منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معاني (الرحمة) في القرآن

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

معاني (الرحمة) في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: معاني (الرحمة) في القرآن   معاني (الرحمة) في القرآن Emptyالثلاثاء مايو 18, 2010 5:22 pm

معاني (الرحمة) في القرآن 85330037



معاني (الرحمة) في القرآن
========================

وعلى الجملة، فإن لفظ (الرحمة) من الألفاظ العامة والشاملة، التي يدخل في معناها كل خير ونفع يعود إلى الإنسان في دنياه وآخرته؛ ومن هنا فلا غرابة أن نجد في كتب التفسير من يفسر لفظ (الرحمة) في موضع بمعنى من معانيه، ويفسره آخر بمعنى آخر، ويحكم لفظ (الرحمة) مفهوم إسلامي أصيل، ورد ذكره في القرآن الكريم في نحو مائتين وثمانية وستين موضعاً. وقد ورد في أكثر مواضعه بصيغة الاسم، نحو قوله سبحانه: { إنه هو التواب الرحيم } (البقرة:37)، وورد في أربعة عشر موضعاً بصيغة الفعل، نحو قوله سبحانه {قالوا لئن لم يرحمنا ربنا } (الأعراف:149).ولفظ (رحم) يدل على الرقة والعطف والرأفة. يقال: رحمه يرحمه، إذا رقَّ له، وتعطف عليه.

والرُّحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد. والرَّحِم: علاقة القرابة. وسميت رحم الأنثى رحماً من هذا؛ لأن منها ما يكون ما يرحم ويرق له ولفظ (الرحمة) في القرآن ورد على عدة معان، نستعرضها كتالياً:

- الرحمة التي هي (صفة) الله جلا وعلا، تثبت له على ما يليق بجلاله وعظمته، من ذلك قوله عز وجل: { ورحمتي وسعت كل شيء } (الأعراف:156)، وقوله سبحانه: { وربك الغني ذو الرحمة } (الأنعام:133). و(الرحمة) كـ (صفة) لله سبحانه هي الأكثر وروداً في القرآن الكريم.

- الرحمة بمعنى (الجنة)، من ذلك قوله تعالى: { أولئك يرجون رحمة الله } (البقرة:218)، أي: يطمعون أن يرحمهم الله، فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم.

- الرحمة بمعنى (النبوة)، من ذلك قوله سبحانه: { والله يختص برحمته من يشاء } (البقرة:105)، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يختص برحمته: أي: بنبوته، خصَّ بها محمداً صلى الله عليه وسلم. وهذا على المشهور في تفسير (الرحمة) في هذه الآية. ومن هذا القبيل قوله تعالى: { وآتاني رحمة من عنده } (هود:28)، أي: نبوة ورسالة.

- الرحمة بمعنى (القرآن)، من ذلك قوله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا } (يونس:58). فـ (الرحمة) في هذه الآية القرآن. وهذا مروي عن الحسن و الضحاك و مجاهد و قتادة .

- الرحمة بمعنى (المطر)، من ذلك قوله تعالى: { وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } (الأعراف:57)، قال الطبري : و(الرحمة) التي ذكرها جل ثناؤها في هذا الموضع: المطر. ومن هذا القبيل قوله عز وجل: { فانظر إلى آثار رحمة الله } (الروم:50).

- الرحمة بمعنى (النعمة والرزق)، من ذلك قوله سبحانه: { أو أرادني برحمة } (الزمر:38)، قال الشوكاني : الرحمة: النعمة والرزق. ومن هذا القبيل قوله عز من قائل: { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } (الإسراء:100)، قال البيضاوي : أي: خزائن رزقه، وسائر نعمه. ومنه قوله عز وجل: { ما يفتح الله للناس من رحمة } (فاطر:2).

- الرحمة بمعنى (النصر)، من ذلك قوله تعالى: { قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة } (الأحزاب)، قال القرطبي : أي: خيراً ونصراً وعافية.

- الرحمة بمعنى (المغفرة والعفو)، من ذلك قوله تعالى: { كتب ربكم على نفسه الرحمة } (الأنعام:54)، أي: أنه سبحانه يقبل من عباده الإنابة والتوبة. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } (الزمر:53)، أي: لا تيأسوا من مغفرته وعفوه.

- الرحمة بمعنى (العطف والمودة)، من ذلك قوله سبحانه: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح:29)، قال البغوي : متعاطفون متوادون بعضهم لبعض، كالولد مع الوالد. ونحو هذا قوله عز وجل: { وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة } (الحديد:27)، أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضاً.

- الرحمة بمعنى (العصمة)، من ذلك قوله تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } (يوسف:53)، قال ابن كثير : أي: إلا من عصمه الله تعالى.

- الرحمة بمعنى (الثواب)، من ذلك قوله سبحانه: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } (الأعراف:56)، قال سعيد بن جبير : الرحمة ها هنا الثواب.

- الرحمة بمعنى (إجابة الدعاء)، من ذلك قوله سبحانه: { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } (مريم:2)، قال الشوكاني : يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد.


معاني (الرحمة) في القرآن Kol.gif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نداء الاقصى
مشرف
مشرف
نداء الاقصى


عدد المساهمات : 461
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

معاني (الرحمة) في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: معاني (الرحمة) في القرآن   معاني (الرحمة) في القرآن Emptyالأربعاء مايو 19, 2010 4:32 pm



معاني (الرحمة) في القرآن 85330037

الرحمة .. هي معنى جامع للحسن في مظاهر المحبة بين المتحابين، والود بين المتوادين والألفة بين المتآلفين، والميل والرغبة بين المتراغبين، وفي لطف الترابط بين المترابطين.. فهي العلة في كل حادث كوني سواء كان وجودياً أو حيوياً أو عقلياً. بل هي أم العمل، فهي في ذاتها علة.

والرحمة؛ هي سنة الله تعالى الرحمن الرحيم في خلقه، بل وهي كتابه على نفسه سبحانه وتعالى؛ إذ يقول:

(فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) الأنعام 54.

وقال تعالى:

(كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) الانعام 12.

والرحمة هي بديهية بلغت من سعتها واحاطتها حد الخفاء، لأن كل شيء يتسع ويستطيل ويحيط فإنما يستعصي على الوضوح بمقدار اتساعه واستطالته.

إن كل ما في الكون وما فيه إنما بدأ بالرحمة وقام بها ويستمر ويدوم معها.. ويمكننا أن نتصور هذا من مجرد التفكير بالإجابة على التساؤلات التالية:

هل يمكن أن نتصور وجوداً ما، إذا حل التنافر والبغضاء بدل مظاهر الرحمة من الألفة والمحبة بين الأجزاء المكونة لذلك الوجود؟!

وماذا لو حل التنافر والبغضاء بين الذكر وانثاه؟ وبين الأم ووليدها؟ وبين الروح والجسد؟

والحقيقة من الواقع انه لا يمكن أن نتصور وجوداً - أي وجود - دون نظام.. وان أي نظام لا يمكن أن يوجد مع التنافر والبغضاء، لان النظام اصلاً هو حالة توافق ورحمة تنتج عن تآلف بين أجزاء الموجود.. ولذا فلا يمكن أن نجد وجوداً بلا نظام. ولذا فلا وجود بلا رحمة.

بالالفة ترتبط أجزاء الذرة (effemitty) ويبرز وجودها من تآلف البروتونات بشحنتها الموجبة في مكان واحد بقانون الرحمة مع تجاذبها بنفس القانون مع الاليكترونات السالبة في الغلاف وفق نظام وجود الذرة.

وبالرحمة ترتبط الجزيئات التي تبني عالمنا المادي المحسوس الذي نعيش فيه.. وللرحمة وبالرحمة تتفتح الزهور وتتعدد لونا وعطراً.. وللمحبة مظهر الرحمة تنجذب الفراشات والنحلات لتلك الزهور.. وللرحمة وبالرحمة تعطي النحلات العسل.. وبالرحمة وللرحمة تعطي النباتات الثمر. وتجود الأرض بالزرع.. وبالرحمة وللرحمة تغرد الطيور.. وتبني اعشاشها وتحتضن بيوضها.. وتزق افراخها.. وللرحمة وبالرحمة يحنو الآباء والامهات على صغارهم.. وبالرحمة وللرحمة تبتنى النفوس الصالحة في الناس.. وبالرحمة وللرحمة يسعى العقل السليم لأحكامه.

وبما أن المحبة هي مجسدات الرحمة في الواقع.. فهل يمكن أن نتصور أي شكل من أشكال الوجود دون وجود المحبة!! وهل يمكن أن يوجد شيء مع البغض والتنافر!!

ومن مبرزات وظواهر سعة الرحمة واحاطتها بكل وجود، هي كونها علة في كل حادث كوني وكل ظاهرة حياتية وكل حكم عقلي حسن.. قال تعالى:

(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ) ص 9-10.

خزائن رحمة الله تعالى، وهي التي وسعت الكون والزمان (مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا) في تساؤل رباني، أي في توجيه بأمر الله تعالى ولأمره، وإنما لبيان امره معلولاً لرحمته فليرتقوا في الأسباب حيث الرحمن الرحيم سبحانه هو مسبب الأسباب.

والحقيقة: أننا لا يمكن أن نعلل - بصدق دون قرينة الرحمة.. فكل علة لا تستند إلى هذه القرينة فإنما هي خارج معاني العلم بالعلة السبب - أحداث الطبيعية الكيمياوية والفيزياوية، ظواهر الليل والنهار والفصول الأربعة، والحر والبرد، والتزاوج والولادة، والموت والحياة وتوزيع المياه على الأرض (دورة المياه في الطبيعة)، ودورات الحياة لأي كائن حي... الخ كل هذه الحوادث معلولة للرحمة.

إن كل قوانين الطبيعة معلولة للرحمة، حتى شذوذ بعض الظواهر عن قوانين الطبيعة إنما يحصل تبعاً لسنة الرحمة، فمثلاً شذوذ الماء في ظاهرة التجمد في المناطق الباردة على سطح الأرض.

يعرف الغالب من المثقفين من مبادئ العلوم الطبيعية، أن هناك قانوناً ينظم العلاقة بين المادة في ابعادها وبين الحرارة هو قانون التمدد، الذي ينص: (إن ابعاد المادة تتمدد بارتفاع درجة الحرارة وتتقلص بالبرودة).. إلا أن مادة الماء والذي يغطي 5/4 سطح الأرض، فإنه يشذ عن هذا القانون عند بلوغ الماء درجة 4ْم، حيث يبدأ بالتمدد بالبرودة، ويزداد حجمه كلما ازدادات البرودة عكس المواد مما يؤدي إلى قلة كثافته خصوصاً بعد تصلبه إلى ثلج، مما يؤدي إلى ارتفاعه إلى السطح، وينزل في الوقت ذاته الماء الدافئ في (4ْم) إلى القاع.

وليس هناك علة نهائية لهذا الشذوذ غير الرحمة، فالماء بسبب قلة كثافته يطفو إلى السطح ويصير حاجزا يمنع من ايغال البرد في المناطق الباردة إلى أعماق الماء.. ففي الوقت الذي تشتد البرودة على سطح الأرض إلى درجات تبلغ العشرات تحت الصفر، تبقى الكائنات المائية الحية تسبح في بحبوحة من الدفء.. إذن فبالرحمة تحتفظ البيئة المائية بالحياة.. والبيئة البرية تعتمد إلى حد كبير في معاني حياتها على البيئة المائية.. ذلك لان هناك قوانين توازن محفوظ بين البيئتين لا يمكن تجاهلها على الإطلاق.

من هذا المثال، نجد أن الرحمة سنة حسنة في الكون، وهي أم لكل السنن وعلة كل العلل التي كان بها الكون ويقوم عليها ويستمر بها.

ونقول عن شهر رمضان انه شهر الرحمة، فماذا نعني من كون ما يشرع في هذا الشهر موسوماً بالعلة الرحمة؟!

أوجب الشارع المقدس الصيام في هذا الشهر من السنة.. في معناه الاصطلاحي إنما هو عبادة روحية نفسية راقية وليس مجرد الامتناع عن المفطرات.. ذلك لان الدين في معناه الخضوع والطاعة لله تعالى دون ضميمة أخرى، وهو ما يحققه معنى الصيام، حيث لا يطلع على معاني تحقق هذه العبادة إلى الله وحده سبحانه وتعالى.. وعن هذا المعنى يقول المعصومون:

يقول الإمام الصادق (ع):

(إن الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا اجزي عليه)(1).

وعنه أيضا (ع):

(قال الله تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي وأنا اجزي عليه)(2).

وتبدو علة الرحمة واضحة في الصيام من أقوال المعصومين في ذلك:

1) الإمام الصادق (ع):

(أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير؛ وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مسّ الجوع؛ فيرحم الفقير، لأن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه فاراد الله عز وجل أن يسوي بين خلقه وان يذيق الغني مسّ الجوع والالم، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع)(3).

2) الإمام الرضا (ع):

في علة وجوب الصوم: (لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما اصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإحسان عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم، ودليلاً لهم في الاجل، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الــــفقر والمسكنة في الدنــيا، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في امــــوالهم)(4).

3) فاطمة الزهراء (ع):

(فرض الله الصيام تثبيتاً للاخلاص)(5).

4) الإمام العسكري (ع):

(ليجد الغني مسّ الجوع، فيمنّ على الفقير)(6).

5) الإمام الحسين (ع):

(ليجد الغني مس الجوع، فيعود بالفضل على المسكين)(7).

6) الإمام الباقر (ع):

(الصيام والحج تسكين القلوب)(Cool.

7) رسول الله (ص):

(الصوم يرقّ المصير، ويذيل اللحم، ويبعد من حرّ السعير)(9).

Cool الإمام علي (ع):

(وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات، تسكيناً لاطرافهم وتخشيعاً لابصارهم، وتذليلاً لنفوسهم وتخفيضاً (تخضيعاً) لقلوبهم)(10).

وان ما يعنيه الصيام من خواء وعطش وجوع وكف الجوارح ونشاط الرقابة الذاتية في النفس إلى حد تكون معه النفس بعيدة عن الهوى والقسوة.. إن ما يعنيه الصيام هو الانتقال بالصائم إلى حيث مضاء سنة الرحمة وتحكمها محاكاة لأجواء الرحمة الخاصة التي تبرزها شعائر الصيام في هذا الشهر، والتي كانت به للناس غاية رحمة الله سبحانه وتعالى إليهم؛ حيث في هذا الشهر نزل القرآن العظيم.. نزل في ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر؛ باباً من واسع رحمته جل وعلا.

ومن واسع رحمة الله تعالى في هذا الشهر، كونه باباً لامضاء سننه الحسنة في الناس متداخلة، فقد اوقعت الشريعة المقدسة الصيام في مقدمات وواجبات ومستحبات وشعائر تستلزم نفاذ بقية السنن الحسنة في الكون، إضافة إلى أن الصيام جاء لامضاء سنة الرحمة اصلاً.

فالنوم للصائم في هذا الشهر عباده وتنفسه فيه تسبيح.

يروى عن رسول الله (ص) قوله:

(نوم الصائم عباده، ونفسه تسبيح)(11).

وقال الإمام علي (ع):

(نوم الصائم عبـــادة وصمته تسبيح، ودعاؤه مـــستجاب، وعمله مضاعف؛ إن للصائم عند افطــــاره دعوة لا ترد)(12).

