لرسالة نت - رائد أبو جراد
بدا رئيس سلطة فتح محمود عباس حائراً من أمره بخصوص رغبته زيارة غزة والتي تثير بين الفينة والأخرى تصريحات إعلامية، فهل رغبة عباس هذه حقيقية، أم أن الحديث مجرد زوبعة في فنجان؟
وتباينت آراء المحللين السياسيين في متابعتهم لهذا الموضوع، فرأى بعضهم خلال حديثهم لـ"الرسالة نت" أن قرار أبو مازن مجرد تصريحات إعلامية لاستغلال مواقف سياسية دولية متعاطفة مع قطاع غزة، فيما وصف البعض الآخر الخطوة بالمهمة وأنها ستحل عدة مشاكل على الساحة الفلسطينية وإعادة الوحدة الوطنية.
وكان رئيس سلطة فتح محمود عباس قد كشف الأحد الماضي النقاب عن أنه يفكر جدياً في التوجه إلى غزة، فيما نفت الحكومة الفلسطينية وحركة حماس علمهما بذلك، مؤكدين على ضرورة أن يتم التنسيق المسبق في حال أراد عباس دخول غزة.
**نية حقيقية
وفي هذا السياق استبعد د. هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية أن تكون هناك جدية في رغبة رئيس سلطة فتح محمود عباس لزيارة غزة، مبيناً أنه لو كان لديه نية حقيقية لزار غزة منذ أشهر وسنوات سابقة.
وقال البسوس :"لا توجد محاولات جدية لإعادة اللحمة ولا يوجد أي توجه عملي لدى حركة فتح في الضفة للتوصل لوحدة قائمة على أسس وطنية"، مؤكداً أن ما يقال حالياً في وسائل الإعلام عن نية عباس زيارة غزة مجرد "زوبعة إعلامية" لا أكثر ولا أقل.
وخالفه الرأي المحلل السياسي د. أسعد أبو شرخ معتبرا أن زيارة عباس لغزة قد تؤدي لحل المشاكل القائمة مؤكدا أنها خطوة مهمة يجب أن تتخذ.
وأضاف:"يجب أن يكون عباس أحرص شخص على المصلحة الوطنية من أجل تذليل العقبات"، معتبرا أن الحديث عن زيارة أبو مازن لغزة قديم حديث.
لكن البسوس يشير إلى محاولة عباس استغلال مواقف سياسية دولية للتعاطف مع قطاع غزة المحاصرة خاصة بعد الاعتداء الذي تعرضت له سفن الحرية في عرض المياه الدولية نهاية أيار/مايو الماضي، مبيناً أن سلطة فتح بقيادة عباس تحاول استغلال الوضع السياسي والإعلامي القائم من أجل كسب مواقف سياسية.
وتابع أستاذ العلوم السياسية:"تريد السلطة بقيادة عباس إظهار أن لديهم نوايا نحو كسر الحصار عن قطاع غزة وإعادة اللحمة الفلسطينية ويريد إظهار توجهاته نحو إنهاء الانقسام، لكن لو كانت لديه نية حقيقية بالفعل لكان بإمكانه أن يتواصل بشكل مباشر لأن الشعب الفلسطيني بغزة يرحب بأي توجه لإعادة الوحدة الوطنية".
**لبحثها وجهاً لوجه
أما د. أبو شرخ فيعتقد أنه في حال قدوم عباس لغزة ستفكك كثير من المشاكل لأنه سيتم وضعها على الطاولة لبحثها وجهاً لوجه، مضيفاً:"كل المحاولات للضغط على الشعب الفلسطيني فشلت ولا بد من جلوس الفلسطينيين مع بعضهم للمحافظة على الثوابت الوطنية".
وتابع:" إسرائيل تضغط على عباس ولم تعطه أي شئ وليس أمامه الآن إلا العودة لشعبه"، مبيناً وجود عدة شخصيات في حركة فتح مع زيارة غزة بسبب تهميش الحركة في الضفة وسيطرة فياض على قرارات السلطة.
واستبعد أبو شرخ أن يكون حديث عباس عن نيته زيارة غزة مجرد تصريحات إعلامية فقط، قائلاً:"محمود عباس أدرك تماماً أن المفاوضات قد فشلت وأن الإدارة الأمريكية متواطئة مع الاحتلال وانه استخدم دون أن يقدم له أي شئ".
ويعتقد البسوس أن عباس يحاول استغلال الوضع السياسي العام والمواقف الإعلامية والسياسية من أجل تسجيل مواقف لمصالحه الشخصية.
**فكرة التخطيط
وفي معرض حديثه عن إمكانية عدول عباس عن خيار التسوية والعودة لأحضان شعبه، استبعد البسوس أن تكون فكرة التخطيط لزيارة عباس لغزة من أجل العدول عن خيار التسوية ووقف المفاوضات مع الاحتلال، مستطرداً: "السلطة لن تستطيع أن تعدل عن مسار التسوية الذي رسم منذ سنوات لها وأن تتوجه لمسار المقاومة".
وعاد أبو شرخ ليؤكد أن الحراك الأخير بعد الاعتداء الصهيوني على سفن الحرية وزيارة عباس لتركيا شكل مطالبات لحل المشاكل الفلسطينية وإعادة الوحدة الوطنية، مستطرداً:"ما جرى من تدخل تركي قوي حرك كل المياه الراكدة وأدى لتحرك عربي بعد الإصرار التركي على مساندة الشعب الفلسطيني".