بوركت أخيتي لقد أثلجت صدري وفرجت كربي
وجددت في الهمة للسير الى الله وحفزت ذاكرتي
لتذكر مآثر أحبابي حقا
وأججت حرقتي في العمل على منوالهم
أولئك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
أين أنا منهم ؟
ولا زلت أخلط وأخالط ولا أدري على أي شاطئ سترسو مركبتي
ولا زلت أجدف بكل شيء الا بإيماني
وألتجأ لكل شيء الا للرحمن
وأتخذ الأسباب وأتناسى رب الأسباب
نسوا الله فأنساهم أنفسهم
أين أنا من الصالحين ؟
ولا زالت حظوظ النفس تتجاذبني
وكأنها سترزقني مالم يرزقني ربي وكأني بها ستنصرني
وقد هزمني ربي وتحييني وقد أماتني ربي
أولئك أناس جعلوا الله في قلوبهم فكان النور الذي يبصرون به والهدى الذي يهتدون به
والأيد التي يبطشون بها والأذان التي يسمعون بها
كان وقوفهم في الجاهلية وقوفهم في الإسلام وزيادة
فأين أنا منهم ؟
فعل يناقض قول ولا زلت أعرج في مشيتي وأعطي الأنصاف بدل الكل
وانتصر لحظوظ نفسي واتخذ المشاجب في ساعة وساعة
أين أنا منهم وهم القوم لا يشقى جليسهم
وقد أشقيت كل من حولي وتأذى مني من عرفني
ومتى أسير على خطاهم والتسويف يطفيء الفكرة قبل الخطوة
وإن خطوت ففي احتشام إن أتراجع في بدايتها وهنا فقط أذكر كم صدقوا الله
وما صدقت .كم قدموا لله وما قدمت كم أحبوا الله ولكني أيضا الله أحببت
فأين أنا منهم ؟
هل عرفت لما أحببتك أخيتي لأني لمست فيك حبهم
ولأنك تذكرينني بهم وبتخاذلي بعطائهم لله وببخلي بصفائهم وخلطي
بزهدهم ووهني بإقدامهم وتخاذلي
أين أنا منهم ؟
ولا زلت أنتظر التشجيع بدل من أن أشجع
وأنتظر المساعدة والتأييد بدل أن أساعد
ولا زلت أعرج لا أدري الى متى
ولكني أطمع دوما منك أخيتي بتذكري
وعلى هذا المنوال دوما سيري ثبتنا الله وإياكم على صراطه المستقم
أمين
أحبك في الله حبيبتي