( صرخة طفلة فلسطينية مسلمة من على شاطيء غزه )

( صرخة طفلة فلسطينية مسلمة من على شاطيء غزه )
[بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]
بسم الله الرحمن الرحيم
( و مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ) 75النساء
رب وامعتصماه انطلقت ***** ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها ***** لم تلامس نخوة المعتصم
مالكم يا أطفال وأهل فلسطين تستغيثون ولامغيث وتستنجدون ولامنجد ومالكن يا فتيات وصبايا و يانساء فلسطين تستغثن ولا مغيث و تستنجدن ولامنجد وكأنكم تنتمون إلى أمة طارئة على الوجود أوليس لها في الوجود وجود أو قد ماتت أ وكأنها لم تنجب ( المعتصم ) يوما الذي استنجدت به فتاة مسلمة قد اعتدى عليها الروم فصرخت ( وامعتصماه ) فلما وصل ندائها للخليفة المعتصم في بغداد لم ينتظر أن يقدم شكوى لمجلس الأمن أو تحرك الضمير العالمي بل صاح بأعلى صوته لبيك ياأمة الله سأصلك بجند أولهم عندك وأخرهم عندي وبالفعل جيش الجيوش وأدب الروم .
فوالله إن أمة دينها الاسلام وكتابها القرأن لن تموت أبداً وهي قادرة على أن تنجب معتصما أخر سيستجيب يوماإلى الصرخة المدوية التي اطلقتها الطفلة الفلسطينية (هدى غاليه ) إبنة العشر سنوات من على شاطىءغزة عندما قتل اليهود المجرمون أباها وأمها وجميع إخوانها وأخواتها وأفراد عائلتها بدم بارد ,فهذه الصرخة هزت أعماق كل من لديه ذرة من إنسانية أو بقية من رحمة أو شفقة و فجرت من عيونهم الدموع ينابيع فجعلتهم يبكون بحرقةو بدون إراده.
حتى ان الجبال والسهول والوديان والاشجار ورمال شاطيء غزه وبحرها إهتزت وربت وتزلزلت وبكت لصرختها التي لخصت مأساة الشعب الفلسطيني الذي منذ مائة عام وهو يستصرخ ويستنجد ويستغيث ولكن لاحياة لمن تنادي .
أما الحكومات والانظمة والجامعة العربية لم تهتز لهم شعره ولم يندى لهم جبين , وكيف لا وقلوبهم خالية من الشفقه والرحمة والا نسا نية, فكم من الانظمة العربية ارتكبت أبشع المجازر ضد شعوبها وهدموا مدن بأكملها على رؤوس ساكينها , وكم يتموا من الاطفال وكم رملوا من النساء وكم استباحوا من المحرمات وكثير منهم ساهم في إقامة الكيان اليهودي الغاصب على أرض فلسطين فكانوا شركاء في الجريمة.
فمثل ( هدى غاليه ) كثير في الدول العربية, ولكن من يستطيع أن ينقل لنا صرخاتهم أوعذاباتهم. فكم من الاطفال في عالمنا العربي لا يعرفون أبائهم الذين ذهبوا وراء الشمس في رحلة لم ولن يعودوا منها أبداً .
لايلام الذئب في عدوانه ان يك الراعي عدو الغنم
اّه... ثم اّه ... ثم اّه ... يا ( هدى غاليه ) فصرختك أدمت قلوبنا وأدمعت عيوننا وأوجعتنا بشدة وألم وكم جعلتنا نشعربالغيظ وبالقهرمن موقف الانظمة العربية التي سحقت إنسانيتنا وافقدتنا كرامتنا فهذه وظيفتها حتى يبقى هذا الكيان المجرم يعربد فى أرضنا و ليستمرعذابنا .
فما هو الذنب الذي ارتكبتيه يا ( هدى غاليه ) حتى يقوم اليهود بالانتقام منك ومن عائلتك بهذا الأسلوب الوحشي الجبان الغادر الذي تشيب له رؤوس الاجنة في بطون أمهاتها , هل لأن أبوك رحمه الله قرر أن يأخذك وإخوانك وأخواتك الأطفال مع أمكم الحنونة التي افقدك اليهود حنانها الى الأبد لتتنسموا هواء بحر غزه وتلهوا وتلعبوا وتمارسوا طفولتكم البريئه على رمال الشاطىء وتتنفسوا بعض الهواء النقي لساعات بعيداً عن ا لهواء الملوث في ( أزقة المخيم الذي تعيشين فيه مع عائلتك الذي هو أحد الشواهد على الجريمة التي ارتكبت بحق شعبك الفلسطيني ) .
حيث قامت بريطانيا المجرمة بإقتلاع أبائك وأجدادك من مدنهم وقراهم الجميلة في وطنهم التاريخي فلسطين وإسكانهم في مخيمات البؤس والشقاء والعذاب ولتسكن مكانهم اليهود الذين إستجلبتهم إلى فلسطين من كل حدب وصوب في هذا العالم .
فأي ظلم أفدح من هذا الظلم ! واي جريمة افظع من هذه الجريمة وبعدها يتشدقون بالحرية وحقوق الانسان والديمقراطية ( قاتلهم الله انى يؤفكون ) .
فكيف يجرؤ أبوك رحمه الله يا ( هدى غاليه ) على استفزاز اليهود الغاصبين المجرمين فيأخذك وامك واخوانك واخواتك في نزهة لشاطيء البحر لتتنفسوا هواءاً نقياً , وكيف تتجرئين يا (هدى غاليه ) واخوانك الاطفال على اللعب واللهو على شاطيء البحر ألا تعرفين ان هذا محرم عليكم يا اطفال فلسطين .
إن هذا من حق أطفال اليهود فقط الذين استجلبوا من وراء البحاروالمحيطات والشواطيء البعيده ومن اصقاع الدنيا فأنتي يا ( هدى غاليه ) وإخوانك وأخواتك قد إعتد يتم على حق أطفال اللصوص السارقين لفلسطين والذ ين سرقوا البراءة من عيونكم .
أما أنتم يا أطفال فلسطين يا أصحاب البحر وأصحا ب الشاطىء وأصحاب الرمل وأصحاب فلسطين فلكم الموت والقتل والعيش في مخيمات البؤس والشقاء التي لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الصحية .
واعلمي يا ابنتي (هدى غاليه ) أن الجريمة التي ارتكبها اليهود ضد عائلتك هي واحدة من ألاف الجرائم التي إرتكبوها بحق الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم منذ عام 1918 ولكن جريمتهم التي إرتكبوها ضدك وضد عائلتك أرسل الله من يصورها ويوثقها ليفضح حقيقة اليهود الإجرامية التي يحاول أن يخفيها أعداء أمتنا وأولهم امريكا المدافع الاول عن الظالمين فسياستها قائمة على قلب الحقائق وإفتراء الكذب فتجعل من المظلوم ظالم ومن المقتول قاتل ومن الذي يدافغ عن نفسه إرهابي ومن الإرهابي المجرم محب للسلام وقتل الاطفال دفاع عن النفس وعمل مشروع .
ولقد نشرت الحركة العالمية للدفاع عن الطفل تقريرا قبل ايام قالت فيه ان اسرائيل قتلت 775 طفلا فلسطينيا خلال الخمس سنوات الماضية فقط وجرحت 18811 طفلا واعتقلت 388 طفلا وكل ذلك برعايةومباركة امريكية.

اّه ثم اّه ثم اّّه يا (هدى غاليه ) من تصريح رئيس الولايات المتحده الامريكية بوش بعد الجريمة التي ذهبت ضحيتها عائلتك الذي قال فيه بأن هذا العمل هو دفاع عن النفس .
الله أكبر .. ألله أكبر .. ألله أكبر .. على كل من طغى وتجبر ( ما هذا الظلم ! ما هذا القهر ! ما هذا العدوان ! ماهذا الاجرام ! ) فأي حضارة وأية حقوق إنسان وأية شرعية دولية تتشدق بها امريكا إنها حضارة الكابوي والإبادة الجماعية كما فعلت مع الهنود الحمر, أين أنت يا من تسمى بالضمير العالمي فوالله لو كانت (هدى غاليه ) طفلة يهودية لقامت الدنيا ولم تقعد ولتحرك عندها الضمير العا لمي الذي ماهو الاكذبة كبرى .
فوالله ان الذي لا يكره أمريكا ولا يحقد عليها انما هو فاقد لأنسانيته ولكرامته ولايمكن أن يكون إلا من جنسها عقليته عقلية الشيطان ورسالته رسالة الشر والظلم والعدوان .
فهل الذي يقول عن جريمة قتل نفوس بريئه لأب وأم وأطفالهما بدم بارد يمارسون أبسط حقوقهم في الحياة وكأنهم حشرات ضاره انما هو عمل مشروع لأنه دفاع عن النفس ممكن أن يكون انسان أو حتى من البشر .
ان هذا الظلم والقهر والعدوان الامريكي هو أكبر مولد لردة الفعل التي تسميها امريكا إرهاباً .
ألم يُولد تصريح الرئيس الامريكي الشيطاني الشرير حول مقتل عائلة ( هدى غاليه) عشرات الألوف في العالم الاسلامي الذين يؤمنون بما تسميه امريكا بالارهاب وتعززت قناعتهم
بأن امريكا لا تؤمن إلا بمنطق القوة وانه يجب مواجهتها بنفس منطقها , وألم تستجب ثلة من المجاهدين في غزة لصرخة هدى فقاموابعملية جهادية بطولية الحقت الخزي والعار بالجنود اليهودالجبناء الذين قتلوا عائلة (هدى غاليه ) واظهرتهم على حقيقتهم فتحية لهؤلاء المجاهدين الابطال من كتائب القسام والوية الناصر صلاح الدين والجيش الاسلامي .
فهاهي امريكا نفسها ترتكب المذابح والمجازر وتُيتم الاطفال في الفلوجه والرمادي وحديثه ومعظم مدن العراق فمن منا لم يشاهد على التلفاز مذبحة حديثه حيث قتلت القوات الامريكيه عائلات بكاملها رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيباً وشباناً وهم نائمون ومن منا لم يشاهد المذبحة التي ارتكبتها امريكا ضد أهل الفلوجه عام 2004 ومن منا لم يشاهد المذبحه التي ارتكبتها الطائرات الامريكيه في مدينة القائم ضد حفلة الزفاف فقتلت العريس والعروس وأهلهما وضيوفهما دون شفقه ولا رحمة وكذلك تفعل امريكا في افغانستان .
فكيف إذاً لا يقول بوش عن الجريمه بحق أسرة (هدى غاليه ) الطفله الفلسطينية البريئه بأنها دفاع عن النفس .
اّه ثم اّه ثم اّه يا (هدى غاليه ) يا ابنتي يا حبيبتي أيتها الطفلة البريئة يا من تستغيثين ولا مغيث اعلمي بأن هذه الجريمة التي إهتز لها الكون لن تمر دون عقاب من الله سبحانه وتعالى , فصرختك قد استنهضت ماردالإسلام العظيم فجند الله على الطريق قادمون يقودهم( المعتصم) الذي سيجدده الله في هذه الامة , فها هم هؤلاء الجند قد بعثهم الله على الامريكان في العراق وأفغانستان فالله اعلم بأن وعد الله بإزالة الكيان اليهودي المجرم سيتحقق على أيديهم فشروط النصر التي وضعها الله سبحانه وتعالى تنطبق عليهم والله أعلم قال تعالى( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنيين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءوالله واسع عليم) 54المائدة
(.فاذا جاء وعد الاخرة ليسئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) 7الاسراء .
فاعلمي يا ( هدى غاليه ) ان سنة الله في الظالمين لا تتخلف ألم يأتيك نبأ المجرم السفاح ( شارون ) مصاص دماء اطفال الشعب الفلسطيني في ( صبرا وشاتيلا وقبية وفي الضفة والقطاع ) والذي كان يقتل الاطفال وأبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم بمنتهى الوحشية ماذا فعل الله به في الدنيا قبل الاخرة فهاهو منذ ستة اشهر يعيش في غيبوبة و أ زا ل له الأطباء جزءً كبيراً من عظام جمجمته المعشعش فيها الاجرام والحقد الأسود ويستوطن فيها الشيطان وهاهم يستأصلون جسده المنتفخ الذي كان يتغذى على لحوم أطفال الشعب الفلسطيني جزءاً جزءاً نتيجة للعفن الذي يصيبه ولقد أزالو جزءاً كبيراً من أحشائه أ لتي تعفنت فجسده يتقطع قطعا وجمجمته حطمت وهو حي كما كان يفعل في المجازر التي إرتكبها ضد الشعب الفلسطيني وهاهو في غيبوبته قد نسيه قومه وقبل أن يرحل إلى جهنم وكأنه لم يكن فلا يأاتي أحد منهم على ذكره حتى ولا يزورنه في المستشفى وكذلك فعل الله مع المجرم الذي تتلمذ شارون على يديه بالاجرام وشريكه في مجازر صبرا وشاتيلا وجميع المجازر الاخرى الديركولا( مناحيم بيغن ) الذي أصابه الله بمر ض نفسي خطير بعد هذه المجازر عام 1982 جعله يعتكف في بيته في غرفة مظلمة ويعتزل السياسة والناس وتعفن جسده قبل أن يموت وإستمر على هذا الحال اكثر من ثماني سنوات فنهاية هذين المجرمين فيهما كثير من العبر فسينتقم لك الله يا ( هدى غاليه ) من أولمرت كماإنتقم من سابقيه المجرمين قال تعالى( لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض ومأوهم النار ولبئس المصير) 57 النور وكذلك فجميع الامم السابقه والامبراطوريات التي سادت وبادت في التاريخ حطمها الله وأزالها من الوجود بسبب ظلمها قالى تعالى ( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً ءاخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تُسئلون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين ) 10 +11+12+13+14+15 الانبياء .
فوالله ان صرختك يا هدى وصرخة أطفال المسلمين المستضعفين في الارض في الفلوجة والرمادي والقائم وجميع مدن محافظة الانبار ومعظم مدن العراق وأفغانستان ستكون لعنة على اليهود والامريكان ومن والاهم فان الله سميع بصير ( والله عزيز ذو انتقام ) فلك الله ياشعب فلسطين ولكم الله يا أطفال المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وفي كل مكان تتعرضون فيه للقتل على أيدي الكفار ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لايعجزون )59 الانفال

الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني
المختص بالقضايا الاسلاميه
محمد أسعد بيوض التميمي