رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري رحمه الله============================
• يا ابن آدم عملك عملك فإنما هو لحمك و دمك فانظر على أي حال تلقى عملك.
• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله.
""""""""""""""""""""""""""
• يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك غدا يوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
• رحم الله رجلا كسب طيبا و أنفق قصدا و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته. "
""""""""""""""""""""""""
• هيهات .. هيهات
ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم
• أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم و قد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون ؟!!
• يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك ..تربحهما جميعا و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..فتخسرهما جميعا.
• يا ابن آدم إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك فكيف البقاء ؟!
• لقد أدركت أقواما ..ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل و لا يتأسفون على شئ منها أدبر لهي كانت أهون في أعينهم من التراب فأين نحن منها الآن ؟!
• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
يقول : ما أردت بكلمتي ؟
يقول : ما أردت بأكلتي ؟
يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
فلا تراه إلا يعاتبها
• أما الفاجر : نعوذ بالله من حال الفاجر.فإنه يمضي قدما و لا يعاتب نفسه ..حتى يقع في حفرته وعندها يقول :يا ويلتى يا ليتني ..يا ليتني ..و لات حين مندم !!! """"""""""""""""""""""""""""
• يا ابن آدم إياك و الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة و ليأتين أناس يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلساًثم يسحب إلى النار؟
• يا ابن آدم إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..فنافسه في الآخرة.
• يا ابن آدم نزّه نفسك فإنك لا تزال كريما على الناس و لا يزال الناس يكرمونك ..ما لم تتعاط ما في أيديهم
فإذا فعلت ذلك : استخفّوا بك و كرهوا حديثك و أبغضوك
• أيها الناس: أحبّوا هونا و أبغضوا هونا فقد أفرط أقوام في الحب..حتى هلكوا و أفرط أقوام في البغض ..حتى هلكوا .
• أيها الناس لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا لخشينا على أنفسنا منها إن الله عز وجل يقول : {تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 )
فرحم الله امرءاً ..أراد ما أراد الله عزّ و جلّ.
• أيها الناس..لقد كان الرجل إذا طلب العلم : يرى ذلك في بصره و تخشّعه و لسانه ويده وصلاته و صلته وزهده
أما الآن..!!
فقد أصبح العلم ( مصيدة ) والكل يصيد أو يتصيد إلا من رحم ربك و قليل ما هم.
• توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ.
بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف.
ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف.
و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعـف.
و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف.
و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف.
و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف.
و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف.
و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف .
و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف .
و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف .
لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.
• لقد رأيت أقواما..كانت الدنيا أهون عليهم من التراب و رأيت أقواما ..يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني !
لأجعلن بعضه لله عز وجل!
فيتصدق ببعضه وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !
• يا قوم إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها سعد بها و نفعته صحبتها .
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها شقي بها .
و لكن أين القلوب التي تفقه؟
و العيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟
• أين منكم من سمع ؟!!
لم أسمع الله عزّ و جلّ..فيما عهد إلى عباده و أنزل عليهم في كتابه : رغب في الدنيا أحدا من خلقه و لا رضي له بالطمأنينة فيها و لا الركون إليها بل صرّف الآيات و ضرب الأمثال : بالعيب لها و الترغيب في غيرها
• أفق يا مغرور تنشط للقبيح و تنام عن الحسن و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!
• القلب ينشط للقبيح.. وكم ينام عن الحسن"""""""""""""""""""""""""""""
يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!
أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن
أولى بنا أن نرعــوي أولى بنا لبس ( الكفــــن)
أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن
فأمامنا سفر طويل .. بـــعده يأتـــي الســــكن
إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن )
أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن)
فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟!
يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن
تبا لهم مــن مــــعشر ألفوا معاقرة ( النــــتن)
بينا يدبّر للأمــــــين أخو الخيانة ( مؤتمن ) !
تبا لمن يتمــــــلقون و ينطوون على ( دخن )
تبا لهم فنفـــــــــاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن)
تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـــــل ( خضراء الدمن) """""""""""""""""""""""""
• أفيقوا يأهل الغفلة فالقافلة قد تحركت و عند الصباح ..يحمد القوم السّرى {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)
• لا يزداد المؤمن صلاحا..إلا ازداد خوفا حتى يقول : لا أنجو !
أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة والله غفور رحيم !
أكمل يا مغرور ولا تقل : فويل للمصلين !
{قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } ( الأعراف : 156-157)
واقرأ يا مغرور ! { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 )
و اقرأ يا مغرور : { و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه : 82 )
و اقرأ يا مغرور : { فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 )
و لكن الفاسق المغرور يخدع نفسه فيؤجل العمل و يتمنى على الله تعالى.
• تباً لطلاب الدنيا وهي دنيا !!! و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن و ذلك بحبهم للدنيا
• و الله ما صدّق عبد بالنار..إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت و إن المنافق المخدوع : لو كانت النار خلف هذا الحائط لم يصدق بها ..حتى يتهجم عليها فيراها ! """"""""""""""""
•
القلوب .. القلوب
إن القلوب تموت و تحيا فإذا ماتت : فاحملوها على الفرائض فإذا هي أحييت : فأدبوها بالتطوع .""""""""""""""""""""""""""
• المؤمن !!! ما المؤمن ؟
و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً أو شهرين أو عاماً أو عامين لا و الله ما جعل الله لمؤمن أجلا .... ( دون الموت )
• الذنوب و هل تتساوى الذنوب؟
إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه وما يزال متخوفا منه أبدا حتى يدخل الجنة
• الدنيا .. وهموم الدنيا و التحسر على ما فات يجعل الحسرة حسرات.
• إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت ..قبلها بميسور الله عزّ و جلّ و حمد الله تعالى عليها و إن لم تتيسر .. تركها و لم يتبعها نفسه
• ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر : فكان خيرا له ) . حديث شريف
• نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن و ذلك أنه عمل قليلاً و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ).
و بئست الدار كانت للكافر و المنافق ذلك أنه تمتع ( ليالي ) و كان زاده منها إلى ( النار ).
{ فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }( آل عمران : 185
• إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب ..على قوم أخذوها من غير محاسبة .
• يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .
• إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم و إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.
• أفق يا مغرور من غفلتك و ابك على خطيئتك.
إذا خاف ( الخليل ) ..و خاف ( موسى ) ..كذا خاف ( المسيح ) ..و خاف ( نوح ) ..وخاف ( محمد) خير البرايا فمالي لا أخاف و لا أنوح؟!
• و يحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة ؟! إنه من عصى ربه فقد حاربه !
• يا هذا أدم الحزن على خير الآخرة لعله يوصلك إليك.
وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين.
• يا هذا رطّب لسانك بذكر الله وندّ جفونك بالدموع ..من خشية الله فوالله ما هو إلا حلول القرار : في الجنة أو النار ، ليس هناك منزل ثالث من أخطأته الرحمة صار و الله إلى العذاب. """"""""""""""""""""""""""
• السنة .. السنة
وطّنوا النفوس على حبها وتعظيمها و الحنين إليها فقد جاء في الأثر : لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ..حنّت الجذع ..كما يحنّ الفصيل إلى أمه و بكت بكاء الصبي !!
يا عباد الله !
الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه ! فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
• و اعلم يا هذا أن خطاك خطوتان : خطوة لك و خطوة عليك فانظر أين تغدو ؟ و أين تروح ؟ """""""""""""""""""""""""""
• الموت .. الموت
{ كل نفس ذائقة الموت } ( آل عمران : 185 )
يحق لمن يعلم : أن الموت مورده و أن الساعة موعده و القيام بين يدي الله تعالى مشهده يحق له أن يطول حزنه .
• يا هذا صاحب الدنيا بجسدك وفارقها بقلبك و ليزدك إعجاب أهلها بها ..زهدا فيها و حذرا منها فإن الصالحين كانوا كذلك .
• { كل نفس ذائقة الموت }
فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا .
• و اعلم يا هذا أن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يأنس في عزها و لا يجزع من ذلها للناس حال و له حال .
• يا هذا بع دنياك بآخرتك ..تربحهما جميعا .
و لا تبع آخرتك بدنياك ..فتخسرهما جميعا .
• يا هذا كفى بالموت واعظا و رب موعظة دامت ساعة ثم تنقضي و خير موعظة ما دام أثرها -------------------
من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري للمؤلف فتحي بن فتحي الجندي...........