: أن هذا فهم غير صحيح، إذ في الحقيقة أن من جملة الرضا بالله تعالى؛ أن يعمل المؤمن أعمالاً يتوصل بها إلى رضاء محبوبه سبحانه، وأن يترك كل ما يخالف أمره ويناقض رضاه.

ومما يوصل إلى رضاء الله تعالى استجابة أمره في قوله: {ادعوني أستَجِبْ لكُم} [غافر: 60]. فالدعاء مخ العبادة، وهو يورث في القلب صفاءً وخشوعاً ورقةً تجعله مستعداً لقبول الألطاف والأنوار.

ثم إن ترك الأسباب مخالف لأمر الله تعالى ومناقض لرضاه، فالله تعالى أمر بالعمل فقال: {وقُلِ اعملُوا فَسَيَرى اللهُ عمَلَكُم ورسولُه والمؤمنون} [التوبة: 105]. ودعا إلى السعي في طلب الرزق فقال: {هوَ الذي جَعَلَ لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15].

فليس من الرضا للعطشان أن لا يمد يده للماء؛ زاعماً أنه رضي بالعطش الذي هو من قضاء الله ؛ بل قضاء الله وحكمه وإرادته أن يُزال العطش بالماء

وحين أراد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن يمنع جيش المسلمين من دخول الشام حذراً من الطاعون، قال له سيدنا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه: (أفراراً من قدر الله ؟! فأجابه سيدنا عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! نحن نفِرُّ من قدر الله إلى قدره) [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب السلام باب الطاعون].

فليس في الرضا بالقضاء ما يستلزم الخروج عن حدود الشرع، ولكن الرضا بقضاء الله تعالى معناه ترك الاعتراض عليه تعالى ظاهراً وباطناً، مع بذل الوسع للتوصل إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه، وذلك بفعل أوامره وترك نواهيه.

وختاماً: فإن في سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته الكرام رضوان الله عليهم والتابعين والصالحين فيض من الحوادث التي تدل على تحققهم بأعلى درجات الرضا، مما يضيق المجال عن سرد الكثير منها، ضُرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف بالحجارة حتى أُدمي عقبه فتوجه إلى الله تعالى مخاطباً: ومما قال: "إن لم تكن ساخطاً عليَّ فلا أُبالي".

وكان الصحابة الكرام يُعَذَّبُون في مكة ويقلب عليهم ألوان التنكيل والإيذاء وهم يتلقون ذلك كله بقلوب راضية، ووجوه مبتسمة، وألسنة ذاكرة.

وروي أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قطعت رجله ومات أعز أولاده في ليلة واحدة، فدخل عليه أصحابه وعزوه فقال: (اللهم لك الحمد، كان أولادي سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخذت فلقد أعطيت، ولئن كنتَ قد ابتليتَ فقد عافيت).

وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (ما بقي لي سرور إلا مواقع القدر، قيل له: ما تشتهي ؟ قال: ما يقضي الله تعالى).

واعلم أن الله تعالى لا يرضى عن عبده إلا إذا رضي العبد عن ربه في جميع أحكامه وأفعاله، وعندها يكون الرضا متبادلاً كما أشار إلى ذلك الحق تعالى بقوله: {رضيّ اللهُ عنهُم ورَضُوا عنهُ} [البينة: 8].

ولقد أدرك السادة الصوفية سر هذا التلازم والترابط بين الرضاءين، فقد كان سفيان الثوري يوماً عند رابعة العدوية فقال: (اللهم ارض عني، فقالت: أما تستحي من الله أن تسأله الرضا، وأنت عنه غير راض ؟! فقال: استغفر الله) [إحياء علوم الدين للغزالي ج4. ص336].

ورضاء الله تعالى عن العبد هو أسمى منزلة وأرفع رتبة وأعظم منحة قال تعالى: {ومساكِنَ طيِّبَةً في جنَّاتٍ عدْنٍ ورضوانٌ مِنَ اللهِ أكبَرُ} [التوبة: 72]. فرضوان رب الجنة أعلى من الجنة، بل هو غاية مطلب سكان الجنة، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! يقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحداً من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب وأي شيءٍ أفضل من ذلك ؟ فيقول: أُحِلَّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب صفة الجنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].


كيف تكون من الراضيـــن؟ Down
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نداء الاقصى
مشرف
مشرف
نداء الاقصى


عدد المساهمات : 461
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

كيف تكون من الراضيـــن؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تكون من الراضيـــن؟   كيف تكون من الراضيـــن؟ Emptyالأحد مارس 14, 2010 3:47 pm


كيف تكون من الراضيـــن؟ 0nso3wrp27i9lcv7zh5w

اليوم سنتكلم على معنى في منتهى الجمال

معنى إذا دخل قلوبنا سوف تعيش السعادة الحقيقية

تعيش مرتاح البال ساكن هادئ بعيد كل البعد عن الأمراض والآفات النفسية

هذا المعنى هو الرضا عن الله سبحانه وتعالى

لماذا اخترت هدا الموضوع ولماذا نتكلم عليه لأن أي مشكلة مع الله سبحانه وتعالى أصلها هنا.

نبدأ بكلام جميل لابن القيم يقول فيه " إن أكثر الناس لو بحثت داخلهم وأردت أن تعرف لماذا يعصون الله ستجد داخله ولو ذرة حزن من الله لكنه لا يقدر على قول هذا "

لو سألته هل أنت لا يعجبك قدر ربنا عليك ،

يقول: أعوذ بالله، لا لا،أبداً الحمد لله على كل حال،

لكن هو من داخله أسئلة ليس لها حل، لماذا أنا يحدث معي هذا؟لماذا أنا أعيش على هذه الحالة ؟ لماذا أنا خُلِقت هكذا؟، لماذا لم أوجد فالمكان الفلاني؟...وهكذا

فيبقى السؤال داخله لا يجد له حل ،فتقول له :هل أنت تسخط؟ هل أنت غضبان من الله؟

وابن القيم يقول وهو لا يتجاسر أي لا يستطيع أن يقول هكذا هل ربنا ظالم ؟

لا، ليس ظالم

إذًا لم إن كنت أنت راضي عنه منتهى الرضا لماذا تعصيه ؟لماذا تُخالف أمره؟ لماذا لا تمشي في الطريق الذي تعرف أنه فيه رضاه؟ لماذا الشيطان يتملكك ويستحوذ عليك؟ لماذا نفسك الأمارة هي التي تحركك ؟

لو أنت حقًا راضي تمامًا عن الله، فهذا هو السؤال كما سبق.

في الحديث قال النبي r ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا و بالإسلام دينًا و بمحمد r نبيًاو رسولاً " [رواه مسلم ].

تذوق طعم الإيمان هذه هي السعادة الحقيقية وهذه هي راحة البال و الطمأنينة

من منَّا راضٍ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد r نبيًا؟

عندما نسأل شخص هل أنت راضي؟ يجيب نعم راضي..

وهذا الموضوع الذي كنت تتمناه ولم يحدث، على سبيل المثال كنت تتمنى القليل من المال ولم تحصل عليه فابتلاك الله بمرض ولم ترد هذا البلاء،، هل أنت راضي تمامًا ولا يوجد عندك فرق؟ هل كل أوامر الله وشرعه أنت راضي بها؟ عندما تعرف أن شرع الله ألزمك بالصلوات الخمس بأن تصلي في الجماعة ..راضي؟

مثلًا يا رجال صلاة الفجر ما أخبارها؟ والبنت عندما تعرف أن الحجاب فرض عليها ولا تتحجب هل هي راضية؟ وهكذا كل ما تعرف شيء من الأحكام الشرعية التي تعلم أنك تقع فيها ولا تطبقها فأين يتجلى هذا الرضا بالإسلام دينًا، وراضي بالنبي r نبيًا ورسولًا؟ أين هي سنته في حياتك؟ قد تقول:أكيد نحن نرضى به ونحبه ...

إذًا أين هو في قلوبنا وأين سنته في حياتنا؟

تعالى لنتأمل الآن هذه الآيات التي يخاطب فيها الله سبحانه وتعالى النبي r {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ [ الضحى:5 ] وأول السورة يقول له وَالضُّحَى [ الضحى:1 ]

الضحى و هو الوقت من بعد الفجر إلى الظهر ،الشمس تكون فيه ظاهرة جدًا وبعدها {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ [ الضحى/2:3] أتعلم معنى هذه الآيات؟ إن الدنيا تكون واضحة أمامك مثل الضحى وتكون مشيت قليلاً في الطريق إلى الله، أكيد كلنا مرت علينا هذه الأيام في رمضان أو في عمرة، لحظات إيمانية جميلة عشناها وكانت الدنيا واضحة فيها وبعد ذلك جاءت ظلمات الليل فرجعت مرة أخرى إلى المشاكل وللمعاصي والمخالفات {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ[الضحى/2:3] لكن الله دائمًا معك لا يتركك حتى وهو يبتليك يرحمك وأنت لا تدري ،،هذه هي المشكلة :أننا لا نفهم ما هي حكمة الله فيما يفعله بنا، إن الله يبتلي العبد ليسمع أنينه.

عندما يعلم الله أن قلبك شارد غافل عنه يبتليك ويُعتبر هذا الابتلاء إنذار حتي تفيق من الغفلة، لكنك تكون غير راضي عن هذا لاابتلاء ولا تفهم الحكمة منه !

وفي الحديث قال رسول الله صل الله عليه وسلم "إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم" [ رواه مسلم ].

إن الله لا ينظر إلى هذه الظواهر، هو سبحانه وتعالى يطَّلِع على الداخل وهو شرط دخولك الجنة يقول الله سبحانه وتعالى إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:98] قلبك ليس سليم وأنت لا تلاحظ هذا ،فكل شخص ربنا ينبهه بشيء من الممكن أن يبعث الله نعمة لشخص ما لكي يفيق لكن أكثر الناس لا تشكر النعمة، فقد قال تعالى: وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ :13] وهذا صحيح تجد الإنسان ينشغل بالنعمة عن المنعم لكن في حالة الابتلاء أنت تعلم أن الله وحده القادر على تخليصك من هذا البلاء هو وحده الشافي، في هذه اللحظة أنت تتقرب له وتترجاه ،

تعلمون الآن الله سبحانه وتعالى لماذا يبتلينا وَالضُّحَىوَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ [ الضحى/1:3 ] والله ربنا لا يكرهك ولن يتركك إنه معك دائمًا لكن أنت غافل ولا تدري أنه يحبك، ستقول لي: لماذا يحبني؟ ماذا فعلت لكي يحبني؟ أنا لا أركز، أنا إنسان على بطء في طريقي لله، حتى يوم أن اصطفاك وجعلك مسلم ماذا فعلت لها؟ هل اصطفاك أم لا؟ نعم اصطفاك، هذا النهار وأنت جالس تستمع لهذا الكلام وأكثر الناس بعيدة ..ألم يصطفيك؟ أجل اصطفاك مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ

طريقة العلاج تبدأ من هنا وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى [الضحى:4] لماذا انشغلت عني بالدنيا؟ أحسبت أنك ستخلُد فيها؟ لم لم تأتِ عندي؟ سوف تعلم أن انشغالك بغيري لا يساوي شيئًا، ما هذا الذي يشغلك عني وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:5] سُيرضِيك لكن ارض عليه أنت في البداية لكي يرضى عنك،

قالوا ما هي علامة رضاه عنك؟ هي رضاك عنه

تريد أن تعرف إذا كان الله راضي عنك أم لا؟ ابحث في قلبك هل أنت راضٍ عنه أم لا.

