موضوع: مجلس النساء بين الفائدة والضياع الأربعاء يوليو 14, 2010 8:52 pm
غالبا ما نرتاد المجالس النسائية كالحفلات والجلسات ... والزيارات والمناسبات ...
وكذلك في المدارس والجامعات ...
وقد تعودنا في مجالسنا هذه على الكلام
دونما مراقبة أو حسبان
ونسينا أو تناسينا انه
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
عادة مانبداء حواراتنا بشكل سليم
ولكنا ما نلبث ان نفقد سيطرتنا على زمام الأمور فنقع فيما نهينا عنه ونقترف
ما أمرنا بالابتعاد عنه ...
كثيرا ما تضج مجالسنا النسائية بالمنكرات
فمن الثرثرة التي لافائدة منها إلى كثرة الضحك الذي يميت القلب
ثم الغيبة .. وقد نصل إلى النميمة والعياذ بالله وحتى عيوب الناس لم نتركها في حالها بل انتقدناها وبشدة ناسيات أو متناسيات إن لنا عيوبا اكبر وان من تتبع عورة أخيه يوشك إن يفضحه الله ولو في قعر دراه ...
لقد وكلنا أنفسنا على بني جلدتنا فأصبحنا ننتقد ونقترح ما يجب عمله دونما توجيه النصيحة الصادقة للشخص ذاته ... فقط كلام في مجالسنا حتى نمضي الوقت ونضيعه ونكسب إثم ما خضنا فيه مما ليس لنا حق في أن نخوض فيه وبالرغم من إن ظاهر هذه المجالس خير إلا أن باطنها ليس إلا طريقا إلى غضب الله وسخطه ..
فمرتادة هذه المجالس تتعلل بأنها تجيب دعوة أختها المسلمة أو أنها تصل أرحامها وأخواتها في الله ... نعم إن لها في هذا أجرا إن هي أحسنت النية
لكنها تبطل عملها هذا عندما تحول المجلس هذا إلى مجلس (للشر والفساد الم نجلس أخواتي في الله مع أنفسنا ونحاسبها على ما اقترفته في حقنا
لمَ لم نسأل أنفسنا كيف يمكننا أن نستفيد من هذه المجالس بدلا من أن نلهو فيها او ان نخوض فيما ليس لنا الخوض فيه ولمَ لا نحولها إلى محطات ينبع من داخلها النور ويشع منها الأمل
كم من أخت في هذه المجالس تحتاج إلى نصيحة وكم من أخت مهمومة تحتاج إلى من يقف بجانبها ويمد لها يد العون والمساعدة كم من أخت على خلاف مع أهلها وأقاربها تحتاج إلى من يساعدها في إصلاح هذا الخلاف وحله كم من اخت تواجه مشكله وتحتاج إلى استشارة ..
كم من أخت فقدت عزيز عليها وتحتاج لمواساة
وأيضا فان هذه المجالس لأرض خصبة نستطيع أن نتبادل فيها خبراتنا وتجاربنا في الحياة والتعامل والتربية ... ونستطيع من خلالها إيجاد الثغرات التي تحتاج إلى جهد اكبر في التعامل معها بشكل سليم حتى لا تتسع أو تسؤ ... في هذه المجالس نستطيع نشر الدعوة بطريقة صحيحة
وإيضاح ما أشكل من الأمور وشرحها ... في هذه المجالس يمكن أن يتحول كل من في هذا المجلس إلى ميزان حسناتنا أن نحن أحببنا لهم الخير وأخذنا بأيديهم إليه ...
اخواتي الغاليات مجالسنا النسائية نعمة علينا ..
فلنحسن استغلالها فيما يرضي الله علينا ويعود علينا بالنفع لنا ولمن حولنا ... ولتكن حجة لنا لا علينا ... ولنجعل منها محطات نرتقي فيها بأنفسنا حتى نصل إلى ما نصبو إليه من حسن الخلق والتعامل مع الآخرين وفهمهم والقدرة على التكيف مع مختلف الطباع ...
حتى نحقق من هذه المجالس مكسبا عظيما للإسلام الاوهو إيجاد المرأة الصالحة التي تنشئ جيلا صالح سواء كانت أما أم أختا أم زوجة أم بنتا
وفقنا الله جميعا اخواتي الحبيبات إلى ما يحبه ويرضاه ورزقنا طاعته ورضاه
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
منقول
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: مجلس النساء بين الفائدة والضياع الخميس يوليو 15, 2010 6:18 pm
الوقت في حياة المسلمة
تعاني نساء كثيرات مشكلة الفراغ وأخريات يلجأن إلى ما يسمينه 'قتل الوقت' دون اهتمام كبير بوسيلة ذلك، وبين هذين الصنفين صنف ثالث يبحث عن كل ما هو مفيد ونافع لشغل أوقاتهم، فبعد قيامها بحق ربها عز وجل ثم زوجها وبيتها نجدها كالنملة حيوية وحركة وعطاءً حسنًا مؤثرًا في الآخرين.
أختي المسلمة:
لقد أعطانا الله عمرًا وأمدنا بطاقات وقدرات، وأنعم علينا بالإسلام ومتعنا بنعمة الأمان والصحة والعلم وسعة الرزق, فنعم الله تحيط بنا من كل جانب: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [النحل: 18].
ولو سألت نفسك ما أكثر نعمة أنعمها الله عليك بعد الإسلام؟
هل هي نعمة المال أم الجمال أم الأولاد أم الصحة؟
الإجابة بعيدة كل البعد عن الأشياء التي ذكرتها، والجواب هو : نعمة الوقت.
الوقت نعمة كبيرة:
حقيقة الوقت من أكبر نعم الله على الإنسان حيث أعطانا الله وقتًا وزمنًا هذا الوقت هو عمرنا لماذا؟
للعمل والسعي والمسارعة إلى ما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة.
ـ هناك من الدلائل الكثيرة على عظم قيمة الوقت منها:
1ـ لقد أقسم الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالوقت في القرآن، ولا يقسم الله بشيء إلا إذا كان غاليًا وهامًا قال تعالى: { وَالْعَصْرِ[1]إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:1ـ2].
و{ وَالْفَجْرِ[1]وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1ـ2].
2ـ إن كل شعائر الإسلام مرتبطة بالوقت كالصلوات الخمس، وصيام رمضان، والحج والوقوف بعرفة.
3ـ وكذلك إقامة الحجة على الإنسان يوم القيامة مرتبطة بالوقت.
ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ [[لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه ....]] الحديث
أي لا يدخل المرء جنة ولا نارًا حتى يُسأل عن عمره أي الوقت الذي أعطي له في الدنيا ماذا عمل فيه. وهناك نسأل ما علاقة هذا الكلام بنا نحن الفتيات والنساء عمومًا؟
أريد أن أقول: إن رأس مال المرأة في الدنيا هو أنفاسها والوقت هو حياتها, والمصيبة الكبرى التي تقع فيها جميع النساء إلا القليل ـ هي أن الوقت عندها ليس له قيمة، بالرغم من أن الوقت هو الحياة.
وكلنا يعرف القول المشهور 'الوقت من ذهب'.
لا والله الوقت أغلى من الذهب ولا يقدر بثمن.
لذلك يقول الحسن البصري رحمه الله:
'كل يوم تشرق فيه شمس ينادي هذا اليوم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة'.
ويقول أيضا:
'يا ابن آدم إنما أنت أنفاس وأيام فإذا ذهب نفسك ويومك فقد ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل'.
ـ فاحرص أن تخرج أنفاسك في الدنيا في عمل مفيد في الحياة يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
'كل نفس وكل عرق سيخرج في الدنيا في غير طاعة الله أو فائدة في الحياة سيخرج يوم القيامة حسرة وندامة'.
وهذه قضية إيمانية لذلك يقول العلماء أن من علاقة غضب الله ومقته على العبد أن يكون مضيعًا لوقته، ومن علامة محبة الله للعبد أن يجعل شواغله أكثر من وقته.
بداية المعصية تبدأ بالفراغ:
إذا نظرنا بعين فاحصة لكل مشاكل النساء تجدها بسبب الفراغ، وما وقع النساء في الغيبة والنميمة وتصيد أخطاء الآخرين والخلافات وغير ذلك إلا وكان الفراغ وراء هذا الوقوع.
يقول الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
إذن بداية المعصية تبدأ بالفراغ, وأكبر مثال حي وصادق على ذلك امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسه وهذه معصية كبيرة كان وراءها الفراغ.
ونساء المدينة كن فارغات لا يفكرن إلا في الحديث عن قصة امرأة العزيز ويوسف ـ عليه السلام ـ. وهنا يأتي السؤال فيم تضيع المرأة في هذا العصر وقتها؟
من أشكال الفراغ وتضيع الوقت بين النساء في هذا العصر:
ـ النوم لساعات الطويلة، قراءة المجلات التافهة بالساعات إن لم تكن فاضحة، التزين الزائد عن الحد، الذهاب للتسوق وبالساعات، مشاهدة التليفزيون والأفلام والمسلسلات والتقليب في القنوات الفضائية بالساعات، الحديث في التليفون مع الأصدقاء أوقات طويلة، والكلام بين الفتيات والشباب بالساعات في الإنترنت إما في كلام ليس له قيمة أو علاقات آثمة، فضلاً عن الخروج والفسح والأكل بالأربع ساعات في المطاعم ... وغير ذلك كثير. الزينة حلال للمرأة .. ولكن:
وأرد لمن يرد في ذهنه أننا ضد الزينة للمرأة وأقول:
إن الوقت لهو الحياة وهو سريع الانقضاء، وما مضى منه لا يرجع، ولا يعوض بشيء، والمسلمة مطالبة بحفظ وقتها، فعليها أن تحرص على الاستفادة من عمرها، وصرف وقتها فيما ترجو نفعه، والمرأة التي تمضي الساعة تلو الساعة أمام المرآة لتجميل وجه، وتسريح شعر بصورة مبالغ فيها هي ممن أضاع الوقت، وفرط في العمر، لأن الإسلام جعل الزينة وسيلة لا غاية، وسيلة لتلبية نداء الأنوثة في المرأة، وللظهور أمام زوجها بالمظهر الذي يجلب المحبة ويديم المودة، ولكن يجب أن يكون ذلك بحد معين في الوقت والمال.
