مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: - - --^ ][][][ ( عبدالرحمن بن عوف ) ][][][ ^-- - - الإثنين يناير 04, 2010 9:31 am | |
|
- - --^ ][][][ ( عبدالرحمن بن عوف ) ][][][ ^-- - -
- - --^ ][][][ ( نسبه ) ][][][ ^-- - -
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر
الإسلام فما غـم عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول صلى الله عليه وسلم
يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين .
ولد بعد الفيل بعشر سنين وأسلم قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم
دار الأرقم وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذي أسلموا
على يد أبي بكر، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إلى الحبشة، وإلى المدينة
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع.
وكان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين جعل
عمر بن الخطاب الخلافة فيهم، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي
وهو عنهم راضٍ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفرة، وجرح
يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله فكان يعرج منها، وسقطت
ثنيتاه فكان أهتم.
- - --^ ][][][ ( التجارة ) ][][][ ^-- - -
كان رضي الله عنه محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عجبه فقال :
( لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) وكانت التجارة عنده رضي
الله عنه عملا وسعيا لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما
نراه حين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين
عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ، قال سعد لعبد الرحمن رضي الله عنهما :
أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ،
فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها .
فقال عبد الرحمن رضي الله عنه : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على
السوق وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح .
- - --^ ][][][ ( حق الله ) ][][][ ^-- - -
كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون
حقا فيها ، فقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يوما :
" يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك "
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما
أرضا بأربعين ألف دينار فرقها جميعا على أهله من بني زهرة وأمهات المسلمين وفقراء
المسلمين ،وقدم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة .
وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن
شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان رضي الله عنه نصيبا من الوصية فأخذها وقال :
( إن مال عبد الرحمن حلال صفو ، وإن الطعمة منه عافية وبركة )
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قيل :
أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثلث يقرضهم ، وثلث يقضي عنهم ديونهم ،
وثلث يصلهم ويعطيهم ) وخلف بعده ذهب كثير ، ضرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي
الرجال .
- - --^ ][][][ ( قافلة الإيمان ) ][][][ ^-- - -
في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ،
لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجها رجا ، وسألت
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟ )
وأجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فعجِبت أم المؤمنين
رضي الله عنها قافلة تحدث كل هذه الرجة ؟ ) قالوا لها : أجل يا أم المؤمنين ، إنها
سبعمائة راحلة .
وهزت أم المؤمنين رضي الله عنها رأسها وتذكرت :
( أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا " ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن
بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ،
فحث خطاه الى السيدة عائشة رضي الله عنها وقال لها :
( لقد ذكرتني بحديث لم أنسه ) ثم قال :
( أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله )
ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها
- - --^ ][][][ ( الخوف ) ][][][ ^-- - -
وثراء عبد الرحمن رضي الله عنه كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما
بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال :
( استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكـفن في بردة إن غطت رأسه بدت رجلاه ،
وإن غطت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يكـفـن
فيه إلا بردة ، ثم بسـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني
لأخشى أن نكون قد عجلـت لنا حسناتنا )
كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه :
ما يبكيك يا أبا محمد ؟
قال : ( لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ،
ما أرانا أخرنا لما هو خير لنا )
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل : أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو
جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم .
- - --^ ][][][ ( الهروب من السلطة ) ][][][ ^-- - -
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من
بعده قائلا : ( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ) وأشار الجميع الى عبد الرحمن
في أنه الأحق بالخلافة فقال :
( والله لأن تؤخذ مدية فتوضع في حلقي ، ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إلي
من ذلك )
وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي
أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم
وقال له علي كرم الله وجهه :
( لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء ،
وأمين في أهل الأرض ) فاختار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ( عثمان بن عفان )
رضي الله عنه للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره .
- - --^ ][][][ ( وفاته ) ][][][ ^-- - -
في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه رضي الله عنه وأرادت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها أن تخصه بشرف لم تخص به سواه ، فعرضت عليه أن يدفن
في حجرتها الى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله
عنهما ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن
مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه وكان يتمتم
وعيناه تفيضان بالدمع :
( إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )
ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرهفت أذناه للسمع كما لو كان
هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول صلى الله عليه وسلم :
" عبد الرحمن بن عوف في الجنة "
[quote] | |
|