أنت راضٍ عنه؟

هذا هو السؤال الذي أريد من كل شخص اليوم أن يُجيب عليه من قلبه ولو كان في قلبه شيء تجاه الله سبحانه وتعالى يخرجه الآن ثم إياك ثم إياك والتسخُّط.

يقول النبي r" إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السُّخط " [رواه أنس بن مالك وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ]

كل ما يبتليك أكثر كل ما يكون ثوابك أكبر، قال النبي r " أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم " [ تحقيق الألباني ،صحيح الجامع ]

نحن نفهم هذا الحديث خطأ، فعندما تقرأ هذا الحديث تقول: أنا لا أريد أن أبتلى, ولا أريد أن أمرض أو يحدث لي شيء، فيجب علي أن أكون بعيد عن طريق البلاء لأنه كل ما الشخص يقترب أكثر من الله كلما ابتلاه أكثر،

للأسف هناك أشخاص تفهم الأمر هكذا،،، أشد الناس بلاءً الأنبياء، يعني -في رأيهم هؤلاء الناس- لو اتبعت طريق الله سأعيش الضنك دائمًا .

كيف يحدث هذا ؟

نفكر بالعقل أنا لو عشت في طريق الله، الله سيعذبني وأعيش الضنك وأعيش كل حياتي صعبة ومملة وتعيسة وشقاء، إنما لو عصيته وفعلت كل ما أريده وعشت الحياة كما أريد سأجني الهناء؟!

بعقلنا نفكر هل هذا الكلام يجوز ؟ اشرح لي معني هذا الحديث...

أنت تقول الشخص سيشتد به البلاء ،نعم هذا البلاء يصيب جسمك فقط لكن قلبك في مكان أخر،

مثلًا: النبي r يُعذَّب ويُنكَّل به ويمشي خمسة كيلو في الصحراء يسرح من شدة البلاء عندما آذوه في الطائف لكنه يقول "إن لم يكن بك سخط عليَّ فلا أبالي" لا يهمه أي شيء إلا أن الله يكون راضي عنه، كل هذا الألم وهو لا يشعر، نعم لا يشعر.

إنما شخص آخر ربنا أنعم عليه بصحة الجسم وليست لديه مشاكل لكن مبتلى بالقليل من الأرق أو بالقليل من المشاكل النفسية لديه اكتئاب، يعيش الضنك كله، أمام الناس سعيد والناس تراه سعيد المال هنا والحياة هنا وكل شيء موجود، يعيش حياة لا يحلم بها أحد، لكن هو من داخله يعيش الضنك كله قال الله تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه :124] إذًا أين المبتلى الذي نحكم نحن عليه بالظاهر أم الآخر الذي تحكم الناس عليه أنه يعيش السعادة الحقيقية، هذا الذي يحصل بالضبط البلاء يكون بسيط جدًا ويخفف عليه،

يقولون إن الشهيد عندما يُستَشهَد أمام الناس هو قتل بقذيفة أو غيرها يقولون تكون مثل الوخز هو لا يشعر بها، إذًا المسألة في قلبك.. في نفسيتك.. في مدى استقبالك لهذا البلاء .

لهذا النبي r قال " إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السُّخط" [رواه أنس بن مالك وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ]

بمعني أن الشخص أول ما يبتلى يقول رضيت بالله ربًا، افعل ما تشاء يارب، أنا عبدك وأنا أعلم أنك لن تضيعني، أنا أُحسِن الظن بك وأحبك.

معاذ بن الجبل عندما كان يحتضِر شَعُرَ أن ملك الموت سيأتي وقبل ما يموت وهو على فراش الموت كان يقول: اخنق يا موت خنقك فإنك تعلم يا رب أني أحبك.

يقول افعل ما تريده فأنا أحبك

أرأيتم هذا المعنى الجميل، فمن رضي فله الرضا ..ربنا يرضى عليه, ومن سخِط أي يعارض أمر الله، ويقول: لماذا فعلت بي هذا ماذا فعلت لكي يحدث لي هذا، افعل ما تريده، تسخَّط، اغضب, امش في الأرض كما تشاء تائه حيران..فماذا يكون جزاؤه؟

فله السخط،

قال النبي r " من أرضى الناس بسخط الله وَكَّلَه الله إلى الناس، و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس " [صححه الألباني]

بمعني إذا أرضيت الناس بأشياء تُغضِب الله و تفعلها من أجلهم حتي يتركوك وما تفعله فيه معصية لله يُغضِبه، وتقول: ليست مشكلة يا جماعة حتي لا يأكل الناس وجهي " من أرضى الناس بسخط الله وكَّله الله إلى الناس" تريد الناس، إذًا فلك الناس، ولكن بماذا سيُفيدك الناس؟

"و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس" من يريد أن يرضي فليرضى ومن يريد أن يسخط فليسخط

المهم يرضى الله.

انظر ماذا يصنع الرضا في الناس :

-يُثمِر السعادة والسرور: هي أول شيء، أتريد أن تعيش سعيد ويكون شعارك في الحياة قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون [يونس:58] عندما يمن الله عليك برحمته ستجد قلبك منشرح و مستمتع بحياتك، هذا هو معنى الآية، لماذا إذًا البُعد لكي تجمع حطام الدنيا؟

والله فضل الله عليك ورحمته أعظم من كل شيء وبفضله وبرحمته ستكون سعيد.

_ يُوجِب مغفرة الله: لو أنت راضي عن الله، الله يغفر لك كل ذنوبك لنرى هذا الحديث قال النبي r" من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه" [ صححه الشيخ الألباني]

غفر ذنبه لأنه في هذه اللحظة حقق معنى التوحيد الذي خلق الإنسان من أجله ومعنى العبودية في نفس الوقت يقول أنا راضي يا رب من قلبه, يغفر لك كل ذنوبك.

_ يثمر الغنى الحقيقي: فلنتأمل هذا الحديث النبي r قال " سأل موسى ربه عن ست خصال:

قال: يا رب أي عبادك أتقى ؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى.

قال : فأي عبادك أهدى ؟ قال: الذي يتبع الهدى.

قال : أي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه .

قال : فأي عبادك أعلم ؟ قال : عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه .

قال : فأي عبادك أعز ؟ قال: الذي إذا قدر غفر.

قال : فأي عبادك أغنى ؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى. [صحيح, السلسلة الصحيحة]

إذن هنا الغنى الحقيقي إن فعلا ربنا يرضيك بالذي في يديك كثير قليل ليس هناك فرق عندك فأنت راضي بالقسمة قال الله تعالى نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ [ الزخرف: 32]

_ علو درجة الإيمان: قال أبو سليمان الداراني: " الرضا عن الله عز وجل " و" الرحمة للخلق" درجة المرسلين .

تريد أن تكون في رفقة النبي محمد r في الجنة هنا المفتاح الرضا عن الله والرحمة للناس أرحم تُرحم هذه هي الطريقة التي توصلك لدرجة المرسلين توصلك إلى رفقة النبي r الرضا هو مفتاح مشاكلك بالحياة. أنا دائماً كلما سألني أي شخص في أي مشكلة أقول له تتلخص في كلمة واحدة الله يقولها في الحديث القدسي" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لأن سألني لأعطينه و لأن استغفرني لأغفرن له و لأن استعاذني أعذته " [صححه الشيخ الألباني]

أنت مبتلى بمرض وتتمني أن يشفيك الله اذا أحبك يقول و لأن سألني لأعطينه فلو رفعت يدك وكان هو وقتها يحبك وقلت له يا رب صادقة من قلبك سيجيب دعوتك هل هي صعبة على الله؟ بمعني لو أهل الطب كلهم اجتمعوا على شخص وقالو بأنه لن يشفى وأراد الله سبحانه وتعالى شيئا أين هي المشكلة؟ أحد الأطباء يقول دخلت على أحد المرضى وجدت أنني أعرفه فوجدت عنده مشكلة انزلاق غضروفي فأخذني الطبيب المختص وقال لي أنت تعرف هذا الشخص قال له أجل فقال له الدكتور حالته مستعصية جداً مشلول مشلول مئة بالمئة . فيقول دخلت عنده فوجدته وأنا مهموم هو لا يزال شاب وعمل حادث فهو صغير ليقع له هذا, دخلت عليه وجدته يضحك راضي في منتهى الرضا الطبيب قال له أنه سيبقى قاعداً شهراً فنوى أن يختم خمس أجزاء فبدأت أواسيه وبعد فترة سافرت رجعت للمستشفى دخلت وجدته يتمشى فتعجبت وسألت الأطباء ما القصة قالو له والله هذه معجزة من السماء, هذا الرجل غير طبيعي الأشعة تقول عنده مشاكل في الظهر سيبتلى بالشلل أكيد. كيف حدث هذا حدث هذا لأنه أحبه لأنه كان مستقبل الموضوع بمنتهى الرضا استخدم فترة المرض في ختم القرآن انظر كيف هو فكر لم يقول لماذا حدث معي هذا؟ لكن هو فكر بطريقة ثانية لهذا السبب الله سبحانه وتعالى من عليه بالشفاء والأمثلة كثيرة جداً على هذا المعنى إذا الرضا مفتاح الحب لله ولو أحبك كل مشاكلك ستنتهي كلما سألته سيعطيك تشعر بالخوف من شيء يحدث لك أو أي شيء آخر ولأن أستعاذني لأعيذنه.

يذكر ابن القيم هذه القصة قال ابن القيم : وقد ذكر في أثر إسرائيلي : إن عابدًا عبد الله دهراً طويلا فأري في المنام : أن فلانة الراعية رفيقتك في الجنة، فسأل عنها إلى أنْ وجدها، فاستضافها ثلاثة ليالي واوصي أهله أن ينظروا إلى عملها، لماذا هي رفيقتي في الجنة، فكان يبيت قائماً، وتبيت نائمة، ويظل صائماً وتظل مفطرة .

فقال لها: أما لك عمل غير ما رأيت. قالت: ما هو والله غير ما رأيت - أو قالت : إلا ما رأيت - لا أعرف غيره فلم يزل يقول لها : تذكري حتى قالت: الاخصيلة واحدة هي أني إن كنت في شدة لم أتمنَّ أني في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمن أنى في صحة، وإن كنت في الشمس لم أتمن أنى في الظل .

قال: فوضع العابد يده على رأسه وقال: أهذه خصيلة ؟! هذه -والله - هذه لا يستطيعها العباد الأكابر.

بمعني أنت تفهم ما تفعله هي لو نزل عليها مرض لا تسأل الله الشفاء هي تعلم إن كل ما يقدر ربنا فيه الخير قدر الله لا يأتي إلا بخير.

العلامات التي تعرف فيها هل أنت راضي عن الله:

أول علامة: أنك تستقبل الابتلاء بالطمأنينة والسكينة

نأخذ العبرة من سيدنا إبراهيم والنبي r نلاحظ هو كيف يستقبل؟ وأنت كيف تستقبل؟ قال الحسن {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة : 124] أبتلاه بالكوكب فظل سيدنا إبراهيم حيران هذا ربي هذا ربي هذا ربي وفي الحيرة كان راضياً عن الله لا يشك وابتلاه بذبح ابنه فرضي عن الله وابتلاه بالهجرة وترك وطنه وقال وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ [الصافات :99 ] فرضي عن الله وابتلاه بالنار وقُذف فيها فلما ألقي في النار قال حسبي الله ونعم والوكيل وما زاد عليها وابتلاه ربه بالختان في الصحيحين أنَّ رسول الله r قال "اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة واختتن بالقدوم "

تعذب كثيرا ولو حدثت عملية جراحية الآن في سن 80 تبقى كبيرة. فرضيّ عن الله هو في كل الأوقات راضي نرى النبي r حتي نعرف أن هذه هي التي توصل إلى أعلى لماذا بالضبط سيدنا إبراهيم وسيدنا النبي هما اللذان وصلا إلى أعلى درجة عند الله اسمها الخلة؟ {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [ النساء:125] يكون حب الله عنده في كل جزء من جسده أي شئ فيه تشعر بأنها تحب ربنا تخللت محبتة في كل شيء فيه, الآن نلاحظ النبي r يقول ابن الجوزي : " بُعث إلى الخلق وحده و الكفر قد ملأ الآفاق، فجعل يفر من مكان إلى مكان، واستتر في دار الأرقم، وهم يضربونه إذا خرج، ويدمون عقبه، وشق السَّلى على ظهره، و هو ساكت ساكن. و يخرج كل موسم فيقول : من يؤويني من ينصرني ؟ وهو أحب خلق الله إلى الله" لدرجة أنه في مرة من المرات النبي r كان يقول للوفود التي كانت تجيئهم من يؤويني من يأخذني عنده فواحد منهم تركه حتى ركب الجمل ودفعه فأسقطه يقول مثلا من ارتفاع 2متر والنبي rكان ابن 52 سنة هل تفهموا من هذا الشخص ليحدث له كل هذا يخرج من مكة إلى الطائف ولكي يعود ثانيةً يدخل في جوار رجل كافر لا يستطيع أن يدخل مكة مرة أخرى بعدما ذهب إلى الطائف هذا قبل الهجرة فيجب شخص يقول هذا في أماني ومن يقول له هذا الكلام شخص كافر. كيف يستقبل كل هذا؟ هل يقول لماذا يا رب تفعل معي هكذا أنا نبيك أنا أدعو إليك؟ لا أبدأً لا يهمه شيء هو ساكن راضي, و يُبتلى بالجوع حتى يشد على بطنه الحجر وربه له خزائن السماوات والأرض, يجلس في الشعب ثلاث سنين لدرجة أنه يضع الحجر على بطنه, يحفر الخندق وهو يلف الحجر على بطنه يجلس شهرين لا توقد في بيوت أزواجه النار ليس عندهم شيء يأكلونه, يأكلون تمر ويشربون ماء هو في ذلك الوقت ماذا يقول إن لم يكن بك سخط عليّ فلا أبالي فكل هذه الابتلاءات يستقبلها بمنتهى الرضا هذه العلامة الأولى للرضا كيفية استقبالك للبلاء.

ثاني علامة: توافق الله في قدره وتلتمس رضاه

أولا أن تكون هادئ ثانيا موافق على كل شيء لو حدث أي شئ موافق، نعم إذا كان هذا سيرضيك عني فلا أبالي،

سيدنا عمار رضي الله عنه كان يقول: "اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقى نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت&quot. أهم شيء أنك ترضى هذه الكلمة التي أريد أن أحفرها في قلبك هذا اليوم الأهم أن ربنا يكون راضي يعني هو يقول له لو نفسي لأزهقها لأنال رضاك لفعلتها واذا طلب منك أي شيء, لو قال لك حي على الصلاة لو قال لك تصدق الآن, هل سيتغير الأمر أم رضاه أهم؟

العلامة الثالثة : أن يحب ما يناله من ربه وإن خالف هواه.

مادام هو فعل لك هذا يجب أن يكون حبيب إليك لهذا يقولون لازم تحفر هذا الكلام في قلبك ما يأتي من حبيبك يكون حبيبك أنا أحبه وهو لن يضيعني هكذا قالت هاجر لسيدنا إبراهيم قول هاجر: " ألله الذي أمرك بهذا ؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا " [رواه البخاري]

و قيل للحسين بن علي رضي الله عنهما: " إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة .

فقال: رحم الله أبا ذر: من أتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما أختار الله له"

يعنى هو يقول الفقر أحسن له فهو طول ما ليس له نقود الدنيا عنده ماشيه فقال له هي العملية ليست بفقر أو غنى " أحبه إليه أحبه إلىّ "

وعن أبي بن كعب قال: "ما من عبد ترك شيئا لله عز وجل إلا أبدله الله به ما هو خيرُ منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب." [ صححه الشيخ الألباني ].

يعني ما تترك شيئا لله إلا أبدلك الله خيراً منه ولو ربنا منع عنك شيء إلا سيبدلك الله أفضل منه, أحفظ هذه الكلمات أيضا ونحن في درس الرضا مهمة جداً هذه المعاني يا جماعة ما منعك والله إلا ليعطيك يعني واحدة مثلا تأخر بها سن الزواج قليلاً ويخطبونها كثيراً وبعد ذلك ليس هناك توفيق وفي واحدة ثانية على طول سن مبكر جداً وتزوجت ما منع عنها إلا ليعطيها لكن هي هل تحسن الظن بالله أم تسئ الظن بالله؟ وهكذا شخص ناجح في عمله وربنا يوفقه ويوسعها عليه جداً والثاني يفعل مثله ولا ينجح غير موفق ما منعه إلا ليعطيه لكن هو تفكيره كيف؟ هو يرضى لهذا له الرضا؟ ولا يتسخط ويقول لماذا هو نجح وموفق وأنا لا؟ أنا أعمل مثله لو قال هذا يعنيأنه يتسخط على قدر الله فمن رضي فله الرضا ومن تسخط فله السخط.

العلامة الرابعة: ترك الاعتراض

قال أحمد ابن أبي الحواري - أو قيل له - : إنَّ فلانا قال : وددت أنَّ الليل أطول مما هو. فقال: قد أحسن، وقد أساء أحسن حيث تمنى طوله للعبادة والمناجاة، وأساء حيث تمنى ما لم يرده الله .

هو تمنى شيء ربنا ما أراده على أنه في يتمني عمل صالح لكن في نفس الوقت يوجد شيء من الاعتراض يقولون من اللطائف أن السيدة مريم كان يأتيها رزقها رغدا ً فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران: 37]. ولما بشرت أنها سيكون لها الغلام قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً [مريم:20] يعني كيف يحصل هذا لي؟ فيها مزحة اعتراض, فماذا حدث؟ قال وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً [مريم:25]

اشتغل الآن, هذا ما كنا نقوله ترك الاعتراض.

قال الثوري يوما عند رابعة: اللهم أرضَ عنا. فقالت: أما تستحي أن تسأله الرضا عنك، وأنت غير راض عنه. فقال: أستغفر الله. ماذا تريدني أن اعمل؟ -أنا بقول يارب أرض عنا فيها أي شيء؟- فقال لها أحد الجلوس: متى يكون العبد راضياً عن الله؟ فقالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة .

ليس هناك متى نصل لهذا الأمر اللهم أرض عنا والله المستعان.

العلامة الخامسة: ألا تخاصم ولا تعاتب

قال أنس رضي الله عنه : " خدمت النبي r عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيعته وما لامني -كان يحدث أن نكون جالسين فيطلبوا مني أشياء قال فكانوا يشكونني إلى الرسول r أنظر إلى أنس نأمره بأشياء فلا يفعلها- فإن لامني أحد من أهل بيته إلا قال: دعوه فلو قدر - أو قال :لو قضي- أن يكون لكان " [صححه الألباني] فالنبي r لا يعاتب ولا يخاصم هذه علامة الراضي لهذا يجب أن يكون هذا المعنى داخل قلوبنا ولا يفرق معنا أي شيء أنت تفكر بطريقة مختلفة شخص آذاك أنت تسأل الله سبحانه وتعالى هو الذي يكفك لا تكون طول الوقت تتشفى لنفسك كيف يفعل فلان معي هذا؟ لماذا تتعصب؟ النبي r لا يعاتب ولا يخاصم

العلامة السادسة: الاستغناء بالله وعدم سؤال النَّاس شيئًا

ألست راضي عن الله؟ لا تسأل الناس شيئا .

عن سيدنا ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: "من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة " فقلت : أنا .[صححه الألباني, صحيح الترغيب والترهيب]

فكان ثوبان لا يسأل أحدا شيئاً، فربَّما يقع سوطه وهو راكب، فلا يقول لأحد: ناولنيه، حتى ينزل هو فيتناوله. وكان سعيد المسيب يقول: من استغنى بالله افتقر الناس إليه .

بمعني ان من استغنى بالله يجد الناس كلها هي التي تحتاجه وليس هو يعني العلامة السادسة هي أنك تستغني بالله ربنا وحدك هو الذي يكفيك يسألك يقول لك سؤال وجاوب أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ [الزمر:36] يكفيك، أو لا؟ تحتاج مَن غيره؟ لماذا تذل نفسك لغيره؟ هو يكفيك, لماذا تطلب السعادة من غير طاعته؟ لماذا؟!! أليس هو الذي خلقك؟! أنت فاهم أنك عندما تعصيه أنك ستعيش سعيدا؟! أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ أريد جوابا من قلبك ..

العلامة السابعة :التخلص من أسَر وحبس الشهوة ورغبات النفس

أنا أريد وأريد وأتمني, أشياء ممكن تكون فيها غضب الله فأنا لا أستطيع أن أجاهدها فبالتالي سأقع في المعاصي ومنها سأقع في التسخط على قدر الله فأنت لو من البداية جاهدت نفسك سيسلم لك قلبك وبالتالي تعيش راضي عن الله.

طريقة الوصول للرضا

هذه الأشياء التي تضعها أمام عينك وتعرف بها،كيف تستقبل الموضوع بهدوء وسكينة ولا تهتم وتقول أحبه إليه أحبه إلىّ المهم أنت راضي, لا يهم شيء آخر, تستغني به عن الناس جميعاً هو الذي يكفيك أن أنت راضي، تقول أنا في سنة أولى وأتمني ان أتعلم أن أكون فعلاً راضي عن الله لكي يرضى عني الله ماذا أفعل :

أول شيء: اعرف ربك

عندما تكون بيني وبينك علاقة في البداية أنا أخذ منك موقف يعني لما أبدأ أقترب منه أكثر وأتعرف عليه أكثر ستبدأ نظرتي له تختلف جاء عندي شخص وقال لي أن أخوه ابتلى بمس ومشاكل ستة سنوات ومات لماذا يعمل معه هذا؟ لماذا؟ قلت له أهدأ وهو كان جالس بعيد عني قلت له أقترب أجلس بجانبي النظر أختلف أليس كذلك؟ هذه هي مشكلتك أنك واقف بعيد جداً أنت عندما أتيت إلى بيتي كان لك انطباع عني صحيح ولما بدأت أتكلم معك أختلف الانطباع ولو جلسنا مع بعض أربع أو ثلاث جلسات ممكن الانطباع يختلف تماماً هذا هو والله المشكلة أننا بعيدين جداً عن الله ونقول لماذا يحدث هذا؟ اقترب وتكلم وأتعرف عليه والله يأمرك أنك تتعرف عليه قال رسول الله r "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " [ رواه أبو هريرة وصححه الألباني ]

من يريدني؟ لهذا عندما تعرفه ستحبه وعندما تحبه سترضى عنه وسترضى عن كل شيء منه ولن تهتم لشيء أجب على هذه الأسئلة حتى تتعرف عليه الله تبارك وتعالى يسألك.. قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [ الأنعام :164] هل تريد ربا غيره؟ رب هذه معناها أتريد أحدا غيره يرزقك؟ هل تريد من يكون هو المهيمن على كل شيء في حياتك غيره؟! وقال تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [الأنعام : 14] تريده أن يكون ولي أمرك؟ وليك الذي تحبه, الذي يكرهه تكرهه والذي يحبه تحبه, وقال تعالى: أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا [ الأنعام :114] أتريد حكمه أو حكم غيره؟ تريد أن يكون هو الذي يحكم أولا ؟!

أحد السلف قالو له: أتحب أن يحاسبك ربك أم يحاسبك أبوك؟؟ لو كل واحد مننا يعلم صحيفة أعماله ماذا يوجد فيها ووقفت وخيروك والدك الذي سيمسك صحيفة العمل ويحاسبك أم الله تعالى؟؟ أظن ستقول والدك أليس كذلك؟ على الأقل أبي سيرحمني وعارف كل شيء, أما هو قال: أحب أن يكون ربي لأن ربي أرحم بي من أمي وأبي, أنظر إلى الأم وعاطفة الأمومة التي تكون تجاه ابنها. ربنا والله أرحم بك منها, إذن يجب أن نتعرف عليه المشكلة أننا لا نعرفه والله والله كل ما تتقرب منه أكثر كل ما تحبه بكل ذرة في وجدانك إذن لكي نتعلم كيف نرضى يجب أن تكون هذه الكلمة على لسانك دائماً "قدر الله لا يأتي إلا بخير" أي شيء يحدث تقول "قدر الله لا يأتي إلا بخير" وتعلم أن تقولها وأنت مغمض عينك "رضيت بالله رباً "مرة أخري "رضيت بالله رباً" مرة أخري "رضيت بالله رباً" تذوقت طعمها اذكروها بينكم وبين أنفسكم أريدها أن تكون على لسانك طول الوقت "رضيت بالله رباً"

سيدنا سعد بن أبي وقاص كان رجلاً مجاب الدعوة, في يوم ذهبوا يعاتبوه لسيدنا علي قالوا له سعد يفعل كذا وكذا, فسأل شخص تبلى عليه وقال كلام فقام سيدنا سعد رفع يداه ودعا عليه, بعد ذلك كان الرجل يمشي مجنوناً في الطرقات يقال أصابته دعوة سعد يعني دعوته وصلت, في أواخر عمره أصيب بالعمى فجاء الناس إليه فقالوا أنت رجل مجاب الدعوة هلا دعوت الله لنفسك فرد الله عليك بصرك فتبسم فضحك وقال يا بني قضاء الله عندي أحسن من بصري أرأيتم هذه المعاني ما أصابني به الله أحب إلي من بصري أنا لن أرفع يدي أنا لن أقول هو يراني وهو يعرفني لو أراد أن يقدر لي أي شيء سيكون قضاء الله أحب إلي من بصري ممكن يبتليك لكن لو عرفت لماذا ابتلاك ممكن وقتها تحب أن يبتليك لكي يغفر لك ذنبك يقول النبي r: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا حتى الشوكة إلا غفر الله له من خطاياه " [صححه الشيخ ا؟لألباني]

ممكن يكون لكي يغفر لك أو لكي يرفع درجتك "إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما زال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغها إياها" [رواه أبو هريرة وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب]

عملك لن يوصلك فيبتليك لكي تصل فلو فهمت هذا, يعني ربنا يرحمك أم لا؟ ربنا يدخر لك الخير أم لا؟ إذن قدر الله لا يأتي إلا بخير تعودنا إذن يجب أن نقول رضيت بالله رباً من قلوبنا

ثاني شيء: ارمي حملك عليه

تعرف تتعلم أن ترمي حملك عليه, ارميه عليه حامل الهم كله فوق رأسك وتمشي به أعلمها لك عملي إنَّ له يعني قول له آه ربنا يقول إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة : 11] قلنا أن إبراهيم كان درجة عالية جدا ماذا كان يعمل عندما يصيبه بلاء يحرقوه في النار وكذا وكذا كان بينه وبين الله عز وجل يتأوه له إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ يعني يقول آه لله, في يوم واحدة اتصلت بي وقالت أن عندها مشكلة كبيرة وتبكي بكاء شديد قلت لها هذه الليلة صلي ركعتين وأنتِ ساجدة أخرجي كل ما بداخلك اشتكي له قولي له آه يا رب إنما أشكو بثي وحزني إلى الله والله مر أسبوع اتصلت بي قالت لي جزاك الله خيراً أنا كنت بعمل هكذا حتي نمت والدمعة على خدي أصبحت أضحك ولاأشعر بأي شيء حتى الشيطان عندما يريد أن يدخل لي بموضوع أنتِ لا ترين ماذا حصل لكِ؟ أجد نفسي رضيت قدر الله ما شاء كان, هذه هي الخطوة الثانية, ارمي حملك عليه فوض أمرك له.

ثالثا أدلك على أشياء هو يحبها ويرضى عن الذي يعملها؟

البر بالوالد بر الوالدين طيب الذي مثلا والدته توفيت ماذا يفعل؟ البر لا ينقطع بوفاة الرجل أو وفاة أمه يظل مستمراً في من يحبونهم فيجب عليه البر بهم وكذلك يجب عليه الترحم عليهم والدعاء لهم, البر لا ينقطع, كلنا علينا واجب بر تجاه آبائنا وأمهاتنا.

النبي r يقول: "رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد " [صححه الشيخ الألباني, مشكاة المصابيح]

لو أبوك راضي عنك وأمك راضية عنك إن شاء الله يكون ربنا راضي عنك, والناس يقولون هذا المعنى دائما يقولون إن أبوه وأمه راضين عليه لهذا الدنيا ميسرة له, رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد .أقول لك على شيء ثاني سهل جداً كل يوم نعملها يقول النبي r" إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها " [ رواه مسلم]

بعض المشايخ كان يرفع اللقيمة بتسبيح وتحميد يعني يرفع يقول سبحان الله ويضعها في فمه فيحمد الله, إنه عبد رضي الله عنه .من الأشياء كذلك الرفق كن رحيما.

النبي r" إن الله رفيق يحب الرفق، و يرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف " [صححه الشيخ الألباني, صحيح الأدب المفرد] بهدوء مع الناس من غير شدة ويعين عليه ما لا يعين على العنف.

من الأشياء أيضا كظم الغيظ

عندما تكون متوتر جداً بمعني ان شخص عمل معك موقف ممكن أنك تعرف تكتم غيظك يقول النبي r "ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا" [حسنه الألباني, صحيح الترغيب] يعني هو يستطيع أن ينتقم من هذا الشخص لكن يقول أنا سأتركه لله .

توجد أشياء أيضا لو عملتها ربنا سيرضى عنك أن تصلح بين الناس عندما تجد اثنين متخاصمين أو اثنين بينهم وبين بعض شيء لو أصلحت بينهم يكون ربنا راضي عنك يقول النبي r لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه " ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله ؟! قال : بلى. قال : صل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا "

[الراوي: أبو أمامة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائدخلاصة الدرجة: [فيه] عبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات]

يعني لما تجد اثنين متخاصمين وخصوصا نجد هذا في العائلات حاول على قدر المستطاع إصلاح ذات البين.

النبي r قال: "إن إصلاح ذات البين أعظم عند الله من الصدقة والصلاة والصيام " [صححه الشيخ الألباني]

الذين هم أعظم العبادات لو أصلحت ذات البين يعني تكون هي الأعلى ستوصلك لدرجة الرضا أريد أن اختم لكم بقصة حدثت لعمر بن عبد العزيز في أسبوع واحد مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ابنه وسهل بن عبد العزيز عمه فدخل عليه شخص فقال : عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين، فما رأيت أحدًا أصيب بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، إن كان ابنك لأفضل ابن وعمك لمن أفضل الناس فوضع رأسه وشرد فقالت البلاء نزل به فقلت لنفسي أتركه فقال له ويحك أنت ماذا كنت تقول؟ فقال له أنا كنت أعزيك وأواسيك في مصيبتك إن شاء الله ربنا يغفر لهم ويرحمهم قال اسكت أحبه إليه أحبه إليّ .

هو أحب إلىّ هذا أنا لا أحزن نريد أن نقولها اليوم ونكررها كثيرا ًونرددها من داخلنا قدر الله لا يأتي إلا بخير أحبه إليه أحبه إليّ رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد r نبياً ورسولاً هل يمكن نرددها هذا الأسبوع كله حننوا قلوبكم يا جماعة على الل,ه والله لو انفتح هذا الباب قالو الرضا باب الله الأعظم لو انفتح لك ستفتح لك أبواب الجنة كلها لهذا قالوا جنة الدنيا الرضا ومستراح قلوب العابدين الرضا فيارب يارب يارب أرض عنا


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله r

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين

اللهم رضي قلوبنا عنك اللهم رضي قلوبنا عنك اللهم رضي قلوبنا عنك

اللهم خذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك اللهم أغفر وأرحم وأعف عما تعلم وأهدنا وتكرم سبحانك الأعز الأكرم

اللهم قد رفعنا أيدينا إليك وهي ملوثة بالخطايا والذنوب والمعاصي وليس لنا رب سواك يغفر وليس لنا رب سواك يعفو وليس لنا رب سواك يتوب علينا

اللهم أغفر لنا ذنوبنا دقها وجلها علانيتها وسرها ما علمنا منها وما لم نعلم ربنا ربنا ربنا قد رفعنا أيدينا إليك فلا تردنا محرومين ولا تردنا خائبين وأرض عنا أجمعين

اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أعتق رقابنا من النار يارب أجعلها خاصة لوجهك الكريم في ليلتنا هذه فلا تفض علينا مجمعنا هذا إلا وقد غفرت لنا أجمعين ورضيت عنا أجمعين وتبت عنا يا رب العالمين

اللهم تب علينا لنتوب, اللهم تب علينا لنتوب, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا اله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




كيف تكون من الراضيـــن؟ 0xk0njwi0n9n2loqvb9

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تكون من الراضيـــن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا تكون بخيل
» * لكي تكون ملكاً .... *
» أجمل ما تكون ..
» لكي تكون أسعد مما أنت‏ عليه
» نكث عساها تكون مضكة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى الآسلام العام-
انتقل الى: