موضوع: اول فتاة احبها ( ذكريات شاب) للدكتور العمري الجمعة مايو 21, 2010 7:42 pm
قصة رواها الدكتور على العمري اعجبتني . احببت ان انقلها اليكم .
صحيح أنني في المرحلة الابتدائية، وأنني قطعاً غير بالغ!، ولكنني رغم ذلك أحببت إحدى الفتيات!
ليس السبب هو أن المدرسة الابتدائية التي تعلمت فيها كانت مختلطة، فليس في هذا المكان ولد مشروع الحب هذا.
وليس السبب في العمارة التي كانت خليطاً من الأشكال والألوان ومدخلها الرئيسي واحد.
والحب يدخل القلب لا تعرف له مدخلاً، ولا تدرك له سراً!
دخل حب هذه الفتاة لأول مرة في حياتي ، وإن كان يجوز الاستغفار وقتها، وأدركت قيمته لفعلت!
بدأت حكاية هذه الفتاة عندما زارتني أول مرة في بيت الأهل، وربما كنت وقتها لوحدي، أو بصحبة أحد إخواني، لا أدري.
نشأت علاقة لطيفة ، وأخذت من أول انطباع أميل إليها. نعم هي فتاة، وصغيرة، ولم أكن أدري وقتها في أي سنة تدرس، ولا في أي حي تسكن.
وجرَّ اللقاءُ اللقاءَ في مواعيد ثابتة ، ولكن برضى الوالدين! أخذت من شخصيتها دون أن يدرك الأهل ذلك.
فهي رشيقة، أنيقة، مألوفة، بريئة، تحب الخير، مبتسمة، اجتماعية، تعشق الطبيعة، تهوى المرح. آهٍ، كنت أتمنى أن أحتفظ بذكر اسمها لنفسي، ولكني آثرت أن تشاركوني معرفتها، والترحم على أيامها.
إنها صديقتي التي تعرفت عليها لأول مرة، وتسمى (هايدي)!! نعم (هايدي)..!
أول مسلسل كرتوني أشاهده ، أشاهد البراءة، والطفولة، أشاهد العالم من وراء الجدران، أشاهد الجَمال، بل أشاهد السماء والغيوم من عيون (هايدي).
كان يُقال عن (هايدي) في (تتر البداية): عاشت حياتها في الحب والخير.
وهما أصدق كلمتين تعبر عن الطفولة، فهل سمعتم أبلغ وصفاً منهما؟
الطفل يمنح الحب للآخرين ، ويمنح الخير ، وأحلى وأجمل الخير الذي يحمله (الابتسامة) التي تعوِّض عن كل هم، وتفتح صفحة جميلة جديدة!
لم أعرف في حياتي -والله يعلم- سوى (هايدي)، ثم فتاة صغيرة كانت جارة لنا، قابلتها وأنا في الصف الأول ابتدائي، عند زيارة أهلي لبيتهم، فعرفت اسمها، ومدرستها، وبعض صفاتها كالهدوء حيناً، والشقاوة حيناً، ولم أجلس معها بعدها في حضرة أهلي، اللهم إلا إذا أحضرت عند باب شقتنا طعاماً يُدعى (تسقية) وهي أكلة شامية جميلة، إذا استهوتني نفسي لأكلها، أطلب من صديقي السوري (محمد نور) أن تعدها أمه، فهي ماهرة في طحنها، مميَّزة في علمها!
ولربما أتت أحياناً بصحن (مجدَّرة)، وهاتان الأكلتان الوحيدتان اللتان أحببتهما وعرفتهما، فلا أردي هل نبع حبهما لجمال الطعام، أم لأخلاق مقدِّمة الطعام؟!
وبالعموم، كان هذا الحال ما بين الأول والثاني ولربما الثالث الابتدائي لا أكثر، وأما الجلوس بحضرة الأهل فهي المرة الوحيدة في الأول ابتدائي.
وبعدها لا أعرف في حياتي فتاة أنثى غير أختي الوحيدة والحبيبة والحنونة والرحيمة التي هي مفخرتنا وتاج رأسنا، والخلوقة دوماً بيننا.
وحصلت حادثة وحيدة خرقت هذا الحال ، أنني وأنا في الصف الثاني ابتدائي، (قرقرت) بطني ، أي: جاعت! وكنت يومها أبيت في بيت عمتي وجدي في آن واحد، فحدثت ابنة عمي عن داء الجوع! فأَخَذَتْ (قِدْراً) من تحت سرير حديدي، ووضعت فيه رزاً، أخَذَته من (خيش) في المطبخ، فسألتها: هل تعرفين طبخ الرز؟! قالت: سأفعل كما تفعل أمي. وكنا في الغرفة أربعة أو خمسة! فدخلت وطبخت (الرز) لمدة ساعة دون أن يستوي، وإذا سألتموني، ما السبب، قلت: الفيلم انقطع!! أي: أنني نمت بعد طول انتظار!
هناك -أيها الأحبة- أناس مهووسون بذكر الأنثى ، وأن لا جمال إلا في مؤانستها، ومشاركتها همها وفكرها وطموحها!
والأنثى كائن مستقل، ومخلوق فريد جميل، تشارك الرجل في الشأن العام، والحديث العام، وتشاركه خصوصياتها يوم تسعد به زوجاً.
وعندما يكون الفتى والفتاة عاقلين ، سيدركان تماماً أن العلاقة الطيبة، بالذكر الطيب، والكلام المهذَّب، والتعاون الصحيح، واحترام الخصوصية، إن وجدت الحاجة، مع الصيانة، والوضوح، وفي المكان العام، ومراقبة الرقيب، كل ذلك له وقته، وحدُّه.
والأيام تزيدني في احتراماً للأنثى، ولكن بتقدير خصوصيتها!!
صفاء الروح مشرف
عدد المساهمات : 396 تاريخ التسجيل : 11/03/2010
موضوع: رد: اول فتاة احبها ( ذكريات شاب) للدكتور العمري الأحد مايو 23, 2010 12:18 pm