وصدق الله : {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِه } لقمان11 خلق الله هو الغاية في الحسن و الغاية في الإعجاز و الغاية في الإبداع و صدق الله : {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }السجدةيقول سيد رحمه الله :
[ اللهم إن هذا هو الحق الذي تراه الفطرة وتراه العين ويراه القلب ويراه العقل . الحق المتمثل
في أشكال الأشياء , ووظائفها . وفي طبيعتها منفردة وفي تناسقها مجتمعة . وفي هيئاتها وأحوالها
ونشاطها وحركاتها . وفي كل ما يتعلق بوصف الحسن والإحسان من قريب أو من بعيد .
سبحانه ! هذه صنعته في كل شيء . هذا كل شيء خلقه يتجلى فيه الإحسان والإتقان ; فلا تجاوز
ولا قصور , ولا زيادة عن حد الإحسان ولا نقص , ولا إفراط ولا تفريط , في حجم أو شكل أو
صنعة أو وظيفة . كل شيء مقدر لا يزيد عن حد التناسق الجميل الدقيق ولا ينقص ].
لله في الأفاق آيــات *** لعل أقلها هو ما إليه هداك
و الكون مشحون بأسرار *** إذا حاولت تفسيراً لها أعياك
و لعل ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
المخلوق الذي أتحدث عنه عجيب في شدة صلابته وقسوته إلا أنه يتصدع من خشية الله فقد تكون
قلوب بني آدم أحياناً أشد منه قسوة , لعلكم قد عرفتم هذا المخلوق العجيب إنه الحجر .
الحجر والحجارة خلق من خلق ذكره الله في غير موضع من القرآن و تكرر ذكره في السنة
النبوية ومنه تكون الجبال التي أكثر الله من ذكرها على أنها آية عظيمة تبهر العقول و الألباب و
تدل على عظمة خالقها و بديع صنعه ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ
رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) (الغاشية: 17 ـ 19) فهي أوتاد الأرض حتى لا تميد بمن
عليها فتعالوا معنا نتعرف على بعض صفات هذا المخلوق
و نأخذ منه الدرس و العبرة : أولاً :
المخلوق العجيب يخشى الله عز وجل:
المخلوق العجيب رغم صلابة إلا أنه يتشقق و يتصدّع من خشية الله عز وجل قال تعالى ثُمَّ
اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }البقرة60 قال ابن كثير رحمه الله :
[قول تعالى واذكروا نعمتي عليكم في إجابتي لنبيكم موسى عليه السلام حين استسقاني لكم
وتيسيري لكم الماء وإخراجه لكم من حجر يحمل معكم وتفجيري الماء لكم منه من ثنتي عشرة
عينا لكل سبط من أسباطكم عين قد عرفوها فكلوا من المن والسلوى واشربوا من هذا الماء الذي
أنبعته لكم بلا سعي منكم ولا كد واعبدوا الذي سخر لكم ذلك ].
فتأمل أخي الكريم
كيف بادر الحجر إلى نصرت نبي الله و إغاثته و قومه بأمرٍ من الله جل و علا و تأمل القصة
التالية يتبين لك نصرة هذا المخلوق لنبي الله موسى و كشف ادعاءات المبطلين و كيد الكائدين
وتأمل اخي الكريم
كيف كان المخلوق العجيب نصيراً لرسول الله صلى الله عليه و سلم تعال نأخذ الدرس و العبرة
من مناصرة المخلوق العجيب لهذين النبيين عليهما الصلاة و السلام :
1 عناية الله برسله وأنبيائه و أوليائه و عباده الصالحين و تسخير مخلقاته لنصرتهم و إعانتهم .
2 وجوب مناصرة الرسل و الأنبياء و الدفاع و الذب عنهم و فإذا كان الحجر الأصم بادر بمناصرة نبي الله موسى و الدفاع عنه فإن المؤمنين الأتقياء أولى بذلك منه .
3 يتعين على الصالحين المصلحين أن يبادروا إلى كشف دعاوى المبطلين
4 يجب علينا أن نحب رسل الله و أنبيائه و نتمنى اللحاق بهم و أن يهدينا الله سبيلهم و نسأل من