عشرون وصية للإمام الغزالي لتنشئة أولادنا

نسعى
وراء كل نصيحة وكل وسيلة تربوية فعالة لتعيننا على هذا الحمل الثقيل وهذه
المسؤولية الشاقة، ونطرق كل الأبواب المفيدة، ونتعلم من التجارب الناجحة
والأفكار العميقة المؤثرة لعلها تفيدنا في رسالتنا التربوية كما نأمل، ولم
نجد أقيم من وصايا الإمام الغزالي في تربية الأبناء لنقدمها إليكم لنأخذ
منها الحكمة.

1- أبناؤنا أمانة عندنا
الابن
أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة خالية من كل نقش، فإن تعود على الخير
نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه ثوابه أبواه وكل معلم ومؤدب له،
وإن عوده على الشر وأهمل في تربيته شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم
عليه سواء كان أباً أو أماً أو معلماً.

2- التربية السليمة تكمل النقص
إن
بعض المخلوقات تكون كاملة التكوين عند نشأتها ولا يمكن تغييرها أو الإضافة
إليها كالسماء والكواكب، بينما الطفل الصغير يولد ناقصا والتربية السليمة
من والديه هي الوسيلة لتكميل هذا النقص.

3- عالج جموحه بالرياضة
بالرياضة والمجاهدة تقهر الشهوة والغضب عند ابنك حتى لا يبقى لها أثر، فاشغله بالرياضة وعوده عليها ليفقد طاقته في شيء مفيد ونافع.

4- لنعي فرق المستوى بين الأبناء
خلق
الله كل إنسان مختلفاً عن أخيه فيجب أن نراعي أن مستوى كل ابن في الفهم
والتحصيل والتلقي غير الآخر فنعامل كل ابن وفقا لمستواه، ونحذر من
المقارنة بينهم.

5- تخير الطيب لطفلك
ينبغي
تخير ومراقبة من يقوم بحضانة الطفل وإرضاعه.. هل هي امرأة متدينة تتحلى
بالخلق القويم وتعرف الحلال من الحرام حتى ينبت الطفل نباتا حسنا طيبا،
مما يؤثر على سلوكه في المستقبل.

6- اغرس في نفس طفلك الطيب تجني الطيب
احفظ
ولدك عن ردئ الأخلاق بتعلم القرآن والأحاديث وحكايات الأبرار وأحوالهم
لينغرس في نفسه حب الصالحين والاقتداء بهم لقلع بذور الفساد التي قد تلوث
قلبه النقي.

7- ابحث وراء الأصدقاء
أصل
تأديب الأبناء الحفظ من قرناء السوء، فخالطهم بالأصدقاء الطيبين واسأل
دوما عن من يصاحبون ويخالطون وصاحب أهل أقرانهم لتعرف أخبارهم.

8- قنن رغبات ابنك
ليس
كل طلب لابنك يجاب فالطفل يرغب في اللعب ثم يكبر قليلا فينشغل بالزينة
والثياب ثم تتدرج طلباته كلما كبر فقنن طلباته ولا تجيبها جميعها.

9- قلل من التكاليف والأعباء التي تلقيها على ابنك
ينبغي
ألا نكثر من الأعباء على أبنائنا فلو عالج الطبيب جميع الأمراض بعلاج واحد
قتل أكثرهم، فرويدا حين تكلفهم بأشياء قد يعسر عليهم القيام بها مرة
فيتركوها جميعها.

10- وازن بين الفروض وبين حاجة طفلك إلى اللعب
ينبغي
أن يؤذن للطفل بممارسة اللعب وعدم إثقاله بالتعليم لا إرهاق الطفل
بالتعليم يميت قلبه ويبطل ذكاءه ويزعجه ويرهقه واللعب يعلمه وينمي ذكاءه
ويبهجه.

11- امدحه ولا تهتك سره
لكي
تكسب ثقة ابنك امدحه دوما أمام الآخرين واذكر محاسنه وصفاته الطيبة واحفظ
سره فلا تذيعه على الآخرين فينفر منك ولا يعطيك سره مرة أخرى، أبدا ويفقد
ثقته فيك.

12- لا تكثر من العتاب
عتاب الأبناء ولومهم في كل حين يهون عليهم سماع كل شيء والاستمرار في فعل القبائح والأخطاء.

13- التوبيخ أحياناً
توبيخ الأبناء نتيجة تكرار الأخطاء يفيد ولكن مع حفظ الأب هيبته ومكانته وقد تكفي النظرة حتى يعرف الطفل أنه أخطأ.

14- لا تكثر من الزجر وتكرار اللوم
إن الإكثار من زجر الطفل وتأنيبه قد يأتي بعكس المرغوب فيه كما أن المدح والتشجيع كثيراً ما يكونان سببا في الإصلاح.

15- علمه الصبر على الأذى
يجب أن نعلم أبناءنا قوة الاحتمال عند الشدائد والصبر عند الابتلاء وأن لا يكثر من الصراخ والشكوى.

16- علمه قيمة العلم والمعلم
يجب أن نعلم أبناءنا ونحببهم في العلم وأن يعملوا بما تعلموا وأن يقدروا معلمهم ويحترموه ويحفظوا له مكانته لما يقدم لهم من علم.

17- التعليم مسؤولية جسيمة
علم ابنك أن يحفظ ما تعلمه ويعرف آدابه وأن يكون عمله لله وأن يوسع في العلم النافع ويستزيد منه وينمي طاقاته دائماً وقدراته.

18- وجه أبناءك للخير
الطفل جوهرة خلق قابلا للخير والشر، وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين.

19- يولد الطفل صحيح الفطرة
إن الغالب على أصل المزاج الاعتدال وكل مولود يولد معتدلا صحيح الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه.

20- انقش على الحجر
إن
أوائل الأمور هي التي يجب أن تراعي فإذا وجهت طفلك إلى الخير كانت نشأته
صالحة ويصبح توجيهه أيسر عند البلوغ، فنقش الخير يثبت في قلبه كما يثبت
النقش على الحجر.