بقلم: محمد القيق
ليسوا بعيدين عنا، إنهم في فلسطين، في أرضنا التي احتلت عام 1948.. شموع أضاءت سماء الوطن وحملت على عاتقها نصرة القضية، والأقصى والكرامة.. إنهم حقاً في فلسطين ولكنهم خلف قضبان الحديد وأشياك الأسر وزنازين الظلم وتحت الأرض في النقب وعسقلان وبئر السبع ونفحة والرملة وشطة ومجدو وعوفر.. إنهم الأسرى صنّاع الكرامة..
القارئ الكريم، تعمدتُ أن تكون هكذا مقدمتي.. لأذكّر كل إنسان بأن فلسطين هي من البحر إلى النهر، وأن السجون التي شيّدت لأسر الحرية وطمسها.. هي في كل مدينة محتلة في الداخل، وقد أصبحت سراجاً يضاء بصبر الأسرى وثباتهم على حَقَهم..
ما يزيد على تسعة آلاف أسير هم مجتمع كامل وحياة يومية منعزلة تتحكم فيها سياط السجّان ومزاجه.. يرتبط بهؤلاء الأسرى بصلة القرابة المباشرة ما يقارب المليون ونصف المليون فلسطيني في الوطن والشتات من أخ وزوجة وأخت وأب وأم وجد وجدة وعم وخالة..
هم الأسرى الذين تمر عليهم الأيام ولا تمر.. حكايات وأحداث.. أفراح وأتراح.. معاناة تنتهي ولا تنتهي.
بعيون وأقلام الصحافة والإعلام المقاوم نسير معكم عبر رحلة في سجون الاحتلال ابتداء بلحظة الاعتقال مروراً بسياط التحقيق والمحاكم والتنقلات والحياة اليومية المليئة بالقصص والحكايات والعلاقات..
أكتبها لكم بعد الإفراج عني من سجون الاحتلال لألتقط بعيوني الإعلامية وأكتب بقلمي المقاوم جانباً من حياة الموت خلف القضبان.
لأن السجن ظلام والأسرى شموع، فبحمد الله كانت معنويات الأسرى تعانق السماء.. لأنهم جنود دعوة حق وأصحاب أرض..