منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأدب مع منهج الرسول وحكمه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
najat
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
najat


عدد المساهمات : 857
تاريخ التسجيل : 13/12/2009

الأدب مع منهج الرسول وحكمه Empty
مُساهمةموضوع: الأدب مع منهج الرسول وحكمه   الأدب مع منهج الرسول وحكمه Emptyالأحد مارس 07, 2010 6:20 pm

الأدب مع منهج الرسول وحكمه 1we24353



الأدب مع منهج الرسول وحكمه

=======================

قال تعالى: “ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم”.
هذه آية كريمة ترشد المؤمنين الى التأدب في تلقي منهج الله تعالى على يد رسوله صلى الله عليه وسلم المعلم والهادي.
ويروى في اسباب نزول هذه الآية المباركة اختلاف ابي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في إمارة وفد بني تميم حيث طلب ابو بكر ان يكون الأمير القعقاع بن معبد، فقال عمر: بل الاقرع بن حابس فتماريا حتى ارتفع صوتاهما، وذلك في حضور الرسول صلى الله عليه و سلم فنزلت الآية تعليما وتأديبا وتهذيبا وتوجيها للمؤمنين لئلا يقترحوا أمرا من الأمور على الرسول صلى الله عليه وسلم دون الرجوع اليه. فهو، إذاً، أدب نفسي مع رسول الله، وهو منهج في التلقي والتنفيذ، وهو أصل من أصول التشريع والعمل في الوقت ذاته.. وهو منبثق من تقوى الله، وراجع اليها. هذه التقوى النابعة من الشعور بأن الله سميع عليم.

إيقاظ الهمم


وتبدأ السورة المباركة بالنداء ايقاظا للهمم، وتنبيها للمخاطبين على أهمية ما في حيز النداء وخطورته، وأنهم إنما ينادون لأمر عظيم الشأن، خطير الأهمية، لكون النداء من الله تعالى، الى اصفيائه وأوليائه المؤمنين، لذا كان تصدير الخطاب بالنداء بوصف الايمان استمالة لتلك القلوب المؤمنة، واستجاشة لها بالصفة التي تربطهم بالخالق سبحانه ، إنه نداء من الله للذين آمنوا بالغيب واستجاشة لقلوبهم بالصفة التي تربطهم به، وتشعرهم بأنهم له وأنهم يحملون شارته، وأنهم في هذا الكوكب عبيده وجنوده، وانهم هنا لأمر يقدره ويريده.

وهكذا ضرب القرآن على أوتار القلوب بهذا النداء، وبذلك الوصف في صدر الآية الكريمة، لتهيئة قلوب المخاطبين واسماعهم لما يلقى بعد.

وقوله: “لا تقدموا بين يدي الله ورسوله” أي لا تقترحوا أمرا من الأمور بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام. والفعل “تقدموا” أصله إما من الفعل المتعدي “قدم” بمعنى جعل الشيء سابقا على غيره أي متقدما عليه والمعنى حينئذ: لا تفعلوا التقديم، ولا تتلبسوا به، ولا تجعلوه منكم بسبيل. وقد يكون أصل ذاك الفعل “تقدموا” هو الفعل اللازم “قدم” بمعنى سبق وتقدم، وعد هذا الفعل متعديا هو الأنسب للمعنى والأليق بالمقام، لأن المراد النهي عن قطع الحكم أو الاقتراح من دون مشورته صلى الله عليه وسلم ، والتعدية تبرز هذا المعنى في صورة التعمد، والقصد للمخالفة (لأن التقديم بين يدي المرء أن تجعل أحدا إما نفسك أو غيرك متقدما بين يديه، وذلك اقوى في الذم وأكثر استهجانا، للدلالة على تعمد عدم المتابعة لا صدورها عنه كيفما اتفق).

وقد زاد هذا المعنى وضوحا وتقريرا تلك الاستعارة التمثيلية في قوله سبحانه: “لا تقدموا بين يدي الله ورسوله” حيث شبه تعجل بعض الصحابة رضوان الله عليهم للقطع في الحكم بغير اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شبه هذا الأمر المعنوي في صورة مشاهدة، وهي صورة تقدم الخادم بين يدي سيده اذا مشى في طريق، وهكذا أدت الاستعارة التمثيلية دورها على الوجه الأكمل في تنفير النفوس المؤمنة عن قطع أمر دون إذن النبي صلى الله عليه وسلم.

جلالة قدر الرسول

وقد عطف لفظ “رسوله” على لفظ الجلالة بالواو وفي هذا إيماء الى جلالة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه تعالى، حيث صور التقدم بين يديه صلى الله عليه وسلم بالتقدم بين يدي الله تعالى. ويفهم من هذا ان المعطوف هو المقصود بالحكم لا المعطوف عليه.

والقول بعموم الآية لا بخصوص سبب النزول يرجح كون الفعل (لا تقدموا) مستعملا في الحقيقة أي النهي الحسي والمجاز، وهو بهذا الاعتبار أولى، لأنه يمتد بالنهي عن التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ليشمل التقدم المنهي عنه جميع الاحوال الحسية والمعنوية في حضور الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا ابلغ في التأديب للمؤمنين واشمل للنهي، وأوسع في بيان جلال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدره. وتجد المجاز المرسل بعلاقة المجاورة في قوله “بين يدي” لأن (حقيقته ما بين العضوين، فتجوز بهما عن الجهتين المتقابلتين لليمين والشمال، قريبا منه، بإطلاق اليدين على ما يجاورهما ويحاذيهما..).

وقد تكاتف هذا المجاز المرسل مع الاستعارة التمثيلية في ابراز معنى النهي في صورة محسوسة بارزة.

وقوله: “واتقوا الله” معطوف على النهي السابق، والأمر هنا للوجوب، وفي هذا تكثيف للنهي عن التقدم بين يدي رسول الله، وتأكيد له، ليدل على ان التزام الكف عن اقتراح أمر من الأمور في حضور النبي عليه الصلاة والسلام من تقوى الله تعالى، وان التلبس بذلك ليس من التقوى في شيء، وبيان ذلك ان عطف الأمر على النهي من قبيل عطف العام على الخاص، اذ من جملة التقوى اجتناب التقدم بين يدي الله ورسوله، وعطف العام على الخاص جاء لبيان أهميته استقلالا، ثم يدرج بعد ذلك ضمنا في ذكر العام فكأنه حينئذ ذكر مرتين.

الأمر بتقوى الله

وقوله: “إن الله سميع عليم” جاء تأكيدا للحكم الوارد في الآية، ومما نلحظه في هذه الجملة انها تصدرت ب “إن” لتأكيد مضمونها حيث جاءت هذه الجملة الخبرية عقب جملة انشائية مصدرة بأمر في قوله: “واتقوا الله” وهذا الأمر أثار تساؤلا في نفس المخاطب جعله كالمتردد الراغب في بيان سبب الأمر بالتقوى، ويستشرف بيان هذا الأمر، فتأتي الجملة الخبرية، لتزيل التردد من المخاطب نفسه كما أنها فصلت عما قبلها لورودها في موضع التعليل للنهي والأمر الواردين في الآية الكريمة. وفي هذه الجملة ايضا خروج على خلاف مقتضى الظاهر، حيث وضع المظهر موضع المضمر، إذ كان السياق يقتضي ان يقال: “إنه سميع عليم”. وفي هذا الاظهار قذف بالمهابة الإلهية في القلوب المؤمنة، وهذا يتلاءم والأمر بتقواه تعالى كما ان في اسناد صفتي السمع والعلم على طريق المبالغة الى لفظ الجلالة صراحة ما يشجع على التقوى، ويحث عليها أكثر من الاسناد الى الضمير.

ولا تفوتني الاشارة الى صيغتي المبالغة في قوله سبحانه “سميع عليم” وما فيهما من تحذير من مخالفة النهي عن التقدم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم والأمر بتقوى الله تعالى، وفي صيغتي المبالغة ايضا تأكيد للالتزام بالأمر والنهي الواردين في الآية الكريمة.

وهكذا رأيت كيف حشدت الآية الكريمة ما حشدت من وسائل الاثارة، والتأكيد، والتحذير في توجيهها وتأديبها للمؤمنين في حالة من أحوالهم مع نبيهم صلى الله عليه وسلم كاشفة بذلك مكانته عليه الصلاة والسلام عند ربه، راسمة في الوقت ذاته لأتباعه نهجا قويما في التعامل معه في تلك الحالة التي أشير اليه آنفا. وفي سبيل هذه الغاية استعملت الجملة الإنشائية المفتتحة بالنداء، المشتملة على النهي المبني على الاستعارة التمثيلية المصورة لمعناها، وبالعطف، للاشارة الى أنه المقصود بالحكم، وغير ذلك من الوسائل البلاغية التي بينتها بالتفصيل.

مقارنة بين موقفين

وقال تعالى: “إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأؤلئك هم المفلحون” وقد وقعت هذه الآية في سياق حديث عن صور من خداع المنافقين، وسوء أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعوا الى حكمه، وقد أبرزت هذه الآية أدب المؤمنين إذا دعوا الى حكم الله ورسوله وذلك خلال المقارنة بين موقفهم وموقف المنافقين، ومن خلال هذه المقابلات، وتلك المقارنات التي تكثر كثرة مطردة في كتاب الله تعالى يتضح المراد، ويبرز المعنى جلياً.

وبينت الآية هذا الأدب بأسلوب القصر بطريق (إنما)، وأوثر القصر بإنما هنا، للتعريض بسوء أدب المنافقين مع الله ورسوله.
وقد أفاد القصر وصف المؤمنين بالسمع والطاعة دون اعتراض او تأخير او تغير في المواقف كما هو حال المنافقين المعرض بهم.
وأفرد “قول” للاشارة الى توحد أقوال المؤمنين وعدم اختلافها عند الدعوة الى حكم الله ورسوله، فكانت لذلك بمثابة قول واحد.

وفي الوصف بالمؤمنين دون الوصف بالمسلمين اشارة الى كمال ايمان من يمتثل أمر الله ورسوله، لأن من المعلوم ان الايمان أعلى درجة من الاسلام. وكأن الآية تشير الى ان من يستحق هذا الوصف، وتلك الدرجة العالية من الايمان يجب ان يكون ممتثلا أمر الله وأمر رسوله، وفي التعبير ب”كان” (إنما كان قول المؤمنين) تأكيد على أن الاذعان الى التحاكم الى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم أمر جبلت عليه طباعهم ورسخت عليه نفوسهم.
وبني الفعل “دعوا” للمجهول، للاشارة الى تحقق ابلاغ الرسول الدعوة لهم لما يؤكده التعبير ب”إذا” دون “إن” بحيث لا يتبادر الى الذهن غيره صلى الله عليه وسلم.

وأسقط الجار في قوله “دعوا الى الله ورسوله” حيث لم يقل: إلى الله وإلى رسوله، للإشارة الى ان منهجه عليه الصلوات والسلام مستمد من منهج ربه تعالى، فإسقاط الجار أشعر بعدم تلك الاستقلالية، وأشعر بهذا التوحد، بخلاف تكرار الجار فإنه يوحي بالاستقلال في المنهج، وهو غير مراد هنا.

وهذه اللطيفة هي السر أيضا وراء إفراد الضمير في قوله “ليحكم”، اضافة الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المباشر للحكم.

مكانة المؤمنين

وجاء قول المؤمنين “سمعنا وأطعنا” في مقابلة اليهود لموسى عليه السلام “سمعنا وعصينا” لابراز البون الشاسع بين انقياد المؤمنين وانفلات اليهود.

وقد أكد فلاح هؤلاء المؤمنين المتأدبين مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بتعريفهم باسم الاشارة للبعيد، إلماعا الى بعد منزلتهم عند ربهم، ولتعظيم شأنهم، وتمييزهم بالفلاح، ووسط ضمير الفصل وهو للتأكيد أيضا بين المسند اليه المعرف باسم الاشارة “أولئك” والمسند المعرف بأل الجنسية “المفلحون” لافادة القصر، فهؤلاء المؤمنون المقصور حالهم على السمع والطاعة هم المفلحون دون غيرهم، وقد تشابهت صياغة فاصلة هذه الآية مع صياغة فاصلة الآية السابقة عليها في قوله تعالى: “أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون”، (سورة النور: 50) وذلك للتأكيد بأبلغ وجه على جزاء المؤمنين المتأدبين مع حكم الله ورسوله، كما أكد بأبلغ وجه أيضا على جزاء المعرضين عن حكم الله ورسوله.

وفي هذا دلالة على التقابل التام، والتباين المطلق بين جزاء هذين الصنفين من الناس والله أعلم

وأخيراً مما لفت نظري صياغة هذه الآية على سبيل الشرط والجزاء، للإشعار بمبادرة المؤمنين الى السمع والطاعة والتلبية بمجرد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وهذا مستنبط من ارتباط الجواب وتحققه بمجرد تحقق الشرط.
===========================
منقول من جريدة الخليج
الإمارات7 -4-2006



الأدب مع منهج الرسول وحكمه Down
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأدب مع منهج الرسول وحكمه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصف الرسول صلى الله عليه وسلم*
» رجال حول الرسول
» روائع رسائل الرسول
» معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم
» محمد الرسول رفيق رقيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى السيرة النبوية العطرة-
انتقل الى: