إن قلتُ شعْراً فصيحاً فاقبلوا عُذري
إذالَحَنْـت فهـذي بـادرة شِعْـري
أبيات شعري من الأعْماقِ أنظمهـا
تحكي معاناة قلب الناظم الشَّهْـري
قصيـدة الحُـبِّ للأحْـرار أُهْديهـا
إلى فلسطين رمـز العـزِّ والفخْـرِ
كأنَّ فيها صـلاح الدِّيـن يخطبنـا
أنا أتيـتُ وأحفـادي علـى أثـري
أنافلسطين أنت القـدس يـا كبـدي
إلى متى الصبرُ تحت الظُّلم والقهْـرِ
أنـا أخُ الـدُّرَّة بـاقٍ أنـا وحْـدي
أُقابلَ الموتَ في صُبْحي وفي عصْري
مالـي مُعيـنٌ سـوى ربٍّ يُأيّدنـي
إلَهـيَ المُسْتعـانُ شُـدَّ مـن أزْري
لاملك لي غير هذي الـروح أبْذُلُهـا
أموت طفلاً شَهيداً في يدي حجَـري
أموتُ حُرّاً لتبقى الحُرُّ يـا وطنـي
كيْ أسْلَم الذُّلَّ والويلاتِ في كِبَـري
وكيف أرضـى بعيـشٍ كلُّـه كَـدَرٌ
وقد أبيتُ حياة الـذّل فـي صِغَـري
أنـا يتيـمٌ وأُمّـي لـم تُحَنِّطـنـي
يا حبّذا لـو حفَرْتـم حوْلهاقبـري
هذا صُراخـي مـن الأقصـى أُرَدِّدُه
أُقابل الموتَ لاأرضاه فـي ظهـري
في تُرْبة الطُهْر في المسْرى يناديني
أبي وأُمِّـي لأَلْقـى دافـئ الحِجْـرِ
في جنّـة الخلـدِ للأبـرارِ مُتّسَـعٌ
للَجـدِّ والعـمِّ والأخـوالِ والصِّهْـرِ
في ناظري من شُعاعِ الصّخْرةِ نـورٌ
وحْيُ السَّماءِ يُضيءُ مُحْتوى صدْري
وصيتـي ياأخـي لازلـتُ اكتبُهـا
إن عِشْتَ بعْديَ كُنْ في غايةِ الحـذَرِ
إمّـا حيـاةٌ بهـا عـزٌّ ومكْـرُمـةٌ
فيها من النّصْرِ يومٌ مُشْرِقُ الفجـرِ
أوْ ميْتةٌ يُغْضِبُ الأعـداءَ مَقْصِدُهـا
فيها الفدائيُّ مقـدامٌ علـى الخطـرِ
ردّ الغُزاة الأعـادي حيْثُمـا قدمـوا
في صورةٍ أقبلوا من أبشعِ الصُّـورِ
قد دنَّسوا موطئَ الأطهارِمـن رسـلٍ
فيهم أضـاء الإلـهُ سِكَّـة البشـرِ
ياأُمّة العُرْب هل من منْعَـةٍ بقيـت
أرمـي بهاكبرياءَالغاصـبِ الـقـذرِ
هل من بقايا دمِ الفاروقِ من رمَـقٍ
يُحْييْ دماً فاتِراً في جسْمِنا يَسْـري
ياإخوتي في الجزيرةِ مُنْتهى أملـي
بعد الإلهِ يصِلْكـم خالـصٌ شكـري
ففضلكـم بعـد ربـي ماطِرٌهَـمِـر
ينزل على هِمَّة الشُّجْعـانِ بالصّبـرِ
أنتـم سلاحـي وزادي لاعَدِمْتُـكُـمُ
وأنتم الحِسُّ في سَمْعي وفي بَصَري
ومن بني النيلِ شِرْيانٌ بنـا يَصِـلُ
إن قصَّرَ النَّبضُ فينا مُسْرِعٌ يَجـري
ومغْرِبيّ البـلادِ ملْجـأي.. سكنـي
إذا لجـأتُ ففيهـا يعتلـي قـدْري
ناهيكَ عن غابةٍ في الشَّامِ يسكنهـا
أُسْدٌ لهم في المعالي سابـقُ الظَّفَـرِ
وفي العِـراقِ صناديـدٌ إذا وَقَفـوا
سَيورِدون الأعـادي مُظْلِـمَ الحُفَـرِ
نذودُعـن عـزِّ ة الأمجادقدجُرِحـت
لايُرْفَعُ الضَّيم عنها بالعصى السِّحري
أنْظرْ نيوبَ الأفاعي مزَّقـت لحمـي
قد أسْدل الظُّلمُ عنها حالِـكَ السِّتـرِ
من خلفها زُمْـرَةُ الأشـرار قاطبـةً
تلك الأفاعي تصوغُ السُّمَ في الجُحْرِ
ما ذالكم غير لـصٍّ خائـنٍ شـرسٍ
في كلّ عهدٍ له يقْـدِم علـى الغـدْرِ
هل مِدْفعي بات في المقْلاعِ اَحْملُـهُ
أنا وأُختي وصَحْبـي باقـيَ العمـرِ
إلاّ إذا حلّـت الأقـدارُ بـي يـومـاً
لاأعترض فـي قضـاءِ الله والقَـدَرِ
فابحث أخي رُبّماتعْثُرعلـى وَمَـضٍ
في صفحة المجد والعلياءِ من خبري
هما الخيـارانِ مالـي عنهمـا بُـدٌّ
من الشّهادةِ في أرضـي أو النَّصْـرَ
هذي فلسطيـنُ أرضـي لاأُسَلِّمُهـا
أرض العروبةِ كلٌّ في الورى يـدري
تبقى الشَّياهين فـي أَوْكارهـا أبـداً
لايأبـهُ بالأفاعـي ساكـنُ الوكْـرِ
عُذْراً فلسطينَ هـذي جُـلَّ أَفْكـاري
ولا يفي حقَكِ الإبْـدا