منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رجال حول الرسول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

رجال حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رجال حول الرسول   رجال حول الرسول Emptyالخميس مارس 11, 2010 9:13 pm

رجال حول الرسول 20f30dc1babn6
ما كان حديثا يفترى،ولا فتورا يتردد ،ذلك الحديث الذي روى به التاريخ أنباء اعظم ثلة ظهرت في دنيا العقيدة والإيمان.

ذلك أن التاريخ الإنساني بطوله وبعرضه ،لم يشهد من الثوثيق و الصدق وتحري الحقيقة ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام ورجاله السا بقين ،حيث توفر على دراستها وتتبع أنبائها جهد بشري خارق ،نهضت به أجيال متساوقة من علماء أفذاذ لم يدعوا من ذلك العصر الأول للإسلام همسة،ولا خلجة إلا وضعوها تحت مجاهر الفحص وأضواء الدراسة و النقد
فالعظمة الباهرة التي نراها لأولئك الرجال الشاهقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،ليست أساطير،وإن بدت من فرط إعجازها كالأساطير.
رجال حول الرسول 19
مصعب ابن عمير

- أول سفراء الإسلام -
رجال حول الرسول 19

غُرَّةُ فتيان قريش ،و أوفاهم بهاء،وجمالا ،وشبابا..
يصف المؤرخون والرواة شبابه ،فيقولون ( كان أعطر أهل مكة ))...

ولد في النعمة ، وغُدِّيَ بها ،وشب تحت خمائلها ..
ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل أبويه بمثل ما ظفر به (( مصعب ابن عمير))

ذلك الفتى الريان ،المدلل المنعم ،حديث حٍسان مكة ،ولؤلؤة ندواتها و مجالسها ،أيمكن أن يصل أن يصل إلى أسطورة من أساطير الإيمان و الفداء...؟

بالله ما أروعه من نبأ..نبأ(( مصعب بن عمير )) ،أو (( مصعب الخير )) كما كان لقبه بين المسلمين ..

إنه واحد من أولئك الذي صاغهم في الإسلام ورباهم (( محمد)) صلى الله عليه وسلم .

ولكن أي واحد كان ...؟

إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعا

لقد سمع الفتى ذات يوم ،ما بدأ أهل مكة يسمعونه عن محمد الأمين

(( محمد)) الذي يقول إن الله أرسله بشيرا و نذيرا .

و داعيا إلى عبادة الله الواحد الأوحد .

وحين كانت مكة تمسي و تصبح ولا هم لها ،ولا حديث يشغلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام و دينه ،كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.

ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه ،زينة المجالس و الندوات ،تحرص كل ندوة على أن يكون (( مصعب)) بين شهودها ،ذلك أن أناقة المظهر ورجاحة العقل كانتا من خصال (( ابن عمير)) التي تفتح له القلوب و الأبواب

ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه ،يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها ...هناك على الصفا في دار ((الأرقم بن أبي الأرقم ))فلم يطل به التردد ،ولا الثلبث و الانتظار ،بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورُؤاه ...

هناك كان الرسول يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم من القرآن ،و يصلي معهم لله العلي الكبير .

ولم يكد (( مصعب)) يأخذ مكانه ، وتنساب الآيات من قلب الرسول متألقة على شفتيه ،ثم آخدة طريقها إلى الأسماع والأفئدة ، حتى كان فؤاد (( ابن عمير)) في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود ..

ولقد كانت الغبطة تخلعه من مكانه ،وكأنه من الفرحة الغامرة يطير .

ولكن الرسول بسط يمينه المباركة الحانية حتى لمست الصدر المتوهج ،والفؤاد المثوثب ، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط ... وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنه و عمره ، ومعه من التصميم مايغير سر الزمان.

رجال حول الرسول 19

كانت أم مصعب (( خناس بنت مالك)) تتمتع بقوة فذة في شخصيتها ،و كانت تهاب إلى حد الرهبة .

ولم يكن (( مصعب )) حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه .

فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها و صحرائها ،استحالت هولا يقارعه و يصارعه ، لاستخف به ((مصعب)) إلى حين.

أما خصومة أمه ،فهذا هو الهول الذي لا يطاق .

