مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: الاحتلال يكرِّس وقائع على الأرض بتحويل كلية "آريئيل" لجامعة وعباس يلهث وراء التسوية الأربعاء يناير 27, 2010 6:05 am | |
|
الاحتلال يكرِّس وقائع على الأرض بتحويل كلية "آريئيل" لجامعة وعباس يلهث وراء التسوية
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
فيما تصرُّ سلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته على نهج التفاوض ولا طريق غيره؛ يكرِّس الاحتلال وقائع على الأرض تشير إلى تمسكه بالضفة وتحويلها إلى كانتونات يفصلها عن بعضها الجدار والحواجز في مقتل للدولة الفلسطينية التي هي هدف موحد لكل الفلسطينيين.
وقد مثلت مصادقة وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك على قرار تحويل الكلية التعليمية في مغتصبة "أريئيل" وسط الضفة الغربية إلى جامعة الردِّ العملي على مطالبات سلطة رام الله بوقف "الاستيطان" كشرط للعودة لطاولة المفاوضات، وكانت بمثابة رصاصة الرحمة على نهج المفاوضات الذي تمسك به عباس وفريق التسوية حتى الرمق الأخير.
فمع بداية العام الماضي وبدخول "أفيغدو ليبرمان" حكومة الاحتلال المتطرفة تصاعدت وتيرة "الاستيطان" في الضفة الغربية؛ حيث أعلنت السلطة تعليق المفاوضات إلى أن توقف الحكومة الصهيونية "الاستيطان"، إلا أن "الاستيطان" لم يتوقف بالرغم من إعلان تجميده لعشرة شهور؛ حيث استثنيت القدس من هذا التعليق، وتواصلت أعمال البناء في كثير من المواقع، ومنها مغتصبة "أريئيل" نفسها.
ومع نجاح "أوباما" في الانتخابات الأمريكية ووعوده التي أطلقها لحل الصراع تفاءلت سلطة عباس بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف "الاستيطان" على الأقل؛ حيث أبدت واشنطن إشاراتٍ داعمةً للموقف الفلسطيني المعلن، بتعليق المفاوضات حتى تجميد "الاستيطان"، إلا أن عباس وفريق أوسلوا صُدموا بتراجع واشنطن عن موقفها ومطالبة الفلسطينيين بالعودة لطاولة المفاوضات دون شروط.
وبعد تراجع "أوباما" عن وعوده وجدت السلطة نفسها في مأرزق وصفه رئيس الدولة العبرية "شمعون بيرس" بالقول إن "أمريكا صعَّدت محمود عباس على شجرة وسحبت من تحته سلَّم النزول"، في إشارةٍ إلى عجزه عن العودة عن قرار ربط العودة للمفاوضات بوقف "الاستيطان".
ضوء أخضر لشرعنة "الاستيطان"
وحسب الإذاعة العبرية العامة فقد أعطى باراك الضوء الأخضر لقائد المنطقة الوسطى للتوقيع على أمر يُتيح بتحويل كلية مغتصبة "أريئيل" جنوب نابلس وشمال سلفيت إلى جامعة معترف بها؛ وذلك تنفيذًا لقرار اتخذه مجلس الوزراء الصهيوني قبل نحو خمس سنوات، وقد رحَّب حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية الصهيوني المتطرف أفغيدور ليبرمان بالقرار، فيما اعتبر عضو الكنيست الصهيوني المتطرف ميخائيل بن آري من حزب "الاتحاد الوطني" أن الاختبار الحقيقي لباراك هو إلغاء قرار تجميد "الاستيطان" بالضفة الغربية.
واستنكرت الأحزاب العربية في الكنيست قرار باراك هذا؛ حيث وصف رئيس "حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" حنا سويد القرار بمثابة قرار سياسي يدعم الاستمرار بـ"الاستيطان".
بدوره اتهم عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي باراك بمواصلة العمل على إضفاء الصبغة الشرعية على المغتصبات، محذِّرًا من أن القرار سيؤدي إلى تصعيد المقاطعة الأكاديمية لـ"إسرائيل" في جميع أنحاء العالم.
ومنذ الإعلان الوهمي عن وقف "الاستيطان" بالضفة الغربية لمدة عشرة أشهر عملت حكومة الاحتلال على تعويض المغتصبين الذين احتجوا على القرار من خلال قرار الأفضلية القومية الذي أتاح دعم "المستوطنات" ماديًّا وتوسيعها.
وقف صوري لـ"الاستيطان"
ويرى المتابعون لشؤون "الاستيطان" أن تحويل كلية مغتصبة "أريئيل" إلى جامعة كان قرارًا منسجمًا مع توجهات حكومة الاحتلال الحالية والقاضية بمواصلة "الاستيطان"، وأن الاعلان عن وقف "الاستيطان" كان صوريًّا؛ حيث واصلته فعليًّا.
ويقول مواطنو الضفة "إن دولة الاحتلال شرعت في مواصلة البناء في المنشآت القائمة أصلاً، ونفَّذت عمليات البناء ليلاً لتجنب الضجة الإعلامية، وقامت بنصب سواتر كبرى حول الورش والمنشآت لإخفاء استمرار العمل عن الإعلام، في حالة من الاستباق لأي مفاوضات وتجسيد لضمِّ أجزاء من الضفة إلى الدولة العبرية".
وقد كان طلب تحويل كلية "أريئيل" إلى جامعة شرطًا سياسيًّا أساسيًّا لدخول حزب "إسرائيل بيتنا" في الائتلاف الحكومي الحاكم في الكيان الصهيوني، لكن توقيته يعني أن الاحتلا ماضٍ في "الاستيطان" رغم إعلانها عن تعليقه"، وبتحويل الكلية إلى جامعة تحوَّلت مغتصبة "أرئيل" إلى مدينة بإقرار الصهاينة.
وتعتبر إقامة جامعة في إحدى المغتصبات المقامة على أراضي الضفة الغربية هي الأولى من نوعها؛ لتعطي مؤشرًا على التوجه لدى الحكومة الحالية في تعاملها مع المغتصبات والمستقبل للمفاوضات السياسية.
ويعود تاريخ تأسيس مغتصبة "أريئيل" إلى (17-8-1978) عشية توقيع اتفاق "كامب ديفيد" بين مصر والكيان الصهيوني، وأنشئت المغتصبة وقتها بتوجيهات وزير الزراعة الصهيوني في حينه أرييل شارون، على قمة الجبل المطل على مدينة سلفيت، وبدأت بمائة مبنى مؤقت على مساحة 500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت، وتبلغ مساحة مغتصبة أريئيل اليوم نحو 13775 ألف دونم، فضلاً عن أنها آخذة في الازدياد.
وبلغ عدد سكانها -حسب إحصائيات عام 2005م- نحو 16520 مغتصبًا، وتمتد عشرات الكيلو مترات على حساب الجغرافيا الفلسطينية، على شكل إصبع مغروس في حلق ووسط الضفة الغربية.
وترتبط المغتصبة مع عمق دولة الاحتلال بشارع يُطلق عليه اسم "عابر السامرة"، ولا تبعد المغتصبة عما يسمَّى "الخط الأخضر" سوى عدة كيلو مترات، ولتوفير الخدمات لسكانها وزوَّارها من المغتصبين؛ وأقيم قرب "أريئيل" فندق سياحي ومحطة محروقات.
جزء من دولة الاحتلال
وقد صرَّح وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بأن مغتصبة "أريئيل" هي واحدة من إحدى أربع كتل "استيطانية" ستظلُّ ضمن الأراضي الصهيونية في كل اتفاق حلاًّ دائمًا يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين.
ودافع باراك عن قراره تحويل كلية "أريئيل" إلى جامعة، لافتًا إلى أن حزبه ملتزمٌ بدعم هذه الخطوة من منطلق اتفاق ائتلافي وقّع عليه قبل دخوله للحكومة الصهيونية.
كما أكد الوزير الصهيوني خلال افتتاحه لجلسة خاصة لقائمة حزب "العمل" في الكنيست أن هناك رغبةً لدى الطرفين الفلسطيني والصهيوني للخروج من حالة الجمود وتجديد المفاوضات، مشيرًا إلى أن "المفاوضات مع الفلسطينيين ستتجدد قريبًا".
[quote] | |
|
مقدسية الهوى عضو متميز
عدد المساهمات : 862 تاريخ التسجيل : 11/12/2009
| |