[size=21]التوسل المشروع والممنوع وصوره
التَّوَسُّل مثل : التَّقرُّب وزناً ومعنى ، وهو من الحقائق الشرعية في الكتاب والسنة ، بمعنى : التقرب إلى الله تعالى .
وباستقراء الأدلة ، تبين أن التوسل المشروع أربعة أنواع :
1- توسل الداعي إلى الله سبحانه بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى ، أو باسم من أسمائه ، أو صفة من صفاته سبحانه .
ال الله تعالى :
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) [الأعراف / 180].
2- توسل الداعي في دعائه بعمله الصالح شرعاً .
ورأس ذلك : التوسل إلى الله تعالى بإيمان العبد بربع وتوحيده له ، ومتابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد انتظم هذا النوع من التوسل المشروع ، والذي قبله ، مافي سورة الفاتحة ، من تقدم الثناء على الله ، ومدحته بأسمائه الحسنى وهي متضمنة لصفاته العُلى ، في قوله تعالى :
(الحمد لله رب العالمين *الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين ) ، وما تقدّم من ذكر العمل الصالح في قوله تعالى :
(إياك نعبد *وإياك نستعين ).ثم تلا ذلك بالدعاء :
(اهدنا الصراط المستقيم ) ، بل تدل على النوع الثالث بطريق التضمن والالتزام في قوله تعالى :
(صراط الذين أنعمت عليهم ) فإن من صراط المنعم عليهم دعاء الصالحين لهم .
3- التوسل بلسان الحال بإظهار الضعف والافتقار والحاجة إلى الله تعالى والاعتراف بالذنب ، التوسل بالحال ، قال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام :
(رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) [القصص/ 24].
4- التوسل والتقرب إلى الله تعالى بدعاء عبد صالح .
وينتظم هذا النوع والنوع الذي قبله قول الله تعالى :
(ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) [النساء /64].
ففي هذه الآية دلالة على التوسل والتقرب إلى تعالى باستغفار العبد لنفسه وهو في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا توسل وتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح .
وفيها دلالة على استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لغيره في حياته وفي ذلك قدوة لأمته بدعاء المسلم لأخيه المسلم ، والتقرب والتوسل إلى الله تعالى بذلك .
[/size]