بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تُعرف الثورة الجزائرية باسم"ثورة المليون ونصف مليون شهيد"، وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمر 132 عاماً.
وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.
ومنذ ذلك الحين والقتال على أشده بين المجاهدين والجيش الفرنسي...هذا الجيش الذي كان يفوق المجاهدين في العدة...لكن لم يكن يفوقه في الاردادة والايمان...
فطيلة هذه السنوات لم يلن للمجاهدين عزيمة ولم يشكوا للحظة.. إن سواعدهم وبنادقهم هي فقط من يحرر الارض ويعيد الحق لأصحابه.
ومن هذا المنطلق كثف المجاهدون من عملياتهم ..فكانوا يبتكرون طرقا قتالية لم يعهدها العدو الفرنسي ... فجندوا لذلك النساء والشيوخ وحتى الاطفال ... جرت في دمائهم الغيرة على بلد آباءهم وأجدادهم ...فتخلوا عن ألعابهم . شاركوا المجاهدين العمليات ... ومنهم من حمل السلاح فعلا !!!
رأى الجيش الفرنسي تشبث الجزائريين بأرضهم ..ورأى ان كل مساوماته لهم للتخلي عن وطن اسمه الجزائر باءت كلها بالفشل... زيادة عن الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي تكبدها من ضربات المجاهدين ... أرغمته على الجلوس حول طاولة المفاوضات التي بدأت بعد اعتراف الرئيس الفرنسي "ديغول" بحق الجزائريين في تقرير مصيرهم.. في أيلول - سبتمبر 1959
كانت جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي للشعب الجزائري في هذه المفاوضات ..والتي أبدى فيها المفاوضون الجزائريون حنكة سياسية فاجأت الجميع
وبعد ذلك ... عقدت ندوة حول إيقاف القتال في إيفيان من 7 إلى 18 آذار - مارس فكان الانتصار حليف وجهة نظر جبهة التحرير، وتوقف القتال في 19 آذار - مارس - بين الطرفين وتحدد يوم الأول من تموز جويلية لإجراء استفتاء شعبي ... فصوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال ... وبعد أن استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات سقط خلالها ما يقرب من مليون ونصف مليون شهيد.
وقد صادف بدء انسحاب القوات الفرنسية في 5 تموز - يوليو 1962 في يوم دخولها تموز - يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً من الاستعمار، كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة "سيدي فرج" القريبة من الجزائر العاصمة .
ان الرجال الذين أخرجوا المستدمر الفرنسي من الجزائر ببنادق صيد كانوا يحملون في قلوبهم ايمانا راسخا بأن الله سبحان لن يضيع جهدهم وأنهم أصحاب حق والحق المسلوب لا يسترجع الا بالقوة ... قوة في العدة وقد أعد المجاهدون ما استطاعوا منها وقوة إيمان بالله وهي أهم شيئ كان يفتقده العدو الفرنسي الغاشم ... فأنى للمغرور بأسباب الارض أن يغلب الواثق في نصر الله رب السماء والارض.
جعل الله أيام الجزائر كلها فتحا ونصرا من عند الله وأرض فلسطين و كل بلاد المسلمين اجمعين – آمين-
منقول بتصرف