قمة وسام التميز
عدد المساهمات : 409 تاريخ التسجيل : 08/02/2010
| |
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: رد: ماذا عن شهر أفريل؟ الخميس أبريل 01, 2010 7:53 pm | |
| | |
|
صفاء الروح مشرف
عدد المساهمات : 396 تاريخ التسجيل : 11/03/2010
| موضوع: رد: ماذا عن شهر أفريل؟ الجمعة أبريل 02, 2010 2:27 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة لله و بركاته
تحية طيبة و بعد
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم مالك يوم الدين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين , و صل اللهم على سيدنا محمد و أزواجه أمهات المؤمنين , و على أهل بيته و صحابته و ذريته و من سار على نهجه أجمعين .... أما بعد .... من محاسن الشريعة الإسلامية تحريم الكذب لما فيه من مضار و مفاسد على الفرد و المجتمع , فقد قال الله عز و جل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين " , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذاباً". و قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون} [النحل:105]. و إن الكذب داء عظيم إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جعل من آيات النفاق وعلاماته إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" ، ويعد صاحبه مجانبا للأيمان ، ولقد كان أبغض خلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب . و الكذب من الكبائر لا يجوز إلا فى حالات حددها الرسول صلى الله عليه و سلم و هى للإصلاح بين الناس و بين المرأة و زوجها و فى حلات الحرب . و من عقوبات الكذب ما جاء فى حديث طويل و هو رؤيا رآها الرسول عليه الصلاة و السلام رواه سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" فانظلقنا فأتنيا على رجل مستلق لقفاه و إذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد و إذا هو يأتى أحد شقى وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر حتى يصح ذلك الجانب كما كان فيعود عليه فيفعل مثل ما فعل فى المرة الأولى " و فى سياق الحديث :" و أما الرجل الذى اتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق , و فى رواية :" فيفعل به ذلك إلى يوم القيامة " . و مما ابتليت به الأمة فى هذا الزمان تقليد الكافرين بجهل فى كل شاردة و واردة من سوء و شر , و هذا مما نهى عنه كما جاء فى آيات و أحاديث عدة , منها قوله تعالى : " و الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك و من الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله و لا أشرك به إليه أدعو و إليه مئاب . و كذلك أنزلنواه حكما عربيا و لئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولى و لا واق " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ( ص- 23 طبعة دار العقيدة ) : " فالضمير فى ((أهوائهم )) يعود - و الله أعلم -إلى ما تقدم ذكره و هم الأحزاب الذين ينكرون بعضه فدخل فى ذلك كل من أنكر شيئا من القرآن : من يهودي و نصراني و غيرهما ..." إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى . و مما ابتليت به هذه الأمة فى زماننا مشابهة لأهل الكفر ما يسميه الناس بكذبة إبريل حيث يحللونها و يعتبرونها ضربا من (خفة الظل) و يقولون هى للترويح عن النفس و إلى غير لك . و الحاصل أن هذا الفعل لا يجوز لأنه كذب و هو ما نهى عنه
ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها ، والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى ، وليس منشؤها من المسلمين ، بل هي من أعدائهم .
والحوادث في كذبة إبريل كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض . وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها. وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة . وقد رأينا كيف أن الشرع حرّم الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل . فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .
فخلاصة الأمر أن المسمى بكذبة إبريل لا تجوز و لا تحل إذ هى تعتمد على الكذب و لكونها مشابهة للكافرين و لكونها تتضمن ترويعا للآمنين و هذا مما نهى عنه .
فنرجو من إخواننا المسلمين الحذر من هذه المعصية و أن ينتهوا إذا ذكروا . و أسأل الله أن يتقبل عملى هذا منى و يرزقنى الإخلاص فى السر و العلن إنه ولى ذلك و القادر عليه .
و لا تنسونى من دعائكم
| |
|