كيف استغل الاحتلال الثورات العربية ؟!
انشغلنا بالثورات العربية- وهو أمر طبيعي – ولكننا نسينا قضيتنا المركزية والمحورية قضية العرب
والمسلمين
قضية فلسطين والقدس والأقصى ، وبعد التتبع الجاد للأحداث ورصدها تبين أن الاحتلال
حقق مكاسب ، عرف بعضها ومازال الكثير منها رهن الغموض ، ونريد أن نضع أيدينا على موضع
الألم .. ومن أهم هذه المعلومات المحدودة والخطيرة في نفس الوقت :
• حسم الاحتلال معركته في القدس لصالحه فسيطر على كامل المدينة شرقيها وغربيها .
• يستعد الاحتلال – وفي ظلمة الاحداث – للسيطرة على
المسجد الأقصى .
• أتم الاحتلال شبكة الأنفاق تحت
المسجد الأقصى وعددها ( 25 ) نفقا ، وكان أخرها تدشين النفق
الذي يربط سلوان بساحة البراق .
• بدأ الاحتلال باستخدام الجسر العسكري المقام في باب المغاربة .
• استهدف الاحتلال قيادات الفصائل الفلسطينية ، وأبعد عددا كبيرا منها ، وفرض الأقامة الجبرية على أخرين ،
وقوض بشكل كبير نشاط الحركات الفلسطينية ، ورفض تجديد اقامة مطران الكنيسة الأنجيلية الأسقفية في
الأراضي المقدسة والشرق الأوسط " سهيل دواني " بحجة تزييف مستندات لنقل أراض يهودية لفلسطينيين !!
وأبعد رئيس قسم المخطوطات بالأقصى المبارك الدكتور " ناجح بكيرات " بموجب أمر عسكري .
• دفع الأحتلال المستوطنين ليصلوا إلى
البلدة القديمة في القدس الشرقية ومشارف الأقصى ، وتم تسكين
ثلاثة الآلف مستوطن في
تخوم الأقصى .
• أعلن الأحتلال عن تحويل رباط الكرد لحائط مبكى صغير ، كما قام بهدم عقار الحاج أمين الحسيني _ رحمه الله _
الذي يعتبر رمزا للنضال الفلسطيني ، وواصل الأحتلال بناء الكنيس وتوسيعه على حساب العقارات الاسلامية والعربية ،
كما دمر وطمس القصور الأموية وأ صدر أوامره بهدم واخلاء منازل الفلسطينيين لترحيل سكانها الأصليين .
• صادر الاحتلال آخر ما تبقى من
آثار وأوقاف اسلامية بمحيط المسجد الأقصى ووظفها في مشاريع التهويد والسياحة .
• بسط الاحتلال سيطرته على
باطن أرض القدس والأقصى وظاهرها وفضائها ، والعالم يترقب خروج اليهود من
قلب ساحات المسجد الأقصى المبارك .
• شل الأحتلال الحركة التجارية في القدس وضرب الأقتصاد الفلسطيني ، وقام بحظر أي نشاط اجتماعي وسياسي
للفلسطينيين بالمدينة ، وعرّض
سكان القدس والأقصى إلى الترهيب والقمع والذل والأبعاد .
هذا غيض من فيض ، فهل حسم الأحتلال معركته في القدس عبر تزييف الحقائق والوقائع والجغرافيا وتكثيف الوجود الأستيطاني
وتهويد المعالم والأطاحة بالهوية الأسلامية والمسيحية ورموزها لأثبات الحق المزعوم لليهود في أرض
الأسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، عن طريق زرع أغلبية يهودية ومن خلال
حملة تطهير عرقي بسحب الهويات والابعاد وهدم المنازل والاستيلاء على العقارات ؟
فمتى تهتف الأمة العربية والأسلامية ((
كلنا يريد تحرير فلسطين )) ؟!
للدكتور تيسير الفتياني