منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! Empty
مُساهمةموضوع: نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!!   نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! Emptyالثلاثاء فبراير 23, 2010 6:14 am




نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!!

نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! Nablus



عقب صلاة المغرب جاءني غرُ صغير السن، طارقاً بابي، وبكبر شديد وقلة أدب فائقة، وبلهجة آمرة صارمة، قال: يجب أن تأتي معي للمقابلة فورا، فالضابط يريد أن يراك الآن ..

رغم الدهشة التي تملكتني أجبته بهدوء شديد - حسناً (يا عمو) اذهب أنت وسأحضر غدا للقائه .. لعلكم استغربتم هذه اللهجة الهادئة مني رغم قلة أدبه، وارتفاع صوته، ولهجته الوقحة وأنا في عمر أبيه، لا تعجبوا فقد كان الطارق ابن جيراننا الذي أعرفه منذ نعومة أظفاره، وأعرف أباه وأهله جميعاً، كيف لا وهم جيراننا، منذ أن رأت جئت هذه الدنيا ورأت عيناي النور ..

واصل بلهجة السيد الآمر .."لا" رافعا صوته بخشونة أشد،" يجب أن تأتي معي الآن، وإلا ستحضر قوة تبهدلك وتجرك إلينا جرا..".

"لاحول ولاقوة إلا بالله" ، واصلت قائلا "ألست فلان ابن فلان؟ من علمك قلة الأدب؟، وأهلك كلهم أناس طيبون .."

قال فيما لم يحرك تأنيبي فيه شعرة: "لا داع لهذا الكلام..هل ستحضر أم أتصل ليأتوا ويأخذوك؟"
يا سبحان الله! كم غيرت سلطة دايتون ودولاراته من نفوس الناس.. قد كان هذا الصبي يوماً من أشبال المسجد، وكان ممن يحضر دروس القرآن، وكان على قدر عالٍ من الأدب والاحترام.. قبل أن تفسده سلطة أوسلو بدولاراتها، وتعينه مندوباً لأحد أجهزتها الأمنية؛ أو بالأحرى عميلاً حقيراً، جاسوساً على أبناء مدرسته وحارته..
أفسدت زمرة أوسلو ذمم الناس، فغدوا لا همّ لهم إلا المناصب، والمظاهر، والحلم بالثراء السريع على الطريقة الأمريكية، منبهرين بدولارات دايتون، ووعود رهطه بالمناصب التافهة والتعيينات الزائلة ..

صحت وقد علا صوتي فيما اعتراني غضب شديد– أتظن نفسك رجلاً حين تتصرف بقلة الأدب هذه، انصرف من بيتي قبل أن أكسر رأسك، (يا حيف على الجيرة بس) وقلت صارخاً بأعلى صوتي لأسمع أهل الحي كلهم (كوم حجار ولا هالجار) على رأي المثل النابلسي... والتم الجيران على الصخب والضجيج.

بعد هذا المشهد المؤلم، وقبل أن يهدأ عني الغضب، قلت في نفسي "يا للهوان .. أبلَغَ بنا الأمر أن نساق هكذا على يدي أغرار تافهين؟، ألم يعد أذناب دايتون يحسبون لنا حساباً، فأضحوا يرسلون غلمانهم، أو أحيانا مجرد قصاصات أوراق يسمونها استدعاءات كي نأتيهم بإرادتنا صاغرين...؟".

في هذا الوقت بالذات حضر في مخيلتي صورة بغداد، بغداد المحترقة بنار الغزاة المغول، ولا أدري لم قفزتْ هذه الصورة بالذات من أعماق اللاوعي، لترتسم واضحة جلية في مخيلتي، وكأن وقائعها تجري أمامي، ربما لتساوينا في الهوان.. فقد ذكر المؤرخون أن المغولي من هؤلاء كان يمرّ بالرهط من أهل بغداد المنهزمين، فيقول لهم مكانكم لا تبرحوه حتى أحضر الحبل، فيذهب ويحضر حبلاً، ويسوقهم إلى حتفهم.. وهم صاغرون مستسلمون، ينتظرون أن يأتي ليقتلهم، وهم يرتعدون خوفاً، لايفكر أحدهم بمقاومة أو على الأقل الفرار نجاة بدينه وروحه..

خرج الغرّ أخيرا مطأطأ الرأس، مبرراً فعلته، أنه إنما يؤدي واجبه..

أي واجب هذا الذي حول هؤلاء الأطفال، من مشاريع تحرير، ومستقبل واعد إلى مطايا للاحتلال؟..كيف غسلوا أدمغة الناس؟، كيف اشتروا الذمم بهذه السهولة؟؟ كيف تنكرت الناس للعشرة والجيرة، ولم تعد تعرف حقاً لأحد أو فضلاً لأهل الفضل؟!..

