السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المبتلى بالمصائب
لا تحزن إن الله معك إن الله مع الصابرين سورة البقرة آية 153
إذ ضاقت بك الدنيا لا تقول يا رب عندي هم كبير ولكن قول يا هم عندي رب كبير
*وأعلم إن من علامات حب الله لك أن يطلبك قبل أن تطلبه وأن يدلك عليه قبل أن تبحث عنه
*واعلم إن البلاء يقرب بينك وبين الله و يعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب و الفخر
يجب عليك أن تعلم إن الله ما ابتلاك إلا لمحبته لك
حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( من يرد الله به خيرا يصب منه)رواه البخاري
و قال الرسولا عليه الصلاة والسلام (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالي إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط )رواه الترمذي
وما ابتلاك إلا ليكفر من خطاياك
حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام (ما يصاب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتى الشوك يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ).
وقال الله تعالي في حديثه القدسي (إن الإنس والجن لفي نبأ عظيم اخلق و يعبد غيري ,ارزق ويشكر سواي , خيري إلي العبادي نازل و شرهم إلي صاعد , أتودد إليهم برحمتي وأنا الغني عنهم ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي ,أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا اقنتهم من رحمتي إن تابوا إلي فأنا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لؤطهرهم من المعايب فمن أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد ومن اعرض عني ناديته من قريب أقول له أين تذهب ألك ربا سواي ,الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد والسيئة عند بمثلها واعفوا ,وعزتي وجلالي ليستغفروني منها لغفرتها له
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ,حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة ).رواه الترمذي
وما ابتلاك إلا ليمتحنك
كما قال الله تعالي في كتابه العزيز(الم ,أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ,ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) سورة العنكبوت ,آية 3,2,1
و قال الله تعالي في كتابه العزيز(وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذالك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون )الآية 168 من سورة الأعراف.
الشرح: (أي إن الله سبحانه وتعالي قد فرقنا فرقا فرق منا القائمون بحقوق الله وحقوق عباده ومنا المقصرون الظالمون لأنفسهم ,واختبر هؤلاء بالرخاء في العيش و السعة في الرزق ,واختبرهم بعضهم بالشدة في العيش والمصائب و الرزايا,رجاء أن يرجعوا إلي طاعة ربهم ويتوبوا إليه).
وما ابتلاك إلا ليدخلك الجنة
حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله آلا إن نصر الله قريب )الآية213 من سورة البقرة
و قال الله تعالي في كتابه العزيز(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)الآية142 من سورة آل عمران
*ولا تنسه وصية لقمان لأبنه عندما قال له( اصبر علي ما أصابك إن ذالك من عزم الأمور )الآية 17من سورة لقمان
وتأمل قول الله عز وجل في حديثه القدسي (إن من أستسلم لقضائي ورضي بحكمي وصبر علي بلائي,بعثته يوم القيامة مع الصديقين)لا أله إلا الله
ويجب أن تكون موقنا بأن ما أصابك من مصيبة إلا بأمر من الله عز وجل.
حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز (ما أصاب من مصيبة إلا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شي عليم )الايه 11من سورة التغابن.
وتأمل قول الله عز وجل في حديثه القدسي (أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فستعن بالله وأعلم إن الأمة لو اجتمعت علي ينفعوك بشي لن ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك ,ولو اجتمعت علي أن يضروك بشي لن يضروك إلا بشي قد كتبه الله عليك ,رفعت الأقلام وجفت الصحف) .
واصبر ثم اصبر ثم اصبر, ( والله يحب الصابرين).الايه 146من سورة آل عمران
حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز (ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين,الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ,أولآئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولآئك هم المهتدون ) الآيه157,156,155 من سورة البقرة
وأعلم أن الله عز وجل قد أعد لك أجرا كبير كما ذكر ذالك في الآية 35 من سورة الأحزاب.
ولا تيأس فأن الله عز وجل قال عن الإنسان في كتابه العزيز (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور) الآية 9 من سورة هود
الشرحولئن أعطينا الإنسان منا نعمة من صحة وأمن وغيرها ثم سلبنها منه ,إنه لشديد اليأس من رحمة الله,وجحود بالنعم التي أنعم الله بها عليه)
ولما كان الجزع والهلع فطر في الإنسان بها خلق وعليها جبل ,فقد أرشدنا الله إلي طريق التخلص منهما بقوله (إن الإنسان خلق هلوعا ,إذا مسه الشر جزوعا,وإذا مسه الخير منوعا ,إلا المصليين,الذين هم علي صلاتهم دائمون .والذين في أموالهم حق معلوم ,لسائل والمحروم,والذين يصدقون بيوم الدين,والذين هم من عذاب ربهم مشفقون,إن عذاب ربهم غير مأمون,والذين هم لفروجهم حافظون,إلا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين,فمن ابتغى وراء ذالك فأولآئك هم العادون,والذين هم لأماناتهم وعهودهم راعون,والذين هم بشهاداتهم قائمون,والذين هم علي صلاتهم يحافظون ,أولآئك في جنات مكرمون, سورة المعارج
[code]