لماذا عارضوا الثورة؟!
محمد حسن يوسف
ذكرت جريدة الوفد في عدد يوم الأحد 13 فبراير 2011 في صفحتها الأخيرة "القائمة السوداء لأعداء ثورة التحرير".
والواقع أنه باستعراض الأسماء الواردة في هذه القائمة، نجد أنها تندرج تحت ثلاث فئات متميزة:
1- فئة من لاعبي كرة القدم ومدربيها
2- فئة من الفنانين: ممثلين ومغنين
3- فئة من رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير صحف ومجلات قومية
4- ويصاف إليهم بالطبع فئة من رجال الأعمال والوزراء
والواقع أنه باستعراض تلك الفئات، لا يجد المرء أي دهشة في توجهاتهم نحو النظام السابق.
فتلك الفئات نمت من قاع المجتمع، وأثرت بفضل أموال الجماهير الغفيرة التي ذهبت لتشجيعهم في المباريات،
أو لمشاهدة أفلامهم ومسرحياتهم وحفلاتهم، أو لقراءة مقالاتهم.
وكان من المفترض أن يكون ولاء هذه الفئات للجماهير التي ذهبت أموالهم إلى جيوبهم،
واُتخمت بها كروشهم، وصنعت نجومياتهم وجماهيرياتهم. ولكن صنائع النظام السابق لهم، من آلاف وملايين تدفقت عليهم،
ومزايا عديدة أمدهم بها، من احتكار لمساحات كبيرة من صفحات الجرائد والمجلات القومية أو شاشات الإعلام الرسمي المملوك للدولة،
جعل ولائهم يتحول ويتكرس تلقائيا نحو النظام الذي أراد منهم أن يكونوا أبواقا تسمح بحمده وتنشر محاسنه.
ولعل اهتمام النظام السابق بتلك الفئات يفسر السبب في تراجع مكانة مصر دوليا وتدني مستوى أدائها محليا.
ذلك أن تركيز اهتمام النظام السابق على تلك الفئات، كان يعني في نفس الوقت تهميش فئات أخرى عديدة، مثل العلماء والأدباء والأطباء ...
الخ، وهي الفئات المنوط بها تقدم البلاد وتحسين مستواها علميا وثقافيا. نريد، ونحن على أعتاب نظام جديد،
تغيير تلك المنظومة من جذورها، لنعيد الاهتمام بالعلم والعلماء، حتى نستطيع العبور بمصر إلى مرحلة جديدة تليق بمكانتها وبشعبها.