أذكر في انتفاضتنا الأولى يوم منع الصهاينة دخول الخبز والطعام لأهل البلدة القديمة، وتوعدوا سكانها، بالموت جوعا وظمأ، أذكر كيف نهضت نابلس كلها، وقامت ولم تقعد، حتى فكت الحصار، وأوصلت الخبز والطعام للمحاصرين، الذين كسروا بأنفسهم منع التجول المشدد المفروض عليهم..وخاب مكر اجراءات صهيون، وباءت إجراءاتهم وقمعهم بالفشل.. أذكر كيف كنا نتفقد جيراننا - وقتها - وكيف كنا نتقاسم الدواء والغذاء..وكانت المدينة، لا بل فلسطين كلها، على قلب رجل واحد.. ماذا دهى الناس؟ غزة ولسنين تحاصر ولاأحد ينتفض، وتحرق وتدمر، ولم تخرج نابلس لنصرتها..

في الانتفاضة الأولى كانت المظاهرات العارمة تجتاح نابلس، لارتقاء شهيد في جنين أو غزة أو طولكرم، ومظاهرات نابلس كانت على الدوام هي الأعنف، وهي الأشد، لا يجاريها في ذلك إلا مظاهرات غزة الأبية...

في إحدى تلك المظاهرات أصيب شاب من جيراننا برصاصة اخترقت فخذه، وكان الأمر يستدعي تدخلاً جراحياً لانقاذ رجله من البتر، الشاب وحيد والديه، وخشي أبوه إن ذهب به إلى المستشفى، أن يعتقل ويلقى في السجن سنة أو سنتين كما يفعل الاحتلال بمن يقبض عليه مصابا.. فما كان من الوالد الملتاع إلا أن ساق ابنه إلى جار لنا كبير السن، وهو طبيب جراح، فعالجه في بيته مخاطراً بنفسه، وببيته، وأسرته، وأجرى له جراحة عاجلة، رغم ظروف بيته المتواضع، منقذا رجله من البتر، والشاب المناضل من الأسر، وصرف له تقريراً طبياً يفيد أن الإصابة نجمت عن كسر في الفخذ، ليبرر غيابه التالي عن المدرسة...

أخال الحي كله كان على علم بإصابة جارنا، وبما قام به الطبيب العجوز، الذي توفي إلى رحمة الله.. ولكن أحداً لم يثرثر أو يتحدث بما جرى، فقد كانت البلد تعيش ظروفاً من التكامل والتضامن والتضافر، ولا أروع.. رحم الله تلك الأيام!.

في نابلس اليوم، المغتصبة من رعاة أوسلو، يقف أمامي هذا الغرّ الصغير، بوقاحة وصفاقة، فائقة النظير، ليبلغ عني، وقد كان قبلا يقف الساعات الطوال، مراقباً من يأتي لزيارتي، وكنت أحيانا كثيرة، اتعمد تجاهل وقفته تلك، فلعله يرعوي، ويخجل، ولكنه بلغت به الوقاحة أن يأتي إليّ ليأمرني في بيتي، بالخروج فورا للقاء سيده ..لاحول ولا قوة إلا بالله..

في انتفاضتنا الأولى، تم اعتقالي من قسم "الهويات" الملحق "بالعمارة" وهي مقر قوات الاحتلال الموروث منذ الاحتلال البريطاني، حيث تواجدت لتقديم طلب للحصول على تصريح بالسفر إلى عمان، وعندما راجع الجندي الصهيوني ملفي على الكمبيوتر، وجدني مطلوباً، دون أن أعلم، لأساق للاعنقال والتحقيق فورا ..

في فترة الاعتقال تلك، والتي كانت بالمناسبة، تجربتي الاعتقالية الأولى، ولم تتجاوز ثلاثة أشهر، قضيتها في "أكسات" أو زنازين قسم التحقيق في سجن نابلس المركزي، المشهورة بقسوتها وشدتها.. في هذه الفترة التي غيبت فيها عن بيتي وأسرتي، لم يحتج أيّ من أهلي وأسرتي وبالأخص زوجتي والرضيع حديث الولادة، فقد تعاهد شباب مسجدنا على إيصال مونة البيت أسبوعياً إلى بيتنا، حتى حفاضات الرضيع لم يغفلوا عنها، وكانوا خير من خلف جزاهم الله عنا كل خير ..

