موضوع: شرح حديث حق المسلم على المسلم ست . الثلاثاء مايو 25, 2010 6:29 pm
شرح حديث حق المسلم على المسلم ست . ===========================
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ،وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ . " (1) رواه مسلم . هذه الحقوق الستة من قام بها في حق المسلمين كان قيامه بغيرها أولى ،وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجر العظيم من الله .
الأولى : « إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ» فإن السلام سبب للمحبة التي توجب الإيمان الذي يوجب دخول الجنة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ،أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ; أفشوا السلام بينكم » (2) والسلام من محاسن الإسلام ، فإن كل واحد من المتلاقين يدعو للآخر بالسلامة من الشرور ، وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير ، ويتبع ذلك من البشاشة وألفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة ، ويزيل الوحشة والتقاطع .فالسلام حق للمسلم ، وعلى المسلم عليه رد التحية بمثلها أو أحسن منها ، وخير الناس من بدأهم بالسلام .
الثانية : « وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ » ( حق المسلم على المسلم ) أي : دعاك لدعوة طعام أو شراب فاجبر خاطر أخيك الذي أدلى إليك وأكرمك بالدعوة ،وأجبه لذلك إلا أن يكون لك عذر .
الثالثة قوله : « وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ » أي : إذا استشارك في عمل من الأعمال : هل يعمله أم لا ؟ فانصح له بما تحبه لنفسك ، فإن كان العمل نافعا من كل وجه فحثه على فعله ، وإن كان مضرا فحذره منه ، وإن احتوى على نفع وضرر فاشرح له ذلك ووازن بين المصالح والمفاسد ، وكذلك إذا شاورك على معاملة أحد من الناس أو تزويجه أو التزوج منه فابذل له محض نصيحتك ،واعمل له من الرأي ما تعمله لنفسك ، وإياك أن تغشه في شيء من ذلك ، فمن غش المسلمين فليس منهم ، وقد ترك واجب النصيحة .وهذه النصيحة واجبة مطلقا ، ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع ، ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد .
الرابعة قوله : « وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ » ( حق المسلم على المسلم ) وذلك أن العطاس نعمة من الله ، خروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان ، يسر الله لها منفذا تخرج منه فيستريح العاطس ، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة ، وشرع لأخيه أن يقول له : " يرحمك الله وأمره أن يجيبه بقوله : " يهديكم الله ويصلح بالكم " فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت ، ولا يلومن إلا نفسه ،فهو الذي فوت على نفسه النعمتين : نعمة الحمد لله ، ونعمة دعاء أخيه له المرتب على الحمد .
الخامسة قوله : « وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ » عيادة المريض من حقوق المسلم ، وخصوصا من له حق عليك متأكد ، كالقريب والصاحب ونحوهما ،وهي من أفضل الأعمال الصالحة ، ومن عاد أخاه المسلم لم يزل يخوض الرحمة ،فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ، ومن عاده أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي ،ومن عاده آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح ،(3) وينبغي للعائد أن يدعو له بالشفاء ،وينفس له ، ويشرح خاطره بالبشارة بالعافية ، ويذكره التوبة والإنابة إلى الله والوصية النافعة ،ولا يطيل عنده الجلوس ، بل بمقدار العيادة ، إلا أن يؤثر المريض كثرة تردده وكثرة جلوسه عنده ، فلكل مقام مقال .
السادسة قوله : « وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» فإن من تبع جنازة حتى يصلي عليها فله قيراط من الأجر ، فإن تبعها حتى تدفن فله قيراطان ، واتباع الجنازة فيه حق لله ، وحق للميت ، وحق لأقاربه الأحياء .
منقول كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ / عبد الرحمن السعدي رحمه الله
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: شرح حديث حق المسلم على المسلم ست . الجمعة يونيو 18, 2010 7:45 am
حق المسلم على المسلم من حقوق المسلم على أخيه المسلم
*أن يرد تحيته *وأن يستر عورته *ويغفر زلته *ويرحم عبْرته *ويقيل عثرته *ويصون حرمته *ويقبل معذرته *ويرد غيبته *ويديم نصحه *ويحفظ خلته *ويرعى ذمتـه *ويجيب دعـوته *ويقبل هديته *ويكافئ صلته *ويشكر نعمته *ويحسن نصرته *ويتبع جنازته *ويقضي حاجته *ويشفع مسألته *ويشمت عطسته *ويرد ضـالته *ويواليه ولا يعـاديه *وينصره على ظـالمه *ويكفه عن ظلمه غيره *ولا يسلمه *ولا يخذله *ويحب له ما يحب لنفسه *ويكره له ما يكره لنفسه.
هذه من الحقوق و الواجبات الكفائية، إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين، وقد تكون من الواجبات العينية على بعض المسلمين على بعض.
والواجبات الكفائية أفضل من الواجبات العينية في بعض الأحيان، لأن الواجبات الكفائية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركها الجميع أثموا، وفي الإخلال ببعضها إخلال بالدين، نحو جهاد الطلب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحوهما .
فالحذر كل الحذر من التهاون في هذه الواجبات الكفائية، والحرص على القيام بها، خاصة إذا تعينت وتُركت، وتهاون فيها المتهاون، وعجز عنها العاجزون، فعند ذلك فليتنافس المتنافسون، وليجدّ المجدّون، وليتنبه المقصرون.
والله أسأل أن يوفقنا وجميع إخواننا المسلمين لما يحب ويرضى، وأن ييسرنا اليسرى، وينفعنا بالذكرى، ويجمع لنا بين خيري الدنيا والآخرة، والسلام على من اتبع الهدى.