موضوع: الخطيب: إحياء النكبة يؤكد فشل مشروع الأسرلة الأربعاء مايو 19, 2010 2:59 pm
اتهم الاحتلال بتصعيد التضييق على فلسطينيي 48 الخطيب: إحياء النكبة يؤكد فشل مشروع الأسرلة
أم الفحم - المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948؛ فشل المشروع الصهيوني في النيل من هوية فلسطينيِّي 48، معتبرًا إحياء الفلسطينيين في الداخل المحتل ذكرى النكبة الثانية والستين بمثابة تأكيد لفشل مشروع "الأسرلة".
وقال الخطيب، في تصريحاتٍ لـ"قدس برس" اليوم الأربعاء (19-5): "إن إحياء الفلسطينيين في الداخل ذكرى النكبة الفلسطينية، من خلال القيام بمسيرات العودة إلى القرى التي هُجِّر سكانها في العام 1948، وتأكيد حق العودة؛ يشكل الفشل الأكبر للمشروع "الإسرائيلي"، كما أنه تأكيد لضرورة الصمود والثبات في الأرض حتى يحين موعد العودة؛ فواضح جدًّا أن الوسط العربي في الداخل الفلسطيني يتفاعل مع قضيته، وأنا مطمئن إلى أن مشروع "الأسرلة" والتهويد فشل فشلاً ذريعًا، بينما نشهد حالة توسع وتزايد في الانتماء الديني والقومي الفلسطيني".
سنوات عجاف
ووصف الخطيب السنوات التي أعقبت النكبة بأنها سنوات عجاف في تاريخ الشعب الفلسطيني، تحديدًا الذين بقوا في أرض الوطن، ضمن ما سُمِّي بعد ذلك "إسرائيل"، وأضاف: "إن "إسرائيل" كانت تسعى عبر مشاريعها المتنوعة إلى إبقاء هؤلاء على هامش الحياة "الإسرائيلية"؛ بدءًا من مسخ هويتهم الدينية والوطنية والقومية من أجل ألا يكون لهم بعد ذلك أي تأثير واضح في واقع الحياة السياسية والاجتماعية".
وأشار إلى أن "(إسرائيل) اعتمدت مشاريع التهويد في اللغة والسلوك والأخلاق، وهذا لا شك كان في مناهج التعليم ووسائل الإعلام، وحاولت أن تبقي الفلسطيني ليس له طموح إلا أن يجد فرصة عمل يسترزق منها، وغالبًا ما تكون في ورشات البناء أو غسل الأطباق في المطاعم أو في جمع النفايات في المدن اليهودية، بعد أن أقدمت على مصادرة أراضيهم، والتي كانت تشكل العمود الفقري للحياة الاقتصادية الاجتماعية الفلسطينية في الداخل، وكل هذه لا شك أنها كانت جملة من مشاريع اعتمدتها "إسرائيل" من أجل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه الفلسطيني في الداخل فقط بهويته وباسم هذا الانتماء لا بجوهره".
ومع كل ذلك فإن الشيخ الخطيب أكد فشل هذه المشاريع، وقال: "الحمد لله.. من ينظر الآن إلى واقع الحياة الفلسطينية في الداخل يدرك تمامًا أن هذا المشروع فشل، وأقول: فشل بكل ما للكلمة من معنى، في ظل ما هو قائم الآن من حالة الانتماء الديني المباركة، والاعتزاز بالهوية الوطنية والقومية، وهذا بلا شك جعل المؤسسة "الإسرائيلية" تستفز وتؤكد أكثر مرة أن الوسط العربي بمثابة سرطان في جسم "الدولة العبرية"، لا بل أكثر من مرة صرح مسؤولون "إسرائيليون" بأن الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبته "إسرائيل" هو الإبقاء على الـ154 ألف فلسطيني الذين بقوا في العام 1948، ومن ثم نحن نسمع المرة تلو المرة، من قيادات "إسرائيلية" سياسية وأمنية، من يدعون إلى ترحيل الفلسطينيين هؤلاء عبر نكبة ثانية يوقعونها بهم بما تُسمَّى مشاريع "الترانسفير"، ولكن نحن قلنا أكثر من مرة إن قرار الفلسطينيين في الداخل واضح؛ أنهم ولدوا في هذه الأرض، ولن يموتوا إلا فيها".
تشكيل الوعي
وأشار نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48 إلى وجود تشكل وتنوع في الانتماءات الفكرية في الداخل الفلسطيني؛ فهناك أحزاب وحركات منها ما هي قومية وعلمانية، ومنها ما يدعو إلى العودة للجذور والأصول الإسلامية، التي تدعو إليها الحركة الإسلامية، والتي تتربع اليوم في مقدمة الحضور الجماهير والشعبي في الحالة الفلسطينية الداخلية.
وأضاف: "كان التثقيف الأسري للحفاظ على الهوية، وكانت النشاطات الوطنية من خلال إحياء المناسبات الوطنية، مثل يوم الأرض، أو غيره، وإحياء المناسبات الدينية، أسهم في خلق حالة من الوعي في صفوف فلسطينيي الداخل، وهناك الإعلام الفلسطيني الداخلي الذي يتبع هذه الحركات، كان صمام الأمان للحفاظ على الهوية، وهناك النشاط الطلابي المبارك للمنظمات الطلابية الفلسطينية في الجامعات "الإسرائيلية"، الذي خلق حالة من التحصن الأخلاقي والفكري والسياسي عند الطلاب من فلسطينيي الداخل، والذين هم أمل المجتمع وقادته الذين يحملون همومه، وهناك الجمعيات والمؤسسات النسوية التي تعمل بين النساء ودعوتهن إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية والإسلامية، هذه مع بعضها خلقت حالة من المناعة ومن عدم الانجرار وراء مشاريع الصهيونية التي أرادت الفلسطيني "مسخًا" عبر انتمائه، وأن يكون في النهاية جزءًا من المشروع الذي أرادته "إسرائيل" له".
دم الشهداء وقود
وشدد على أن "الدم الفلسطيني الذي ظل ينزف طوال عمر هذا الاحتلال، كان الوقود والسراج الذي يضيء ويقود، وكلما ظنت "إسرائيل" أننا نسينا هويتنا وانتماءنا، كانت دماء الشهداء الذين يسقطون برصاص الاحتلال "الإسرائيلي"، تذكرنا أننا عرب فلسطينيون نسكن على أرضنا، وأن هذا الذي يقتل أبناءنا هو الغريب والدخيل على أرضنا، وهذا ما حصل في يوم الأرض عام 1976، وهذا أيضًا ما حصل مع الشهيد الذي سقط في مجزرة الأقصى، في (8-10-1990)، وهذا كان في سقوط 13 شهيدًا في انتفاضة الأقصى في العام 2000، وسقوط أكثر من 40 شهيدًا فلسطينيًّا في الداخل في حالات مختلفة منذ العام 2000 وحتى الآن برصاص الشرطة "الإسرائيلية"، وهذه دائمًا كانت تخلق حالة من التحدي لدى فلسطينيي الداخل، وإدراكهم أنهم مستهدفون رغم الشعارات والكلام المعسول الذي يطلقه القادة (الإسرائيليون)".
وتابع: "ثم ما لبثت حكومة "إسرائيل" أن كشرت عن أنيابها عبر التضييق وملاحقة كل من يتقدم الصفوف للحفاظ على الهوية، وهذا بدأ من خلال الاعتقالات الإدارية منذ عام 1986، بل قبل ذلك، في فترة الحكم العسكرية، التي طُبِّقت في الأرض التي احتُلَّت في العام 1948، وفي سنوات الخمسين، وحتى منتصف الستينيات في القرن الماضي، ثم بداية العودة لتطبيق الأحكام والاعتقالات الإدارية لقيادات فلسطينية في الداخل، وبلغت الذروة باعتقال قادة الحركة الإسلامية في العام 2003، ثم مورست أشكال أخرى من التضييق عبر ملاحقات الآن بلغت مداها بمنع قيادات من السفر، واعتقال قيادات جديدة، كما هو حاصل الآن باعتقال الدكتور عمر سعيد وأمير مخول، والملفات التي تفتح الآن للشيخ رائد صلاح والحكم عليه بالسجن 9 أشهر، هذه -ولا شك يراد- من خلاله محاولة تخويف القيادة الفلسطينية في الداخل وردعها ومنعها من أداء دورها في نقل فلسطينيي الداخل من حالة "الأسرلة" التي أريد لهم إلى حالة الانتماء الحقيقي للهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية".