أخلاق المرأة المسلمة مع جيرانها
من أخلاق المرأة المسلمة الواعية لهدي دينها المتمسكة بعروته الوثقى الإحسان إلى جيرانها و البر بهم و الاهتمام بأمرهم فان الإحسان إلى الجيران من الإيمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره )وفي رواية أخرى (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)ويبالغ في إكرام الجار حتى يقول صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليها.... ومن صور الإحسان :-
• أن تحب لجيرانها ما تحب لنفسها :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والذي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه ، وخاصة أذا كان الجار من ذوي الإعسار والاقتار فان الإسلام حث على التكافل الاجتماعي والتواصل الأخوي يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) رواه الطبراني .
• تحسن إلى جيرانها على قدر طاقتها :
على المسلمة أن تقدم ما تستطيع من معروف إلى جيرانها وأن قل ولا تستحقره في نفسها فتمتنع عنه ، فالإسلام حث على البذل و العطاء وإن كان شيئا قليلا فالله سبحانه وتعالى يجازي على القليل والكثير لقوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا نساء المسلمات لا تحقرنَّ جارةُ جارتها ولو فرسن شاة (أي ظلفها )) متفق عليه فلا تحقرن جارة أسدت إلى جارتها شيئاً من المعروف ولو كان قليلاً فهو خير من العدم .
• أن تتعاهد جارتها الأقرب :
عن السيدة عائشة رضي الله عنها قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى إيهما أهدي؟ قال إلى أقربهما باباً ) رواه البخاري ، على أن لا تغفل المرأة المسلمة عن جاراتها الأخريات فليس معنى الحديث أن تصرف أهتمامها عن الجار الأبعد و إنما هو من باب تقديم الأقرب فالأقرب .
• تصبر على هنات جاراتها وأذاهن :
أن من أخلاق المرأة المسلمة الذي هذب الإسلام نفسها وأرهف مشاعرها الصبر على أذى جاراتها ما أستطاعت إلى ذلك سبيلا ودفع أذاهن بالتي هي أحسن فهي بصبرها وسلوكها الراشد تضرب لهن المثل الأعلى في حسن معاملة الجار وتنال أيضا محبة الله عز وجل فمن الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله أياه بحياة أو موت) رواه أحمد واحذري أختاه أن تردي الأساءة بمثلها أو تدفعك الإساءة إلى قطع المعروف يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يارب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
• النصيحة للجيران :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين نصيحة )رواه مسلم فخير معروف تقدمه المرأة المسلمة لجارتها النصيحة في الدين فان رأت فيها قصوراً في الطاعات أعانتها على التغلب عليه وإن رأت تبرجا أو سفورا نصحت بسوء العاقبة وإن رأت منها أعراضا عن دين الله وتقليدا أعمى للغربيات في ملبسهن وتصرفاتهن تقدمت اليها بالنصيحة بأيسر الأساليب وأقوم الوسائل .
• عاقبة الجار السيئ :
تؤكد النصوص الصحيحة أن صفحة الجارة السوء قاتمة مظلمة لا تستطيع المرأة المسلمة التقية أن تنظر إليها واليك أختاه بعض عواقب الجارة السيئة :
ـ إنها عارية عن الأيمان وكفاها بذلك شقاءً ومقتاً ونحساً لأن الإيمان من أكبر النعم وأجلها في الحياة الإنسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال: (الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) متفق عليه وفي رواية مسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (أي شره) .
ـ يحبط عملها فلا تنفعها طاعة ولا يرتفع لها عمل صالح ما دامت تؤذي جيرانها فقد قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن فلانة تقوم الليل تصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا خير فيها هي من أهل النار ) رواه أحمد .ولنا تكملة باذن الله مع الحلقة التالية من :
سلسلة اخلاق المراة المسلمة (اخلاق المسلمة مع اخواتها وصديقاتها )
أخلاق المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها
المرأة المسلمة التي استنارت بهدي القرآن الكريم وارتوت من منهل السنة النبوية المطهرة شخصية اجتماعية راقية من الطراز الأول مؤهلة لتقوم بواجبها الدعوي في المجتمعات النسائية مجسدة لقيم دينها الحق وشمائله الحسان من خلال تطبيقها العملي لهذه القيم وتحليها بتلك الشمائل ، وقوام شخصيتها الاجتماعية المتميزة رصيد ضخم من تلك القيم الإسلامية في سلوكها الاجتماعي ومعاملتها للناس خاصة صديقاتها وأخواتها ومن هذه القيم : .
1. تحبهن وتآخيهن في الله :
تتميز علاقة المرأة المسلمة لأخواتها وصديقاتها بأنها مبنية على التآخي في الله الذي يعد من أقوى الروابط وأسماها وأمتن الأواصر وأقواها وأسمى الصلات وأنقاها فالحب في الله يكون مجرداً من كل منفعة برئيا من كل غرض نقيا من كل شائبة لأنه يستمد صفاءه ونقاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة انه الحب الطاهر الذي تجد فيه المسلمة حلاوة الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف النار )متفق عليه ، فإذا بنيت العلاقة على الحب في الله يكون لها منزلة عظيمة عند الله يوم القيامة جاء في الحديث القدسي يقول الله تعالى (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )رواه احمد والحاكم ولهذا الحب في حياة المسلمات أثره البالغ فهو جواز الدخول إلى الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم هكذا يريدها الله ورسوله أخوة صادقة نبيلة عالية تسود في حياة المسلمين و المسلمات مبنية على التناصح و التآلف نقية من الكراهية والتنابذ و الحسد والحقد فإذا اجتمعت كل هذه المعاني أصبحت الأمة الإسلامية كالبنيان يشد بعضه بعضاً أو كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم .
2. لا تقاطع أخواتها ولا تهجرهن :
أن الحياة الاجتماعية مهما أوتيت من قوة الترابط لا بد أن تعتريها الشوائب وتصيبها الهنات ولكن ليس معنى ذلك أن تهدد هذه الروابط لأول هفوة أو تقطع هذه الأواصر بأول ذنب يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما تواد أثنان في الله جل وعز أو في الإسلام فيفرق بينهما اول ذنب يحدثه أحدهما ) رواه البخاري في الأدب المفرد ،فرابطة الأخوة أقوى وأوثق من أن تقطع بذنب يقترفه أحدهما وأن كان لابد من الهجر فان الإسلام حد له ثلاثة أيام وبعدها لابد من المصالحة والوئام وإلا الذنب والآثام يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه . بل أن الإسلام شدد على المسلمين والمسلمات أن يتمادوا بهجرانهم وتوعدهم بعدم المغفرة لهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تفتح أبواب الجنة يوم الأثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شحناء ويقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .ولا يخفى على المسلمة ان المراد بالمسلم وبالرجل في هذين الحديثين وغيرهما المسلمة أيضا ثم أسمعي أختاه إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التقاطع والتدابر يقول صلى الله عليه وسلم لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا أخوانا كما أمركم الله ) متفق عليه . فما أبشع جريمة المقاطعة والهجر في شرعة الإسلام وما أثقل وزرها على مرتكبها حتى لتكاد تعدل سفك الدم الحلال يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود .
3. تسامح وتعفو عنهن :
المرأة المسلمة لا تحتفظ بالغيظ على أخواتها المسلمات يتأجج في صدرها ولا تترك الغضب يجرها إلى الانتقام بل تسارع إلى العفو والصفح والغفران وتسعى إلى التسامح يحذوها قوله تعالى والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ال عمران / 134 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم .
4. تلقى أخواتها بوجه طليق :
طلاقة الوجه صفة حسنة حث عليها الإسلام وجعلها حلية ثمينة للإنسان في الدنيا تكسبه محبة الناس وعدها من الأعمال الصالحة التي تكسب صاحبها في الآخرة المثوبة والأجر يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تحقرن من المعروف شيئا ًولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه مسلم ويقول صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ) رواه أبو داود .
لقد أراد الإسلام للمسلمين ومسلمات أن تبقى أواصر الود بينهم معقودة وروابط الأخوة متينة صلبة ولذلك حبب إليهم افشاء السلام وطلاقة الوجه ولين الكلام وحسن اللقاء لتبقى النفوس متفتحة صافية مقبلة على التعاون والخير فاحرصي أختاه على الابتسامة في وجه أخواتك فان ذلك يدل على صفاء سريرتك تجاه أخواتك وزادتك مودة وألفة إليهن .
5. ناصحة لهن :
حينما تكون علاقة المسلمة بأختها المسلمة مبنية على الحب في الله فان هذا الحب قائم على النصيحة التي هي عمود الدين ومركزه الأصيل وأساسه الراسخ وهو من شروط صحة الإيمان وكماله ومن خلال النصيحة تكون المرأة المسلمة مرأة لأختها يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (المؤمن مرآة أخيه و المؤمن أخوالمؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه ) رواه ابو داود .ويقول أبو هريرة "رضي الله عنه " المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيباً أصلحه " على أن للنصيحة شروطاً على المسلمة أن تراعيها من أخلاص النية والنصح خفية واستخدام ألين الكلام وأطيبه وأقوم الأساليب وأنفعها عند إسداء النصيحة حتى يكون مردودها إيجابياً.
6. الوفاء لهن والرفق بهن :
ليس من شي كالوفاء يزين الأخوة ويجملها ويديم المحبة ويقويها ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الوفاء حيث كان لا يذبح شاة إلا ويذكر صديقات خديجة رضي الله عنها حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها وهي ميتة ، فاحرصي أختاه على أن تكوني وفية لأخواتك بارة بهن حتى تستديم المودة وتزداد الألفة ، ومن المعاني التي حث عليها الإسلام الروابط الأخوية هي الرفق بالمعاملة واللين بالمصاحبة فالمرأة المسلمة لا تستعلي على أخواتها وصديقاتها ولا تغلظ لهن بالقول بل تكون معهن رقيقة دوما ولطيفة ،وألفة مألوفة حسنة المعشر يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) ويقول صلى الله عليه وسلم ( ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله ) ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً (ويعطي (الله )على الرفق ما لا يعطي على العنف ) رواها مسلم .
7. تجتنب الغيبة والنميمة :
إن الغيبة والنميمة من الأخلاق الذميمة التي أنكرها الإسلام حتى عدهما من الكبائر ، فهما من معاول الهدم للبناء الاجتماعي ولذا على المرأة المسلمة أن تصون لسانها من الوقوع بهذه الكبائر فلا تكون بوجهين ولسانين تتلون وتنافق وتجامل فتغتاب أخواتها في المجالس فإذا لقيتهن هشت لهن وبشت وتظاهرت بالمودة يقول الله سبحانه وتعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن ياكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ) سورة الحجرات /12 . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام ) متفق عليه . ومثلما تصون المرأة لسانها عن الغيبة و النميمة فعليها أن لا ترضاهما في مجالسها ولا تعطي الفرصة لضعيفة نفس وقليلة إيمان أن تلوك أعراض أخواتها بلسانها فأما أن تنهي عن ذلك أو تترك المجلس .
8. ترك الجدل والمزاح المؤذي :
من صفات المرأة المسلمة الواعية الاتزان والحكمة والفطنة في معاشرتها أخواتها وصديقاتها فلا تجادل ولا تخاصم ولا تثقل عليهن بالمزاح المؤذي لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعداً وتخلفه ) رواه الترمذي . ذلك أن كثرة الجدل والمخاصمة توغر الصدور وتورث البغضاء والنفور والسرف في المزاح الجاري المؤذي يعكر صفو العلاقة الأخوية بل قد يقطعها و المسلمة النبيهة بعيدة عن الوقوع في مثل هذه المخالفات الاجتماعية المزرية بشخصيتها الإنسانية .
9. تواسي أخواتها بمالها :
من الصور الإسلامية الرائعة الني حث عليها الإسلام زيادة في الترابط الأخوي هو بذل المال لمن يحتاجه فلا تبخل الأخت المسلمة على أختها بمالها وأعلمي أختاه أن مراتب البذل ثلاث : أولاهما أن تعطي المرأة من فاضل مالها وزائده ، والثانية أن تشرك أختها في مالها ، والثالثة: أن تؤثر أختها على نفسها ، وهذه أعلى المراتب وأسماها يقول الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) سورة الحشر /9.
10. الدعاء لأخواتها بظهر الغيب :
المسلمة المخلصة لا تنسى أختها من الدعاء لها بظهر الغيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أسرع الدعاء إجابة دعاء الغائب لغائب ) رواه أبو داود .ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم إذا لقى أحدهم الآخر سأله الدعاء .
أخلاق المرأة المسلمة مع اولادها
لا مشاحة بأن الأولاد قرة عين الأنسان و مصدر سعادته وبهجة حياته ، بهم تحلو الحياة ويطيب العيش ويستجلب الرزق وتعقد الآمال وتطمئن النفوس ؛ والأم ترى فيهم أمل الحياة وسلوى النفس وفرحة القلب وبهجة العيش ، ولكن هذا كله منوط بحسن تربيتهم وسلامة تكوينهم واعدادهم للحياة ، وأما ان أُهملت تربيتهم وأُسيىء تكوين شخصياتهم كانوا وبالاً على الوالدين وشراً مستطيراً في المجتمع والناس ؛ ويمكن اجمال مسؤولية الأم تجاه أولادها بهذه النقاط .
1. تحسن تربيتهم بأفضل الاساليب :
فعلى المرأة المسلمة أن تتعرف على أهم الاساليب التربوية التي نهجها الإسلام وغرسها النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه
2. تشعرهم بحبها وحنانها :
فالأولاد يحتاجون الحضن الوثير الدافىء والحب العميق الغامر والحنان الوفير الصادق لينشأوا نشأة نفسية صحية خالية من الامراض والعقد يغمر نفوسهم التفاؤل وتغمر قلوبهم الثقة وتمتلىء أذهانهم بالامل والطموح ، وإن أولى من يوفر هذه المعاني هي الام لقربها منهم و لكثرة الوقت الذي يقضونه معها ، وبهذه الصفات استحقت المرأة ثناء النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول نساء قريش خير نساء ركبن الأبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده ) متفق عليه .
3. تسوي بين أولادها وبناتها ولا تفرق بينهم .
الأم المسلمة تسوي بين أولادها وتعدل فلا تفضل أحدهم على الاخر لما تعلم من كراهية الإسلام لذلك ولما يترك هذا التفضيل من أثر سييء على نفسية الطفل الذي فضل أخوه عليه فقد جاء رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم ليشهده على ما نحل ( وهب ) ولده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أكل ولدك نحلته مثل هذا ؟ فقال : لا يارسول الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فلا تشهدني إذن فأنا لا أشهد على جور)ثم أعقب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا (أتقوا الله واعدلوا في أولادكم ) رواه البخاري وأما التمييز بين الذكور والاناث فنقول نعم ان حب الذكور غريزة جبل عليها الناس إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجه الأمة إلى الأعتناء بالبنات وعدم اهمالهن فهن أحوج إلى التربية و المعاهدة و المتابعة من الذكور لضعفهن وكثرة الفتن حولهن ، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأواهنَّ وضرائهنَّ وسرائهنَّ أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن ) فقال رجل : أو أثنتان يا رسول الله ، قال : (أو أثنتان ) فقال رجل : أو واحدة يارسول ، قال : (أو واحدة ) رواه احمد ويقول صلى الله عليه وسلم (ساووا بين أولادكم في العطية ولو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء (أي البنات ) رواه الطبراني .
واليك أختاه هذه القصة التي ترويها السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة : جاءتني مسكينة تحمل أبنتين لها فأطعمها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها التمرة لتأكلها فاستطعمتها أبنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن الله قد اوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار ) متفق عليه .
فأي أم عاقلة رزينة تتأفف من تربية البنات أو تفضل الذكور عليهن وهي تسمع التوجيه النبوي الرائع يعلي من شأن تربية البنات ويعد من رباهن أو أحسن اليهن جنات عرضها السماوات والارض وبمصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم .
4. لاتدعو على أولادها
أن الدعاء على الأولاد عادة ليست بحسنة ولا بخلق كريم وما فعلته أم في ساعة غضب إلا وندمت على فعلتها حينما يسكت عنها الغضب وتعود الى رشدها يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقون الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه أبو داود .
5. منتبهة إلى كل ما يؤثر في تكوينهم وتوجيههم :
تبقى عين الأم مفتحة على أولادها تلحظ في تربيتهم وتوجيههم الكتاب الذي يقرأونه والمجلة التي يطالعونها و الصديق الذي يماشونه و الهواية التي يزاولونها و البرامج التي يتابعونها وكل ما له تأثير في تكوين شخصياتهم وتربية عقولهم ونفوسهم وعقيدتهم و تتدخل عند اللزوم سلبا وإيجابا وبالأستعانة بالأب إذا أقتضت الحاجة وتختار الأسلوب الحكيم الناجح الذي يضمن سلامة العملية التربوية للأولاد ويقيها العراقيل والأمراض ورود الأفعال .
فكم من أسرة يعود الفضل في نجاح تربية أولادها إلى الأم الذكية النبيهة التي أدركت مسؤوليتها تجاه أولادها فقامت بها خير قيام فأنشأت أولادا عادوا بالخير على والديهم وعلى المجتمع والناس ؛ وكم من أسرة أصبح أولادهم شرا مستطيرا و عذابا واصبا على والديهم وعلى المجتمع والناس لأن الأم لم تدرك مسؤوليتها تجاه أولادها فغفلت عنهم وأهملتهم .
فانظري أختاه بأي الأمرين تقتدين وبأي الأولاد ترضين و الجواب الايجابي يكون إن التزمتي بالصفات أعلاه وبها تعملين .
6. تغرس فيهم مكارم الأخلاق :
تحرص الأم على أن تغرس في نفوس أبنائها مكارم الأخلاق من حب الآخرين وصلة الأرحام واحترام الكبير والرحمة بالصغير و الصدق بالقول والعمل والوفاء بالعهد والوعد ؛ وعلى المرأة المسلمة أن تعين أولادها على أداء العبادات وأعتناق صحيح الاعتقاد وتعلمهم قراءة القرآن وتأخذ بأيدهم إلى المساجد وتضع بأيديهم المال ليتصدقوا به على الفقراء .
ولتعلم الأم بأن أفضل طريق لتعليم أولادها هذه المعاني أن تعمل بها وتلتزم بأدائها فإنهم ناظرون إليها مقتفون أثرها وهذا ما يسمى التربية بالقدوة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) متفق عليه .
7. أن تحذر التناقض بين ما تقول وتفعل :
فلا تظهر الأم بمظهر المتناقض أمام أولادها كأن تأمرهم بالصدق وهي كذوب أو بالتعاون والتعاطف و هي تقطع صلة الرحم فان التناقض يفقد النصائح أثرها ويأتي بنقيضهما.
[quote]