مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: البعض يظن ان كلمة حب عار وعيب وفضيحة الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:09 pm | |
|
الحب واسمى معانيه.
كثيرا ما اسمع واقرأ عن الحب ومفهومه وانواعة واختلاف درجاته بالنسبة للمحبوب فكلمة حب
ازلية منذ الوجود ,ربما لم تكن بكتابتها كما نعرفها الآن (حب)ولكن كان لها مدلولها ومفهومها
بين الشعوب والامم عبر العصور ربما بدأت بحب الذات وحب النفس ومن ثم حب التملك ثم
تطور لاحقا لحب الام والاب وكذلك الزوجة والابناء والعشيرة والقبيلة وغير ذلك من اواع
الحب وهي كثيرة .
وهناك امثلة عن الحب وثقافته ومفهومه التي يحتاج الانسان الى معرفتها .
فالبعض يظن ان كلمة حب عار وعيب وفضيحة ,ولكن مفهوم الحب واسع جدا فهو ليس محدود
المعنى وضيق التفكير.
تعالوا بنا نتابع ما قيل عن الحب.
لكل انسان احاسيس ومشاعر تختلف عن اي انسان آخر من العابد الى العالم الى الانسان العادي
الى قاطع الطريق وكل واحد من هؤلاء بمفهومه للحب قد يعطي معنى للحب ولمن يحب يختلف
عن اي شخص آخر,ولكن هذا لا يلغي ولا يغير معنى الحب السامي .
وكثيرا من قالوا عن الحب ووصفوه بمعاني وكلمات تختلف عن بعضها البعض.
فمثلا يقول أبن قيم الجوزية في كتاب روضة المحبين و نزهة المشتاقين.
إذا تدارست أسماء الله عز وجل الحسني وصفاته العلي نشأت بينك وبين الله علاقه.
والعلاقة هي أولي مراتب الحب , وتسمي العلق بوزن الفلق وهي أولي مراتب الحب
فيقال : علق بها –بالكسر- وعلق حبها بقلبه أي هويها وعلق بها علوقا وسميت علاقه لتعلق
القلب بالمحبوب
كما قال الشاعر:
ولقد أردت الصبر عنك فعاقني علق بقلبي من هواك قديم
فإذا تعلق قلبك بالله عز وجل وعلق حبه بقلبك وصلت إلي محبة الله عز وجل
والمحبة كلمة تعجز عن وصفها الألسنه فهي من أجل الأشياء التي يتصف بها الإنسان
وايضا مما قيل في الحب ومعانيه.
فقد قيل أن أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان حبب الأسنان .
فالحب يجعل قلب المحب صافيا نقيا فحب الله عز وجل يورث صفاء في القلب وطمأنينة في
النفس.
وقيل أن المحبة مأخوذه من الحب –جمع حبه- وهو لباب الشئ وخالصه وأصله
فإن الحب هو أصل النبات والشجر .
فإذا عرفت الله عز وجل كان الأصل في قلبك أن تحب الله عز وجل .
وقيل بل إن المحبة هي من الحب وهو الإناء الواسع الذي يوضع فيه الشئ فيمتلئ,
ولا يتسع لشئ غيره وكذلك يكون قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه .
فلا يكون في قلبك سوي حب الله عز وجل ولا يتسع قلبك لغيره.
فإذا أحببت الله عز وجل صرت متصفا بصفات المحبة ولوازمها فإن من لوازم المحبة :
الميل الدائم بالقلب الهائم وإيثار المحبوب علي جميع المصحوب.
وكذالك يقول الدكتور عائض القرني :
إذا قلت ( حب ) هل غيث الرجاء وهبت ريح الصفاء وسرى نسيم الوفاء.
وتهللت أسارير الوجوه ، وانبلجت معالم الطلعات ، وأشرقت شموس الأيام.
إذا قلت ( حب ) : امتلأت الجوانح بالأشواق والحشايا بالتلهف.
والضمائر بصورة الأحباب ومعاهد الأصحاب ومغاني الأتراب .
إذا قلت : ( حب ) تساقطت أوراق البغضاء وتلاشت نزغات الشر.
وارتحلت قطعان الضغينة وفرت زمر الأحقاد وغربت نجوم العداوات .
كلمة ( حب ) سماء شمسها اللقاء وقمرها العناق.
ونجومها الذكريات وسحبها الدموع .
كلمة ( حب ) إشراقة من عالم الملكوت ، واطلالة من ديوان الخلود
الحب في لغة الهوي حرفان لكنه يوم النوى لغتان
لغة القلوب ولا يفك رموزها إلا فؤاد دائم الخفقان
فإذا قرأت حروفها في ليلة أيقنت أن الحب شئ ثان الحب ليس قصيدة عربية
محبوكة الأطراف والأوزان.
الحب ليس رواية منسوجة للعرض والأعلام والإعلان
الحب ليس تهتكا وتهافتاً وتظاهراً بمرارة الحرمان .
الحب ليس من الدعي مقالة منحوتة بعجائب البلدان.
كلا وليست خيمة بدوية مضروبة الأطنان في الصوان.
ما كان حباً مسرحية عابث أدوارها تصميك بالدوران.
الحب أن يقف الفؤاد مولهاًأنفاسه من لاهب النيران.
لو سال من جسم المحب دماؤه كتبت حروف الحب في الجدران.
ترمي العيون إليه وهي نواعس سهمين من وصل ومن هجران.
أنواع الحب
إن الحب في الأسلام على خمسةأنواع كما قال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله :
أحدهما : محبة الله ولا تكفى وحدها لدخول الجنة بل لابد من العمل.
الثانى: محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام أو تخرجه منه.
الثالث: الحب لله وفيه وهي من لاوازم محبة ما يحب ولا تستقيم محبة ما يحب ألا فيه وله.
الرابع: المحبة مع الله وهي الشركية و العياذ بالله.
الخامس : المحبة الطبيعية كمحبة الزوجة.
الحب.. أساس الوجود
كتب د.محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر
في كتابه “الحب والجمال والإسلام” فهو يصف الحب الذي يجمع بين الرجل والمرأة بأنه “الحب
الذي بدأت به الحياة البشرية ,مضيفا أنه هو أساس الوجود وذلك أستنادا لأن الله عز وجل
قد خلق “آدم وحواء” وأسكنهما الجنة
ثم أهبطهما الأرض لتنتشر الذرية من بعد ذلك :
الحب -بمعنى ما استقر في القلب من شعور معين نحو فتاة أو شاب-
لا يتعلق به حكم شرعي لأنه مكنون في صدر الشخص
وإنما ما يتعلق به الحكم هو نتيجة هذا الحب الساكن في الفؤاد
فلو أخذت هذه المشاعر طريقها السوي الصحيح فنمت وكبرت
في إطار شرعي علني يحيط به الأهل ويتوج في النهاية بالزواج
فهذا أمر لا غبار عليه ولا يستطيع أحد أن يصفه بالحب الحرام.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: “يا رسول الله في حجري يتيمة
قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين غير النكاح”
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أُريتك في المنام يجيء بك الملك في سرقة من حرير، فقال لي: هذه
امرأتك. فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي
فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه”
وعن سهل بن أبي حثمة أنه قال: “رأيت محمد بن مسلمة
يطارد بثينة بنت الضحال فوق أجران لها ببصره طردًا شديدًا
فقلت: أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا أُلقيَ في قلب امرئٍ خطبة المرأة فلا بأس أن ينظر إليها”
وفي الصحيح كان مغيث يمضي خلف زوجته بريرة بعد فراقها له
وقد صارت أجنبية عنه، ودموعه تسيل على خديه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“يا ابن عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة
ومن بغض بريرة مغيثًا ثم قال لها لو راجعته
فقالت: أتأمرني ؟
فقال: إنما أنا شافع، قالت: لا حاجة لي فيه”
حديث مغيث وبريرة يحسم أمورًا كثيرة:
أولاً: الرسول صلى الله عليه وسلم تعاطف مع المحب ولم ينهه عن حبه.
ثانيًا: الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ تعاطفه مع المحب أن تشفع له
بنفسه عند من يحب وهذا أمر تثقل دونه الجبال.
ثالثًا: الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه مغيثًا عن حبه لبريرة
حتى بعد أن رفضت بريرة الزواج منه. أي إنه لم يُحرِّم حبه لها.
وكيف يُحرِّم هذا الأمر وهو يقول عنه إنه لا يملك؟!
رابعًا: إن مغيثًا كان يمشي وراءها ويبكي، وليس من المعقول
أنه كان يمشي وراءها مغمض العينين. إذن هو كان ينظر إليها
ويراها، ولم ينهه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك
وهو أمر لم يتركه صلى الله عليه وسلم إلا مع هذا المحب
وهو أمر يرتبط بالمحب ارتباطًا لاإراديًا
فلا يستطيع المحب أن يمر من يحبه أمامه ولا ينظر إليه.
خامسًا: إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
“ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثًا؟!”
قول لا يكاد يكون له مثيل. أفلا يكون ذلك مستندًا لنا في أن الحب
أمر عجيب وسر من أسرار الله؟!
كان أبو بكر رضي الله عنه يمشي في أحد طرق المدينة
وسمع امرأة تنشد وهي تطحن بالرحى قائلة
وهويته من قبل قطع تمائمي
متمايساً مثل القضيب الناعم
وكأن نور البدر سُنَّة وجهه
ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم
كانت تغني بألم وحرقة ويعلو صوتها بالبكاء..
رقّ لها قلب خليفة المسلمين أبي بكر الصديق فدقّ عليها الباب..
ولما خرجت إليه قال لها: أحرة أنت أم مملوكة ؟
فقالت: بل مملوكة يا خليفة رسول الله
سألها عمن تغني وتنشد له: من هويت ؟
فبكت ثم قالت: بحق الله عليك اتركني وشأني..
لكن أبا بكر -رضي الله عنه- ألح في طلبه
وقال لها إنه لن يترك المكان حتى تخبره: لا أريم أو تعلميني,
فقالت وأنا التي لعب الغرام بقلبها فبكت لحب محمد بن القاسم فلما علم منها أبو بكر الصديق اسم
الشخص الذي تهيم به.
ذهب إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه ليعتقها..
ثم بعث إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب
وقال: هؤلاء فِتَنُ الرجال..
وكم مات بهن من كريم، وعطب عليهن من سليم
من أقوا ل الفلاسفة في الحب
*الحب أعمى(أفلاطون)*الحب وردة والمرأة شوكتها(شوبنهاور )
*يضاعف الحب من رقة الرجل ، ويضعف من رقة المرأة(جارلسون)
*الحب يضعف التهذيب في المرأة ويقويه في الرجل(ريشتر)
*إذا أحبتك المرأة خافت عليك وإذا أحببتها خافت منك(علي مراد )
*الحب مبارزة تخرج منها المرأة منها منتصرة إذا أرادت(لابرويير )
*الحب للمرأة كالرحيق للزهرة(تشارلز ثوب)
*الحب عند الرجل مرض خطير ، وعند المرأة فضيلة كبرى(أنيس منصور)
*الحب أنانية اثنين(مدام دو ستال )
*الحب المجنون يجعل الناس وحوشاً(فيون)
*الحب ربيع المرأة وخريف الرجل(هيلين رونالد )
*الحب يرى الورود بلا أشواك(مثل ألماني )
*إذا أحبت المرأة فعلت كثيراً وتكلمت قليلاً(علي مراد) .
واخيرا اسمى معاني الحب وارفعها درجات هي حب الله والحب في الله.
قال عليه الصلاة والسلام: “إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم
في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي”
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر منهم: “ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه,
وتفرقا عليه”
والأخوة في الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا، بل هي مستمرة في الآخرة, يقول تعالى: “الأخلاء
يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين”
إن التحابب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات, ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون
بالمتحابين في الله, وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدر ونزغات الشيطان,
فبالقيام بحقوقها يُتقرَّب إلى الله زلفى, وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلا. ومن هذه الحقوق:
الحب والمناصرة والتأييد والمؤازرة ومحبة الخير لهم, كما قال عليه الصلاة والسلام: “لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
| |
|