فضـــــــــــــــــل الأخُــــــــــــــــــــوَة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعـــلى آله وصحبه ومـــــن والاه
أما بعد :
فإن الله جلا وعلا فرض على المؤمنين التآخي والتواصل , وحرم عليهم التقاطع والتدابر والعداوة والشحناء .
وأمرهم بالحفاظ على هذا الفضل وهذه النعمة , ونهاهم عن أسباب زوالها وضعفها .
قال تعالى : [ واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ]
فالأُخُوة في الله نعمة من أنعم الله علينا يجب المحافظة عليها
والفُرقة من الشيطان وهي من أخلاق المشركين ومن شابههم
قال تعالى : [ ولا تكونوا من المشركين من الدين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ]
والأُخوة في الله فضلها عظيم دل على ذلك الدليل من الكتاب والسنة
قال تعالى : [ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله ]
قال القرطبي : قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" أي في الدين والحرمة لا في النسب،
ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب،
فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب.
وفي فيض القدير: "إنما المؤمنون إخوة" مستأنفة مقررة لما قبلها من الأمر بالإصلاح،
والمعنى: أنهم راجعون إلى أصل واحد وهو الإيمان.
قال الزجاج: الدين يجمعهم، فهم إخوة إذا كانوا متفقين في دينهم
فرجعوا بالاتفاق في الدين إلى أصل النسب لأنهم لآدم وحواء
وقال السعدي : " إنما المؤمنون إخوة "
هذا عقد ، عقده الله بين المؤمنين ، أنه إذا وجد من أي شخص كان في مشرق الأرض ومغربها ،
الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، فإنه أخ للمؤمنين ،
أخوة توجب أن يحب له المؤمنون ما يحبون لأنفسهم ، ويكرهوا له ما يكرهون لأنفسهم ،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، آمرا بالأخوة الإيمانية :
«لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ،
المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه » متفق عليه .
وفيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : « المؤمن للمؤمن ، كالبنيان يشد بعضهم بعضا »
وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه .
ولقد أمر الله ورسوله بالقيام بحقوق المؤمنين بعضهم لبعض ،
ومما يحصل به التآلف و التوادد ، والتواصل بينهم ، كل هذا تأييد لحقوق بعضهم على بعض ،
فمن ذلك ، إذا وقع الاقتتال بينهم ، الموجب لتفرق القلوب وتباغضها وتدابرها ،
فليصلح المؤمنون بين إخوانهم ، وليسعوا فيما به يزول شنآنهم .
ثم أمر بالتقوى عموما ، ورتب على القيام بالتقوى وبحقوق المؤمنين ، الرحمة ، فقال :
" لعلكم ترحمون " وإذا حصلت الرحمة ، حصل خير الدنيا والآخرة ،
ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين ، من أعظم حواجب الرحمة .
وفي هاتين الآيتين من الفوائد ، غير ما تقدم :
أن الاقتتال بين المؤمنين مناف للأخوة الإيمانية ، ولهذا كان من أكبر الكبائر ،
وأن الإيمان والأخوة الإيمانية لا يزولان مع وجود الاقتتال كغيره من الذنوب الكبائر ، التي دون الشرك ،
وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة .
وقال الشيخ بن عثيمين {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم} [الحجرات: 10] ؛
فأثبت الأخوة الإيمانية مع الاقتتال الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كفر .
وقال رحمه الله : وهم إخوة في الدين، والأخوة في الدين أقوى من الأخوة في النسب
بل إن الأخوة في النسب مع عدم الدين ليست بشيء ,
ولهذا قال الله تعالى عز وجل لنوح لما قال { إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق }
قال تعالى { إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح }
أما المؤمنين فإنهم وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم فإنهم إخوة مهما كان .
وقال رحمه الله : تفسيرا لقوله تعالى :
(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
فاشترط الله سبحانه وتعالى للأخوة في الدين هذه الشروط الثلاثة:
{ التوبة من الشرك ,وإقامة الصلاة ,وإيتاء الزكاة }ومن المعلوم أنه إذا تخلف الشرط تخلف المشروط .
منقول
اشكرك اختي نجاةعلى هذا الموضوع لما له من قيمه وفائده
وما اروع كلام الله حين قال :{ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا }
نعم ان الله وهب لنا الاخوه من رحمته لهذا نتراحم باخوتنا وما خرج عن هذا فهو من غير المالوف
فالحمد لله رب العالمين وسبحان الله عما يصفون
,