najat المشرفة المميزة
عدد المساهمات : 857 تاريخ التسجيل : 13/12/2009
| موضوع: البدعـــة .. تعريفها .. أنواعها .. أحكــامها الإثنين نوفمبر 01, 2010 5:01 pm | |
| البدعـــة .. تعريفها .. أنواعها .. أحكــامها ) ------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أصلي وأسلم على المبعوث رحمة للناس صلى الله عليه وسلم ... أما بعد ...
بعد أن رأيت من انتشار البدع في هذا الزمان و ما ظهر على الناس اتباع لهذه البدع ، قررت في إقامة هذا الموضوع البسيط الذي أرجو به وجه الله سبحانه و تعالى و أن تعم الفائدة على الجميع ...
أولا تعريفها .. لغة مأخوذة من البدع و الإبتداع و هو الإختراع على غير مثال سابق ، و منه قوله تعالى " بديع السموات و الأرض " [ سورة البقرة ، الآية ١١٣ ] أي مخترعها على غير مثال سابق ، و قوله تعالى " قل ماكنت بدعا من الرسل " [ سورة الأحقاف ، الآية ٩ ] أي ماكنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل . و يقال : ابتدع فلان بدعة ، أي ابتدأ طريقة لم يسبق إليها ...
و هو قسمين ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة . و هذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة و ابتداع في الدين و هذا محرم ، لأن الأصل فيه التوقيف ، قال صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و في رواية " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "
و البدعة في الدين نوعان النوع الأول بدعة قولية اعتقادية كمقالات الجهمية و المعتزلة و الرافضة و سائر الفرق الضالة و اعتقاداتهم ... النوع الثاني بدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها و هي أنواع ... ١ ما يكون في أصل العبادة ، بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، مثل أن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيام غير مشروع أو أعيادا غير مشروعة( كعيد المولد النبوي و غيرها )
٢ ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا
٣ ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة و ذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، و كالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
٤ ما يكون بتخصيص و قت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان و ليلته بصيام و قيام ... فإن أصل الصيام و القيام مشروع ، و لكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل ...
و البدعة محرمة في الدين بجميع أنواعها ... فكل بدعة في الدين في محرمة و ضلالة ، قال صلى الله عليه و سلم " و أياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " و معنى هذا أن البدع في العبادات و الإعتقادات محرمة ، لكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ، فمنها ما هو كفر صراح كالطواف بالقبور تقربا إلى أصحابها و تقديم الذبائح و النذور لها و دعاء أصحابها و الإستغاثة بهم ، و كمقالات غلاة الجهمية و المعتزلة .. و منها ماهو من وسائل الشرك كالبناء على القبور و الصلاة و الدعاء عندها ، و منها ماهو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج و القدرية و المرجئة في اقوالهم و اعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية و منها ماهو معصية كبدعة التبتل و الصيام قائما في الشمس ، و الخصاء بقصد قطع شهوة الجماع ...
و ظهرت البدع في أواخر خلافة الخلفاء الراشدين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و أعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلوم و العبادات إنما وقعت في أواخر خلافة الخلفاء الراشدين ، كما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم ، حيث قال " من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي " و أول بدعة ظهرت بدعة القدر ، و بدعة الإرجاء ، و بدعة التشيع و الخوارج ، و قد ظهرت هذه البدع في القرن الثاني و الصحابة موجودون و قد أنكروها ، و ظهرت بدعة الإعتزال و التصوف والبناء على القبور ، و هكذا كلما تأخر الوقت زادت البدع و تنوعت ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن الأمصار الكبار التي سكنها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و خرج منها العلم و الإيمان خمسة : الحرمان و العراقان و الشام و منهما خرج القرآن و الحديث و الفقه و العبادة و مايتبع ذلك من أمور الإسلام و خرج التشيع و الإرجاء من الكوفة ، و خرج من البصرة القدر و الإعتزال و النسك الفاسد ، أما التجهم فظهر في ناحية خرسان و هو شر البدع ...
أسباب ظهور البدع ============ ١ الجهل بأحكام الدين ، فكلما بعد الناس عن آثار الرسالة قل العلم و فشي الجهل ، قال صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد . و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا "
٢ اتباع الهوى ، قال تعالى " أفرأيت من أتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله " [ سورة الجاثية ، الآية ٢٣ ] و البدع هي من نسيج الهوى المتبع ...