عندما خرجت من المعتقل، أقام شباب المسجد حفلة استقبال لي ولا أروع، وجاءتني الوفود للتهنئة والسلام.. حتى خيل لي للحظات أنني زعيم كبير، وبتّ موضع اهتمام الجيران والناس.. الكل يسلم عليك بوصفك بطلاً صمدت في زنازين الاحتلال، وأهلك يفخرون بك، وثباتك في وجه المغتصبين..

تبدلت أحوال نابلس اليوم مع الأسف..

فبعد خروجي من الاختطاف لدى أجهزة دايتون، لم ينهض أحد لاستقبالي، ولم يأت للتهنئة والسلام عليّ سوى بعض الأقارب، بينما لم يتفقد أحد من الشباب أوالجيران أهلي وحاجتهم.. إذ لم يعد في المسجد شباب، تتعاهد أسر المختطفين والمعتقلين..

ما الذي جرى؟ أهو الخوف الذي يربط الجوارح فلا تستطيع فكاكا، أم هي الرهبة، ونحن الذين لم نرهب بطش المحتل وجبروته، ولم ترعبنا "إسرائيل" بحشدها وقدها وقديدها، حتى جندها الغلاظ، أنهكناهم في انتفاضتينا حتى لم يعودوا يحسنوا قتالا، وانهزموا شر هزيمة في أول مواجهة عسكرية حقيقية أمام الكماة الأباة من "حزب الله" في جنوب لبنان، مقرين أن نتفاضة الشعب الفلسطيني قضت على معنوياتهم وأفسدت قدرات جيشهم..

إن لم يكن الخوف والخشية، فهو الطمع إذن والتعلق بالدنيا، أوهو بالأحرى الأثرة، والبحث عن السلامة، و كما قالت العرب قديما "الناس من خشية الذل في ذل..". لم تعد الناس تهتم، لم تعد تبالي، الكل يسعى نفسي نفسي، ولاحول ولاقوة إلا بالله..

الواقع الذي أراه يصدم كل ذي لب حليم..ولاأريد أن أصدق أن الجنرال الأمريكي بمعونة دنيئي النفوس، تمكن من إخضاع الرجال، رجال نابلس الأشداء.. لا أصدق ولكنا نفتقدك يا نابلس العز والشمم، نفتقدك يا نابلس الشهامة والكرامة، نفتقد رجولة أهلك، وبطولة فتيانك، وعناد مجاهديك، نفتقد وقفة الرجال الرجال، الذين لايرهبهم بطش ولا غدر،..معادنهم من ذهب إبريز، لا يعلوه الصدأ مهما طغى الزمان..

ورغم أنوف زبانية دايتون، أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك أن يكون له ضرام، هذا البوميض الذ لم يخفت ولن يخفت، حتى تشب النار فتحرق زيفهم وباطلهم..

ولجند الشيطان مطايا الصهاينة،أكرر ما قاله الشابي رحمه الله

ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحياه

سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه

وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الأسى في رباه

رويدك لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح

ففي الأفق الرحب هول الظلام وقصف الرعود وعصف الرياح

حذار فتحت الرماد اللهيب و من يبذر الشوك يجن الجراح

تأمل هنالك أنى حصدت رؤوس الورى وزهور الأمل

و رويت بالدم قلب التراب وأشربته الدمع حتى ثمل

ســيجرفك الســيل سيل الدماء و يأكلك العاصف المشتعل





نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! B061111161617




[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
نداء الاقصى
مشرف
مشرف
نداء الاقصى


عدد المساهمات : 461
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!!   نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! Emptyالثلاثاء فبراير 23, 2010 10:21 am

نشعر بالخجل من انفسنا لما نسمع بما يحدث في الارض الحبيبة فلسطين وما يعانيه اخواننا هناك.
عدونا ليس بالقوي وليس بالمخيف بل عرف بالجبن وصور حقيقية تثبت دلك لكننا تنازلنا عن حقنا في النصرة وتخادلنا عن واجبنا في المقاومة جنبا لجنب مع اخواننا.ما يحدث هناك مسؤوليتنا ان لم يكن كاملة فجزء منها علينا .فاين نحن من شجاعة اسلافنا وحبهم للجهاد في سبيل الله?
اللهم ارزق اخوتنا الصبر والثبات وارزقنا الشهادة معهم .
نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!! 34565158
[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نابلس التي نفتقد ........................انظر ماذا حل بنا !!!!!!!!!!!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انظر داخلك
» بعد 33 سنة مع معلمه انظر ما تعلم
» لا تقرأ الفاتحة بسرعة ... انظر لماذا ؟
» جبل جرزيم في نابلس
» مدينة نابلس (جبل النار)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات العامة ##### :: المنتدى العام-
انتقل الى: