قمة وسام التميز
عدد المساهمات : 409 تاريخ التسجيل : 08/02/2010
| |
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| |
صفاء الروح مشرف
عدد المساهمات : 396 تاريخ التسجيل : 11/03/2010
| موضوع: رد: طوبى للغرباء الجمعة أبريل 09, 2010 3:40 pm | |
| طوبى للغرباء .. د.يوسف القرضاوي | | موقع
القرضاوي /18-11-2007
روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"[1] (صدق رسول الله).
الغُربة غربتان إن الغُربة غُربتان ... غُربة البدن: بالبعد عن الأوطان، وفِراق الأهل والخلاَّن. وهي غربة تثير - ولا شك - عواطف الحنين دائما، ومشاعر القلق والخوف في كثير من الأحيان، وفي درجات يتفاوت فيها الناس. الغُربة الحقَّة
والغُربة الأخرى هي غُربة الروح والفكر ... غُربة الغاية والوِجهة، غُربة العقيدة والسلوك ... وهذه هي الغُربة حقا. فإن صاحبها يعيش وحيدًا وإن كان بين جماهير الناس، مستوحشا وإن ازدحمت من حوله المواكب، إنه يعيش بين الناس ولسان حاله يقول: أنا في أمة تداركها الله *** غريب كصالح في ثمود.
هذه هي الغربة التي وصف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابها في هذا الحديث، وجعل لهم الطُوبى، "فطوبى للغرباء". طوبى للغرباء في آخر الزمان
بدأ الإسلام غريبا بين أقوام لا يؤمنون، بين أقوام يصدُّون عنه، ويحادُّون الله ورسوله، ويصبُّون الصاب والعلقم على كل مَن آمن بهذا الدين.
بدأ الإسلام بين نُزَّاع من القبائل من هنا ومن هناك، اعتنقوا دين الله، وآمنوا به، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فرضوا بكل ما يُصيبهم في سبيله، ثم أراد الله لهذا الدين ليقوى وينتشر شيئا فشيئا، حتى عمَّ الآفاق، وظهر على الدين كله، وجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
ولكن ... كما هي سنة الله ... كل شيء يتغيَّر، لا يبقى شيء على حال، فدوام الحال من المحال.
إن هذا الدين الذي قوي وانتشر وعمَّ الآفاق، ستُصيبه غُربة في آخر الزمان، وسيصبح أهله غرباء، فطوبى لهؤلاء الغرباء ...
طوبى لهؤلاء المُتمسكين بحبله، المُتشبثين بذيله، المُتعلقين بأهدابه، الذين لا يُفرطون في دينهم، ويقبضون عليه وإن كان قبضا على الجمر.
| | |
|