٣ التعصب لآراء الرجال ، قال تعالى " و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع مآ ألفينا عليه ء ابآءنا " [ سورة البقرة ، الآية ١٧٠]
٤ التشبه بالكفار قال صلى الله عليه و سلم " لتركبن سنن من كان قبلكم " فإن غالب الناس من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع و الشركيات كأعياد الموالد و إقامة الأيام و الأسابيع لأعمال مخصصة و الإحتفال بالمناسبات الدينية و الذكريات و إقامة التماثيل و النصب التذكارية ، و اقامة المآتم و بدع الجنائز و البناء على القبور وغير ذلك ...
موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة ، و منهج أهل السنة و الجماعة في الرد عليهم ============================== أهل السنة و الجماعة يردون على المبتدعة و ينكرون عليهم بدعهم ، و يمنعونهم من مزاولتها جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال من أين أحرم فقال من الميقات الذي وقت رسول الله صلى الله عليه و سلم و أحرم منه ، فقال الرجل : فإن أحرمت من أبعد منه ! فقال مالك : لا أرى ذلك . فقال : ما تكره من ذلك . قال : أكره عليك الفتنة . قال : و أي فتنة في ازدياد الخير . فقال مالك : فإن الله تعالى يقول " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
و منهج أهل السنة و الجماعة في الرد على أهل البدع مبني على الكتاب و السنة ، حيث يوردون شبه المبتدعة و ينقضونها . و يستدلوس بالكتاب و السنة على وجوب التمسك بالبسنن و النهي عن البدع و المحدثات ... و قد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك في الرد على أهل البدع ، و من الكتب القديمة ... ١ كتاب الإعتصام للإمام الشاطبي ٢ كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد استغرق الرد على المبتدعة جزءا كبيرا منه ٣ كتاب انكار الحوادث و البدع لإبن وضاح ٤ كتاب الحوادث و البدع للطرطوشي ٥ كتاب الباعث على انكار البدع و الحوادث لأبي شامة ٦ كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الرافضة و القدرية لشيخ الإسلام ابن تيمية و من الكتب العصرية ١ كتاب الإبداع في مضار الإبتداع للشيخ علي محفوظ ٢ كتاب السنن و المبتدعات المتعلقة بالأذكار و الصلوات للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي ٣ رسالة تحذير من البدع للشيخ عبد العزيز بن بازنماذج من البدع المعاصرة ١ الإحتفال بالمولد النبوي ٢ التبرك بالأماكن والآثار و الأموات و نحو ذلك ٣ البدع في مجال العبادات و التقرب إلى الله
أخيرا البدع بريد الكفر ، و هي زيادة دين لم يشرعه الله و لا رسوله . و البدعة شر من المعصية الكبيرة . و الشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة . لأن العاصي يفعل المعصية و هو يعلم أنها معصية فيتوب منها . و المبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينا يتقرب به إلى الله ، فلا يتوب منها ... و تحرم زيارة المبتدع و مجالسته إلا على وجه النصيحة له و الإنكار عليه ، لأن مخالطته تؤثر على مخالطه شرا و تنشر عدواه إلى غيره ... و يجب التحذير منهم و من شرهم إذا لم يمكن الأخذ على أيديهم و منعهم من مزاولة البدع ، و إلا فإنه يجب على العلماء المسلمين وولاة أمورهم منع البدع و الأخذ على أيدي المبتدعة وردعهم عن شرهم لأن خطرهم على الإسلام شديد ، ثم أنه يجب أن تعلم أن دول الكفر تشجع المبتدعة على نشر بدعهم و تساعدهم على ذلك بشتى الطرق ، لأن في ذلك القضاء على الإسلام و تشويه صورته ... نسأل الله عز و جل أن ينصر دينه و يعلي كلمته و يخذل أعداءه ، و صلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
.فضيلـــة الشيخ صالح بن فـــوزان بن عبد اللــه الفـــوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ( البدعـــة .. تعريفها .. أنواعها .. أحكــامها ) __________________ | |
|
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| |