والإسلام كما يرفض إضاعة الوقت في الزينة فهو كذلك لا يرضى بإضاعته في البحث عن وسائل الزينة ومتابعة المستحدثات وكثرة ارتياد الأسواق.
صور ونماذج لكيفية استغلال الوقت:
تعالي معي لنرى كيف استفاد السابقون بأوقاتهم في عظائم الأمور ومفيدها: المحاسبي:
انظري إلى المحاسبي وهو يقول: 'والله لو كان الوقت يشترى بالمال لأنفقت كل أموالي غير خاسر أشتري بها أوقاتًا لخدمة الإسلام والمسلمين فقالوا له: فممن تشتري هذه الأوقات؟ فقال: من الفارغين. ابن عقيل:
وانظري إلى ابن عقيل وهو يقول: 'أنا الآن ابن الثمانين, والله أجد همة وعزمًا واستفادة من الوقت كما كنت وأنا ابن العشرين'.إني لا آكل الطعام كما تأكلون فقالوا له: فكيف تأكل؟
قال: إني لأضع الماء على الكعك حتى يصير عجينًا فآكله سريعًا حتى لا أضيع وقتي'.
لذلك استمرت هذه الأمة 1300 سنة لقيمة الوقت في حياتهم. أسامة بن زيد:
وهذا أسامة بن زيد يقود جيشًا وعمره السادسة عشر ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عليه:
وإنه لخليق بالإمارة [أي يقدر عليها]. محمد الفاتح:
وهذا محمد الفاتح يفتح القسطنطينية التي استعصت على المسلمين عدة قرون يفتحها هو وعمره ثلاثة وعشرين سنة. النووي:
كلنا يعرف النووي مؤلف كتاب رياض الصالحين هل تعرفين كم كتابًا ألف؟
لقد ألف خمسمائة كتاب ومات في الأربعين من عمره قبل أن يتزوج, وكانت أمه تطعمه وهو يكتب دون أن يشعر لكثرة مشاغله. ابن رجب:
يقول ابن رجب: لقد كتبت بإصبعي هذا أكثر من ألفين مجلد.
يقولون: فبعد موته أخذنا كتب ابن رجب وقسمناها على عمره فكان نصيب اليوم من الكتب تسعة كتب.
هؤلاء كانوا يبنون أمة فنجحوا وأشرقت هذه الأمة.
والتاريخ الإسلامي يزخر بالعالمات من النساء والفقيهات والطبيبات والشاعرات, فهذه السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ يؤثر عنها أنها روت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
وكثير من النساء في ذلك الوقت كن يشغلن أوقاتهن فيما يفيد ولخدمة الإسلام والمسلمين. الحل بيدك .. فبادري:
كيف تشغلين وقت فراغك فيما يفيد وينفع في الدنيا والآخرة؟
1. يقول تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ[7]وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:8].أي إذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ومع دوامة الحياة، فإذا فرغت من كل هذه الأعباء فتوجهي بقلبك كله إلى من يستحق أن تنصبي فيه، وتجتهدي من أجله.والمسلمة طالما احتسبت أعمال الدنيا لله تعالى بما فيها الترويح المباح الذي لا يأخذ من وقتها الكثير فهي في عبادة وهي في جهاد.فحاولي استغلال معظم لحظات حياتك في جلب الخير لك وللآخرين.
2. أشغلي نفسك بتحقيق أهداف ذات قيمة تشعرك بالحماس كحفظ سور من القرآن الكريم وقدرًا من الأحاديث النبوية، وتعلم أحكام فقهية تتعلق بالعبادات وكذلك قراءة الكتب المفيدة.
3. التحقي بدورة مفيدة [كمبيوتر ، أو تعلم لغة] أو تعلم مهارة تطورك في جانب تحبينه كالخياطة والتطريز والأعمال الفنية.
4. عليك بالدعاء فهو سهم الله النافذ، فعلى المرأة أن تدعو الله أن يشغلها بما يفيد وينفع في حياتها وفي مماتها، لأن النفس إن لم تشغليها بحق شغلتك هي بباطل.
5. مشاهدة البرامج المفيدة المتعلقة بالمرأة والنواحي الأسرية.
6. المبادرة إلى الخيرات كما أمرنا الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران:133] {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الأنبياء: 90] {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148] أي سارعوا إليها.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: [[بادروا بالأعمال [أي الصالحة] سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا أو غنى مطغيًا أو مرضًا مفسدًا أو هرمًا مفنداً [أي موقعًا في الفند وهو كلام المخرف] أو موتًا مجهزًا [أي سريعًا] أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر]]. [رواه الترمذي].
هذه اقتراحات بسيطة وعليك أختي المسلمة التفكير فما يشغل وقت فراغك بما ينفع بيتك وأسرتك وحياتك ومماتك.