ولقد فكر سريعا ،وقرر أن يكتم إسلامه ،حتى يقضي الله أمرا .

وظل يتردد على دار الأرقم ،و يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو قرير العين بإيمانه ،و بتفاديه غضب أمه التي لا تعلم عن إسلامه خُبْراً .

ولكن مكة ،وفي تلك الأيام بالذات ،لا يخفى فيها سر،فعيون قريش وآذانها على كل طريق ،ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة ،الواشية .

ولقد أبصر به (( عثمان بن طلحة )) وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم ....ثم رآه مرة أخرى وهو يصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم ،فسابق ريح الصحراء و زوابعها ،شاخصا إلى أم مصعب ،حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها .


ووقف (( مصعب)) أمام أمه ،وعشيرته ،وأشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته ،القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم ،ويملؤها به حكمة و شرفا ،وعدلا وتقى

وهمت أمه أن تسكته بلطمة قاسية ،ولكن اليد التي امتدت كا لسهم ،ما لبثت أن استرخت و ترنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام ،وهدوءا يفرض الاقناع .


ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى ،فإن في مقدرتها أن ثثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر .

وهكذا مصت به إلى ركن قصي من أركان دارها ،وحبسته فيه ،وأحكمت عليه إغلاقه ،وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة ،فاحتال لنفسه حين سمع النبأ،وغافل أمه وحراسه ،ومضى إلى الحبشة مهاجرا أوابا.

ولسوف يمكث بالحبشة مع إخوانه المهاجرين ،ثم يعود معهم إلى مكة ،ثم يهاجر إلى الحبشة المرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون .

ولكن سواء كان (( مصعب)) بالحبشة أم في مكة ،فإن تجربة إيمانه تمارس تفوقها في كل مكان وفي كل زمان ،ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد صلى الله عليه وسلم نموذجه المختار ،واطمأن ((مصعب)) إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدم قربانا لباريها الأعلى ،وخالقها العظيم .


خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله ،فما إن بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيا.


ذلك أنهم رأوه ..يرتدي جلبابا مرقعا باليا ،وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه ،حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة ،وألقا و عطرا.
وتملى رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهده بنظرات حكيمة ،شاكرة ،محبة،وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة ،وقال:


(( لقد رأيت مصعبا هذا ،وما بمكة فتى أَنْعَمُ عند أبويه منه ،ثم ترك ذلك كله حُبّاً لله و رسوله ))


لقد منعته أمه حين يئست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة .. وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها،حتى لويكون هذا الإنسان ابنها..


ولقد كان آخر عهدها به حبن حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة ،فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل من تستعين يه على حبسه .


وإنها لتعلم صدق عزمه إذا هَمَّ وعزم ،فودعته باكية ،وودعها باكيا .


وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الإيمان من جانب الإبن ..فحين قالت له و هي تخرجه من بيتها :اذهب لشأنك ،لم أعد لك أما ..اقترب منها وقال (ياامة إني لك ناصح ،وعليك شفوق ،فأشهدي أنه لا إلاه إلا الله ،و أن محمدا عبده و رسوله))..


أجابته غاضبة مهتاجة :(( قسما بالثواقب ،لا أدخل في دينك ،فَيُزْرَى برأيي،و يضعف عقلي ))..


وخرج مصعب من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف و الفاقة ..وأصبح الفتى المتأنق المتعطر ،لا يُرَى إلا مرتديا أخشن الثياب ،يأكل يوما ويجوع يوما ،ولكن روحه متأنقة بسمو العقيدة ،والمتألقة بنور الله ،كانت قد جعلت منه إنسانا آحر يملأالأعين جلالا ،والأنفس روعة ..


رجال حول الرسول 19
يتبع

-


__________________



برنامج إحياء السنة النبوية : موضوع


متجدد كل أسبوع يعرض سنة جديدة لإحيائها و تطبيقها



رجال حول الرسول 4779.imgcache


ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها



رجال حول الرسول Anaqamaghribiae3f6577901
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

رجال حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول   رجال حول الرسول Emptyالخميس أبريل 01, 2010 3:02 pm

رجال حول الرسول 20f30dc1babn6

رجال حول الرسول 19
مصعب ابن عمير
- أول سفراء الإسلام-
تابع
رجال حول الرسول 19
وآنئد ،اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره إلى المدينة ،يفقه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة ،ويُدخل غيرهم في دين الله ،ويُعدّ المدينة ليون الهجرة العظيم ..


كان في أصحاب الرسول يومئد من هم أكبرمنهم سنا وأكثر جاها ،وأقرب من الرسول قرابة .. ولكن الرسول اختار ((مصعب الخير)) وهو يعلم أنه يكل إليه بأخطر قضايا الساعة ،ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة ،ومنطلق الدعوة والدعاة ،والمبشرين والغزاة ،بعد حين من الزمان قريب ..


وحمل ((مصعب)) الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح و خلق كريم .. ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه ،فدخلوا في دين الله أفواجا ..


لقد جاءها يوم بعثة الرسول إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ،و لكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله و للرسول ..


وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة ،كان مسلموا المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم .. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا و مؤمنة ..جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم (( مصعب ابن عمير))


لقد أثبت ((مصعب )) بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار


فلقد فهم (( مصعب)) رسالته تماما ووقف عند حدودها ..عرف أنه داعية إلى الله ،ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس إلى الهدى ،وإلى صراط مستقيم ..و أنه كرسوله الذي آمن به ،ليس عليه إلا البلاغ ..
هناك نهض في ضيافة ((أسعد بن زرارة)) يغشيان معا القبائل والبيوت والمجالس ،تاليا على الناس ما معه من كتاب ربه ،هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (
إنما الله إله واحد)


ولقد تعرض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه ،لولا فطنة عقله ،وعظمة روحه ..

ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس ((أسيد بن حضير)) سيد بني عبد الأشهل بالمدينة ،فاجأه شاهرا حربته ،يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم ..ويدعوهم لهجر آلهتهم ،ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل ،ولم يألفوه من قبل ..

إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها ،إذا احتاجها أحدهم عرف مكانها وولى وجهه ساعيا إليها ،فتكشف ضره و تلبي دعاءه .. هكذا يتصورون ويتوهمون ..

أما إله محمد صلى الله عليه وسلم الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم ،فما أحد يعرف مكانه ،ولا أحد يستطيع أن يراه ..

وما إن رأى المسلمون الذين كانو يجالسون (( مصعبا)) مَقْدِمَ(( أسيد ابن حضير)) متوشحا غضبه المتلظي ،وثورته المتحفزة ،حتى وجلوا ..لكن (( مصعب الخير)) ظل ثابتا،وديعا ،متهللا..


وقف (( أسيد)) أمامه مهتاجا ،وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة :


(( ما جاء بكما إلى حينا تسفهان ضعفاءنا ..؟ اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة ))


وفي مثل هدوء البحر وقوته..
وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته ..انفرجت أساريرمصعب الخير وتحرك بالحديث الطيب لسانه فقال :

(( أولا تجلس فتستمع .؟فإن رضيت أمرنا قبلته ..وإن كرهته كففنا عنك ما تكره
الله أكبر ماأروعها من بداية سيسعد بها الختام ..

كان اسيدا رجلا أريبا عاقلا ..وها هو ذا يرى مصعب يحتكم معه إلى ضميره ..فيدعوه إلى أن يسمع لاغير ..فإن اقتنع ،تركه لاقتناعه ،وإن لم يقتنع ترك (( مصعب)) حيهم وعشيرتهم ،وتحول إلى عشيرة أخرى غير ضار ولا مضار ..

هنالك أجابه ((أسيد)) قائلا : أنصفت ..و ألفى حربته إلى الارض و جلس يصغي ..

ولم يكد ((مصعب)) يقرأالقرآن ،ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ،حتى أخذت أسارير (( أسيد)) تبرق وتشرق ..تتغير مع مواقع الكلم ،وتكتسي بجماله ..

ولم يكد ((مصعب)) يفرغ من حديثه حتى هتف به (( أسيد بن حضير )) وبمن معه قائلا ( ما أحسن هذا القول وأصدقه ..كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين ..؟


وأجابوه بتهليلة رجت الأرض رجا ،ثم قال له مصعب ( يطهر ثوبه وبدنه ،و يشهد أن لا إله إلا الله))

فغاب(( أسيد )) عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه ،ووقف يعلن أنه يشهد أن لا إله إلا اله ،وأن محمدا رسول الله ..

وسرى الخبر كالضوء وجاء (( سعد بن معاد )) فأصغى لمصعب واقتنع ،وأسلم ،ثم تلاه ((سعد بن عبادة)) ..وتمت بإسلامهم النعمة ،وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون :إذا كان أسيد بن حضير ،وسعد بن معاد ،وسعد بن عبادة قد أسلموا ففيم تخلفنا ..؟هيا إلى مصعب فلنؤمن معه،فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من ثناياه ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

رجال حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول   رجال حول الرسول Emptyالخميس أبريل 01, 2010 3:07 pm

مصعب ابن عمير
- أول سفراءالإسلام -

تتمة
--------------------------


لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير .. نجاحاهوله أهل،وبه جدير ..
وتمضي الأيام والأعوام،ويهاجرالرسول وصحبه إلى المدينة،وتتلمظ قريش بأحقادها ..وتعدعدةباطلها،لتواصل مطاردتهاالظالمة لعبادالله الصالحين
..وتقوم عزوةبدرفيتلقون
درسايفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر


،وتجيءغزوةأحد ..ويعبىءالمسلمين أنفسهم،ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرس الوجوه المؤمنة ليختارمن بينهامن يحمل الراية ..ويدعوامصعب الخير،فيتقدم ويحمل اللواء.
وتشب المعركةالرهيبة،ويحتدم القتال،ويخالف الرماة أمرالرسول عليه السلام،ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل بعدأن رأواالمشركون ينسحبون منهزمين،لكن عملهم هذا،سرعان مايحول نصرالمسلمين إلى هزيمة..ويفاجأالمسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل،وتعمل فيهم على حين غرة،السيوف الظامثةالمجنونة ..

وحين رأواالفوضى والذعريمزقان

صفوف المسلمين ركزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..وأدرك (( مصعب بن عمير )) الخطر الغادر ،فرفع اللواء عاليا ،وأطلق تكبيرة كالزئير ،ومضى يصول و يجول ويثواتب..وكل همه أن يلفث نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه،وجرد من ذاته جيشا بأسره ...،أجل ذهب مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزيريد تحمل الراية في تقديس ويد تضرب بالسيف في عنفوان ولكن الأعداء يتكاثرون عليه
،يريدون أن يعبروا فوق جثثه إلى حيث بلقون الرسول صلى الله عليه و سلم .
لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم ..
يقول ابن سعد :أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري ،عن أبيه قال:
حمل (( مصعب بن عمير )) اللواء يوم أحد ،فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ،فأقبل ابن قميئة وهو فارس ،فضربه على يده اليمنى فقطعها ،ومصعب يقول :
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ...
(( وأخذ اللواء بيده اليسرى و حنا عليه ،فضرب يده اليسرى فقطعها ،فحنا على اللواء وضمه بعضديه على صدره وهو يقول : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ...
ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ،ووقع مصعب ،وسقط اللواء ...
وقع مصعب.. و سقط اللواء ...
وقع حلية الشهادة و كوكب الشهداء ..
وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء و الإيمان
كان يظن إذا سقط ،فسيصبح طريق القتلة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خاليا من المدافعين و الحماة
ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه السلام من فرط حبه له و خوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعا :
(( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ))
هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها ،ويكملها ،ويجعلها قرآنا يتلى
وبعد انتهاء المعركة المريرة ،وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا،وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية ..
لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء ،فأخفى و جهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره و يخشاه ..
أو لكأنما خجلان إذ سقط شهيدا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وقبل أن يؤدي إلى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه ..
لك الله يا مصعب ..يامن ذكرك عطر للحياة ..
وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهدائها ..
وعند جثمان مصعب سالت دموع وفية غزيرة ..
يقول خباب بن الأرت :
(( هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله ،نيتغي وجه الله ،فوجب أجرنا على الله..فمنا من مضى ،ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا- منهم مصعب بن عمير - قتل يوم أحد ..فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة ..فكنا إذا ؤضعناها على رأسه تعرت رجلاه،وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه ،فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوها ممايلي رأسه ،واحعلوا على رجليه من نبات الإذخر ))...
وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة ،وثمثيل المشركين بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام ،وأوجع فؤاده..
وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه و أصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق و الطهر و النور..
على الرغم من كل هذا وقف على جثمان أول سفرائه ،يودعه وينعاه..
أجل وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفاءهما
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن فيها وقال :
لقد رأيتك بمكة ،وما بها أرق حلة ،ولا أحسن لمة منك .(( ثم هأنتذا شعت الرأس في بردة))
وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من ((رفاق مصعب)) وقال:
((إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله ،يوم القيامة )).
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال ( أيها الناس زوروهم ،وأتوهم ،وسلموا عليهم،فوالذي نفسي بيده لايسلم عليهم مُسَلِّمٌ إلى يوم القيامة ،إلا رَدّوا عليه السلام
--------
السلام عليكم يا مصعب ...
السلام عليكم معشر الشهداء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

------------------------------
نقلتها لكم أحبة قلبي للاستفادة فلعل بطنا من بطون أمهاتنا تلد لنا مصعبا أخر ولم لا فالخير في هذه الأمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

رجال حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول   رجال حول الرسول Emptyالخميس أبريل 01, 2010 3:17 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------------
سلمان الفارسي

-الباحث عن الحقيقة -
------------------------------
من بلاد فارس ، يجيء البطل هذه المرة...
ومن بلاد فارس ،عانق الإسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد ،فجعل منهم أفذاذا لا يلحقون في الإيمان ،وفي العلم ..في الدين ،وفي الدنيا ..
وإنها لإحدى روائع الإسلام وعظائمه ،ألا يدخل بلدا من بلاد الله إلا ويثير في إعجازباهر ،كل نبوغها ويحرك كل طاقاتها،ويحرج خبء العبقرية المستكنة في أهلها و ذويها ..فإذا الفلاسفة المسلمون ..والأطباء المسلمون ..والفلكيون المسلمون..والمخترعون المسلمون ..و علماء الرياضة المسلمون
وإذا بهم يبزغون من كل أفق،ويطلعون من كل بلد،حتى تزدحم عصورالإسلام الأولى بعبقريات هائلة في كل مجالات العقل ،والإرادة والضمير..أوطانهم شتى ودينهم واحد
ولقد تنبأ الرسول عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه..لا،بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير العليم ..ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ورأى رأي العين راية الإسلام تخفق فوق مدائن الأرض ،وقصور أربابها ..
وكان سلمان الفارسي شاهدا ..وكان له بما حدث علاقة وثقى
كل ذلك يوم الخندق ..في السنة الخامسة للهجرة.إذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة ،مؤلبين المشركين ومحزبين الأحزاب على الرسول والمسلمين ،متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد.
ووضعت خطة الحرب الغادرة ،على أن يهاجم حيش قريش وغطفان (( المدينة )) من خارجها ،بينما يهاجم بنوا قريضة من الداخل ،من وراء صفوف المسلمين ،الذين سيقعون آنئد بين شقي رحى تطحنهم ،وتجعلهم ذكرى ..
وفوجىء الرسول و المسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم
وسقط في أيدي المسلمين ،وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة .
وصور القرآن الموقف،فقال :
(إذ جاءوكم من فوقكم،ومن أسفل منكم ،وإذ زاغت الأبصار ،وبلغت القلوب الحناجر،وتظنون بالله الظنونا)

<BLOCKQUOTE>أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبي سفبان و عيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه وأصحابه ..
وهذا الجيش لا يمثل قريشا وحدها ...بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الإسلام خطرا عليها
إنها محاولة أخيرة وحاسمة يقوم بها جميعا أعداء الرسول :أفرادا وجماعات،وقبائل ،ومصالح..
ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب .
وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر..
وطبعا ،أجمعوا على الدفاع والقتال ..ولكن كيف الدفاع ؟؟
هنالك تقدم الرجل الطويل الساقين ،الغزير الشعر ،الذي كان الرسول يحمل له حبا عظيما ،واحتراما كبيرا .
تقدم(( سلمان الفارسي )) وألقى من فوق هضبة عالية ،نظرة فاحصة على المدينة فألفاها -كما-عهدها-محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها ..بيد أن هناك فجوة واسعة ،ومهيأة ،يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحمى في يسر
وكان (( سلمان )) قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال،فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها ...وكان عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة
والله يعلم ،ماذا كان المصير الذي ينتظر المسلمين في تلك الغزوة لو لم يحفروا الخندق الذي لم تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجاة ،وظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة عن اقتحام المدينة ،حتى أرسل الله-تعالى-عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية اقتلعت خيامها ،وبددت شملها
ونادى أبو سفيان في جنوده آمرابالرحيل إلى حيث جاءوا...فلولا يائسة منهوكة ..
خلال حفر الخندق كان (( سلمان )) يأحذ مكانه مع المسلمين و هم يحفرون ويدأبون ..وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معهم.وفي الرقعة التي يعمل فيها ((سلمان)) مع فريقه وصحبه،اعترضت معاولهم صخرة عاتية ..
كان (( سلمان )) قوي البنية ،شديد الأسر،وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق هاه الصخر وتنثره شظايا،لكنه وقف أمام هذه الصخرة عاجزا ..وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا ..
وذهب ((سلمان)) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يغيروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة العنيدة المتحدية
وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع
((سلمان))يعاين بنفسه المكان والصخرة .
وحين رآها ،دعا بمعول ،وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلا عن مرمى الشظايا ..

وسمى الله ،ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة،وهوى به على الصخرة ،فإذا بها تنثلم ،ويخرج من ثنايا صدعها الكبيروهجا عاليا مضيئا
ويقول ((سلمان)) لقد رأيته -أي- الوهج يضيء ما بين لايثيها ،أي يضيء جوانب المدينة ..وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم مكبرا:
(( الله أكبر..أعْطيتُ مفاتيح فارس ،ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة ،ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها

ثم رفع المعول وضرب ضربته الثانية ،فتكررت الظاهرة ،وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء مرتفع ،وهلل الرسول عليه السلام مكبرا:
(( الله أكبر أُعْطيتُ مفاتيح الروم ،ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء ن
وإن أمتي ظاهرة عليها))

<BLOCKQUOTE>
ثم ضرب ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامها و استسلامها ،وأضاء برقها الشد يد الباهر ،وهلل الرسول وهلل المومنون معه ..وأننبأهم أن يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله ،وصاح المسلمون في إيمان عظيم :
هذا ما وعدنا الله ورسوله ..
وصدق الله ورسوله



يتبع





رجال حول الرسول 4779.imgcache



</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مشرف
مشرف
صفاء الروح


عدد المساهمات : 396
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

رجال حول الرسول Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال حول الرسول   رجال حول الرسول Emptyالخميس أبريل 01, 2010 3:25 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

------------------------------
سلمان الفارسي

-الباحث عن الحقيقة -
تابع
------------------------------




كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق .. وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرارالغيب والمصير ،حين استعان عليها برسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان قائما إلى جوار الرسول يرى الضوء ،ويسمع البشرى ..ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها ،وواقعا يحياه ،فرأى مدائن الفرس والروم ..
رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..
رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من رُبَا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار الهدى والخير
وهاهو ذا جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أمام داره (( بالمدائن ))يحدث جلساءه عن مغامراته العظمى في سبيل الحقيقة ،ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس إلى المسيحية ،ثم إلى الإسلام ..
كيف عادر ثراء أبيه الباذخ ،ورمى نفسه في أحضان الفاقة ،بحثا عن خلاص عقله و روحه ..
كيف بيع في سوق الرقيق ،وهو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟
كيف التقى بالرسول عليه السلام ..وكيف آمن به..؟
تعالوا نقترب من مجلسه الجليل ونصغ إلى النبأ الباهر الذي يرويه ..

يتبع





رجال حول الرسول 4779.imgcache
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال حول الرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجال حول الرسول - مصعب بن عمير - ( الجزء الاول )
» الأدب مع منهج الرسول وحكمه
» وصف الرسول صلى الله عليه وسلم*
» محمد الرسول رفيق رقيق
» عاطفة الرسول صلى الله عليه و سلم مع اهله‎

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى السيرة النبوية العطرة-
انتقل الى: