موضوع: عسر القراءة و الكتابة عند الأطفال الأحد أكتوبر 17, 2010 8:38 pm
عسر القراءة والكتابة، واحد من أكثر أنواع صعوبة التعلم شيوعا. إنه مرتبط بطريقة معالجة اللغة، وعادة ما يجد الأطفال صعوبة في القراءة والكتابة والتهجي. مصطلح «ديسليكسيا» Dyslexia أصله يوناني، ويعني صعوبة التعامل مع الكلمات، وتعرفه الرابطة الدولية لعسر القراءة والكتابة بالآتي: الـ Dyslexia اضطراب له تأثيره الأساسي على الأعصاب، وفي معظم الأحيان له صلة وراثية، يتسبب في صعوبة تعلم ومعالجة اللغة بدرجات متفاوتة الشدة، وفي الصعوبات التي تتجلى في اللغة استماعا وتعبيرا، ويتضمن مشاكل في النطق، والقراءة والكتابة والإملاء، والخط، وأحيانا في الرياضيات. ويقدر أن 10% من تلاميذ المدارس في بريطانيا مصابون بالديسلكسيا، بينما في أميركا 10- 15%. وفي الكويت مثلا تقدر جمعية مرض الديسليكسيا أن 6.3% من طلبة المدارس الابتدائية يعانون منها. ووجد أن نسبة الاصابة بين الصبيان 4 مرات أكثر من الفتيات. ومن المشاهير الذين عانوا من الديسلكسيا، وينستون تشرشل، الفنان بابلو بيكاسو، العالم البرت اينشتاين، الملاكم محمد علي كلاي، والفنان ليوناردو دافنشي. ما هي أسباب عسر القراءة والكتابة ؟ ليس هناك سبب معروف للديسلكسيا، ولكن يعتقد انها وراثية. إذا كان أحد الوالدين يعاني منها فهناك نسبة 40% أن يصاب الأطفال ايضا. وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك عددا من الجينات تتسبب فى حدوثها. كما أظهر المسح التصويري للدماغ أن عقل المصابين بالديسلكسيا يتعامل مع المعلومات بطريقة تختلف عن عقل الأصحاء. ولذلك فصعوبة القراءة والكتابة لا تؤثر في درجة الذكاء، وغالبا ما يكون الأطفال والبالغون المصابون بالمرض أذكياء وموهوبين. تعلم القراءة والكتابة اللغة المنطوقة (الكلام) مهارة يتقنها الأطفال من عمر 3 سنوات، فيمكنهم التحدث وفهم الجمل المعقدة، لأن مخ الإنسان لديه قدرة فطرية على تفسير وفهم اللغة المنطوقة. أما بالنسبة للقراءة والكتابة، فهما مهارتان ليس من السهل اكتسابهما لأنهما أكثر تعقيدا في الكيفية التي يعالجها الدماغ. ولكي نستطيع أن نفهم عملية القراءة والكتابة أنظر إلى المثال التالي: - إذا كنت تنظر إلى كتاب ورأيت كلمة سيارة - تنقل العين حروف الكلمة إلى الدماغ - يطابق الدماغ الحروف بالأصوات التي تمثلها - يجمع الدماغ مختلف الأصوات المنفصلة إلى صوت واحد - من خلال استخدام الذاكرة طويلة المدى، يقوم الدماغ بوضع صورة ذهنية للكلمة حتى تأتي شكل كلمة السيارة. يجد المتضررون من عسر القراءة صعوبة بالغة في هذه العملية، ويعتقد أن أعراض الديسلكسيا ناتجة عن عدم القدرة على تحويل الكلمات المكتوبة إلى أصوات. ووجد أن نشاط المخ عندهم أكثر من 10 أضعاف نشاط المخ عند غير المصابين. ما هي الأعراض ؟ قد تظهر أعراض الديسلكسيا في مرحلة الطفولة المبكرة، عند السنة الرابعة عندما يبدأ الطفل في خلط الكلمات، وينسى أسماء الأشياء المعروفة ويواجه مشكلات في التقفية أو شىء من البطء في تعلم الكلام. وقد يجد الطفل أيضا صعوبة في ارتداء ملابسه أو لبس الحذاء في القدم الصحيحة. يشخص معهد تنمية الطفل الأميركي مرض الديسلكسيا عندما يظهر على الطفل واحدا او اكثر من الأعراض الآتية: - خلط الحروف أو الكلمات عند القراءة، مثلا يقرأ كلمة «هل"»بدلا من «له». - خلط الحروف أو الكلمات عند الكتابة. - صعوبة في تكرار ما قيل له. - سوء الخط وعدم القدرة على رسم الخطوط. - عدم القدرة على الرسم. - عكس الكلمات أو الحروف عند تهجي الكلمات الشفوية. - صعوبة في معرفة الاتجاهات مكتوبة أو منطوقة. - صعوبة في معرفة اتجاه اليمين واليسار. - صعوبة في فهم أو تذكر ما قيل له. - صعوبة في تذكر أو فهم ما يقرأه. - صعوبة في طرح أفكاره على الورق. ومن المهم أن نفهم أن الأطفال لا يعانون من هذه الصعوبات لأن لديهم مشاكل بصرية أو سمعية، أو لأنهم أغبياء، ولكن بسبب أن دماغهم غير قادر على معالجة اللغة بصورة طبيعية، مما يسبب القلق والاحباط للطفل. هل يعاني طفلك من الديسلكسيا ؟ الديسلكسيا تصيب الأطفال بطرق مختلفة، فبعض الأطفال قد يجيدون القراءة، ولكن يجدون صعوبة في الكتابة والإملاء، وبعضهم قد يصابون بأعراض خفيفة، أو تكون الأعراض خطيرة ولكنها تظهر وتختفي. عادة ما تلاحظ الأعراض في سن مبكرة. وبما أن الأطفال ينمون بمعدلات مختلفة، فمن المهم ألا نقلق إذا كان هناك واحدا أو أكثر من الأعراض، فهذا لا يعني أن طفلك مصاب بالديسلكسيا. وإذا كانت الأسرة تعتقد أن طفلها مصاب بالديسلكسيا فيجب مناقشة هذه المسألة مع الطبيب أو مدرس الطفل. وعادة ما تشخص الديسلكسيا عن طريق مرحلتين، الأولى بأسلوب الفحص المبسط، حيث يسأل الطفل مجموعة من الأسئلة أو يعرض إلى اختبارات مختلفة، والثانية عن طريق التقييم وهي سلسلة اختبارات أكثر تعقيدا تهدف إلى تأكيد تشخيص الديسلكسيا، وفي نفس الوقت تقييم نقاط القوة والضعف في مقدرة الطفل على التعلم ومستوى ذكائه. خيارات العلاج ؟ لا يوجد علاج للديسلكسيا، ولكن هناك عدة طرق تساعد الطفل على التغلب على صعوبات القراءة والكتابة. في معظم الحالات التشخيص المبكر يساعد الطفل في اكتساب مهارات للتغلب على الصعوبات. يشير المعهد الوطني للصحة إلى أن 95% من حالات صعوبة القراءة يمكن أن تتحسن إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر. يتوقف العلاج على شدة الحالة ومتى تم تشخيصها. وهناك العديد من المناهج التعليمية لتدريس الأطفال ذوي عسر القراءة، ولكنها جميعا تركز على طرق التدريس وأساليب التعليم وهي: - تعليم الطفل استعمال جميع حواسه إن أمكن. - التعلم المنظم حيث تعد الدروس بطريقة تجعل المعلومات تعطى بجرعات صغيرة. - التعلم التراكمي حيث تبنى المهارات تدريجيا. - التعلم الشامل حين تتم المراجعة المتكررة، حتى يتمكن الطفل من استخدام الحروف والأصوات الصحيحة والقواعد تلقائيا. - التعلم النشيط ويشمل إعداد الدرس بأنشطة قصيرة ومتنوعة. أسلوب التعليم عن طريق سماع الصوتيات أثبت فعاليته على تحسين تعليم القراءة عند الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا. في هذا الأسلوب يتم التركيز على الأصوات التي تمثل الحروف بدلا عن الحروف ذاتها
منقول
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: عسر القراءة و الكتابة عند الأطفال الجمعة نوفمبر 05, 2010 5:20 pm
هل يمكنك أن تتخيل إعاقة ما يمكنها أن تلحق بأى من أسماء قائمة طويلة تبدأ بليوناردو دافنشى صاحب الجيوكنده الخالدة وجراهام بل، مخترع التليفون ونجوم سماء السينما الزاهرة مارلون براندو، وتوم كروز، هاريسون فورد، ويبى جولدبرج، أورلاندوبلوم.
والمدهش داستين هوفمان، المخرج الأشهر ستيفن سبلبرج ومخرج البهجة الصافية والت ديزنى وصاحب إمبراطورية ميكروسوفت بل جيتس القائمة لا يتسع لها المتاح من المساحة لكنها مازالت تضم أعدادا من المبدعين فى مجالات الفنون والعلوم والسياسة والآداب كلهم عانوا من إعاقة عسر الكتابة والقراءة وتغلبت مواهبهم الأصلية عليها.
لكنك حتما ستتخيل عزيزى القارئ إذا أضفنا للقائمة جورج دابليوبوش الذى صرحت والدته وسيدة أمريكا الأولى السابقة فى حديث تليفزيونى لها أنه كان أقل أطفالها ذكاء وأوفرهم حظا رغم إصابته بإعاقة عسر القراءة والكتابة!
ــ عسر القراءة والكتابة «Dyslexia» إعاقة ذهنية تضم حزمة من الأعراض قد يعانى من أحدها أى إنسان منا مثل التعسر فى النطق أحيانا أو خلط الأرقام بعضها البعض أو التباس الأمر فيما يتعلق بالتوقيت وكلها أعراض منفردة لكنها إذا ما اجتمعت منها مجموعة كبيرة فنالت من قدرة الإنسان على التعليم وصفت بإعاقة عسر القراءة والكتابة.
هى إذن فى تعريفها العلمى المبسط إعاقة ذهنية تتعلق بالقدرة على تعليم مبادئ وأساسيات اللغة لا ترتبط على وجه الإطلاق بأى مظاهر التخلف العقلى أو غياب الذكاء إنما تقف عند حدود عدم القدرة على تلقى مبادئ القراءة والكتابة وفقا للقواعد التى يتقبلها الطفل العادى للتعلم.
يبدأ رصدها غالبا فى الفصل الدراسى حينما يلاحظ المعلم أن أحد تلاميذه والذى يتمتع بنشاط ربما فاق زملاءه يتعثر فى نطق الكلمات ولا يجيد حفظها ويخلط بين الحروف المتشابهة فى الشكل فلا يميز الباء من التاء أو الثاء لكنه يستخدمها دائما فى غير مواضعها يخلط أيضا بين الحروف ذات المخارج المتشابهة يحذف حروفا من الكلمة وقد يضيف إليها حروفا ليست بها كما أنه لا يجيد الكتابة فحروفه ملتوية لا تعرف الاستواء على السطر.
ــ قد لا يخطر ببال المعلم فى البداية أن تلميذه يعانى من الدسليكلسيا أو إعاقة عسر القراءة والكتابة فيتوقف أمامه وقد يستدعى والديه لمناقشة مستواه التعليمى المتعثر ناعتا إياه بالتلميذ الكسول أو ناصحا لهم بمتابعة واجباته المنزلية إذ إنه فى رأيه طفل «مختلف» على أى حال.
ــ الواقع أن إعاقة عسر القراءة والكتابة تلازم الإنسان طيلة حياته لكنه إذا لقى الرعاية المناسبة وانضم إلى برنامج تعليمى خاص تتعدد فيه وسائل شرح قواعد القراءة والكتابة بصورة مدروسة تستخدم وسائل سمعية وبصرية وحسية مختلفة منها الألوان والألعاب والصور يقوم بها متخصصون فإن الطفل يتخطى حدود إعاقته، بل يتفوق بعد فترة على أقرانه.
ــ قد يكون التحصيل الدراسى المتعثر فى البداية هو حجر الزاوية فى مستقبل الطفل إذا لم ينتبه المحيطون به إلى حقيقة ما يعانى منه فيتعرض الطفل للعقاب فى المدرسة والبيت مما يجعله ينطوى على نفسه ويرفض الاستمرار فى التعليم. أما إذا تعاونت المدرسة مع البيت فى توجيه الطفل لبرنامج تعليمى مدروس لتأهيله وفقا لاحتياجاته وقدراته على التعلم فإن غالبا ما يعاود الانضمام لفصله الدراسى.
المدهش فى الأمر أن العديد ممن يعانون من عسر القراءة والكتابة حينما يلقون الرعاية الواجبة تتفتح من داخلهم مواهب قد تميزهم عن أقرانهم فى مجالات أكاديمية صعبة كالفنون وعلوم الكمبيوتر والإلكترونيات وعلوم الرياضة والحساب والموسيقى والدراما والرياضة وإن كانت تلك الملكات لا تستند إلى قواعد اللغة أو تحتاجها بصورة ملحة.
إلى أى مدى تتأثر حياة الإنسان بإعاقته؟
تختلف حالات الدسليكسيا إلى درجة التباين فكل حالة لها ملف مختلف، لكن الخط الأساسى يتعلق بالتعثر فى القراءة ونطق الكلمات والقدرة على التهجى الصحيح لها. قد يتلقى البعض منها تعليميا قويا مدروسا يمكنهم من اكتساب مهارات.. سليمة طبيعية فى القراءة والنطق ومن ثم الكتابة لكن قد يجانب بعضهم الحظ فلا يحظى بمدرب جيد للنطق أو معلم قادر على معاونته بقوة لذا تبقى لديهم صعوبات فى العلوم الأكاديمية فى كتابة ما يطلب منهم من مقالات دراسية ويخطئون فى أحكام صياغة موضوعات الإنشاء أو ترجمة الكلمات من لغة لأخرى.
كيف يمكن تشخيص إعاقة عسر القراءة والكتابة؟
تضع مناهج التعليم الآن فى عالم تعلو فيه قيمة الإنسان نصب عينيها رصد حالات عسر القراءة والكتابة فى المدارس الأولية للعمل على تأهيلهم فى مراحل مبكرة من حياتهم. اكتشاف الحالات مبكرا وعلاجها فى توقيت مناسب هو الدعم الحقيقى الذى تقوم به المدرسة بمعاونة العائلة للطفل لتجاوز إعاقته.
تستخدم المدارس فى أمريكا الشمالية «كندا وأمريكا» وبعض دول أوروبا نظاما منهجيا يسمى رد الفعل للتدخل أو Response to intervention بمقتضاه يمكن متابعة الفروق فى التحصيل بين التلاميذ بعضهم البعض وبالتالى اكتشاف حالات عسر القراءة والكتابة لإعادة تأهيلهم ببرامج خاصة مكثفة تتم مراجعتها باستمرار لرصد مدى تقدمهم فيها فى مقارنة مستمرة بأقرانهم الذين يتبعون مناهج الدراسة الأكاديمية المقررة.
هل لها من أسباب تتيح الوقاية منها؟
إلى الآن لا أحد يعلم ما الذى يقود إلى إعاقة عسر القراءة والكتابة رغم وضوح العامل الوراثى فيها بجلاء. فهى تسرى فى العائلات بصورة يمكن معها دائما توقع أن تنتقل من الآباء للأبناء.
أهى اضطرابات عصبية وراثية؟ أم إنها افتقاد لتنظيم المعلومات فى المخ لأسباب تربوية خاطئة فى تعليم اللغة؟ لا أحد يمكن أن يجزم وإن كان احتمالات الاضطرابات النفسية وارد وبقوة فى تلك الحالات التى لا ينعم فيها الطفل بوئام أسرى بين والديه نتيجة اضطراب أحوالهما النفسية أو انفصالهما.
العلاج: ملف عام وتفاصيل خاصة
يحتاج الطفل الذى يعانى من عسر القراءة والكتابة لدعم من المدرسة والمنزل ومجموعة من الموجهين تعمل فى تعاون على تأهيل الطفل تضم معلما للغة ومساعدا له يعاون الطفل على أداء واجباته بطريقة صحيحة إلى جانب معلم للنطق وأخصائى للصحة النفسية والعقلية.
للمدرسة أن تحيط الطفل برعاية خاصة تضمن له التغلب على إعاقته من خلال برنامج يعينه على استخدام كل حواسه للفهم السمع والبصر واللمس والشم لمعرفة كنهه الأشياء وارتباطها بأسمائها وألوانها واستعمالاتها.
للمدرسة أيضا أن تشجع الطفل على اكتساب مهارات الكمبيوتر خاصة فى القراءة والكتابة ومقارنة اللغات ببعضها وحفظ الكلمات وطريقة تهجيها بالطريقة الصحيحة. دور المنزل يظهر بجلاء فى دعم الطفل نفسيا فى مواجهة إعاقته.
متابعة مدى تقدمه وقدرته على اكتساب المهارات ومحاولة اكتشاف مواطن الموهبة فى مجالات أخرى كالفن والرياضة أو الموسيقى بل أيضا كتابة الشعر أو القصة من أجمل أمثلة قدرة الإنسان على تحدى إعاقة عسر الكتابة والقراءة تلك القصص البوليسية التى ذاعت شهرتها فى العالم وامتلئت بمواقف التشويق والإثارة للكاتبة الأسطورة أجاثا كريستى، إنه السعر الذى يعقبه يسر إذا ما صبر الإنسان وثابر على المحاولة.