ذلك لأن الطاعة فيه تأخذ الزمن كله بفرض استحكام النية واستحضار كل معاني الدين له في الصائم ما دام صائماً.

قال رسول الله (ص):

(الصائم في عبادة الله وإن كان نائماً على فراشه، ما لم يغتب مسلماً)(13).

إن الامتناع عن كل ما هو مفطر مع الانشداد لله تعالى مع الخواء الجسدي بالحضور العقائدي الذي يوجب الرقابة القوية الحاضرة الفاعلة على كل ما يصدر من الآدمي وارتباط ذلك في نفس الصائم إلى نماء روحه وقوة ارادتها للحسن بمعانيه الربانية وذلك في حالتين:

1) في الصائم يهبط مستوى طاقة النشاط الحيوي في جسم الإنسان، بسبب توقف عملية التغذي، مقابل زيادة التوجه للالتزام، مما يقوي عمليات العقل في إصدار احكامه ومما يقوي العقل بالرقابة الذاتية من النفس لذاتها، وهذا بالضرورة يؤدي إلى نماء قوة الإرادة للحسن فيمضي بالنفس إلى حيث ملاحظة مواقع المطابقة الكلية للسنن الحسنة في الكون بما يجعل النفس الصائمة اكثر ادراكاً لمضامين الحسن الكوني دون شوائب قوة الغرائز، وبهذا تصح معاني الحسن في النفوس الصائمة السامية، وتقترب من الرحمة في معناها القانوني.

فالرحمة صفة الله تعالى ذي الأسماء الحسنى وان (رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف 56.

2) في الصائم تقوى الإرادة الموجهة بأوامر الله تعالى ونواهيه ضمن عبادة الصوم وتشريعاته - بافتراض وقوع الصوم طبقاً لامر الله تعالى وبقصد القربى إليه وحسب - في حين تضعف الغرائز بالصيام، لذا فإن العقل في عملياته في نفس الصائم يصير لصالح الإرادة الحسنة في احكامه وفي أية قضية يصدر فيها حكماً. لذا فإذا اكتملت معاني الصيام في الصائم، فإن روحه تقوى وتنمو إرادته وتضعف غرائزه.. أو على الأقل يحصل على النافذة من خلال الصيام ليرى معنى قوة الروح ونمو الإرادة عنده.

قال الإمام علي (ع):

(صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بارادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الثواب والاجر، صوم النفس امساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلو القلب من جميع أسباب الشر)(14).

وفي حديث المعراج:

(... قال يا رب وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف اصبح بعسر أم بيسر)(15).

فالصيام يقتلع من النفس عاداتها أو على الأقل يحررها منها أو في أدنى الأحوال يريها حالها عندما تتحرر من العادة كم هي قادرة!

وفي الصيام تتجسد رحمة الله الواسعة في المحبة التي تجمع الصائمين وتوجه سلوكهم، وتجعلهم يتذاكرون بمعاني المحبة ويتذكرون ضعافهم وفقراءهم وجياعهم، ويتذاكرون اوضاعهم الاجتماعية والسياسية.

اتذكر قبل حوالي ثلاثين عاماً.. جاء أحد المحافظين، وهو من حاشية الطاغوت ومقربيه الذين يتظاهرون بالتواضع والتدين ليحضر مراسم دعاء الافتتاح التي يقيمها الصائمون بعد الافطار في المساجد والحسينيات ليالي رمضان.. وكان ذلك في إحدى المحافظات الجنوبية في العراق.. وتصادف أن جلس مع أحد حواشيه من أبناء المحافظة امامي.. وشرع أحد المؤمنين بقراءة الدعاء.

وعندما وصل إلى قول الإمام (عج) في الدعاء:

(اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله...).

سمعت المحافظ يهمس في إذن رفيقة ويقول: ها!! جماعتكم يريدون دولة!.. حتى دعاؤكم سياسة!!..).

فمن معاني الرحمة في هذا الشهر المبارك انه يصير باباً لتداخل مضاء كل السنن الحسنة في نفوس المطيعين الصائمين.

يبتدئ هذا الشهر عند المؤمنين بتوزيع الصدقات، والتواصل في تفقد المعوزين.. وعند الخلص من اتباع أهل البيت يتفقدون ذوي البين بالاصلاح والسعي بينهما بالحسنى.. ويتذكرون ارحامهم بالوصل وكل ما يهيئ النفس لتكون أهلاً لرحمة الله تعالى في هذا الشهر. من إقامة مجالس الذكر والدعاء، وولائم الإفطار للفقراء، والاجتهاد في ختم القرآن، والقيام في الليل واحياء القدر ولياليه، وصلة الأرحام وإطعام الطعام وافشاء السلام. ثم يأتي عيد الفطر المبارك وبما يعنيه من زكاة الفطرة، كحق يرفعه الناس لمستحقيه عليهم، واصلاح ذات البين والسرور بما تقدم من طاعة.. هي أيضا معاني تختم بالرحمة رحيل الشهر وبقاء رحمته تتلبس النفوس.

معاني (الرحمة) في القرآن Ypu40002
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

معاني (الرحمة) في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: معاني (الرحمة) في القرآن   معاني (الرحمة) في القرآن Emptyالخميس مايو 20, 2010 12:57 pm





معاني (الرحمة) في القرآن 18574164271077313882





"الرحمة" انفعال خاص يعرض على القلب عند مشاهدة النقص أو الحاجة، فيندفع الإنسان إلى رفع ذلك، فعندما يشاهد الإنسان يتيماً يرتجف من البرد أو فقيراً أضناه من الجوع أو مظلوماً يتلوى تحت سياط الظالمين تعرضه حالة الرقة، فيندفع لتغيير هذا الواقع، وهذه هي الرحمة.
ولكن الله سبحانه ليس محلاً للحوادث - كما ثبت في علم الكلام، فإذا أطلقت هذه الكلمة على الله سبحانه أريد بها العطاء والإفاضة لرفع الحاجة، ومن هنا قيل: "خذ الغايات واترك المبادئ،" فالرحمة لها "مبدأ" وهو الوصف الانفعالي الخاص الذي يعرض على القلب و"منتهى" وهو العطاء والإفاضة، فإذا أطلق هذا الوصف على الله سبحانه أريد بهم "غايته" لا "مدؤه" (وهكذا بالنسبة إلى الصفات الأخرى التي هي من هذا القبيل).
وقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام): "وأما الغضب فهو منا إذا غضبنا تغيرت طبايعنا، وترتعد أحياناُ مفاصلنا، وحالت ألوننا، ثم نجيء من بعد ذلك بالعقوبات، فسمي غضباً، فهذا كلام الناس المعروف، والغضب شيئان أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله جل جلاله، وكذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة.
وفي نهج البلاغة أن أمير المؤمنين قال: "رحيم لا يوصف بالرقة وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "إن الرحمة وما يحدث لنا منها شفقة ومنها جود، وإن رحمة الله ثوابه لخلقه، وللرحمة من العباد شيئان، أحدهما يحدث في القلب: الرأفة والرقة لما يرى بالمرحوم من الضر والحاجة وضورب البلاء، والآخر ما يحدث منا بعد الرأفة واللطف على المرحوم والمعرفة منا بما نزل به، وقد يقول القائل: 'انظر إلى رحمة فلان'، وإنما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فلان، وإنما يضاف إلى الله عز وجل من فعل ما حدث عنا من هذه الأشياء، وأما المعنى الذي في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقة.





معاني (الرحمة) في القرآن Ypu40002



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
معاني (الرحمة) في القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا تحفظ القرآن بل " اجعل القرآن يحفظك"
» معاني وكلمات
» كلمات و معاني ........ رائعة
» معاني الأشهر الهجرية
» فضل حفظ القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى القران الكريم-
انتقل الى: