د. محمد أيمن عرقسوسي .
العنف من سمات البشر يتسم به الفرد والجماعة, ويكون حيث يكف العقل عن قدرة الإقناع أو الاقتناع مع الشعور الذاتي بأنه لا يحتاج للأخر فيلجأ الإنسان لتأكيد الذات بالعنف من خلال ضغط جسمي أو معنوي ذو طابع فردي أو جماعي فينزله الإنسان بقصد السيطرة أو التدمير .
قال تعالى : ( كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ) ( 6-7 العلق ) .
ويعرف العنف بأنه ممارسة القوة أو الإكراه ضد النفس أو الغير عن قصد . وعادة ما يؤدي العنف إلى التدمير أو إلحاق الأذى أو الضرر المادي وغير المادي بالنفس أو الغير .والسلوك العنيف نواة للإجرام .
وقد أصبحت ظاهرة العنف في فترة المراهقة مركزاً للاهتمامات الثقافية في هذا العصر. ولا يكاد يمضي زمن إلا ونقرأ أو نسمع عن أحداث فردية أو جماعية من العنف. ( أنظر مثلاً ما حدث في يوم 21/3/2005م من المراهق الأمريكي الذي قام بقتل جديه وبعض من زملائه ومن ثم إقدامه على الانتحار) . لذا توزعت الاهتمامات بهذه الظاهرة بين المعالجين النفسانيين والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع والدين وكذلك الأجهزة الإعلامية والقضائية, فكلنا معنيين بهذه الظاهرة لأن المراهق ابن للمجتمع و هو صورة عن مستقبله. ولأن المراهق في مرحلة تكوين للشخصية فانه يمر بينه وبين نفسه بتساؤلات أساسية من أهمها : أية شخصية سوف يكون؟ مع أي مثال يجب أن يقلد لكي تتجسد به الهوية الوطنية؟ أي مواطن يجب أن يكون ليتوافق مع المعيار الاجتماعي؟ مع أية هوية جنسية يجب أن يتقمص, مع خطر, الابتعاد عن جنسه الطبيعي؟ في غياب " الأخ القدوة " الذي يجيب على تساؤلاته لم يعد له من وجهة نظره سوى اللجوء إلى العنف والإدمان كحل مستعجل!
أسباب سلوك العنف :تقسم الأسباب التي تؤدي للعنف لدى الأطفال والمراهقين إلى ست مجموعات كما يلي :
أ- أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى شخصية الفرد• الشعور المتزايد بالإحباط .
• ضعف الثقة بالذات .
• طبيعة مرحلة البلوغ والمراهقة .
• الاعتزاز بالشخصية وقد يكون ذلك على حساب الغير والميل أحياناً إلى سلوك العنف.
• الاضطراب الانفعالي والنفسي وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية .
• تمرد المراهق على طبيعة حياته في الأسرة والمدرسة .
• الميل إلى الانتماء إلى الشلل والجماعات الفرعية .
• عدم القدرة على مواجهة المشكلات بصراحة .
• عدم إشباع الطلاب لحاجاتهم الفعلية .
ب – أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الأسرة• التفكك الأسري
• التدليل الزائد من الوالدين .
• القسوة الزائدة من الوالدين .
• عدم متابعة الأسرة للأبناء .
• الضغوط الاقتصادية .
ج – أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى الرفاق• رفاق السوء .
• النزعة إلى السيطرة على الغير .
• الشعور بالفشل في مسايرة الرفاق .
• الهروب المتكرر من المدرسة .
• الشعور بالرفض من قبل الرفاق .
د – أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى المدرسين• غياب القدوة الحسنة .
• عدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ .
• غياب التوجيه والإرشاد من قبل المدرسين .
• ضعف الثقة في المدرسين .
• ممارسة اللوم المستمر من قبل المدرسين .
هـ – أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى مجتمع المدرسة• ضعف اللوائح المدرسية .
• عدم كفاية الأنشطة المدرسية .
• زيادة كثافة الفصول الدراسية .
و- أسباب سلوك العنف التي ترجع إلى طبيعة المجتمع• انتشار سلوكيات اللامبالاة.
• وجود وقت فراغ كبير وعدم استثماره إيجابياً .
• ضعف الضبط الاجتماعي
• ضعف التشريعات والقوانين الاجتماعية .
• انتشار أفلام العنف .
ويصنف الطب النفسي حالات العنف بالطريقة التالية : أ- حالات عنف صريحة وتقسم إلى :
• عنف جسدي ( كدمات رضوض . تكسير .. الخ ) .
• عنف معنوي ( كلامي شتائم .. الخ )
• سلوك هجاني مصاحب للأذى .
• مواقف سلبية مؤذية ( رفض الطعام أو الكلام )
ب- حالات عنف مستترة وتقسم إلى :
• عنف مستتر بمحاولات السخرية والتحقير .
• عنف مستتر بمحاولات الحماية .
• عنف مستتر يصعب استشفافه ويظهر فجأة .
بعض من أساليب الوقاية من العنف وأسس معالجته : ينطلق أسلوب التصدي للعنف من بعدين أساسيين:
أولاً : البعد الوقائي.
ثانياً : البعد العلاجي.
البعد الوقائي : • عمليات التنشئة الاجتماعية والتعليم
• زيادة الوعي بخطورة العنف والتحذير منه
• إبراز أهمية المحبة والعطف في التعامل بين الناس
• وضع قوانين وتشريعات مضادة للعنف والجريمة
• بناء مفاهيم اعتقادية نفسية واجتماعية للقضاء على كل أنواع الظلم
• تنشيط مفاهيم مثل حل النزاع بالتفاهم وبوسائل بعيدة عن العنف
• تغيير النظرة للعنف
• التوعية بالأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية الناجمة عن العنف.
البعد العلاجي:• تجريم العنف وكفالة الحرية والتكريم للإنسان
• توظيف أساليب العمل النفسي والاجتماعي للنظر في متابعة مسببات العنف وحوادثه بشكل مستمر ومعالجتها أولا بأول.
• تأمين العلاج النفسي والجسدي والاجتماعي لضحايا العنف
• تأمين مؤسسات أو نظم بديلة في حال احتياجها لمعالجة مشكلات الحجر على الولي ووضع نظم تساعد على تقنين ذلك
• تأمين مراكز للعلاج
• عدم التهاون في معاقبة مرتكبي العنف ومسبباته وإعلان ذلك.
للمزيد من المعلومات زوروا الرابط التالي :
http://www.almostshar.com/web/Subject_Desc.php?Subject_Id=356&Cat_Subject_Id=42&Cat_Id=5